ما هي سياسة ماكرون بلبنان وهل مسلمو فرنسا عامل في تشكيلها؟ مستشار فرنسي يجيب
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
نشر موقع "ناشيونال إنترست" مقالا للمستشار الأمني المختص بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أوليفييه غيتا، قال فيه إن عامان يُعادلان عُمرا كاملا في السياسة. ومع ذلك، بالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن عام 2027 يقترب بسرعة قطار جامح، وهو يسعى إلى ترسيخ مكانته في التاريخ قبل أن يغادر السلطة نهائيا.
حتى لو مُنعت غريمته، اليمينية المتطرفة مارين لوبان، من الترشح لخلافته في عام 2027 بقرار قضائي حديث، فإن هامشَ ماكرون في الساحة الداخلية ضيق. ونتيجة لذلك، نقل كفاحه من أجل الحضور السياسي إلى الساحة الوحيدة المتبقية له - السياسة الخارجية.
وحتى في هذا المجال، خياراته محدودة. ففي مطلع عام 2025، واصلت فرنسا سحب قواتها، فيما يُمثّل توبيخا لاذعا من مستعمراتها السابقة في منطقة الساحل الأفريقي. وهذا لا يترك له سوى منطقة واحدة من مناطق النفوذ الاستعماري الفرنسي السابق ليسعى إليها لإثبات حضوره في الشرق الأوسط.
وكان كاتب المقال قد كتب سابقا لمنتدى الشرق الأوسط:
تغير النهج الفرنسي تجاه الشرق الأوسط بعد انتصار "إسرائيل" في حرب الأيام الستة عام 1967. بدأ الرئيس شارل ديغول بتبني سياسة مؤيدة للعرب بشكل قاطع، وهي سياسة لا تزال مستمرة حتى اليوم. أوضح ديغول قائلا: "للعرب عددهم، ومساحتهم، ووقتهم". كان ذلك حسابا مكيافيليا. سعى ديغول إلى ما اعتبره استراتيجية طويلة الأمد: التضحية بالعلاقات الطيبة مع "إسرائيل" من أجل كسب رضا العالم العربي الأكثر سكانا وثراء بالنفط. اتّبع ماكرون، كغيره من الرؤساء الفرنسيين منذ ديغول، هذه السياسة التي طبّقها مكتب "كي دورسيه" المستعرب (مقر وزارة الخارجية الفرنسية وكنايتها).
بدءا من لبنان، الذي تربطه بفرنسا علاقة خاصة منذ عام 1649، اتبع ماكرون السياسة الفرنسية التقليدية. على سبيل المثال، كان موقف فرنسا من حزب الله إشكاليا للغاية. بل قد يصفه البعض بأنه مصاب بانفصام الشخصية.
وعلى الرغم من تاريخ حزب الله "الإرهابي" في فرنسا، دعا الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك حسن نصر الله، الأمين العام الراحل للحزب، لحضور القمة الفرنكوفونية في بيروت عام 2002.
وعندما التقيا، علق شيراك قائلا: "حزب الله عنصر مهم في المجتمع اللبناني".
ولم يكن من المستغرب، في أيار/ مايو 2004، أن السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة آنذاك، جان ديفيد ليفيت، أخبر كاتب هذا المقال أن حزب الله منظمة "اجتماعية" في الغالب، وأنه لا يوجد سبب لوضع الجماعة على القائمة السوداء للإرهاب في الاتحاد الأوروبي. وبناء على ذلك، امتنعت فرنسا عن القيام بذلك حتى عام 2013، ثم دعمت حينها المبادرة البريطانية المحدودة لوضع "الجناح العسكري" لحزب الله على القائمة.
واليوم، يواصل ماكرون التحدث إلى حزب الله كما يفعل مع أي طرف سياسي شرعي، ويريد أن يظل "وسيطا نزيها".
لهذا السبب ضغط على إدارة بايدن لضمان عمل فرنسا مع الولايات المتحدة لضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في لبنان الذي أعلنته الولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وبذلك، استخدم ماكرون تكتيك الإغراء والتبديل - أولا، بدا أن فرنسا تشير إلى أنها قد تعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت إذا وطأت أقدامهما الأراضي الفرنسية بناء على اتهامات المحكمة الجنائية الدولية المتنازع عليها، ثم سحب التهديد، والذي كان ببساطة شكلا من أشكال الضغط لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسماح لفرنسا بالتوسط في مفاوضات وقف إطلاق النار مع لبنان.
ومن غير المستغرب، فيما يتعلق بمسألة "إسرائيل"، أن يتبع ماكرون إلى حد كبير سياسة كي دورسيه لما بعد عام 1967.
ويبدو أن ماكرون يريد الاستمرار في السير على خطى أسلافه، ديغول وشيراك، في نظر الرأي العام العربي، باعتباره الزعيم الغربي الوحيد القادر على مواجهة الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل".
هناك عامل داخلي يُسهم في اختلال سياسة الحكومة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط بشكل متزايد. فالعدد المتزايد من المسلمين في فرنسا، والذين يُمثلون بالفعل 10% من سكان فرنسا البالغ عددهم 68 مليون نسمة، يلعب دورا في حسابات ماكرون. وهذا أكثر وضوحا مما كان عليه الحال في العقدين الماضيين. فقد نما العنصر الإسلامي بين المسلمين الفرنسيين بسرعة، طاغيا على الأصوات الإسلامية الأكثر اعتدالا.
يسير ماكرون على الجمر لأنه يخشى أن تنفجر الضواحي كما حدث عام 2005 إذا دعم "إسرائيل" بأي شكل من الأشكال. ولم يكن من المُستغرب أن يُعلن ماكرون للتو أن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطينية بحلول حزيران/ يونيو، وهي مبادرة سارعت حركة حماس إلى تأييدها.
