خلاصة الايام البابوية في لبنان : السلام واتركوا السلاح... يا لبنان قم وانهض!
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
ثلاثة أيّامٍ عاشها اللبنانيون على رجاء المصالحة والسلام القائم على الحق والعدالة خلال زيارة البابا لاوون الرابع عشر، ارتفعت خلالها الدعوات إلى نبذ العنف وإعادة بناء الجسور بين أبناء الوطن الواحد. غير أنّ المشهد الداخلي يعود سريعًا إلى إيقاعه السياسي والأمني المعقّد، مع اجتماعات مرتقبة للرؤساء والقادة العسكريين، وملفّات حسّاسة تتقدّمها مسألة ضبط السلاح جنوب الليطاني ومحاولات الحدّ من التصعيد الاسرائيلي ، خلال استقبال لبنان بعثة مجلس الأمن الدولي التي تصل بيروت الخميس، آتيةً من دمشق.
وكتبت" النهار": ثلاثة أيام استثنائية بكل المقاييس عاشها لبنان مع زيارة استثنائية للبابا لاوون الرابع عشر، الذي خطف الأنظار وترك لدى اللبنانيين أعمق انطباعات التعلق بمواقفه ومشاعره حيال لبنان، والتي عكست عمق إدراكه ومعرفته بكل ما يتصل بمعاناة لبنان كما بتعقيدات تركيبته وأوضاعه الداخلية والخارجية، الأمر الذي ترجمته كلماته وعظاته ومحطات لقاءاته على امتداد الأيام الثلاثة التي اكتسبت بحق صفة تاريخية.
غادر البابا لاوون الرابع عشر مطار رفيق الحريري الدولي وكلماته تدوي في أسماع اللبنانيين، إن لجهة اصراره اللافت على إيقاظ وإحياء وتحفيز ثقة اللبنانيين بمستقبل لبنان وتحميلهم المسؤولية الكبرى عن إبقائه الوطن النموذج الفذ الفريد في المنطقة، وإن لجهة الجانب اللافت الآخر في محطاته الروحية غير المسبوقة مثل زيارته كأول بابا لضريح القديس شربل، أو أيضاً لجهة الجانب الاجتماعي الإنساني الذي جسدته زيارة دير الصليب ومن ثم مكان انفجار مرفأ بيروت. ومع ذلك لم تفت البابا الأجواء الشديدة الخطورة التي يبدو لبنان عبرها كأنه يعيش عداًّ تنازلياً غير مسبوق بين نهاية الأيام البابوية المفرحة والباعثة على الآمال العريضة ونذير التهديدات المتصاعدة بحرب أو بعملية حربية واسعة جديدة تنقضّ فيها إسرائيل على مواقع "حزب الله". ومن هنا اكتسب الإعلان الأخير أو النداء الأخير الذي اختتم به البابا زيارته قبيل دقائق من إقلاع طائرته وقعاً ودوياً كبيرين، إذ استبدل النبرة الإيمانية والقيمية بنبرة "زمنية" واقعية مباشرة عكست تحسّسه الكبير بمخاوف اللبنانيين من خلال مناداته المباشرة بوقف الهجمات والأعمال العدائية واختيار طريق التفاوض والحوار. صرخة لعلها تنطوي على ترجمة تأثير البابا والفاتيكان، ليس فقط عبر رحلة الحبر الأعظم للبنان ودلالاتها في هذا التوقيت الحرج والخطر والحساس فحسب، بل أيضاً من خلال الديبلوماسية الهادئة والصامتة والمصممة التي يتبعها الكرسي الرسولي في متابعته الدائمة لأوضاع ومعاناة لبنان.
وإذا كان من تجليات مؤثرة أخرى للحدث البابوي، فهي تمثلت في ضخامة الحشد الشعبي الذي اجتذبه القداس الكبير الذي ترأسه البابا وفاق عدد المشاركين فيه الـ150 ألفاً وفق المنظمين وتقديرات وكالات أنباء أجنبية.
وعلى الأهمية الكبيرة التي اتّسمت بها عظة البابا في القداس الكبير، فإن كلمته الوداعية في المطار لامست الأوضاع المعقدة والمخاوف، كما تميزت بإشارته إلى مناطق لم تشملها جولته كالجنوب والشمال. قال البابا مودعاً: " أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثَّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر. أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها: طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار". وأضاف: "أُطلق نداءً من كل قلبي: لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط".
