آهات مكتومة وعيون منكسرة، هى النظرة الأولى التى ترصدها عيناك عندما تتابع الأطفال مرضى سرطان الأطفال وذويهم المغتربين فى رحلتهم للعلاج من هذا المرض اللعين، فبدلاً من أن يلعب هؤلاء الصغار مع رفقائهم يجدون أنفسهم يخوضون حرباً شرسة مع مرض خبيث. ويزداد الأمر سوءاً على بعض المرضى الذين تحول ظروف المادية دون تحمل نفقات علاجهم؛ فرغم تكفل الدولة بعلاج هؤلاء الأطفال مجاناً عن طريق مستشفيات العلاج المختلفة، إلا أن الظروف المادية لا تساعد الأسر، خاصة الموجودين فى القرى البعيدة بالمحافظات الحدودية والصعيد، الذين يضطرون للسفر إلى المستشفى لعلاج أطفالهم.

وتقدم العديد من الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدنى مبادرات عدة لدعم هؤلاء المرضى، وعلى رأسها توفير إقامة للمرضى القادمين إلى العاصمة من المحافظات المختلفة، إلا أنها قد لا تكون كافية لمواصلة الرحلة المرهقة جسدياً ونفسياً للأطفال المرضى وأهاليهم الكادحين لتدبير مصروفاتها.

مدير «الحبيب المصطفى»: نستقبل 36 طفلا رفقة ذويهم شهريا

«الوطن» أجرت جولة داخل دار «الحبيب المصطفى» لاستضافة مرضى السرطان، إحدى الجمعيات المتخصصة فى دعم محاربى السرطان، للتعرف على ما تقدمه للأطفال، بالإضافة إلى رحلة علاجهم ومشوارهم مع المرض. خديجة هريدى، مديرة الدار، قالت لـ«الوطن» إنها تستقبل الحالات وفقاً لخطابات يرسلها مستشفى 57357، مشيرة إلى أن الطاقة الاستيعابية للدار 47 سريراً، وتستقبل نحو 36 طفلاً شهرياً رفقة ذويهم حيث يسمح بمرافق واحد، وأكثر من مرافق فى الحالات الاستثنائية.

أوضحت «هريدى» أن هناك عدداً من الشروط حددها المستشفى حتى تكون الدار مهيأة لاستقبال المرضى، وهى النظافة والتهوية الجيدة وعدم وضع الأسرّة فوق بعضها، مشيرة إلى أن الدار توفر الطعام والشراب والإقامة للأطفال، ولا تتدخل طبياً لأن مريض السرطان ليس مريضاً عادياً، وعندما يتعرض أى طفل لأزمة صحية خلال وجوده بالدار، ينقل مباشرة إلى المستشفى. وأشارت إلى أن الدار توفر سيارات لنقل الأطفال إلى المستشفى لتلقى العلاج، وعندما يكون العدد كبيراً يتم الدفع بأوتوبيس، مؤكدة أن أكثر الحالات التى تستقبلها الدار من مصر محافظات الصعيد، ومن الخارج المغرب والعراق وفلسطين والسودان واليمن وغيرها من الدول.

وعن حدوث حالات وفاة فى الدار، كشفت «خديجة» عن وقوع حالة واحدة وكانت لفتاة رفضت أسرتها أن تصطحبها إلى البيت بسبب الحالة المادية وسوء حالة المريضة، وظلت فى الدار برفقة شقيقتها حتى فارقت الحياة. وأوضحت أنه تم التعامل مع الحالة فى هدوء تام، ولم يشعر الأطفال المقيمون بالدار آنذاك بشىء حتى لا يؤثر ذلك على حالتهم النفسية.

فكرة إنشاء الدار

فترة انتشار كورونا كانت صعبة على المرضى بسبب الإجراءات الاحترازية، إلا أن «خديجة» أكدت أن الدار استمرت فى فتح أبوابها مع تخفيض معدل استقبال المرضى إلى النصف، موضحة أن الشقة الواحدة تستوعب 6 حالات، ولكن كان يتم الاكتفاء بـ3، مع الالتزام بالتعقيم المستمر.

