"صوت من لا صوت لهم".. مؤسس "السفير" وفارس اللغة العربية والناشر اللبناني طلال سلمان يترجل
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
رحل مؤسس ورئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية، التي كانت واحدة من أبرز الصحف العربية، طلال سلمان، الجمعة 25 أغسطس/آب 2023 عن 85 عاماً، بعد مسيرة إعلامية حافلة بالإنجازات، عايش خلالها أحداثاً وشخصيات لا حصر لها.
ذكرت وسائل إعلامية وأصدقاء للصحافي الكبير أن المنية وافته في أحد مستشفيات بيروت حيث كان يعالج بعد تدهور صحته خلال الاشهر الأخيرة.
كما نعته أغلب وسائل الإعلام االعربية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب وزير الاعلام اللبناني زياد المكاري على منصة إكس (تويتر سابقاً) : "الكبير طلال سلمان العابر بقلمه للمناطق ستبقى ذكراه خالدة وتاريخه العريق صفحة لن تطوى في تاريخ الصحافة اللبنانية".
وقال الإعلامي جورج قرداحي ووزير الإعلام السابق: "رحل الأستاذ.. علم من رجالات الإعلام الكبار في بلادي، حمل قلمه ومضى.. صوت من لا صوت لهم".
ووصف الصحافي اللبناني ونائب رئيس التحرير السابق لصحيفة الأخبار اللبنانية بيار أبي صعب رحيله بنهاية العصر الذهبي.
ولد طلال سلمان في بلدة شمسطار في شرق لبنان العام 1938، بدأت مسيرة طلال سلمان الصحافية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو "واحد من متخرجي بيروت، عاصمة العروبة"، كما وصف نفسه في سيرته.
وأصدر في العام 1974 العدد الأول من جريدة "السفير" في بيروت، وكانت صحيفة يومية حملت شعار "صوت الذين لا صوت لهم"، وعُرفت بمواقفها المناصرة للقضايا العربية، لا سيما القضية الفلسطينية.
ولسنوات طويلة، كتب افتتاحية في صحيفة "السفير" التي أصبحت سريعاً مختبرا مهماً لمختلف الأفكار والاتجاهات الفكرية والسياسية، ونجحت على مدى 40 عاماً في إيجاد موقع لها في لبنان والعالم العربي.
كاتت السفير مرجعاً لكثيرين لتحليل وفهم ما يجري في لبنان والعالم العربي. الأمر الذي جعلها تجربة نادرة في الصحافة العربية. وجمعت أسماء لامعة في الفكر والأدب مثل عبد الرحمن منيف وسعد الله ونوس وطارق البشري ورفعت السعيد وغيرهم.
أجرى طلال سلمان لقاءات مع العديد من الزعماء والقادة العرب، ويقول بعض الذين عملوا معه إنه كان "من آخر من يغادر مكاتب الصحيفة" ليلاً ليتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، كان لطيفاً وقريباً من العاملين معه، متضامناً معهم وداعماً لهم الى أقصى حدّ.
ولطالما حظي طلال سلمان بتقدير كبير بين الإعلاميين والسياسيين والرأي العام، حتى بين الذين اختلف معهم في الرأي. وكان يعرف بافتتاحياته المدوية وآرائه غير المهادنة.
في 14 تموز/يوليو 1984 تعرض لمحاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجراً تركت ندوباً في وجهه وصدره. وكانت سبقتها محاولات لتفجير منزله، وكذلك عملية تفجير لمطابع "السفير" في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1980.
في الرابع من كانون الثاني/يناير 2017، أقفل طلال سلمان جريدة "السفير"، بسبب صعوبات مادية خصوصاً. وكانت تلك ضربة كبيرة للإعلام اللبناني الذي عرف على مر سنوات بتنوعه وحريته، وشكل علامة فارقة بين الدول العربية الأخرى.
واختار سلمان افتتاحية العدد الأخير تحت عنوان "لعلها تكون أطيب تحية وداع"، وجاء فيها: "يحق لنا أن نلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وبصدق: شكراً".
