هآرتس: تزايد تحركات الحريديم للانسحاب من الحكومة بسبب أزمة التجنيد
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن تصاعد الضغوط داخل الأحزاب الحريدية، وعلى رأسها حزب "ديغل هاتوراه" اليميني الديني، للانسحاب من حكومة بنيامين نتنياهو على خلفية تفاقم أزمة قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية.
وذكرت الصحيفة أن قادة بارزين في التيار الحريدي باتوا يرون أن استمرارهم في الائتلاف الحاكم لم يعد مجديا في ظل تعثر تشريع الإعفاء، وتزايد أوامر التجنيد بحق طلاب المدارس الدينية.
ومع افتتاح الدورة الصيفية، يكتسب الاتجاه نحو هذا النهج بين الأحزاب الحريدية زخما متزايدا بعد أن انضم إليه الزعيم الروحي لحزب "ديغل هاتوراه"، الحاخام دوف لانداو، إلى جانب ممثله الحكومي يعقوب آشر.
ويتحالف حزب "ديغل هتوراه" (راية التوراة) والذي يمثل اليهود اللتوانيين، مع حزب أغودات يسرائيل" (رابطة إسرائيل) الذي يمثل اليهود الغربيين (الأشكيناز) لتشكيل كتلة برلمانية واحدة في الكنيست الحالي هي "يهدوت هتوراه" (التوراة اليهودية الموحدة). ويتمتع هذا التيار الحريدي بـ 7مقاعد في الكنيست، ويدعو لإقامة دولة يهودية تقودها القوانين الدينية، ويرفض المفاوضات مع الفلسطينيين.
ويتمتع هذا التحالف بتأثير كبير في استقرار حكومة نتنياهو التي تتمتع بأغلبية 68 صوتا من أصل 120 في الكنيست.
إعلان تحركات وانقساموبحسب الصحيفة، عقد الحاخام دوف لانداو، هذا الأسبوع اجتماعا طارئا في منزله بمشاركة العشرات من رؤساء المعاهد الدينية الحريدية، حيث ألمح إلى أن إسقاط الحكومة بات خيارا مطروحا.
ونقل عنه قوله: "السلطات القضائية تثقل كاهل المحكمة بأحكام تهدد بتجنيد طلاب التوراة، والحكومة لم تحل هذه المسألة حتى الآن. لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي، وكل الطرق مفتوحة أمامنا".
وتنقل "هآرتس" عن مصادر في الحزب أن من يقف وراء الدفع في هذا الاتجاه هو دافيد شابيرا، مساعد الحاخام لانداو، وأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في التيار الحريدي.
وتقول المصادر إن شابيرا، إلى جانب شخصيات من طائفة غور الحريدية (أكبر الطوائف الحريدية في إسرائيل، وأكثرها تنظيما ونفوذا سياسيا، داخل حزب "أغودات يسرائيل") أجرى محادثات سرية مع رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، الذي يُعتقد أنه مهتم بطرح خيار تقديم موعد الانتخابات.
وفي ظل هذه الضغوط، قررت الأحزاب الحريدية هذا الأسبوع مقاطعة التصويت في الكنيست، احتجاجا على تأخر إقرار القانون الجديد للإعفاء من التجنيد.
وتقول الصحيفة إن الإحباط يتزايد داخل هذه الأحزاب من فشل نتنياهو في تمرير القانون، ومن اعتبار المزيد من طلاب المدارس الدينية "مستنكفين" عن الجيش.
ويقول تقرير هآرتس إن الأحزاب الحريدية حاليا منقسمة إلى مدرستين فكريتين: الأولى، بقيادة الحاخام موشيه هيلل هيرش (رئيس معهد "سلابودكا" العريق)، وتدعو إلى البقاء في الائتلاف الحكومي بأي ثمن، فيما تدفع المدرسة الأخرى، بقيادة الحاخام لانداو وحاخامات من طائفة غور، باتجاه الانفصال عن الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ويحاول رئيس حزب "شاس" أرييه درعي، أحد أبرز حلفاء نتنياهو، الحفاظ على تماسك التحالف، بينما يبدو أن رئيس "ديغل هاتوراه"، موشيه غافني، يزداد ترددا إزاء استمرار التحالف مع نتنياهو، رغم قربه من الحاخام هيرش.
إعلانوتنقل الصحيفة عن مصدر في الحزب قوله: "غافني يشعر بغضب شديد من سلوك الحكومة، خاصة في ظل رغبة الوزير بتسلئيل سموتريتش في توسيع الحرب في غزة، مما يستدعي تعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، الأمر الذي يجعل من المستحيل تمرير قانون يعفي طلاب التوراة من التجنيد".
اعتقال المتخلفين خط أحمروتعقّد الوضع أكثر بعد إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، عن إصدار أوامر استدعاء لنحو 50 ألفا من الشبان الحريديم، في ضوء خطط توسيع القتال. وتقول مصادر في "ديغل هاتوراه" إن هذا التطور يصب في مصلحة التيار الداعي إلى تفكيك الائتلاف الحاكم.
وأضاف المصدر: "نتنياهو لم يعد يسيطر على يولي إدلشتاين (رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست)، وهناك إدراك بأن استبدال رئيس الأركان ووزير الدفاع لم يُجدِ نفعا، والآن هناك حاجة عملية ملحة لتجنيد طلاب التوراة".
وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يقدم إدلشتاين قريبا مشروع قانون تجنيد أكثر تشددا من المشروع الأصلي الذي تعارضه الأحزاب الحريدية، ما قد يفاقم الأزمة.
وفي السياق ذاته، اجتمع نتنياهو – مساء أمس الأربعاء – مع درعي وإدلشتاين لمناقشة المخرج من المأزق، وقال بعد الاجتماع إنه "تم إحراز تقدم، وتم الاتفاق على استمرار الحوار لسد الفجوات".
في المقابل، يرى مصدر في حزب "أغودات يسرائيل" (أحد شقي تحالف "يهدوت هتوراه") أن إصدار الأوامر لا يشكل تجاوزا للخط الأحمر، طالما لم يعتقل أحد في المطارات، ولم تمتد الاعتقالات إلى منازل الشبان الحريديم.
وقال: "ما دام التنسيق مستمرا مع نتنياهو ودرعي، ولم يعتقل شاب في بيته، يمكننا التراجع".
ورغم الضغوط، تشير "هآرتس" إلى أن نقطة القوة الوحيدة المتبقية لنتنياهو هي إدراك الحريديم أنهم لا يملكون بديلا سياسيا. وقال مصدر في "ديغل هاتوراه": "لابيد، وغانتس، وبينيت يتخذون مواقف متشددة للغاية من التجنيد، ولا يوجد لنا ملاذ آخر. نتنياهو بارع في السحر، وقد يتراجع في اللحظة الأخيرة كما فعل سابقًا، لكن حاليًا هناك قوى قوية جدًا تدفع بالفعل نحو حل الائتلاف، والاتجاه يسير في هذا المسار".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأحزاب الحریدیة فی الکنیست
إقرأ أيضاً:
حالة غضب في الاحتلال بسبب نتنياهو.. ودعوة جديدة لخرق اتفاق ترامب
أثارت صحف إسرائيلية حالة من القلق والغضب حيال صمت مطبق داخل أروقة المؤسسة الأمنية للاحتلال ومن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار، حيث إنه ظل لآخر لحظة دون توضيح، تاركا الأمر مفتوحا من غير معرفة ما إذا كانت "إسرائيل" سترد على الهجمات الإيرانية الأخيرة أم لا.
وقالت الصحف الإسرائيلية: "كان من المفترض أن يتلقى الإسرائيليون هذا الصباح تحديثًا من نتنياهو.. هل هناك وقف لإطلاق النار؟ أم لا؟ لماذا علينا مرة أخرى أن نعتمد على تصريحات أعدائنا؟ يستيقظ الإسرائيليون في الصباح ويسمعون وزير الخارجية الإيراني، بينما من جانبنا هناك صمت".
وأضافت الصحف: “لماذا لم يتلقى المواطنون الإسرائيليون أي تحديث رسمي بشأن وقف إطلاق النار حتى بعد ساعات من إعلان ترامب ومن بعده إيران؟!”.
يأتي ذلك فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل على انتشال القتلى والجرحى في بئر السبع.
وتأكيدا على حالة الغضب، قال وزير الحرب السابق، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، عضو الكنيست "أفيجدور ليبرمان"، تعليقًا على التقارير حول وقف إطلاق النار مع إيران: "الخاتمة مؤلمة ومريرة، بدلاً من الاستسلام غير المشروط، يدخل العالم في مفاوضات صعبة ومضنية، في حين أن النظام في إيران لا ينوي التنازل، لا عن تخصيب اليورانيوم على أراضي إيران، ولا عن إنتاج وتزويد الصواريخ الباليستية، ولا عن الدعم والتمويل في المنطقة والعالم".
وأضاف الوزير السابق: "وقف إطلاق النار دون اتفاق واضح وحاد سيقودنا بلا شك إلى حرب جديدة خلال سنتين أو ثلاث، وفي ظروف أسوأ بكثير".
ودعا مراسل القناة 14 العبرية إلى ضرب إيران وخرق اتفاق ترامب بقوله: "لا يجوز أن تنتهي المعركة مع إيران بمقتل هذا العدد من الإسرائيليين صباح اليوم يجب الرد".
لكن قبل لحظات، قال ديوان نتنياهو: "في ضوء تحقيق أهداف العملية وبالتنسيق مع الرئيس ترامب، وافقت إسرائيل على اقتراحه بوقف إطلاق النار، وإسرائيل سترد بقوة على أي انتهاك لوقف إطلاق النار، حيث إن إسرائيل وافقت على مقترح الرئيس الأمريكي وقف إطلاق النار مع إيران وسنرد على بقوة على أي انتهاك".
وأضاف ديوان نتنياهو: "إسرائيل وافقت على مقترح الرئيس الأمريكي وقف إطلاق النار مع إيران وسنرد بقوة على أي انتهاك.. ولقد حققت إسرائيل هدفها في إزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني، وإسرائيل وافقت على اقتراح ترامب لوقف إطلاق النار مع إيران".
من جانبه، زعم وزير المالية الإسرائيلي المتطرف الداعي لإبادة الفلسطينيين جميعهم بتسلئيل سموتريتش: "لا شك أن هذا الصباح سيترك طعما مريرا لكننا حققنا نصرا ساحقا في الحملة ضد إيران وأزلنا تهديدا وجوديا لإسرائيل وألحقنا أضرارا بالغة بنظام آية الله ودمرنا عشرات الأهداف بطهران اليوم، وسنكمل المهمة بكل قوة في غزة لتدمير حماس وإعادة رهائننا لضمان سنوات عديدة من الأمن والنمو".