“الوطني الاتحادي” يدعو إلى تعزيز العمل البرلماني العربي المشترك
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
أكد المجلس الوطني الاتحادي أن التحديات التي تواجه منطقتنا، من نزاعات وصراعات سياسية، وأزمات اقتصادية ومناخية، وتعقيدات تكنولوجية، باتت ترسم ملامح الحاضر وتؤثر في مسارات المستقبل، تفرض علينا جميعا مسؤولية جماعية لتعزيز العمل البرلماني العربي المشترك، وتفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية، ودفع الجهود نحو الحلول السلمية، وتعزيز أطر الحوار والتكامل والتعاون والتضامن العربي.
جاء ذلك في كلمة المجلس التي ألقاها سعادة الدكتور طارق حميد الطاير، النائب الأول لرئيس المجلس رئيس وفد مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني العربي، نيابة عن معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، خلال المشاركة في أعمال المؤتمر الثامن والثلاثين للاتحاد المنعقدة في العاصمة الجزائرية الجزائر خلال الفترة من 2 إلى 4 مايو 2025م.
وأكدت الشعبة البرلمانية الإماراتية أهمية تكثيف جهود الدبلوماسية البرلمانية، إقليمياً ودولياً، بالتعاون مع الشركاء كافة، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف التصعيد، وتوفير الحماية للمدنيين، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وقال سعادة الدكتور طارق الطاير في الكلمة، إن القضية الفلسطينية، تظل باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين، بل وللإنسانية جمعاء، تمر بلحظة وجودية مفصلية بالغة الدقة، وتواجه تحديات جسيمة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، تتطلب موقفاً عربياً موحداً، يرتقي إلى حجم هذه المأساة، ويعيد الاعتبار للعدالة والكرامة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الحرب في قطاع غزة، التي تطرق أبواب عامها الثاني، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين، وتسببت في نزوح جماعي من الأراضي الفلسطينية، إلى جانب دمار واسع في البنى التحتية، وأفرزت كارثة إنسانية غير مسبوقة، فاقمتها الظروف المأساوية الناتجة عن الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، ما ينذر بانهيار شامل في نظام المساعدات الإنسانية، ويهدد حياة المدنيين ويقوّض الحد الأدنى من مقومات البقاء.
وأكد أن الواجب الأخلاقي والمسؤولية التاريخية والإنسانية تُحتّم علينا، إزاء هذه الأوضاع المأساوية، أن نرتقي إلى مستوى التحدي، وأن نتبنى موقفاً عربياً موحداً وثابتاً يُجسد آمال وطموحات شعوبنا تجاه ما تشهده الأراضي الفلسطينية من أحداث مؤلمة، من خلال تعزيز التضامن والعمل المشترك لحماية أرواح أشقائنا الفلسطينيين، والدعوة إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، وحث حكوماتنا والمجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياتهم تجاه هذه الكارثة الإنسانية.
وقال إن دولة الإمارات وعلى امتداد تاريخها، لم تدّخر جهداً في دعم الأشقاء الفلسطينيين، سياسياً وتنموياً وإغاثياً، حيث كانت ولا تزال تقف إلى جانبهم في الظروف والمراحل المختلفة، وتواصل جهودها الإنسانية عبر عملية “الفارس الشهم 3″، التي تُعد امتداداً للدعم المتواصل والمساعدات الإغاثية المقدّمة لسكان قطاع غزة، وذلك تجسيداً للنهج الإنساني الراسخ الذي أرساه القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمراراً لسياسة الدولة الثابتة في مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق ونصرة القضايا العادلة.
وجدد سعادته التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لمبدأ العقاب الجماعي الذي تنتهجه إسرائيل، ولجميع محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، مطالبا بوقف سياسات التجويع والاستيطان، التي تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولقرارات الشرعية الدولية، وداعيا إلى التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين من الجانبين، واستئناف الحوار السياسي عبر مسارات سلمية وفاعلة، بما يُمهّد للتوصّل إلى تسوية عادلة تُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتُسهم في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، بعد سنوات طويلة من المعاناة والعنف والدمار.
كما جدد التأكيد على موقف دولة الإمارات التاريخي والثابت في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في العيش الكريم والحر، ودعمها للجهود الإقليمية والدولية كافة، الرامية إلى إعادة إحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين باعتباره الخيار الإستراتيجي الأمثل، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وقال إن المشهد في منطقتنا العربية بات أكثر تعقيداً وتشابكاً، في ظل تحديات متسارعة ومتغيرات إقليمية ودولية عميقة، زاد من حدّتها التحوّل في نسق العلاقات الدولية، وصعود نظام عالمي جديد تتشكل فيه توازنات وتحالفات وتقنيات غير مسبوقة، فيما نشهد، في المقابل، تراجعاً في فاعلية المؤسسات متعددة الأطراف، وتآكلاً في الثقة بأدوارها، ما يفرض علينا مسؤولية جماعية لإعادة بناء أدواتنا ومقارباتنا.
