* *( لا تكمن المشكلة في غياب الإدانات السياسية أو الأخلاقية، بل في تحويلها إلى طقوس فارغة تُمارس لاسترضاء الرأي العام، بينما تُختزل القيم إلى أدوات تفاوض مع الضمير الجمعي.. حين تُلحق كل إدانة بـ’لكن’ تبريرية، تصبح الأخلاق مجرد عملة متداولة في سوق المصالح، لا معياراً للحقيقة أو العدل.) ــ برهان غليون*

*يتبرع جماعة “تقدم” للميليشيا بحزمة تبرير متكاملة، بدءاً من اجتياح الأحياء والقرى، مروراً باقتحام البيوت، ونهبها، وقطع الكهرباء عنها، وانتهاءً بقتل المواطنين.

*
▪️الشكوى: الميليشيا غزت أحياءنا وقرانا المسالمة:
* التبرير: “هذا نتيجة للعدوان الذي تعرضت له من رصاصة أولى.”
▪️لقد احتلت بيوتنا وشرَّدتنا:
* “لتحمي نفسها من طيران الجيش.”
▪️ رفضت تنفيذ الاتفاق الذي يلزمها بإخلاء بيوتنا:
* “هذه مزايدة، إيقاف الطيران أولاً، قوات فصل أجنبية أولاً .. إلخ.”
▪️ إعلان أديس لم يوقف جرائمها:

* “هي سمَّعتنا الكلمة الطيبة، والجيش لم يسمِّعنا إياها، كيف تلومونها ولا تلومون الجيش؟ هذا جنون. أقسم بالله جنون عديل.”
▪️ حرمتنا من الكهرباء:
* “السبب هو مسيرات الجيش التي تستخدم الكهرباء.”
▪️ شفشفت بيوتنا:
* “تذكروا أن الجيش كان يفعل أكثر من هذا في الجنوب.”
▪️ استهدفتنا بسلاح دولة معتدية:
* “نحن فصيل مدني ما عندنا علاقة بالسلاح يحي من وين ولا يقدموا مين.”
▪️ لقد أرهبتنا :
* “لا تتحدثوا عن إرهابها، لأنه إن صنفها العالم إرهابيةّ فهذا سيشعل الحرب أكثر.”
▪️ قتلت أهلنا في أحيائهم وقراهم المسالمة وداخل بيوتهم:
* “لا تنسوا أن أهلكم قد قاوموها.”

*المعادلة التي تريد “تقدم” وزنها بطريقة ( إدانة + تبرير ): إرضاء المواطنين ( الإدانة )، مع عدم إغضاب الميليشيا ( التبرير ).*
* *الإدانة واجب طبيعي، ومع كثرة جرائم الميليشيا لا سبيل لتفاديها تماماً. أما التبرير فهو مصطنع، ويحمل انحيازاً غير مبرر يتعاكس مع الإدانة، ويخفف منها إن لم يسحبها تماماً، خاصةً إذا كان متكرراً. وأخطر ما فيه أنه يساعد، بدرجةٍ ما، في استمرار الجريمة.*

* *( إدانة + تبرير = تواطؤ مع المعتدي ).. لأن الميليشيا معتدية، ولهذا تقبل الإدانات المتبوعة بالتبرير، باعتبارها موقف متواطيء معها، لأنها تمثل الحد الأخلاقي الأدنى الذي لا يستطيع الحلفاء اتخاذ موقف أكثر تواطؤاً منه .. المواطنون متعرضون للاعتداء، ولهذا لا يقبلون إلا إدانةً صافيةً لا يخصم منها تبرير. فالتبرير ــ في أكثر تأويل متساهل، أي يستبعد التحريض ــ هو تضامن مع الميليشيا ضدهم!*

* *يميل مستشارو الميليشيا لنفي تورطها في بعض الجرائم ( مثلاً: تدمير محطات الكهرباء)، بينما يميل جماعة “تقدم” لتبريرها ( محمد عبد الحكم نموذجاً )، ورغم هذا “التعارض الدفاعي”، لا يتهم المبررون النافين بالكذب. والنافون لا يتهمون المبررين “بالافتراء” على الميليشيا ( بافتراض أن التبرير يكذب النفي)!*

* *ولا تفسير لذلك سوى علمهم بالغرض الدفاعي المشترك، مع اختلاف الطريقة، وعلمهم بأن الدفاعين كاذبان. ولذلك لا يبذل أي منهم جهداً لإزالة هذا التناقض، لأنهم يعتقدون أنه تناقض دفاعي “نافع”، وسيجد “مغفلين نافعين” يشترونه!*

* *أكبر دليل على فشل “التبريرات” هو أنها تصبح ــ منذ لحظة النطق بها ــ فضيحةً لأصحابها: المواطنون يرفضونها، والميليشيا لا تتبنى معظمها، وأنصار “تقدم” يتجاهلونها، وحتى القائلون بها لا يكررونها!*

* *لكن الأعجب أن هذا الفشل المتكرر لا يمنع قادة “تقدم” من اختلاق تبريرات جديدة، لتكون دورة حياة التبرير هي: يُقال، يُرفَض، يَفضَح، يُترَك، ويُستبدَل بفضيحة أخرى!*
*لا جدوى من التبرير غير فضح أصحابه، لكن من يقنع قادة “تقدم”؟!*

ابراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تعلن المحكمة التجارية بالأمانة أن على المدعى عليهما عبده الفيه وعبده عثمان الحضور الى المحكمة

تعلن المحكمة التجارية بالأمانة أن على المدعى عليهما عبده الفيه وعبده عثمان الحضور الى المحكمة

مقالات مشابهة

  • تعلن المحكمة التجارية بالأمانة أن على المدعى عليهما عبده الفيه وعبده عثمان الحضور الى المحكمة
  • رفض إدانة التطبيع.. جمال عبد الرحيم منتقدا موقف اتحاد الصحفيين العرب
  • منظمة صدى تطالب بالإفراج عن الصحفي "حمود هزاع" وبلا قيود تدين الحادثة
  • المولد النبوي الشريف.. موسم الفزع في بلاط النفاق!
  • ابراهيم فايق: محمد صلاح أصبح رابع لاعب يسجل 187 هدفا في تاريخ البريميرليج
  • إدانة برلمانية لتصريحات نتنياهو حول إسرائيل الكبرى .. ومطالب بتحرك دولي عاجل
  • ابراهيم جابر يفتتح مركز أبوأدم لخدمات الجوازات والسجل المدنى ومركز الترخيص والفحص الآلى
  • اليونيفيل: دعمنا الجيش اللبناني للانتشار في أكثر من 120 موقعا ميدانيا
  • قائد اليونيفيل: الجيش انتشر في أكثر من 120 موقعاً دائماً في جنوب لبنان
  • هجوم على مكتب الانتخابات بزليتن وتعليق الاقتراع شرقا.. إدانة واستنكار من البعثة الأممية