وبعد مغادرته نقل عن البابا تأكيده في حديث على الطائرة "الاستمرار في محاولة إقناع الفرقاء في لبنان بترك السلاح والعنف والتوجه للحوار". وأشار إلى أنه إطّلع على رسالة "حزب الله" إليه، وتابع: "هناك اقتراح من الكنيسة بأن يتركوا السلاح ويسعوا للحوار"، كاشفاً أن "اللقاءات السياسية جرت بعيداً عن الاعلام وتركزت على تهدئة النزاعات الداخلية والدولية".
وكتبت" نداء الوطن": ودّع لبنان الحبر الأعظم لاوون الرابع عشر، ليستقبل من جديد ملفاته الساخنة والمصيرية التي لا مفرّ منها. ثلاثة أيام شكّلت استراحة وطنية ومعنوية، غمرها الفرح والرجاء، وحملت رسائل دعم وتصويب في آنٍ للدولة والكنيسة. إذ أفادت معلومات " بأن البابا خلال لقائه الخاص مع الأساقفة الكاثوليك في مقر السفارة البابوية، أمس الأوّل، كان "شديد الصراحة"، خصوصًا في ما يتعلّق بإصلاحات كنسية داخلية، بات تنفيذها ملحًّا وضروريًّا، وتخضع لمراقبة وعناية فاتيكانية حثيثة.
ورأت مصادر كنسية أن كلام البابا، رغم صياغته الهادئة المعهودة في أدبيات الكرسي الرسولي، حمل في مضمونه رسائل مباشرة تتقاطع مع التحذيرات الدولية والعربية للبنان بضرورة التحرّك قبل فوات الأوان. فالفاتيكان، وإن كان يختلف في أدواته ووسائله عن سائر القوى الدولية، إلا أنها تلتقي معًا في الدعوة إلى استعادة الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة، وحصر السلاح بيد الشرعية وحدها. وأكد المصدر أن العبرة تبقى في كيفية الإفادة من زيارة الحبر الأعظم، مشيرًا إلى أن البابا يُولي الوضع اللبناني اهتمامًا بالغًا، وقد وعد بالتواصل مع عواصم القرار، وعلى رأسها واشنطن، للعمل على إيجاد مخرج للأزمة وتجنب انزلاق البلاد نحو حرب جديدة. كما سيجري اتصالات مع الدول الفاعلة، بما فيها تل أبيب، للحؤول دون العودة إلى أتون الدمار. ولفت المصدر إلى أن البابا اطّلع على مختلف وجهات النظر خلال زيارته، وهو من أشدّ الداعمين لقيام دولة قوية، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه يعني بقاء الفوضى واستمرار دورة العنف، في ظلّ قناعته بأن السلاح غير الشرعي يشكّل وقودًا دائمًا للأزمات والانهيارات.
وكتبت" الاخبار": في اليوم الثالث قبل مغادرته لبنان، أتى الحبر الأعظم على ذكر الاعتداءات على لبنان، ولو من دون أن يحدّد هوّية المعتدي. فاكتفى بتوجيه «نداء من القلب لتتوقّف الهجمات والأعمال العدائية». وعلّق بالقول: «لا يظنّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّح يجلب أي فائدة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوار فتبني». كذلك وجّه تحية إلى جميع مناطق لبنان التي لم يتمكّن من زيارتها: طرابلس والشمال والبقاع، والجنوب «الذي يعيش بصورة خاصة حالاً من الصراع وعدم الاستقرار»، مضيفاً: «أعانق الجميع وأرسل إلى الجميع أمانيّ بالسلام».
لكن بعيداً عن التوقّعات بأن تكون زيارته نقطة تحوّل في المشهد اللبناني، أبدت مصادر وزارية ملاحظتين: الأولى تتعلّق بـ«الرسالة التي أراد عون إيصالها في خطابه، حين تحدّث عن بقاء لبنان مساحة اللقاء الوحيدة في كل منطقتنا، حيث يمكن تلاقي كل أبناء إبراهيم بكل معتقداتهم ومقدّساتهم ومشتركاتهم، أي إعادة دعوة العدو الإسرائيلي إلى مفاوضات السلام من دون أن يأتي على ذكر الاعتداءات الإسرائيلية ولو لمرة واحدة». والثانية «تركيز البابا على أنّ الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة من أجل تخطّي الانقسامات وفتح صفحة جديدة باسم السلام».