بعد إغلاق السفير، بقي طلال سلمان يكتب عبر موقع حمل اسمه واسم "على الطريق"، وهو كان عنوان زاويته الأسبوعية في الجريدة.
وله مؤلفات عدة من بينها "مع فتح والفدائيين" (1969)، و"إلى أميرة اسمها بيروت" (1985)، و"الهزيمة ليست قدراً" (1995)، و"هوامش في الثقافة والأدب والحب (2001)، و"كتابة على جدار الصحافة" (2012).
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تأهب عسكري بالنيجر وتراجع قادة الانقلاب عن صحة وثيقة طرد سفراء شاهد: عودة احتفالات مهرجان الأشندا في إثيوبيا بعد توقفها خلال حرب تيغراي شاهد: زوجان رومانيان يعودان من فرنسا إلى بلدهما للزواج على الطريقة التقليدية وفاة الصحافة المكتوبة لبنان فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: وفاة الصحافة المكتوبة لبنان فلسطين إسبانيا روسيا إسرائيل النيجر الصين فرنسا يفغيني بريغوجين سوريا نساء انقلاب رياضة إسبانيا روسيا إسرائيل النيجر الصين فرنسا طلال سلمان
إقرأ أيضاً:
ختام البرنامج التدريبي لمعلمي العربية للناطقين بغيرها بمنح
احتفل معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بولاية منح بختام البرنامج التدريبي المتقدم لتأهيل معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، بمشاركة نخبة من الأساتذة من جامعات أوزبكية وإندونيسية.
وألقى مصطفى بن حمد أمبوسعيدي، عضو الهيئة التدريسية بالمعهد، كلمة أشار فيها إلى أهمية هذه الدورات في تأهيل الكفاءات التربوية، وتعزيز تبادل الخبرات التعليمية، بما يُسهم في ترسيخ التفاهم الثقافي وتوسيع نطاق التبادل المعرفي بين الدول المعنية بتعليم اللغة العربية.
وقد عبّر الأساتذة الإندونيسيون والأوزبك من خلال كلماتهم عن تقديرهم لجهود المعهد في تنظيم هذا البرنامج النوعي، مثمّنين ما أتاحه من فرص لتطوير استراتيجيات التدريس والاطلاع على أساليب حديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وامتد البرنامج على مدى شهر كامل، تلقّى فيه المشاركون تدريبًا مكثفًا شمل نظريات تعلم اللغات الأجنبية وطرائق تدريس العربية، إضافة إلى التعرّف على الأطر المرجعية، ومناهج تدريس المهارات اللغوية، والاستراتيجيات والأساليب التربوية، إلى جانب إعداد الامتحانات، وتصميم أدوات التقييم، والمشاركة في جلسات حوارية وتطبيقية، وتقديم دروس مصغّرة، وحضور حصص دراسية فعلية داخل المعهد، كما شارك المتدرّبون في حضور عدد من المؤتمرات والفعاليات التي أُقيمت في سلطنة عُمان، ونفّذوا زيارات ميدانية لمؤسسات تعليمية، إلى جانب انخراطهم في البرنامج الثقافي المصاحب الذي شمل رحلات ترفيهية ومعرفية متنوعة.
رعى الحفل ناصر بن حمد السليماني، مدير مدرسة أسامة بن زيد للتعليم الأساسي، وجاءت الاحتفالية ضمن فعاليات الدورة السادسة والخمسين، حيث تضمّنت عروضًا فنية وثقافية متنوعة عكست غنى الخلفيات الثقافية للدارسين، وشارك طلبة الهند بأداء أغنية شعبية عبّرت عن الروح الفنية والثقافية لبلادهم، فيما قدّم طلبة إسبانيا عروضًا مرئية استعرضوا من خلالها ملامح من جمال الطبيعة والتاريخ والثقافة الإسبانية، واختتم طلبة جزر القمر مشاركتهم بعرض يجمع بين الأزياء العُمانية والقمرية، في لوحة جسّدت روح التبادل الثقافي والانفتاح الحضاري.