وعن فكرة إنشاء الدار، قالت: «أنشأنا جمعية صغيرة فى بادئ الأمر نساعد من خلالها فى زواج يتيمات وسداد ديون الغارمات، حتى سمعنا عن دار تستضيف مرضى السرطان فى الهرم؛ وهو الأمر الذى مسّ قلوبنا، خصوصاً إذا كان هناك طفل مريض ويتيم فى الوقت نفسه، وتسلمنا شقة عاينها المستشفى وبدأنا نستقبل المرضى، وتطوعت إحدى الجمعيات الخيرية الكبرى بمنحنا 10 شقق، ومن هنا توسع نشاطنا، وبدأنا نستقبل مرضى من معهد الأورام ومستشفى بهية».

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

مسلسل "بايبر كي دنيا" المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف صناعة الترفيه للأطفال

 

 

مسلسل الرسوم المتحركة يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الإبداعية لابتكار قصص تسهم في غرس القيم والأخلاق لدى الأطفال

باستخدام أدوات حديثة.. يجمع المسلسل بين العمق العاطفي والرؤى التنموية والاختلافات الثقافية

 

دبي- الرؤية

وسط هذا العصر الرقمي، لم تعد التكنولوجيا مجرد وسيلة لتشغيل الأجهزة؛ بل أصبحت أداة تعيد تشكيل الطريقة التي يتعلم ويتخيل ويتواصل من خلالها الجيل الجديد.. وفي خطوة جريئة تهدف إلى إعادة تعريف دور الذكاء الاصطناعي في المحتوى التعليمي للأطفال، يحصد مسلسل الرسوم المتحركة الجديد "بايبر كي دنيا"  أو "عالم بايبر" إعجابًا لافتًا بفضل طريقة إنتاجه والمحتوى التعليمي الفريد من نوعه.

وأُنتِج المسلسل باستخدام نماذج السرد القصصي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تجمع بين الرؤى الثقافية والهيكلية السردية والذكاء العاطفي؛ لتقديم قصص غنية ومناسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عامًا. وقد تم تطوير هذه السلسلة من قِبل English Biscuit Manufacturers (EBM) الشركة الأم لعلامة "بيك فرينز" التجارية الباكستانية المنشأ، والتي تتميز بحضورها القوي في منطقة الشرق الأوسط.

ويرتكز هذا الابتكار في جوهره على دمج الإبداع البشري بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استخدم فريق العمل المتمركز في الولايات المتحدة وباكستان نماذج ذكاء اصطناعي من مختلف أنحاء العالم لإنتاج سلسلة الرسوم المتحركة التي تُجسّد تاريخ العالم الإسلامي بأسلوب مشوق للأطفال في باكستان. وقد استخدم فريق "عالم بايبر" النموذجين الأميركيين "Midjourney" و"Leonardo AI" لتصميم الشخصيات، خصوصًا شخصية "عازف المزمار". كما استعان الفريق بالنموذج الألماني "Flux AI" لضمان توافق ملامح الشخصيات في مختلف المشاهد. وتم استخدام 25 صورة لكل شخصية للحفاظ على تفاصيل وتعابير الوجه والملابس. وقد تم تحريك هذه التصاميم باستخدام الذكاء الاصطناعي الأميركي (Runway AI) والصيني (Cling AI)، مما يضفي على الشخصيات حيويةً وحركةً سلسةً وواقعية.

والنتيجة كانت إعادة إحياء شخصية "عازف المزمار" المحبوبة من بيك فرينز بطريقة ثلاثية الأبعاد في سلسلة بايبر كي دنيا، حيث تتناول هذه القصص قيمًا إنسانية كاللطف والصبر والكرم بأسلوب يصل إلى مختلف الأجيال. ومنذ إطلاقها على قناة نادي بيك فرينز يونغ بايبرز على يوتيوب، تجاوز عدد المشتركين في القناة المئة ألف في أقل من أربعة أسابيع، وتم تسجيل أكثر من 13 مليون مشاهدة حتى الآن، مما منحها زر التشغيل الفضي من يوتيوب.


