خطوة دبلوماسية مرتقبة تعكس تحولاً تدريجياً في العلاقات السورية الأوروبية، حيث أعلن مكتب الرئيس السوري أحمد الشرع، أن زيارة رسمية إلى فرنسا تلوح في الأفق، دون تحديد موعد محدد لتنفيذها، وجاءت الدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير الماضي، ضمن مساعٍ لإعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق ومناقشة ملفات إقليمية ودولية متعددة.

ورغم غياب جدول أعمال رسمي حتى الآن، تُثير الزيارة المرتقبة اهتماماً سياسياً وإعلامياً واسعاً، نظراً إلى توقيتها الحساس وما قد تحمله من مؤشرات على تغيّر تدريجي في المواقف الأوروبية تجاه سوريا.

وتأتي هذه التحركات في سياق تحول حذر في السياسة الأوروبية حيال سوريا بعد أكثر من عقد من العزلة، إذ بدأت بعض العواصم الأوروبية، وعلى رأسها باريس، بإبداء رغبة في الانفتاح المشروط على دمشق.

ويعكس ذلك تصاعد القلق الأوروبي من تداعيات استمرار أزمة اللاجئين، وتنامي التهديدات الأمنية المرتبطة بالإرهاب، إلى جانب حالة الجمود التي يشهدها المسار السياسي الأممي الخاص بالأزمة السورية.

الزيارة، في حال إتمامها، قد تمثل بداية جديدة في العلاقة بين سوريا وأوروبا، وسط تباين دولي مستمر بشأن سبل إنهاء النزاع السوري وترتيب مرحلة ما بعد الحرب.

الشرع والشيباني يثيران التفاعل بلقطة رياضية ليلية

في وقت يشهد المشهد السوري تداخلاً لافتاً بين الحركة السياسية والميدانية، أثار ظهور الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني وهما يلعبان كرة السلة ليلاً، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل.

الفيديو الذي نشره الشيباني عبر حسابه على “إنستغرام” تحت عنوان “على هامش معركة بناء وطننا”، أظهر الرئيس ووزيره في ملعب مغلق دون جمهور، في لقطة حملت طابعاً غير تقليدي وسط الظروف التي تعيشها البلاد.

وتزامن تداول هذا المشهد مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي طالت مؤخراً مناطق قرب القصر الرئاسي في دمشق، في ظل تداول قديم لمقطع فيديو يُظهر بالونات أطلقها ناشطون في مدينة حلب قبل تسع سنوات، زُعم مجدداً أنها وسيلة تصدٍ للطائرات الإسرائيلية. وبعد التحقق، تبيّن أن المقطع يعود لعام 2016 ويهدف أساساً لإرباك الطائرات التي كانت تُلقي البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية.

في سياق موازٍ، طالبت لجنة حقوق الإنسان التابعة لنقابة المحامين في السويداء بفتح تحقيق عاجل وشفاف في أحداث العنف التي شهدتها منطقتا صحنايا وجرمانا مؤخراً، معتبرة ما جرى “انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ووحدة المجتمع السوري”.

وأكد البيان أن حماية المواطنين مسؤولية دستورية لا تقبل التهاون، مشدداً على أن سوريا “دولة لجميع أبنائها”، داعياً إلى نبذ الخطابات الطائفية وتعزيز العدالة والمواطنة المتساوية.

لقاء سري يجمع شخصيات سورية وإسرائيلية في عاصمة أوروبية

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن لقاء غير معلن جرى داخل منزل خاص في عاصمة أوروبية جمع بين خمسة أكاديميين ورجال أعمال سوريين وشخصيتين إسرائيليتين في جلسة هي الأولى من نوعها بين الطرفين وجها لوجه.

وأوضحت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي فوجئ بمستوى اطلاع السوريين على الشأن الداخلي في إسرائيل وذلك من خلال متابعتهم للإعلام العبري وترجمات الصحافة العبرية حيث أبدى السوريون اهتماما خاصا بمعرفة تفاصيل حول سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورؤيته الأمنية.

المشاركون السوريون الذين ينتمون إلى جيل نشأ في ظل حكم بشار الأسد وتتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسين عاما تحدثوا بصراحة عن الأوضاع المتدهورة في بلادهم وأشاروا إلى أن الرئيس الحالي يواجه أزمات معقدة تمنعه من بسط السيطرة الكاملة حتى على العاصمة دمشق وهو ما أيده جميع الحاضرين.

وأضافت الصحيفة أن اللقاء تزامن مع هجوم إسرائيلي استهدف محيط القصر الرئاسي في سوريا تحت مبرر حماية الطائفة الدرزية وهو ما اعتبره مراقبون رسالة تحذيرية تهدف إلى خلق حالة من الفوضى الداخلية وزيادة الضغوط على النظام السوري.

وأثار اللقاء تساؤلات حول مستقبل العلاقات غير الرسمية بين سوريين وإسرائيليين في ظل المتغيرات الإقليم.

بيان أمريكي يدعو لمحاسبة قيادات في حكومة الشرع على خلفية أحداث صحنايا وجرمانا والسويداء

دعت السفارة الأمريكية في سوريا إلى محاسبة جميع المتورطين في أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها مناطق صحنايا وجرمانا جنوب دمشق ومحافظة السويداء، مشددة على ضرورة مساءلة من يتولون مناصب قيادية في الحكومة السورية.

