وسط ترقب الأسواق.. الغموض ينعش أسعار النفط والذهب
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
سجلت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً بعد أن لمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توصله لاتفاق تجاري مع دولة لم يعلن عنها، في خطوة أثارت تفاؤلاً حذراً في الأسواق التي تشهد اضطرابات متزايدة بفعل الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترامب مؤخراً.
وصعد خام “برنت” مقترباً من مستوى 62 دولاراً للبرميل، بعدما تراجع بنسبة 1.
وجاء إعلان ترامب من خلال منشور على منصة “تروث سوشال”، أشار فيه إلى “اتفاق تجاري جديد”، دون أن يكشف عن الطرف المعني أو تفاصيل الاتفاق، مكتفياً بالإشارة إلى عقد مؤتمر صحفي يوم الخميس لتقديم المزيد من المعلومات. وفيما لم تصدر تأكيدات رسمية، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الاتفاق قد يكون مع المملكة المتحدة.
ورغم الارتفاع الأخير، لا تزال أسعار النفط تواجه ضغوطاً هبوطية ناتجة عن تأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي، إضافة إلى قرارات مجموعة “أوبك+” بتخفيف قيود الإنتاج، وتراجع استثمارات شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة، خصوصاً في حوض بيرميان.
وفي هذا السياق، قال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في بنك “ويستباك” بسيدني، إن الأسواق قد تكون في طريقها إلى “ذروة تدمير الطلب” خلال الربع الثالث من هذا العام نتيجة تصاعد الحروب التجارية. وأضاف أن أسعار النفط قد تتراوح بين منتصف إلى أواخر الخمسينات خلال النصف الثاني من العام الجاري.
على الجانب الآخر، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاضاً في مخزونات النفط الخام للأسبوع الثاني على التوالي، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية مارس. كما تراجعت المخزونات في مركز التخزين الرئيسي في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، ما قدم دعماً إضافياً للأسعار.
وفي سياق آخر، سجّل الذهب ارتفاعاً جديداً في تعاملات الخميس، مدفوعاً بتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، التي أشار فيها إلى أن البنك المركزي لا يستعجل خفض أسعار الفائدة، رغم الضغوط الناتجة عن تصاعد الحرب التجارية.
وتداول المعدن النفيس قرب مستوى 3375 دولاراً للأونصة، مستعيداً بعضاً من خسائره السابقة بعدما تراجع بنسبة 2% في جلسة الأربعاء. وجاء هذا التذبذب بعد أن قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في وقت يستمر فيه الغموض بشأن التوجهات الاقتصادية المستقبلية.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى 3382.82 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 8:40 صباحاً بتوقيت سنغافورة، فيما ظل مؤشر بلومبرغ للدولار مستقراً بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة. واستقرت أسعار الفضة، بينما سجّل البلاديوم مكاسب طفيفة.
وأكد باول أن سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ترفع التضخم وتبطئ النمو، لكنه أشار إلى أن التأثيرات قد تكون مؤقتة. وأضاف: “من الممكن أن تكون هناك تأثيرات تضخمية أكثر استمرارية، لكننا نحتاج إلى مزيد من الوضوح من البيت الأبيض”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أسعار الذهب أسعار النفط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الأمريكية أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
أرباح أرامكو تتراجع وسط ضبابية الأسواق وتحديات رؤية 2030
انخفضت أرباح شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط في الربع الأول بنسبة 4.6 بالمئة بسبب تراجع المبيعات وارتفاع تكاليف التشغيل مع تأثر أسواق النفط الخام بحالة عدم اليقين الاقتصادي، وذلك بعد تحقيق صافي دخل بلغ 97.54 مليار ريال (26.01 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية حتى في 31 آذار/ مارس.
ويتجاوز ذلك متوسطا قدمته الشركة لتقديرات 16 محللا عند 25.36 مليار دولار. وارتفع سهم أرامكو 0.64 بالمئة إلى 25 ريالا بحلول الساعة 07:54 بتوقيت غرينتش، غير أنه هوى 10.9 بالمئة منذ بداية العام، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأكدت أرامكو توزيعات الأرباح الإجمالية التي حددتها في وقت سابق وقدرها 21.36 مليار دولار للربع الأول، منها 219 مليون دولار أرباح مرتبطة بالأداء، وهي آلية استُحدثت بعد مكاسب غير متوقعة من أسعار النفط في عام 2022 عقب غزو روسيا لأوكرانيا.