واستنتجت هذه المصادر من ذلك أنّ «التركيز اليوم وكل الضغط الدولي يقتصران على مفاوضات السلام، وليس على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو وقف الاعتداءات على لبنان».
أمّا على الصعيد الروحي المتعلّق بالكنيسة والوجود المسيحي، فأفادت مصادر كنسية أنّ «البابا وضع في أثناء لقائه مع البطاركة والمطارنة والرهبان والكهنة خارطة طريق واضحة للعمل ضمنها، والتي ترتكز على ضرورة إجراء إصلاحات جذرية داخل المؤسسات الدينية، وأوّلها التخلّص من مظاهر البذخ والتركيز على الصلاة ومساعدة المحتاجين، ولا سيّما أبناء الطائفة المسيحية الذين يعانون اقتصاديا واجتماعياً.
وباتوا يختارون الهجرة لبناء عائلة في الخارج على التمسّك بأرضهم ووجودهم في هذا الشرق». وفقاً للمصدر الكنسي، فإنّ «الحبر الأعظم أوضح لهم أنه يأتي إلى لبنان لحثّ مسيحيّي الشرق على التمسّك بهوّيتهم المشرقية والحفاظ عليها بدل مواصلة السعي لأن يكونوا جزءاً من الغرب.
لذا، تقع المسؤولية الأكبر عليهم في وضع استراتيجية حقيقية لتشجيع المسيحيين على البقاء في أرضهم، وهو ما يتطلّب تحفيزات مدرسية وصحية واقتصادية وتسهيلات للشباب الراغب بالزواج ومَن يفتّش عن فرص عمل، خلافاً للطريقة التي تعمل بها بعض الإرساليات اليوم عبر تشجيعها أبناءها على الهجرة والدراسة والعمل في الخارج».
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان زيارة الحبر الأعظم الى بيروت انتهت انما مفاعيلها لم تنتهِ لاسيما انها منحت جميع اللبنانيين جرعات من الأمل وأظهرت تقدير البابا لمعاناة اللبنانيين وتوقهم الى السلام والأمان، مشيرة الى ان هذه الزيارة التي حفلت بمحطات متعددة ومواقف تدعو الى نبذ العنف والتعايش والحلم بالمستقبل، سيتابعها الحبر الأعظم بعدما حمَّله رئيس الجمهورية تمنياته بحمل القضية اللبنانية في عظاته والتأكيد ان الشعب اللبناني يرفض الموت والرحيل.
واعتبرت هذه المصادر ان البابا لاوون الرابع عشر دخل في التفاصيل اللبنانية الدقيقة ووصلت إليه أصداء عن الواقع اللبناني وعلى ما يبدو فإنه سيعمل على اجراء الاتصالات اللازمة في سياق وضع الملف اللبناني في أولويات المتابعة.
الى ذلك أوضحت المصادر ان مواكبة رئاسة الجمهورية لهذه الزيارة أدت الى نجاحها على مختلف المستويات، وهذا الامر يُسجل في عهد الرئيس عون.
ومن روما، نقل عن البابا لاوون قوله انه تواصل وسيتواصل مع القادة، في اشارة الى ترامب وسواه،لوضع حدّ للاعتداءات الاسرائيلية وإحلال السلام.
وكتبت" الديار": ودع لبنان امس البابا لاون الرابع عشر، الذي ترك خلفه ساحات امتلأت بقدر نادر من الطمأنينة لايام ثلاثة، ووعودا بالتواصل مع قادة العالم لحل الازمة اللبنانية، حيث فصلت ساعات قليلة بين مشهد سلام، أعاد للبنانيين شيئاً من يقينهم المفقود، وبين عودة ثقيلة إلى واقع سياسي وأمني مفتوح على كل الاحتمالات، على صوت هدير الطائرات الحربية والمسيرات.
فنهاية الزيارة ادخلت معها البلاد في مرحلة جديدة - قديمة من اختبار إرادات القوى السياسية، والجهات الإقليمية والدولية، حيث التقاط الصور وإطلاق المواقف والتصاريح الإيجابية، لن يكونا كافييين لترميم الانقسامات على انواعها، أو لتبريد التوتر العسكري الذي يخيم.
غادر البابا لاون الرابع عشر، تاركا بلدا معلقا بين رجاء وقلق: رجاء بأن تشكل كلماته قوة دفع للاستقرار، وقلق من أن يغيب صوته في ضجة التصعيد السياسي والعسكري المتسارع، حيث يطوي لبنان صفحة الزيارة، ليفتح في المقابل صفحة مشوشة المعالم، تكتب فصولها بين الداخل المنقسم والإقليم المضطرب.
