هكذا كانت عصابة مالية تعترض طريق المهرّبين للاستلاء على المخدرات في صحراء “رقان”
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
تفتح محكمة الجنايات الإستئنافية بمجلس قضاء الجزائر اليوم الأحد، ملف جماعة إجرامية تضم 4 متهمين موقوفين من جنسية مالية. متخصصة في الاعتداء على جماعات التهريب للمخدرات عبر الحدود الجزائرية المالية. تم توقيفهم باقليم ” رقان” بأدرار، خلال صائفة 2023. إثر اشتباك مسلح مع عناصر الجيش الوطني الشعبي.
حيث تلقى الأفراد العسكريين طلقات نارية من سلاح رشاش من نوع ‘ fm، من طرف أحد المتهمين المدعو ” يحيى” ، حتى يتمكنوا من الفرار فتم ملاحقتهم إلى غاية أن ثم إجبارهم على التوقف، كما تمكنت مجموعة أخرى من الفرار.
ويواجه المتهمون أربعتهم كل من “يحي بن عمر”و” قلادي محمد” والمدعو ” محمد” المكنى “توهنس”. والمسمى “كوماري عبد الله” تهما تتعلق بجناية تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لجناية، الانخراط أو المشاركة في تنظيمات أو جماعات إرهابية و تخريبية. حيازة أسلحة أو ذخائر ،حمل أطنقل أسلحة أو ممنوعة أو استعمالها دون وخصة من السلطة المختصة بدون رخصة من السلطة المؤهلة قانونا الدخول والإقامة في التراب الوطني
“بداية التحريات “إنطلقت وقائع القضية بتاريخ 06/07/2023 في حدود الساعة 04:15 مساءا، حيث قام عناصر مفرزة تابعة للجيش الوطني الشعبي على مستوى منطقة قصر “سيدي يوسف فنوغيل” بأدرار. بتوقيف سيارة رباعية الدفع على متنها 5 أشخاص.
حيث تبين أنهم ينشطون ضمن جماعة إجرامية منظمة للسطو والاستيلاء باستعمال السلاح على المخدرات. التي يتم تمريرها من طرف مهربين بالمناطق الصحراوية.
وصرح المدعو ” ق. محمد” المكنى “ديخيمو ” بأنه كان برفقة كل من “يحي بن عمر “و”كنوني شوري” و”كوماري عبد الله”. والمسمى “محمد”، وأنهم كانوا يحملون أسلحة نارية، وهم يتجوّلون في الصحراء الواقعة بين مناطق أدرار و”رقان” و”برج باجي مختار” على متن سيارة ربّاعية الدفع.
مضيفا أنهم كانوا يقومون بقطع الطريق على مجموعات المهرّبين من أجل الإستيلاء على شحنات المخدرات التي يتولون تهريبها. مصرحا المتهم أنه أثناء تواجده ومن معه بإقليم “رقان أدرار”، تمّ اعتراضهم من طرف عناصر الجيش الوطني الشعبي فلاذوا بالفرار. فتم ملاحقتهم إلى غاية أن ثم إجبارهم على التوقف.
” تصريحات المتهم” شوري”وعند سماع المدعو “كنوني شوري” صرح أنه كان برفقة باقي المتهمين يقومون بقطع طريق المهربين. حيث قام بالسطو بالمركبة مع الأسلحة والذخيرة الحربية، من المدعو “حنيني كنة.” على مستوى منطقة “كيدال” مالي، ثم توجهوا إلى الحدود الجزائرية المالية بمنطقة “تينزواتين”. كما توجهوا إلى منطقة “رقان” و”عرق الشاش”، مضيفا أنه بقي برفقة باقي المتهمين لترصد المهربين.
وعند عودتهم ووصولهم إلى منطقة أدرار تم اعتراضهم من طرف دورية لعناصر الجيش الشعبي ومطاردتهم. حيث أنه بعد المسير حوالي 20 كلم تعرضت عجلة المركبة إلى عطل. مما دفع بالأشخاص الموقوفين للهروب في الصحراء مترجلين.
مضيفا أن مرافقه المدعو / يحي أطلق النار على عناصر الجيش باستعمال السلاح الرشاش FM. أما المدعو ” تاج الدين” قام بإطلاق النار مستعملا سلاح كلاشينكوف. كما أن المتهم أنه متعود على شحن كميات مخدرات منذ حوالي سنتين حيث أنجز 10 عمليات تمرير شحنات.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: محاكم عناصر الجیش من طرف
إقرأ أيضاً:
“صمود” في كمبالا- محاولة لخلق طريق مدني ثالث وسط ركام الحرب السودانية
في ظل استمرار الحرب الدامية التي تعصف بالسودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والانقسام السياسي، خرج تحالف "صمود" المنبثق من قوى الثورة المدنية ببيان ختامي من مدينة كمبالا الأوغندية، يمثل – بحسب كثير
من المراقبين – محاولة جادة لإعادة صياغة المعادلة السياسية بعيداً عن الاستقطاب العسكري الثنائي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
قراءة في البيان: ما الجديد؟
البيان لم يأت في سياق تبريري أو دفاعي، بل بلهجة تشخيصية حاسمة، تؤكد أن ما يجري في السودان ليس مجرد صراع على السلطة، بل لحظة انفجار تاريخية لأزمة وطنية متراكمة شملت البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة منذ الاستقلال.
