لا يتوقف المستوطنون وقادتهم عن وضع اليد على مزيد من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية،  مما يعني مزيدا من ازدهار البؤر الاستيطانية، على حساب أهل الأرض الأصليين.

وكشف مراسل موقع "زمان إسرائيل" تاني غولدشتاين  أن "المجلس الاستيطاني في إفرات، وهي مستوطنة تقع في منطقة غوش عتصيون بالضفة الغربية، يخطط لإنشاء مركز فنّي لها، وعقد اجتماعات للمشاركة العامة في الخطة، ومن المقرر بناؤه في حي غفعات الحدجان داخل المستوطنة، لكن في الواقع تقع المنطقة المحددة شمال المستوطنة، وهي امتداد لها".



بناء غير قانوني
ونقل غولدشتاين  في تقرير ترجمته "عربي21" عن درور أتكيس، الرئيس التنفيذي لمنظمة "كيرم نافوت"، التي تراقب أنشطة البناء في المستوطنات، أن "المنطقة المعنية هي أرض خاصة مملوكة لفلسطينيين من قرية الخضر، وهي خطة بناء غير قانونية، حتى بموجب القانون الإسرائيلي، استنادا لخريطة رسمية للإدارة المدنية في الضفة الغربية، لأنها أرض خاصة مملوكة لفلسطينيين خارج منطقة الاستيطان الرسمية، وصودرت سابقًا بأمر عسكري لبناء جدار الفصل العنصري عام ٢٠٠٦، لكنها لم تُكمل بناءه".


وأوضح أن "هذا الأمر لا يزال ساري المفعول، ويُحظر إقامة أي بناء مدني على أرض خاصة، حتى لو صودرت لأغراض أمنية من قبل الجيش، ولكن قبل عشر سنوات، بدأ المستوطنون بإغراق المنطقة ببقايا ترابية من أعمال البناء داخل إفرات، ولم يمنع الجيش ذلك، رغم أن المنطقة كانت تحت سيطرته".

وأكد أن "المستوطنين يستولون الآن على المنطقة، وهم لا ينكرون كلام المنظمات الحقوقية، ولكن خلال الحرب الحالية، شقت وزارة الحرب طريقًا أمنيًا في المنطقة الواقعة شمال مستوطنة إفرات، حيث كان مُقررا بناء السياج لحمايتها، وأن المنطقة المقرر بناء مركز الفنانين فيها تقع جنوب الطريق الأمني، مما جعلها في الواقع جزءًا من المستوطنة، رغم أنها تقع على أرض فلسطينية خاصة، صودرت لأغراض أمنية فقط، وبالتالي يُحظر بناء أي مبانٍ مدنية فيها تحت أي ظرف من الظروف". 

ونقل عن مائير ميرون يهوشاع، الناشط في مجال حقوق الفلسطينيين من مستوطنة كفار عتصيون المجاورة، أن قرار إنشاء المركز حيلة ساخرة ومحاولة دنيئة للالتفاف على أمر الاستيلاء الأصلي على المنطقة، مما يدل على تجاهل أعمى للآخر الفلسطيني، وأفترض أن أفكارًا مختلفة سادت في نفوس من شاركوا باتخاذ القرار لتبريره، من السذاجة والتبريرات إلى الفخر بأنهم يروّجون للاستيطان في أرض الواقع".

عنف فتيان التلال
وأضاف أن "إنشاء المجمع الفني في المستوطنة سيزيد من صعوبة ظروف الحياة اليومية للفلسطينيين، الذين لم يتمكنوا من الوصول لأراضيهم لسنوات على أي حال، وهذا أمرٌ صادمٌ لي، ويصعب عليّ تخيّل مزارع يجلس على تلةٍ مُقابلةٍ لقطعة أرضٍ يملكها، لكنه لا يستطيع الوصول إليها، بل يرى أنها تُصبح مركزًا حيويًا ونابضًا بالحياة لجيرانه المستوطنين، لابد أنه يشعر بالإحباط والألم، وبالخوف من المستقبل". 

وأوضح أنه "في غوش عتصيون أُقيمت العديد من البؤر الاستيطانية غير القانونية خلال العامين ونصف الماضيين منذ تشكيل الحكومة الحالية، خاصةً منذ اندلاع الحرب، كما هو الحال في بقية أنحاء الضفة الغربية، ومن بين بؤرٍ استيطانية أُنشئت في غوش عتصيون بؤرتا "ناتيف هافوت" المُجاورتين لمستوطنة إليعازار القديمة، و"غفعات تلتان" المُجاورتين لمستوطنة بيتار عيليت، كما تم توسيع مستوطنة "نافيه دانيال" غربًا، ومعاليه رحبعام جنوبًا". 

وأشار إلى "تزايد حالات اعتداء "فتيان التلال" على الفلسطينيين، وتدمير ممتلكاتهم، وأسفرت عن إصابات في صفوفهم، انتهت إحداها بالوفاة، وهو خليل سالم حلاوي، 40 عامًا، من القدس، حيث قُتل بالرصاص بقرية وادي راحيل قرب بيت لحم على يد قوة حماية المستوطنين التابعة لمنطقة إفرات وبؤرة "حفات هعيتام" الاستيطانية المجاورة". 