فهل يلتقط لبنان الفرصة الأخيرة قبل أن ينزلق نحو الأسوأ، أم أن المجهول سيغدو عنوان المرحلة المقبلة؟
مواضيع ذات صلة البابا لاوون الرابع عشر يختتم نشاطات يومه الثاني في لبنان ويصل إلى مقر السفارة البابوية Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر يختتم نشاطات يومه الثاني في لبنان ويصل إلى مقر السفارة البابوية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: البابا لاوون الرابع عشر فی لزیارة البابا زیارة البابا الحبر الأعظم إلى لبنان على لبنان فی لبنان Lebanon 24 م هذا ما
إقرأ أيضاً:
البابا يطلق نداء السلام: أنتم شعب لا يستسلم
تتجه أنظار العالم كله إلى لبنان على مدى أيام ثلاثة من زيارة قداسة البابا ليون الرابع عشر، الذي تقصد اختيار لبنان دون سواه لافتتاح زياراته الرسمية والرعوية خارج الفاتيكان، لاسيما أن زيارة تركيا كانت لمناسبة دينية وعقائدية لا زيارة رعوية.
وقد حض البابا اللبنانيين، على المضي بطريق السلام، مستهلاً زيارته إلى بيروت بعبارة «طوبى لفاعلي السلام». ودعا اللبنانيين إلى التحلي بـ«شجاعة» البقاء في بلدهم، الغارق في أزماته الاقتصادية والسياسية التي ضاعفت هجرة الشباب، مشدداً على أهمية «المصالحة» من أجل مستقبل مشترك، ومؤكداً أن فاعلي السلام «يجرأون على البقاء، حتى عندما يكلّفهم ذلك بعض التضحية».
وكتبت" النهار": البابا لاوون الرابع عشر في لبنان، لم تكن سوى البشارة الأولى إلى أن "الوطن الرسالة" لا يزال يحتل الأولوية الاستثنائية لدى الفاتيكان والكرسي الرسولي، ولكن البابا الآتي للمرة الأولى إلى أرض لبنان فاجأ المنتظرين بأنه ذهب أعمق بكثير من مجرد الزيارة، ليوقظ في لبنان نبض اللبنانيين إلى القيامة وإلى الوحدة على اسم بلدهم الفذ. تحت القول المقدس "طوبى لفاعلي السلام" فعل البابا في أقل من ساعات من إطلالته الأولى في زيارة الأيام الثلاثة، فعل الإيمان الكبير بلبنان مطلقاً نداء الثقة فيه، بل أدهش متابعيه بأن حضّ اللبنانيين على الثقة الراسخة بقدرتهم المدهشة على النهوض دوماً.
ولعل المشهد الجامع "النادر" الذي كان في قصر بعبدا لدى استقبال البابا، شكل العلامة الأولى على اختراق الزيارة واقع لبنان المنهك والمتعب بانقساماته من جهة، والحروب وأنصاف الحروب والتهديدات بالحروب من جهة مقابلة، فاذا بالزيارة، وبالكلمة الأولى والإطلالة الأولى لفاعل السلام وناقل الثقة باللبنانيين على صناعة السلام، تحفّز اللبنانيين على أبعد مدى على مشهد عزَّ على أي جهة زمنية أو روحية، سياسية أو ديبلوماسية، أن تحققه.
شكلت إطلالة البابا في الساعات القليلة منذ وصوله إثباتاً راسخاً على توق اللبنانيين إلى لغة تخاطبهم بهذا الرقي وبهذه الثقة وبهذا الإيمان. وحتى لو تداخلت المصالح الداخلية المتناقضة في استقباله الحار، فإنه يكفي أن ينجح البابا في استقطاب مشهد وحدوي بالشكل الذي بدأ يتشكل أمس وينتظر أن يتواصل اليوم ويبلغ ذروته غداً في القداس الحاشد الكبير، لكي تغدو الزيارة رسالة كبيرة بدلالاتها ومضامينها ومراسمها وكل ما يحوطها برسم الدول كما برسم اللبنانيين، وأن تحدث الأثر المرجو والمأمول والمطلوب لوقف استباحة لبنان واستجرار الحروب والأزمات والكوارث إليه.