 

وفي تعليقه على السلسلة الجديدة، أكد شاهزين منير المدير التنفيذي لشركة EBM أن أصعب التحديات التي يواجهها كوالد هي تعليم ابنه البالغ من العمر 5 سنوات قيمًا كالصبر والرحمة والإيمان بطريقة تلامس وجدانه. وأضاف: "هذا التحدي كان مصدر الإلهام لسلسلة "بايبر كي دنيا". التكنولوجيا اليوم لا تُغير طريقة سرد القصص فحسب، بل تبدل معناها لدى الأجيال الجديدة. مع "بايبر كي دنيا"، سعينا لإعادة تخيل شخصية "عازف المزمار" الشهيرة بهدف تقديم محتوى هادف يسهم في غرس القيم والأخلاق لدى الأطفال، إثارة فضولهم، تشجيعهم على التأمل، وخلق لحظات مشتركة مع عائلاتهم".

بدوره، قال ممثل شركة Singularity Marketing: "إن إحياء مسلسل بايبر كي دنيا كان مشروعًا فريدًا من نوعه. لقد استخدمنا التكنولوجيا لنعكس بصدق كيف يفكر الأطفال اليوم وكيف يشعرون ويتفاعلون مع المحتوى. فبدءًا من سلوك الشخصيات وصولًا إلى الحوار، صُممت كل شخصية لتكون بديهية وحيوية. وتذكرنا هذه التجربة بأن الذكاء الاصطناعي ليس أداة للأتمتة فحسب، بل وسيلة للإبداع والفضول والعمق العاطفي".

يُشار إلى أن هذه السلسلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أطلقت خلال شهر رمضان المبارك، وتهدف إلى إلهام الأطفال وإشراكهم من خلال قصص تجميع بين القيم الإسلامية والسرد المشوق. وقد صمم هذ العمل المدعوم برؤى قائمة على البيانات، وبما يتناسب مع اهتمامات الأطفال وفئاتهم العمرية ليحفزهم على التفاعل مع الأسرة. فمن خلال هذا العمل، تُظهر شركة EBM التزامها بالابتكار الهادف وتثبت كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تحمي التراث الثقافي وتغرس القيم الراسخة للأجيال القادمة.

ومنذ عام 1966، تعمل شركة EBM بدأب لتعزيز تجربة المستهلكين في باكستان وخارجها من خلال علامتها التجارية الرائدة، بيك فرينز. وباعتبارها رائدة في صناعة البسكويت في السوق، تلتزم الشركة بتغذية الناس والمجتمعات بفضل شغفها بتقديم أعلى معايير الجودة وتركيزها على الابتكار المستمر.

مقالات مشابهة

  • سرطان القولون على مفترق طرق.. اكتشاف يبعث الأمل للآلاف حول العالم
  • مسلسل "بايبر كي دنيا" المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف صناعة الترفيه للأطفال
  • أورام الأقصر: تشخيص 8550 حالة باستخدام أحدث أجهزة الأشعة خلال عام للأطفال مرضى السرطان
  • حقيقة إضافة لبن الأطفال على بطاقات التموين.. الحكومة توضح
  • نادين الراسي: فقدت الأمل فى وجود رجل بحياتى
  • تعاون بين «تحقيق أمنية» ومستشفى «أهل مصر» لدعم مرضى الحروق
  • تعاون بين «تحقيق أمنية» ومستشفى أهل مصر لدعم مرضى الحروق
  • بقيادة جامعة الشارقة.. دراسة تمنح أملاً لمرضى السرطان
  • الإمارات تقدم 66 ألف طن مساعدات إنسانية إلى غزة عبر «الفارس الشهم 3»
  • بقيادة جامعة الشارقة.. دراسة تمنح الأمل لمرضى أحد أنواع السرطان