وأردف سعادته: “انطلاقاً من ذلك، نؤكد على أن الاتحاد البرلماني العربي بات اليوم أكثر من أي وقت مضى، مطالباً بإعادة ترسيخ الثقة من خلال تبنّي رؤى استباقية ومستقبلية للتعامل مع القضايا الأكثر إلحاحاً، وتعزيز دوره كمنصة جامعة للعمل البرلماني العربي، وهو ما يتطلب تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وتطوير آليات العمل، وبناء شراكات إستراتيجية مع البرلمانات والمنظمات الدولية، خدمة لقضايا الأمة ومصالحها العليا، وتعزيز مكانتها في ظل نظام دولي معقّد ومتغيّر”.
وضم وفد مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية المشارك في عضويته سعادة كل من عائشة راشد ليتيم، رئيسة المجموعة، وهـلال محمد الكعبي، نائب رئيس المجموعة، والشيخ سعيد بن سرور الشرقي، وحشيمة ياسر العفاري، وعائشة إبراهيم المري، وسالم راشد المفتول، وسلطان بن يعقوب الزعابي، أعضاء المجلس، وعفراء راشد البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بني مصطفى ترعى حفل إشهار كتاب “الأردن والقضية الفلسطينية في عهد الملك عبدالله الثاني”
صراحة نيوز- رعت وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى اليوم الثلاثاء، في المكتبة الوطنية، حفل إشهار كتاب “الأردن والقضية الفلسطينية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني” للكاتبة آلاء عياصرة، الذي يوثق مواقف جلالة الملك الثابتة وجهود الأردن المتواصلة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات.
ويستعرض الكتاب محطات بارزة من الدور الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ومن بينها كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقاءاته مع زعماء العالم، التي أكد خلالها موقف الأردن الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والداعي إلى وقف العدوان على غزة.
وقالت بني مصطفى، في كلمة خلال الحفل، إن هذا الإصدار يشكل توثيقاً نوعياً لمواقف جلالة الملك تجاه فلسطين، ويعكس عمق الموقف الأردني الرسمي والشعبي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت أن مضامين الكتاب تُبرز ثبات الموقف الهاشمي في مواجهة العدوان والتهجير، وترسخ التزام الأردن التاريخي تجاه القدس والمقدسات.
وأضافت، إن ما تضمنه الكتاب من محاور سياسية ودبلوماسية يُبرز الجهد الكبير الذي يقوده جلالة الملك في المحافل الدولية دفاعاً عن العدالة والسلام، مشيرة إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما تزال محور السياسة الأردنية الراسخة منذ تأسيس الدولة.
من جانبه، قال أستاذ اللغة والنحو في جامعة عجلون الوطنية الدكتور منصور عياصرة، إن الكتاب يُبرز استمرارية الموقف الأردني الداعم لفلسطين، ويوثّق تصريحات جلالة الملك في المحافل الدولية الرافضة للوطن البديل والتهجير والمساومة، مؤكداً أنه لا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط دون حلٍّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وبيّن أن الكتاب تطرق إلى الجسر الجوي الإنساني الذي أطلقه الأردن إلى غزة، موضحاً أنه لم يكن مجرد مبادرة إغاثية، بل موقف سياسي وإنساني يجسّد شجاعة الموقف الأردني وإرادته في نصرة الشعب الفلسطيني.
بدوره، أكد أستاذ اللغة العربية الدكتور مراد عياصرة أن الكاتبة استطاعت من خلال هذا العمل أن تجمع الأردنيين حول قيادتهم الهاشمية، مشيراً إلى أن الكتاب جاء بصياغة موضوعية متزنة تُعبّر عن وجدان الأردنيين جميعاً، وتشكل رداً موثقاً على كل من يشكك في مواقف المملكة الثابتة.
وأضاف، إن الكاتبة قدّمت عملاً وطنياً مخلصاً يعبّر عن وعيٍ جمعيٍّ بمكانة الأردن ودوره في الدفاع عن فلسطين، لافتاً إلى أن النصوص جاءت بلغة سلسة وواضحة، بعيدا عن المبالغة وتحمل في مضمونها صدق الانتماء والولاء للوطن والقيادة.
من جانبها، أوضحت الكاتبة آلاء عياصرة أن هذا الكتاب وُلد من قناعة راسخة بوحدة الأردنيين خلف قيادتهم الهاشمية، وإيمانهم بمواقف جلالة الملك الثابتة تجاه فلسطين.
وقالت إن هدف العمل هو تقديم توثيق علمي ووطني يُبرز حقيقة الموقف الأردني في مواجهة حملات التشويه والتضليل، ويؤكد أن الأردن كان وما يزال السند الأمين للأشقاء الفلسطينيين والعرب في مختلف المراحل.
وأضافت، إن إعداد الكتاب واجه تحديات متعددة بسبب تشعب المراجع وتناقض المعلومات، مؤكدة أنها حرصت على تقديم رواية دقيقة تجمع بين عمق التاريخ وواقعية الأحداث، مع الحفاظ على الأمانة العلمية والصدق مع القارئ.
وختمت عياصرة حديثها بالتأكيد على أن ما يجمع الحضور ليس مجرد إشهار كتاب، بل تجسيد لإيمان عميق بعدالة القضية الفلسطينية، واعتزاز بدور الأردن في الدفاع عنها بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وشهد الحفل نقاشات ومداخلات من الحضور، تناولت مضامين الكتاب وما حمله من رسائل وطنية وتاريخية، مؤكدين قيمته التوثيقية في إبراز الموقف الأردني الثابت تجاه فلسطين والقدس.