وكتبت" نداء الوطن": أطلق البابا لاوون الرابع عشر أمس في مستهل زيارته التاريخية للبنان "نداء السلام" الذي تكررت كلمته 28 مرة في خطابه الأول من القصر الجمهوري في بعبدا. وانطوى هذا النداء الذي قصده الحبر الأعظم على رفض الحرب التي تُقرع طبولها وتهدد لبنان، وكأنه رسالة إلى من يعنيه الأمر في المنطقة والعالم مفادها، أن لبنان بلد يستحق السلام ما يتطلب تجنيبه وضعًا إقليميًا "معقدًا للغاية ومليئًا بالصراعات والغموض"، كما قال البابا في كلمته.
وذكرت أن حديث البابا عن السلام لا يترافق مع مبادرة لإحلال السلام بين لبنان وإسرائيل، بل أفكار ومحاولة للتحرك لتجنيب لبنان والمنطقة الحرب، فمنطق البابا هو إحلال السلام في لبنان والعالم، والأمور ستتابع بعد عودته إلى الفاتيكان حيث سيحتل الملف اللبناني حيزًا كبيرًا من اهتمامات الفاتيكان.
اضافت: أن الخلوة التي جمعت عون بالبابا ركز فيها رئيس الجمهورية على وضع لبنان بعد اتفاق 27 تشرين 2024، وشرح له الصعاب والمخاطر وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. وقدم الرئيس عون شرحًا مركزًا عن كل ما يحيط بالوضع اللبناني والمبادرات التي قدمها وآخرها استعداد لبنان للذهاب إلى التفاوض مع إسرائيل، وطلب مساعدة البابا لحماية لبنان ومنع تجدد الحرب. من جهته، أكد البابا متابعته القضية اللبنانية والعمل على صون البلد وحمايته.
بدوره، قدم رئيس مجلس النواب نبيه بري كتابًا للبابا عن خطى المسيح ومروره بالجنوب، وشرح الوضع العام وما يعيشه أهل الجنوب وسط استمرار الحرب وعدم تجاوب إسرائيل مع المبادرات وعدم احترامها الاتفافات. أما رئيس الحكومة نواف سلام فركز خلال لقائه البابا على الوضع العام والجهد المبذول لاستعادة لبنان مكانته والدولة حضورها.
وكتبت" الديار": عرس وطني شهده لبنان يوم أمس، مع وصول قداسة البابا لاوون الرابع عشر الى بيروت قادما من تركيا، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه. فالتلاقي الوطني للترحيب بالضيف الكبير، ومشهد أهالي الضاحية المنكوبين يرفعون أعلام الفاتيكان، ويهللون للبابا على الطرقات، أرخى رجاء وأملا بأيام أفضل مقبلة، وان كانت الخشية من جولة حرب جديدة بعد مغادرته لا تزال قائمة ،في ظل التهديدات الاسرائيلية المتواصلة.
وبدت التحضيرات والاستعدادات لاستقبال البابا على قدر عال من الاحتراف، بحيث أنه ورغم الأمطار التي هطلت بكثافة منذ ساعات الصباح كما عند وصوله، الا أن المنظمين كانوا يتحسبون لسيناريو مماثل، ما أدى لتنقله وتجمع المواطنين لاستقباله بسلالة. ولعل المشهد الأكثر تعبيرا هو انجاز فرقة «هياكل بعلبك» رقصتها لاستقبال البابا عند المدخل الرئيسي لقصر بعبدا تحت الامطار، ما أثار بهجته خلال تنقله في السيارة البابوية التي رُشت بالأرز.
وكتبت" الانباء الكويتية": ان اللقاء الثاني الذي سيجمع البابا مع رؤساء المرجعيات الإسلامية: مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د. سامي أبي المنى، ورئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور في مقر السفارة البابوية في حريصا مساء اليوم الاثنين، جاء بطلب من تلك المرجعيات.
المشاورات والاتصالات المواكبة بين السفير البابوي باولو بورجيا من جهة والشيخ أبي المنى باسم الطوائف الإسلامية من جهة ثانية، أفضت إلى الاتفاق على اللقاء. وبحسب معلومات مصادر المرجعيات، تم صرف النظر عن وثيقة كانت ستقدم خلال اللقاء، والاستعاضة عنها بالكلام المباشر مع البابا والاستماع إلى رده.
واشارت المصادر إلى «اتفاق المرجعيات الإسلامية على تقديم هدايا خاصة من قبلها وبعضها «بماء الذهب»، ستكون تعبيرا عن تقديرها العميق للزيارة، التي خص بها البابا ليو الرابع عشر لبنان. وذلك في أول جولة خارجية بعد انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم».
