كشفت ثلاثة مصادر مطلعة أن دولة الإمارات فتحت مؤخراً قناة اتصال خلفية بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لتهدئة التوتر المتصاعد بين الجانبين، في ظل مساعٍ من الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لكسب دعم إقليمي للتعامل مع الوضع الأمني المتأزم، بحسب وكالة "رويترز".

ووفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع، ومسؤول أمني سوري، ومسؤول استخبارات إقليمي، فإن هذه القناة، التي لم يُكشف عنها سابقاً، تتركز على ملفات أمنية واستخباراتية وبناء الثقة، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين دمشق وتل أبيب.

 

وأوضح المصدر الأول أن هذه المحادثات غير المباشرة انطلقت بعد أيام من زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات في 13 نيسان/ أبريل الماضي، مشيراً إلى أن النقاشات تقتصر حالياً على "مسائل فنية"، لكنها قد تتسع مستقبلاً لتشمل قضايا أوسع.

من جانبه، أكد المسؤول الأمني السوري أن الاتصالات تنحصر في قضايا مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن القناة لا تتناول أي ملفات سياسية في الوقت الراهن.


يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية على مواقع داخل سوريا، آخرها استهداف محيط القصر الرئاسي في دمشق، الجمعة الماضية، بالإضافة إلى سلسلة من العمليات العسكرية التي طالت مناطق عدة، في ظل عدم قدرة السلطات السورية الجديدة على الردّ المباشر، بسبب الأوضاع الداخلية المعقدة والإرث الثقيل الذي خلّفه نظام المخلوع بشار الأسد، الذي أطاحته قوى المعارضة المسلحة في كانون الأول/ ديسمبر 2024، منهيةً أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

وخلال الشهور الأخيرة، كثّف الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للأصول العسكرية السورية بذريعة منع وصول الأسلحة إلى ما تصفه بـ"جماعات إرهابية"، كما ألغى من طرف واحد اتفاقية فك الاشتباك الموقّعة مع سوريا عام 1974، وأنشأ منطقة عازلة امتدت من محافظة القنيطرة إلى درعا فالسويداء. 

وقد حاولت تل أبيب تبرير تدخلها العسكري بتبني خطاب "حماية الأقليات"، لا سيما الدروز في الجنوب السوري.

وتجاوزت العمليات الإسرائيلية حدّ الاستهداف العسكري التقليدي، لتشمل قوافل أمنية سورية كانت متجهة نحو بلدة أشرفية صحنايا، بالتزامن مع استعادة السلطات الجديدة السيطرة على مناطق في جرمانا وأشرفية صحنايا، بعد توقيع اتفاق مع القوى المحلية يقضي بتسليم السلاح وانتشار قوى الأمن العام.


ورغم أن الإدارة السورية الحالية لم تصدر تهديدات مباشرة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن تل أبيب تواصل شن غارات شبه يومية على مواقع داخل الأراضي السورية، أودت بحياة مدنيين، ودمّرت منشآت عسكرية ومعدات للجيش السوري.

ويُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يحتل معظم أراضي هضبة الجولان منذ عام 1967، وقد استغل حالة الانقسام والفوضى التي أعقبت سقوط النظام السابق، لتعزز وجوده في المنطقة العازلة وأعلن انتهاء العمل باتفاقية فك الاشتباك. 

كما سيطر على جبل الشيخ الاستراتيجي، القريب من دمشق والمطل على كل من سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يضم أربع قمم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الإمارات سوريا الجولان جبل الشيخ سوريا الإمارات الجولان جبل الشيخ المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

شلل في تل أبيب.. الحريديم ضد التجنيد وعائلات الأسرى ترفض توسعة الحرب

تشهد إسرائيل في هذه الأثناء شللاً في عدد من الشوارع والمفترقات الرئيسية، نتيجة اندلاع مظاهرات متزامنة لكن متباينة في أهدافها، تعكس حجم التوتر الداخلي والانقسام المتزايد حول الحرب على غزة والخدمة العسكرية.

الحريديم: لا للتجنيد الإجباري

في مناطق متفرقة، خرج المئات من أبناء الطائفة الحريدية (اليهود المتدينين المتشددين) في مظاهرات صاخبة رفضًا لقرارات قضائية وعسكرية تطالب بفرض التجنيد الإجباري على طلاب المدارس الدينية، حيث يرى الحريديم أن الدراسة الدينية تعادل الخدمة الوطنية، وأن اعتقال المتهربين من التجنيد يمثل اضطهادًا دينيًا.

المحتجون سدوا الطرق وأحرقوا الإطارات، وسط اشتباكات متفرقة مع الشرطة، في مشهد يتكرر كثيرًا داخل المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، خاصة مع تصاعد الجدل حول المساواة في "تحمّل أعباء الدولة".

عائلات المختطفين: توسعة الحرب تهدد حياة أبنائنا

في مفترقات أخرى، نظمت مظاهرات منفصلة لعائلات الإسرائيليين الأسرى في غزة، الذين يطالبون الحكومة بوقف العدوان علي غزة والحرب علي القطاع فورا، ورفض قرار الاحتلال الكامل للقطاع، معتبرين أن أي توسع عسكري يعني المزيد من المخاطرة بحياة أبنائهم.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بـ"العودة إلى طاولة المفاوضات"، و"وقف المغامرات العسكرية"، في إشارة مباشرة إلى سياسات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، التي يرون أنها تتجاهل مصير المختطفين لصالح حسابات سياسية وشخصية.

الداخل الإسرائيلي يغلي

المفارقة في المشهد أن كلا الحراكين – الحريديم وعائلات المختطفين – يعبّران عن رفض من داخل المجتمع الإسرائيلي لسياسات حكومة نتنياهو، سواء في ملف التجنيد أو إدارة الحرب.

وتؤشر هذه التحركات إلى تصاعد الغضب الشعبي والانقسام الداخلي، في وقت تدفع فيه إسرائيل نحو تصعيد عسكري غير مسبوق في غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال.

ومن المتوقع أن الوضع مرشح لمزيد من التوتر خلال الساعات المقبلة، خاصة مع تهديد الحريديم بتصعيد احتجاجاتهم، واستعداد عائلات المختطفين لتنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر الحكومة في القدس.

طباعة شارك الحريديم الاحتلال غزة نتنياهو الحرب علي غزة

مقالات مشابهة

  • بنافذة خلفية .. شاهد سيارة ريفيان R2 الجديدة بالصور
  • توغل رتل إسرائيلي داخل الأراضي السورية في اختراق متكرر
  • سانا: الحكومة السورية لن تشارك في اجتماعات مع قوات سوريا الديمقراطية بباريس
  • مجلس الأعمال الأمريكي السوري: مؤتمر “SYNC’25 II” عامل مؤثر في تطوير التكنولوجيا والتحول الرقمي في سوريا
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إن ما جرى في شمال شرق البلاد لا يمثل إطاراً وطنياً جامعاً بل تحالف هشّ يضم أطرافاً متضررة من انتصار الشعب السوري وسقوط عهد النظام البائد وبعض الجهات التي احتكرت أو تحاول احتكار تمثيل مكونات سوريا بقوة الأمر الوا
  • بلجيكا تستدعي السفير الإسرائيلي لديها على خلفية خطة غزة.. وترفض استمرار الاستعمار
  • مصادر لـ "اليوم": منع واجهات «الكلادينج» في مباني الرياض الجديدة-عاجل
  • شلل في تل أبيب.. الحريديم ضد التجنيد وعائلات الأسرى ترفض توسعة الحرب
  • على خلفية رفض تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.. الزعيم الروحي للحريديم يهدد بـصراع غير مسبوق