دفع موقف ماكرون المُتعثر على الساحة السياسية الداخلية إلى محاولة ممارسة نفوذ في الشرق الأوسط. كما أنه يُريد تجنب انفجار مجتمعي كبير في الداخل. فهو لا يُريد أن يُلوث سجله المُتعثر أصلا بكارثة أخرى. إنها خاتمة مُحزنة لفرنسا التي كانت مجيدة في يوم من الأيام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ماكرون فرنسا لبنان لبنان فرنسا ماكرون المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط حزب الله
إقرأ أيضاً:
محكمة إيرانية تقضي ببراءة مواطن "ألماني – فرنسي" من تهمة التجسس لصالح إسرائيل
أصدرت محكمة إيرانية، اليوم الاثنين، حكمًا بتبرئة مواطن "ألماني- فرنسي" يدعى لينارت مونتيرلوس من تهمة التجسس لصالح إسرائيل، وذلك بعدما كان قد اعتقل في يونيو خلال الحرب بين إيران وإسرائيل.
وأكد رئيس السلطة القضائية في محافظة هرمزغان صدور حكم البراءة بعد محاكمة مونتيرلوس بتهم تتعلق بالتجسس، مشيرا إلى أن النيابة لا تزال تحتفظ بحقها في الطعن على قرار المحكمة.
وتجدر الإشارة إلى أن مونتيرلوس شاب يحمل الجنسيتين الفرنسية والألمانية وجرى توقيفه أثناء قيامه بجولة بالدراجة في إيران، وهو ما أثار حينها انتقادات من منظمات حقوقية أوروبية.
تأتي هذه البراءة في ظل تصاعد وتيرة قضايا التجسس في إيران والإجراءات المشددة ضد متهمين بالتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية، خاصة في ظل التوتر الإقليمي المتزايد هذا العام.
طهران: تفعيل آلية الزناد من قبل الترويكا الأوروبية "أمر غير مبرر"
قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن تفعيل الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لآلية الزناد بحق إيران غير مبرر، مشيرة إلى أن 6 من أعضاء مجلس الأمن الدولي يعارضون هذا الإجراء.
ولفتت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن الأعضاء الـ6 بمجلس الأمن الدولي يعارضون هذا الإجراء ويؤكدون أنه لا يمثل قرارا أمميا بل خطوة منفردة من الترويكا الأوروبية. وأوضحت الخارجية أن إيران ستتابع هذا التصعيد في المحاكم والمنظمات الدولية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن المسؤولية الأساسية للتصعيد ضد إيران تقع على عاتق إسرائيل والولايات المتحدة، لكن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أسهم في توفير الذريعة لهذا التصعيد، داعيا المنظمات الدولية لتوخي الحذر وعدم إعطاء مبررات لمن يسعى لاستخدام القوة.
وحملت الخارجية الإيرانية الدول الأوروبية الثلاث مسؤولية اتخاذ نهج سلبي وغير مسؤول في الملف النووي، معتبرة أن الأوروبيين أساؤوا استغلال ما يعرف بآلية فض النزاعات وأصروا على شروط وصفتها بـ"غير المنطقية".
كما أشار بقائي إلى أن إيران مستعدة للدبلوماسية إذا كانت مثمرة، لكنها ترفض أي طرح يهدف فقط لإرضاء مطالب الولايات المتحدة على حساب مصالحها الوطنية.
وزير خارجية إيران: أكدنا للأوروبيين استعدادنا لأي حل يُعيد الثقة
قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنهم أكدوا للأوروبيين استعدادهم لأي حل يضمن مصالح الجانبين ويعيد الثقة بشأن برنامجنا النووي.
وقات إيران إن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعد ملائما بعد إعادة فرض العقوبات.
وقال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، إن الضربات العسكرية لن تمنعهم من إعادة بناء برنامجهم النووي.
وأضاف بزشكيان :"إعادة العقوبات لا يمكن أن توقفنا".
وفي سياقٍ مُتصل، قال مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني: أي تحرك أوروبي لإعادة فرض العقوبات سيكون منحازا وذريعة للتصعيد.
وقال روانجي في وقتٍ سابق إن مواقفهم قبل الحرب لم تتغير وسنعمل في أي محادثات على تأمين حقوقنا النووية.
وفي وقتٍ سابق قال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، إن الحروب ليست في صالح أحد، ولا مُنتصر فيها.
وأضاف :"لم ولن نمارس الغطرسة ولكن لن نرضخ للظلم والهيمنة".
وتابع بزشكيان :"نسعى إلى منع تكرار الحروب والصراعات عبر الدبلوماسية".
ذكرت وكالة فارس الإيرانية أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أُصيب بجروح طفيفة في ساقه جراء هجوم إسرائيلي استهدف المجلس الأعلى للأمن القومي في 16 يونيو الماضي.
وذكرت الوكالة الإيرانية أن التحقيق جار في احتمال وجود متسلل بعد حصول إسرائيل على معلومات عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي.
وتابعت :"مسئولون إيرانيون غادروا المبنى عبر فتحة طوارئ بعد إصابة بعضهم في الهجوم".
وأضافت قائلةً :"الهجوم الإسرائيلي في يونيو استهدف اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن القومي في طوابق سفلى بمبنى غربي طهران".
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نقلاً عن مصادرها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الرئيس الأمريكي بنواياه تجاه إيران.
وقال نتنياهو لترامب إن إسرائيل ستوجه ضربات لإيران إن استأنفت سعيها لامتلاك سلاح نووي.