وشددت المصادر على «ان المرجعيات ستشرح وجهة نظرها بخصوص واقع الطوائف ضمن الحاضنة الوطنية. كما ستطلب تعاون حاضرة الفاتيكان، فيما يتعلق بحاجة لبنان إلى الاستقرار والصمود، وان ينعم بالأمن والأمان». وأضافت: «الأهم من كل ذلك هو الدفع الجماعي للمرجعيات الدينية في كل المحافل، للوقوف بوجه الخطاب الديني المتطرف، الذي يسبب التباغض والتباعد. وكذلك إطلاق الدعوات للعمل على تحقيق نتائج على مستوى الحوار والانفتاح، وبناء جسور التواصل فيما بينها، انطلاقا من القيم والمبادئ التي ينبغي أن تشكل الأساس لتلاقي الاديان حولها، والبحث عن المساحات المشتركة الجامعة بيننا».
ورأت المصادر ان «لقاء ممثلي الطوائف الإسلامية في لبنان مع البابا في الفاتيكان في شهر سبتمبر الماضي، والرسائل المتبادلة التي حصلت، فعلت توجهات حاضرة الفاتيكان بخصوص الحوار وتعزيز الشراكة الإنسانية المطلوبة، وأهمية التطلع الجامع نحو تحقيق السلام المنشود».
كلمات
وكان البابا لاوون الرابع عشر اكد في كلمته الأولى خلال زيارته للبنان من قصر بعبدا، أنّه "لفرح كبير لنا أن نزور هذه الأرض حيث السلام هو أكثر من مجرّد كلمة بل أمنية ودعوة وعطيّة وورشة عمل مشرّعة دائمًا". وتوجّه إلى اللبنانيّين قائلاً: "أنتم شعب لا يستسلم بل ينتصر أمام الصعاب ويعرف كيف يولد من جديد، وصمودكم علامة مميّزة لا يمكن الإستغناء عنها"، وشدد على أن "الإلتزام من أجل السلام لا يعرف الخوف أمام الإخفاقات المتكرّرة ولا يسمح للفشل أن يمنعه، وطالب السلام يقبل ويعانق الواقع القائم والسلام يتطلّب مثابرة من أجل حماية الحياة لتنبض من جديد". ومظهراً ثقته باللبنانيين، توجّه اليهم قائلاً: "أنتم بلد متنوّع وجماعة متآلفة من جماعات تجمعكم لغة لا تقدّر بثمن ولغة رجاء سمحت لكم دائماً بأن تبدأوا من جديد".
وقال للمواطنين: "عانيتم من أزمات اقتصاديّة ومن تشدّد وقمتم من جديد، وباستطاعة لبنان المفاخرة بالمجتمع المدني الغني بالكفاءات". من هنا، أعرب عن "أمنيته بأن يتحدث اللبنانيون بلغة الرجاء القادرة على لمّ الشمل التي تجعل من كل المجموعات جماعة متناغمة والمنتشرون اللبنانيّون يحبّون وطنهم ويتضرعون من أجلكم وصانعو السلام يقومون بذلك من خلال سلوك طريق المصالحة".
وشدّد على "أن ثقافة المصالحة تحتاج إلى اعتراف السلطات والمؤسسات بتقديم الخير العام"، لافتاً إلى "أن السلام في الواقع هو أكثر بكثير من التوازن الدائم والمهترئ بين الذين يعيشون منفصلين تحت سقف واحد". واعتبر "أن السلام هو أن نعرف كيف يمكننا العيش معاً جنباً إلى جنب في سبيل مستقبل مشترك، وعندها يُحقق السلام تلك البحبوحة التي تدهشنا حينما تتخطى آفاقنا الحواجز والحدود". وأشار إلى "أن فاعلي السلام يجرؤون على البقاء حتى لو كلفهم ذلك بعض التضحية"، مؤكداً أن "العودة إلى الوطن تتطلب شجاعة وبصيرة على الرغم من الظروف الصعبة".