وأوضح أن "المستوطنات اليهودية بهذه المنطقة موجودة منذ عهد الانتداب البريطاني، وتقع العديد منها قرب الخط الأخضر، ووفقًا لخطط سلام مختلفة، من المقرر ضمّها لإسرائيل في حال قيام دولة فلسطينية، لكن نشطاء حقوق الإنسان يدّعون أنه منذ اندلاع الحرب على غزة، طرأ تغيير جذري على موقف مستوطني غوش عتصيون تجاه الفلسطينيين". 

حرق المنازل وذبح المواشي
يوني مزراحي، عضو فريق مراقبة المستوطنات في حركة السلام الآن، أكد أنه "قبل الحرب، بُنيت بؤر استيطانية غير قانونية في غوش عتصيون لعقود، بعضها امتدادات لمستوطنات تُعتبر "قانونية" بموجب القوانين الإسرائيلية، لكن ما تغير منذ اندلاع الحرب هو وتيرة البناء الاستيطاني، ونطاقه، ووضوحه، فهناك المزيد من بناء الطرق في جميع أنحاء الضفة الغربية، والمزيد من البؤر الاستيطانية والمزارع، وفي غوش عتصيون أيضًا". 

وأشار أن "مستوطني غوش عتصيون يمارسون ضغوطهم على الجيش لهدم منازل فلسطينية شُيّدت خارج منطقتهم الاستيطانية، بينما يتجاهل البناء غير القانوني على نطاق واسع داخل منطقتهم، حتى أنها باتت تشبه مستوطنات أكثر تطرفاً وعدائية مثل "يتسهار"، حيث يأتي فتيان التلال لمنازل الفلسطينيين، وخيامهم، ويضايقونهم، ويضربونهم، ويحرقونهم، ويذبحون الأغنام، ويُدمّرون المعدات".

وختم بالقول إن "كل ذلك يحصل وسط غض الطرف من الجيش، الذي يرى الظلم الواقع على الفلسطينيين من خلال بناء المستوطنات، وتوسيعها، ولا أحد يجرؤ على الكلام، حتى عندما ينتهك المستوطنون حقوق الفلسطينيين، ويمنعونهم من التنقل، والوصول لأراضيهم، وكسب عيشهم". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الضفة الغربية الاستيطانية الإسرائيلي إسرائيل الضفة الغربية الاحتلال الاستيطان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی غوش عتصیون

إقرأ أيضاً:

إعلان هام وعاجل من ترامب بشأن الحرب بين باكستان والهند

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)

في تطور دبلوماسي مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري، بعد فترة من التوتر العسكري المتصاعد بين الجارتين النوويتين.

وفي بيان أدلى به صباح اليوم، قال ترامب: "يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق النار بالكامل، وبشكل فوري، وذلك بوساطة مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية."

اقرأ أيضاً باكستان تقلب موازين القوة: هزيمة تكنولوجية روسية على الهواء مباشرة في الهند 10 مايو، 2025 الجيش الهندي يكشف تفاصيل الضربة المضادة لباكستان ويحذر 10 مايو، 2025

ووصف ترامب هذا الاتفاق بأنه نتيجة للحس السليم والذكاء الذي أبداه قادة البلدين في لحظة حساسة كان من الممكن أن تنزلق فيها المنطقة نحو صراع واسع النطاق.

وأضاف قائلاً: "أشكر القيادة في نيودلهي وإسلام آباد على اتخاذ قرار إنهاء الأزمة. لقد أظهروا شجاعة سياسية ووعياً بخطورة المرحلة، وهو ما جنّب المنطقة عواقب لا تُحمد عقباها."

يأتي هذا الإعلان في أعقاب أيام من التصعيد المتبادل بين الطرفين، شمل هجمات صاروخية متبادلة، واستنفاراً عسكرياً واسعاً على الحدود، إضافة إلى تحذيرات من احتمال انزلاق النزاع إلى مواجهة نووية.

الاتفاق، الذي تم بوساطة أمريكية، يضع حداً مؤقتاً – على الأقل – للتوترات، ويمنح فرصة لعودة الدبلوماسية إلى الواجهة بعد أن بدا أن المنطقة على شفير حرب.

ويُنتظر أن يصدر بيان مشترك من الحكومتين الهندية والباكستانية خلال الساعات المقبلة لتأكيد تفاصيل الاتفاق، وسط ترقب دولي لمستقبل العلاقات بين البلدين في ظل هذا التحول المفاجئ.

مقالات مشابهة

  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفًا لنظام البيئة لإشعاله النار في أراضي الغطاء النباتي في المنطقة الشرقية
  • امريكا: تشريعات بحرية جديدة
  • العقود حق الانتفاع..الوزراء عن أراضي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • كل العقود حق الانتفاع وبس.. متحدث الوزراء عن أراضي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • متحدث الوزراء يكشف حقيقة بيع أراضي قناة السويس
  • إعلان هام وعاجل من ترامب بشأن الحرب بين باكستان والهند
  • رئيس الوزراء يكشف تفاصيل جديدة بشأن عقد موانئ أبو ظبي
  • عاجل | مصادر للجزيرة: الاحتلال يطلق النار على فلسطيني قرب مفترق عتصيون شمالي الخليل
  • على وقع الحرب مع باكستان وبطلب من الهند.. منصة "إكس" تلغي 8 آلاف حساب
  • نوبات الربو تزداد مع استخدام نوع من حبوب منع الحمل