وقالت السفارة في بيان صدر اليوم الثلاثاء: “نتوقع محاسبة جميع مرتكبي أعمال العنف الأخيرة، ولا سيما من يتولون مناصب قيادية أو يتمتعون بصفة بارزة”، مضيفة أن هذه المحاسبة “ستبعث برسالة واضحة إلى جميع السوريين بأن لا أحد فوق القانون في سوريا الجديدة”.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعربت في وقت سابق عن استنكارها لما وصفته بـ”أعمال العنف والخطاب التحريضي” الذي استهدف أبناء الطائفة الدرزية، معتبرة أن ذلك “أمر غير مقبول”.

وشهدت مناطق ذات غالبية درزية، بينها جرمانا وصحنايا والسويداء، في الأيام الماضية اشتباكات متقطعة على خلفية تحريض وخطاب كراهية انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي سياق متصل، وجه محافظ السويداء، مصطفى البكور، يوم الاثنين، رسالة إلى أهالي المدينة دعاهم فيها إلى عدم الانجرار وراء حملات التجييش، والعمل معًا لبناء سوريا الجديدة، بعيدًا عن الفتن والانقسامات.



المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أسعد الشيباني الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة سوريا وفرنسا

إقرأ أيضاً:

هدنة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين تفتح الباب أمام تعافي "أبل"

بعد التوترات التجارية الطاحنة، هدنة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين تمنح أبل فرصة ذهبية لاستعادة عافيتها وتعزيز موقعها في السوق العالمية. اعلان

في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، جاء اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة ليُعيد الأمل للاقتصاد العالمي. الاتفاق يحمل أهمية خاصة للشركات التي تعتمد على سلاسل الإمداد بين البلدين.

فقد أعلنت الولايات المتحدة والصين عن اتفاقٍ تاريخي يقضي بوقف فرض الرسوم الجمركية "النارية" وخفضها بشكلٍ متبادل على الواردات بين البلدين.

ويأتي هذا الاتفاق بعد جولة محادثات مكثفة أجريت في جنيف بين الطرفين، حيث اتفقتا على تقليص العبء الضريبي الكبير الذي كان يعيق التجارة الثنائية.

ووفقًا للبيان المشترك الصادر عن الجانبين، ستخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية من 145% إلى 30%. وفي المقابل، ستقوم الصين بتخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية المستوردة من 125% إلى 10%. هذه الخطوة قد تكون بمثابة راحة كبيرة لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل "أبل"، التي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج الصيني لتلبية احتياجاتها العالمية.

Relatedالرسوم الجمركية الأمريكية تدخل حيز التنفيذ على حوالي 60 شريكًا تجاريًاالرسوم الجمركية تطيح بالدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ ستة أشهرلماذا تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا؟

وتعتبر الصين مركزًا إنتاجيًا محوريًا لشركة "أبل"، حيث يتم تصنيع منتجاتها الرئيسية، بما في ذلك هواتف آيفون، في المصانع الصينية قبل توزيعها حول العالم. ومع ذلك، تصاعدت الحرب التجارية بين البلدين في أبريل الماضي عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، مما زاد من التحديات أمام الشركات العاملة في السوق الصينية.

ردًا على ذلك، بدأت الولايات المتحدة والصين في فرض رسوم جمركية جديدة على بعضهما البعض، حيث ارتفعت الرسوم الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 145%. نتيجة لذلك، أعلنت شركة "أبل" عن خطط لإعادة هيكلة عملياتها الإنتاجية، حيث أكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، أن إنتاج هواتف آيفون الموجهة إلى السوق الأمريكية سيتحول إلى الهند بسبب ارتفاع تكاليف استيراد السلع الصينية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، توقعت الشركة خسائر مالية تصل إلى 900 مليون دولار في الربع الحالي بسبب هذه التطورات. كما أشار كوك إلى أن الهند ستصبح مصدرًا رئيسيًا لأجهزة آيفون المباعة في الولايات المتحدة في المستقبل القريب.

ومع توقيع اتفاقية الرسوم الجمركية الجديدة، من المتوقع أن تشهد "أبل" فترة من الاستقرار، مما يمنحها الفرصة لإعادة النظر في قرارها بشأن تحويل الإنتاج إلى الهند. وبغض النظر عن الخطوات المستقبلية، فإن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو استعادة التوازن في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الشرع: الرئيس السيسي حريص بشدة على نهضة سوريا وإعمارها
  • الرئيس أحمد الشرع: سوريا لكل السوريين بكل طوائفها وأعراقها ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة، التعايش هو إرثنا عبر التاريخ وإن الانقسامات التي مزقتنا كانت دائماً بفعل التدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعاً.
  • الرئيس السوري: ولي العهد وعدني برفع العقوبات عن سوريا ورأيت المحبة في عينيه.. فيديو
  • الرئيس السوري أحمد الشرع: لن تكون سوريا بعد اليوم ساحة لتقاسم النفوذ
  • ترامب يثير الجدل بوصف غير معتاد للرئيس السوري أحمد الشرع.. ماذا قال؟
  • الرئيس الشرع يوجه خطاباً للسوريين العاشرة مساء بتوقيت دمشق
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح على متن الطائرة التي تقله إلى دولة قطر: رفع العقوبات عن سوريا أمر مهم لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والرئيس السوري رائع ولديه الكثير من الفرص
  • رفع العقوبات عن سوريا: تحولات اقتصادية تفتح آفاقاً جديدة للأردن والمنطقة
  • عاجل. أكسيوس: لقاء مرتقب بين ترامب وأحمد الشرع أثناء زيارة الرئيس السوري الانتقالي إلى الرياض
  • هدنة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين تفتح الباب أمام تعافي "أبل"