بدوره خاطب الرئيس عون البابا أمام الحشد السياسي والروحي والنقابي والإعلامي الكبير في بعبدا قائلأ: "أردتم أن يكون لبنان، أرض زيارتكم البابوية الأولى خارج روما. فجئتم إليه مباشرة من نيقيا، من أرض قانون الإيمان، في ذكراه الألف وسبعمئة لتؤكدوا مجدداً إيمانكم بنا. ولنجدد معاً إيماننا بالإنسان. جئتم إلى أرض الكنائس التي وصفتموها بالشهيدة لتزرعوا فينا الرجاء، ولنحولها شاهدة على القيامة. جئتم إلينا يا صاحب القداسة، لنقرأ في وجهكم المضيء، كلماتكم الرائعة في رسالتكم العامة الأخيرة، "لقد أحببتك" بأن لمس جرح مقهور على الأرض، هو كلمس جراح يسوع.
وفي أرضنا اليوم، وأرض منطقتنا، الكثير من القهر، والكثير من المتألمين. وجراحهم تنتظر لمستكم المباركة. وتتطلع إلى سماع وإسماع صوتكم العظيم الشجاع. صاحب القداسة، أبلغوا العالم عنا، بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم بل سنظل هنا، نستنشق الحرية، ونخترع الفرح ونحترف المحبة، ونعشق الابتكار، وننشد الحداثة، ونجترح كل يوم حياة أوفر.
أبلغوا العالم عنا، بأننا باقون مساحة اللقاء الوحيدة، في كل منطقتنا، وأكاد أقول في العالم كله. حيث يمكن لهذا الجمع أن يلتقي حول خليفة بطرس، ممثلين متفقين لكل أبناء ابراهيم، بكل معتقداتهم ومقدساتهم ومشتركاتهم".
وفي تصريحات للصحافيين على متن طائرة أقلته من تركيا إلى لبنان، أكد البابا أن «الحل الوحيد للصراع المستمر منذ عقود بين «إسرائيل» والفلسطينيين، يجب أن يتضمن قيام دولة فلسطينية»، وقال:»نعلم جميعا أن «إسرائيل» لا تزال لا تقبل بهذا الحل حتى الآن، لكننا نراه الحل الوحيد». وتابع البابا «نحن أيضا أصدقاء «لإسرائيل»، ونسعى لأن نكون صوتا وسيطا بين الطرفين، لمساعدتهما على الاقتراب من حل يحقق العدالة للجميع».
ويبدأ البابا برنامجه اليوم الاثنين بزيارة وصلاة عند ضريح القديس شربل في دير مار مارون – عنايا ، على أن ينتقل للقاء مع الأساقفة والكهنة والمكرّسين والعاملين في الرعويات في مزار سيدة لبنان – حريصا. ويعقد بعد ذلك لقاء خاص مع البطاركة الكاثوليك في السفارة البابوية، من ثم لقاء مسكوني وحواري بين الأديان في ساحة الشهداء – بيروت . ويختتم برنامجه الاثنين بلقاء مع الشباب في ساحة الصرح البطريركي الماروني – بكركي.
مواضيع ذات صلة البابا لاوون: أنتم شعب لا يستسلم بل شعبٌ ينتصب أمام الصعاب ويعرف كيف يُولد من جديد Lebanon 24 البابا لاوون: أنتم شعب لا يستسلم بل شعبٌ ينتصب أمام الصعاب ويعرف كيف يُولد من جديد 01/12/2025 05:25:26 01/12/2025 05:25:26 Lebanon 24 Lebanon 24 البابا لاوون للبنانيين: أنتم شعب لا يستسلم بل ينتصر أمام الصعاب Lebanon 24 البابا لاوون للبنانيين: أنتم شعب لا يستسلم بل ينتصر أمام الصعاب
01/12/2025 05:25:26 01/12/2025 05:25:26 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون: انتم اليوم على ارض وعند شعب لا يريد سوى السلام Lebanon 24 الرئيس عون: انتم اليوم على ارض وعند شعب لا يريد سوى السلام
01/12/2025 05:25:26 01/12/2025 05:25:26 Lebanon 24 Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر يطلق من تركيا نداءً لوحدة المسيحيين Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر يطلق من تركيا نداءً لوحدة المسيحيين
01/12/2025 05:25:26 01/12/2025 05:25:26 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس مجلس النواب نبيه بري الإسرائيلية الإسرائيلي علي الخطي اللبنانية نبيه بري علي قدور الجمهوري تابع قد يعجبك أيضاً
إسرائيل تهدد بتوسيع العمليات العسكرية وأورتاغوس تريد تفتيش المنازل في كلّ لبنان
Lebanon 24 إسرائيل تهدد بتوسيع العمليات العسكرية وأورتاغوس تريد تفتيش المنازل في كلّ لبنان