وأشار إلى الانقسام الاجتماعي المتزايد، والنزعات الانتقامية، والدمار الواسع، دون أن يغفل جرأة تحميل المسؤولية للأطراف المتحاربة من دون مواربة أو انحياز.
رفض الاصطفاف: لا مع الدعم السريع ولا مع الجيش
في خطوة مهمة، أدان البيان بوضوح الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، خاصة ما يتعلق باستهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم واستخدام أسلحة محرمة، لكنه في ذات الوقت حمّل القوات المسلحة السودانية، و"القوى المتحالفة معها"، مسؤولية ارتكاب
جرائم مماثلة، ودعا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع الانتهاكات. هنا، يظهر "صمود" كتحالف لا يهادن، ولا ينجر إلى لعبة الاصطفاف، بل يتمسك بموقف مبدئي ضد الحرب.
شرعيات متنازعة وشعب مهمّش
البيان يهاجم صراحة ما وصفه بـ"التنافس على الشرعية" بين سلطة بورتسودان وقوى الدعم السريع، ويعتبر ذلك صراعاً نخبوياً منفصلاً عن هموم الشعب السوداني. فالشعب، بحسب البيان، لا يبحث عن حكومة تعيينات ولا تحالفات إعلامية، بل عن وقف للقتال
وإغاثة عاجلة، وحماية للمدنيين، واستعادة لكرامته. بهذا المعنى، يقدم التحالف رؤية تقطع مع النماذج السابقة من المحاصصات السياسية قصيرة النظر.
المشروع المدني: طريق ثالث بلا مساومة
البيان يسعى إلى بلورة ما يمكن تسميته بـ"الطريق المدني الثالث"، وهو موقف يرفض الحرب ولا يتساوى فيها مع دعاة السلام الرمادي أو الوسطاء الدوليين، بل يحاول أن يعيد الفعل السياسي المدني إلى مركز القيادة، من خلال جبهة مدنية ديمقراطية موحدة
لا تخضع للمحاور المسلحة. وتحالف "صمود" يعترف بتحديات هذا المسار، لكنه يعتبره السبيل الوحيد المتبقي لإنقاذ السودان من هاوية التشظي والانهيار.
البعد الإقليمي والدولي: كسر العزلة
يقر البيان بانقسام المواقف الإقليمية والدولية تجاه الأزمة، وهو ما أدى إلى فشل مبادرات وقف إطلاق النار. ولهذا، يسعى التحالف عبر تحركاته الخارجية إلى إعادة تعريف القضية السودانية في المحافل الدولية من زاوية مدنية وشعبية
لا باعتبارها نزاعاً بين جنرالين متصارعين. من هنا، فإن حشد الدعم السياسي والإنساني لمشروع "صمود" يتجاوز الرهان المحلي ويطمح إلى اختراق إقليمي ودولي حقيقي.
القضية الإنسانية أولاً
لا يغفل البيان الوضع الإنساني المتردي، بل يضعه في مركز الأولويات. يشيد بجهود "التكايا" و"المطابخ المجتمعية" و"غرف الطوارئ" باعتبارها تعبيرات عن مناعة اجتماعية وطنية قاومت الانهيار، ويدعو السودانيين في الخارج إلى تنظيم حملات
ضغط على المؤسسات الإعلامية والحقوقية لتسليط الضوء على معاناة المدنيين، خاصة مع تفشي الأمراض، وانعدام الدواء، واستمرار المجازر في إقليم دارفور.
محاولة لاستعادة المبادرة
ما خرج به اجتماع كمبالا ليس مجرد بيان سياسي، بل إعلان عن نية خلق مركز مدني مستقل وفاعل، يحاول أن يستعيد زمام المبادرة السياسية من بين يدي الجنرالات. هو بيان ضد الحرب، لكنه أيضاً ضد الاستسلام للوقائع المفروضة.
وهو خطاب مدني صريح، لكنه غير ساذج، يطرح نفسه بديلاً وطنياً حقيقياً وسط فراغ سياسي خانق.
إن تحالف "صمود" قد لا يملك حتى الآن الأدوات الكاملة لتغيير الميدان، لكنه يملك أهم ما افتقدته قوى الثورة منذ سنوات: وضوح الرؤية، واستقلالية الموقف، وربط السياسي بالإنساني.
وفي بلد بات فيه الصمت تواطؤاً، فإن هذا البيان خطوة نحو استعادة الصوت المدني للسودان.
zuhair.osman@aol.com