وتعتمد السعودية منذ عقود على مدفوعات أرامكو الضخمة، والتي تشمل أيضا العوائد والضرائب، لتعزيز نموها.
وشكل النفط 62 بالمئة من إيرادات الحكومة العام الماضي، وأشارت تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن السعودية تحتاج لوصول سعر النفط إلى 92.3 دولار للبرميل هذا العام لتحقيق التوازن في ميزانيتها.
وصدرت نتائج أرامكو قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة الثلاثاء المقبل، وأثارت الحرب التجارية الأمريكية الصينية قلق الأسواق العالمية ودفعت أسعار النفط الخام إلى الانخفاض وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
وقال رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر في بيان "تأثرت أسواق الطاقة العالمية في الربع الأول من عام 2025 بعوامل مرتبطة بتغيرات في مجال التجارة العالمية، مما تسبب في حالة من عدم اليقين الاقتصادي وأثر على أسعار النفط".
وأضاف الناصر "مثل هذه الفترات تسلط الضوء أيضا على أهمية المرونة والانضباط في التخطيط والتنفيذ الرأسمالي، واستمرار استراتيجيتنا التي تتسم بنظرة بعيدة المدى. وخلال الأوقات التي تشهد تقلبات، يظهر تميز أرامكو السعودية من خلال قوة أدائها المالي، وكذلك توزيعات أرباحها الأساسية المستدامة والمتزايدة".
ويذكر أن وتيرة فرض الرسوم الجمركية الأمريكية تصاعدت بشدة في أوائل نيسان/ أبريل، مما يعني أن تأثير سياسات ترامب التجارية لم ينعكس في نتائج الربع الأول.
وكان خام برنت القياسي العالمي تراجع بشكل حاد منذ أن بلغ أعلى مستوى له هذا العام عند 82.03 دولار في كانون الثاني/ يناير الماضي إلى 63.91 دولار للبرميل عند التسوية يوم الجمعة.
وأعلنت أرامكو في آذار/ مارس آذار أنها تتوقع إعلان توزيعات أرباح إجمالية 85.4 مليار دولار في 2025، بانخفاض حاد عن توزيعات العام الماضي التي تجاوزت 124 مليار دولار، والتي استندت إلى أرباح عامي 2023 و2024.
وخفضت الشركة توزيعات الأرباح المرتبطة بالأداء، والتي بلغت 43.1 مليار دولار العام الماضي، بنحو 98 بالمئة مع هبوط التدفقات النقدية الحرة.
وضخت السعودية في السنوات الماضية مبالغ ضخمة في مشروعات لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط في إطار رؤية 2030. وفي الآونة الأخيرة، شيدت أو جددت 15 ملعبا لكأس العالم لكرة القدم 2034، وهي أبرز الفعاليات في عدد من الأحداث الرئيسية التي ستستضيفها المملكة في السنوات القادمة.
وتملك الحكومة السعودية بشكل مباشر ما يقرب من 81.5 بالمئة من أرامكو، بينما يسيطر صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة، على حصة 16 بالمئة.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري مونيكا مالك "الانخفاض الحاد في أسعار النفط يجعل توقعات التمويل لكل من العجز المالي ورؤية 2030 أكثر صعوبة"، مضيفة أن تراجع أرباح أرامكو ينعكس بالفعل في عجز الموازنة الأوسع في الربع الأول.
وبلغت التدفقات النقدية الحرة 19.2 مليار دولار في الربع الأول، بانخفاض 15.8 بالمئة عن العام الماضي.
وسجلت النفقات الرأسمالية ما يزيد قليلا عن 12.5 مليار دولار في الربع الأول، بزيادة 15.9 بالمئة عن العام الماضي.
وحددت أرامكو استثماراتها الرأسمالية، التي تشمل النفقات الرأسمالية والاستثمارات الخارجية، بما يتراوح بين 52 و58 مليار دولار. وبلغت النفقات الرأسمالية 50.4 مليار دولار العام الماضي.
خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+، الإنتاج منذ 2022 لدعم الأسعار في ظل ارتفاع إنتاج دول أخرى. وتحملت المملكة، التي تقارب طاقتها الإنتاجية 12 مليون برميل يوميا، النصيب الأكبر من التخفيضات.
واتفقت أوبك+ على زيادة الإنتاج 411 ألف برميل يوميا في مايو أيار، وبالكمية نفسها في يونيو حزيران. وسيزيد ذلك إنتاج السعودية إلى نحو 9.37 مليون برميل يوميا، من زهاء تسعة ملايين برميل يوميا قبل أيار/ مايو.