22:10 | 2025-11-30 30/11/2025 10:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إنهيار جزء من سقف منزل في مخيّم شاتيلا
Lebanon 24 إنهيار جزء من سقف منزل في مخيّم شاتيلا
17:36 | 2025-11-30 30/11/2025 05:36:00 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: البابا مطّلع على أزمات لبنان ويسأل عن مسار المعالجات
Lebanon 24 سلام: البابا مطّلع على أزمات لبنان ويسأل عن مسار المعالجات
16:08 | 2025-11-30 30/11/2025 04:08:44 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور.. زيارة للبابا لاوون الرابع عشر بعيداً عن الاعلام
Lebanon 24 بالصور.. زيارة للبابا لاوون الرابع عشر بعيداً عن الاعلام
15:12 | 2025-11-30 30/11/2025 03:12:38 Lebanon 24 Lebanon 24 إليكم إجراءات السير في عنايا غداً
Lebanon 24 إليكم إجراءات السير في عنايا غداً
15:08 | 2025-11-30 30/11/2025 03:08:27 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
بعد تصريحها عن الطلاق.. ردّ مبطن من كميل أبي خليل على ماريتا الحلاني؟ (صورة)
Lebanon 24 بعد تصريحها عن الطلاق.. ردّ مبطن من كميل أبي خليل على ماريتا الحلاني؟ (صورة)
04:53 | 2025-11-30 30/11/2025 04:53:45 Lebanon 24 Lebanon 24 بلبلة في سن الفيل.. ما علاقة وفيق صفا؟
Lebanon 24 بلبلة في سن الفيل.. ما علاقة وفيق صفا؟
00:37 | 2025-11-30 30/11/2025 12:37:17 Lebanon 24 Lebanon 24 رزق الناس في خطر.. محال تُقفل وبضائع تُباع على عجل
Lebanon 24 رزق الناس في خطر.. محال تُقفل وبضائع تُباع على عجل
03:15 | 2025-11-30 30/11/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "نفق زبقين" إشارة.. هذه قصة "حزب الله" وجنوب الليطاني
Lebanon 24 "نفق زبقين" إشارة.. هذه قصة "حزب الله" وجنوب الليطاني
06:00 | 2025-11-30 30/11/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قبيل انطلاقها إلى لبنان.. خلل يُصيب "الطائرة البابوية"
Lebanon 24 قبيل انطلاقها إلى لبنان.. خلل يُصيب "الطائرة البابوية"
01:27 | 2025-11-30 30/11/2025 01:27:50 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
22:10 | 2025-11-30 إسرائيل تهدد بتوسيع العمليات العسكرية وأورتاغوس تريد تفتيش المنازل في كلّ لبنان 17:36 | 2025-11-30 إنهيار جزء من سقف منزل في مخيّم شاتيلا 16:08 | 2025-11-30 سلام: البابا مطّلع على أزمات لبنان ويسأل عن مسار المعالجات 15:12 | 2025-11-30 بالصور.. زيارة للبابا لاوون الرابع عشر بعيداً عن الاعلام 15:08 | 2025-11-30 إليكم إجراءات السير في عنايا غداً 15:07 | 2025-11-30 سلام: عسى ان تكون زيارة البابا مساهمة في تذكير العالم بضرورة استعادة لبنان سلامه وازدهاره فيديو طائرته حطّت في المطار... البابا لاوون الرابع عشر يصل إلى لبنان (بث مباشر)
Lebanon 24 طائرته حطّت في المطار... البابا لاوون الرابع عشر يصل إلى لبنان (بث مباشر)
08:37 | 2025-11-30 01/12/2025 05:25:26 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: في الضاحية الجنوبية.. أميركا والصين وروسيا تبحث عن قنبلة إسرائيلية غير منفجرة
Lebanon 24 بالفيديو: في الضاحية الجنوبية.. أميركا والصين وروسيا تبحث عن قنبلة إسرائيلية غير منفجرة
16:03 | 2025-11-29 01/12/2025 05:25:26 Lebanon 24 Lebanon 24 ماريتا الحلاني تكشف كيف أخبرت والدها عاصي بقرار طلاقها.. وهكذا كانت ردة فعله (فيديو)
Lebanon 24 ماريتا الحلاني تكشف كيف أخبرت والدها عاصي بقرار طلاقها.. وهكذا كانت ردة فعله (فيديو)
02:56 | 2025-11-29 01/12/2025 05:25:26 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24