الهند وباكستان.. إنذار خاطئ قد يشعل "الحرب النووية"
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، لم يعد الخطر النووي مجرد احتمال بعيد، حيث أن الخطر لايكمن في امتلاك السلاح النووي بحد ذاته، بل في الزمن الضئيل الذي يفصل بين القرار باستخدامه والهجوم.
ويجعل تقارب المسافة الجغرافية بين الجارتين النوويتين أي خلل في التقدير أو إنذار خاطئ كفيلا بإشعال فتيل كارثة "نووية" حيث لا يمتلكان الوقت الكافي لتقييم الوضع وكشف "الإنذار الخاطئ".
وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأميركية قال الصحفي المتخصص في شؤون الدفاع والعسكري المخضرم في الجيش اليوناني، ستافروس أتلاماز أوغلو إن العداء بين الهند وباكستان ليس جديدا.
وأضاف "خاضت الدولتان 3 حروب شاملة، وعشرات المناوشات الأصغر حجما، منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. ومع ذلك، تجنبتا الحرب الشاملة منذ عام 1998، بعد أن امتلكت الدولتان أسلحة نووية".
"إنذار خاطئ" قد يشعل الحرب النووية
يرى أتلاماز أوغلو، أن الصراع النووي بين الهند وباكستان ينذر بكارثة بالغة نظرا لقربهما من بعضهما البعض.
وخلال الحرب الباردة، كانت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تمتلكان أسلحة نووية جاهزة للاستخدام في أي لحظة، لكن البلدين كانا بعيدين ما يعني أن صاروخا نوويا ينطلق من إحدى الدولتين سيحتاج إلى عدة دقائق قبل وصوله إلى الدولة الأخرى، وهو ما يتيح للمشغلين النوويين الوقت الكافي لفحص أنظمة الكشف الخاصة بهم بحثا عن أي أخطاء.
وخلال عقود الحرب الباردة، تلقت كلتا الدولتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إنذارات نووية كاذبة متعددة خلال الصراع بينهما، حيث تجنب المسؤولون عن الترسانة النووية بأعجوبة حربا نووية حرارية بفضل سرعة البديهة لديهم.
لكن صاروخا نوويا من الهند أو باكستان يمكن أن يصيب البلد الآخر في ثوان، مما يقلل من وقت رد الفعل ويزيد من احتمالات وقوع خطأ كارثي.
ويعني هذا أن سيناريو "التدمير المتبادل" الذي حال دون نشوب أي مواجهة نووية في العالم، لا يكفي بمفرده لمنع نشوبها بين الهند وباكستان في حال الدخول بحرب شاملة كتلك الحروب الثلاث التي خاضتها الدولتان في النصف الثاني من القرن العشرين.
النووي الهندي
بحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي تمتلك الهند حوالي 172 قنبلة نووية، وكانت الأسبق في إنشاء ترسانة نووية.
وفي عام 1974 أجرى الجيش الهندي أول تجربة نووية ناجحة.
ومنذ ذلك الوقت، دأبت نيودلهي على تزويد ترسانتها النووية بذخائر أكثر حداثة وقوة تدميرية.
والأهم من ذلك، أن الجيش الهندي يمتلك ثالوثا نوويا كاملا، يضم قدرات نووية برية وبحرية وجوية، إذ لدى الجيش الهندي صواريخ باليستية وطائرات مقاتلة وغواصات قادرة على إطلاق أسلحة نووية.
ويرى أتلاماز أوغلو، أن امتلاك أي دولة لهذا الثالوث النووي يعني قدرته على الرد بالمثل في حال التعرض لهجوم نووي.
وبما أن أي ضربة ثانية ستمحو الدولة التي أطلقت الأسلحة النووية أولا، فإن هذه القدرة تضمن "التدمير المتبادل المؤكد" وهو السبب في عدم وقوع أي حرب شاملة بين دولتين نوويتين.
وفيما يتعلق بالاستعداد، أشار معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي في أحدث مراجعة له للترسانة النووية العالمية إلى أنه "لطالما ساد الاعتقاد بأن الهند تخزن رؤوسها الحربية النووية بشكل منفصل عن منصات الإطلاق المنتشرة" خلال فترات السلم.
ومع ذلك، اتخذت نيودلهي مؤخرا اتجاها معاكسا، أي "نحو وضع الصواريخ في حاويات وإجراء دوريات ردع بحرية".
ويعني هذا أن الهند، من خلال دمج الرؤوس الحربية مع منصات الإطلاق، ستتمكن من نشر سلاح نووي بسرعة على متن غواصاتها.
وبالنسبة للسياسة النووية، وافقت الهند على سياسة "عدم البدء بالاستخدام"، أي أنها لن تستخدم الأسلحة النووية إلا ردا على هجوم نووي.
وكانت الهند سابع دولة في العالم تمتلك قدرات نووية، كما كانت أول دولة تطور سلاحا نوويا خارج إطار معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1986، التي لم توقع عليها.
النووي الباكستاني
في المقابل تمتلك باكستان ترسانة نووية تضم حوالي 170 قنبلة، مما يبقيها على قدم المساواة مع جارتها الأكبر.
وقد احتلت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا المرتبة الثانية، ولم تنشئ ترسانة نووية إلا عام 1998.
ومنذ ذلك الحين، سعت جاهدة لسد الفجوة مع جارتها والاستعداد للصمود في أي مواجهة نووية محتملة.
كما عملت باكستان على تطوير ثالوث نووي، بقدرات إطلاق متطورة برية وجوية وبحرية.
وكما هو الحال مع الهند، سيضمن هذا الثالوث النووي لها قدرة على الرد بالضربة الثانية.
ورغم أن باكستان لم توافق على سياسة "عدم البدء بالاستخدام"، فإنها أكدت أن تطويرها للأسلحة النووية التكتيكية، من شأنه أن يحد من الآثار المدمرة لأي صدام نووي محتمل.
وقد استغلت إسلام أباد التهديد باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية لردع أي غزو من الهند، التي تتفوق قواتها البرية على قوات باكستان.
منع "الحرب النووية"
يشير التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن الهند وباكستان لا تمتلكان أسلحة نووية منشورة، أي جاهزة للإطلاق عند الضرورة.
ومع ذلك، ففي حال نشوب صراع شامل، يمكن للجيشين بسهولة إخراج الذخائر النووية من مخازنهما وتجهيزها للاستخدام العملياتي، وهو ما ينبغي على كل الأطراف المعنية بالصراع في شبه القارة الهندية وضعه في الاعتبار، ويحتم على الجميع ضرورة التحرك السريع والفعال لاحتواء الصراع بين البلدين والحيلولة دون تحوله إلى حرب شاملة تفتح الباب أمام استخدام السلاح النووي.
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: بین الهند وباکستان أسلحة نوویة
إقرأ أيضاً:
باكستان.. وزير الدفاع يعلق على اجتماع "أعلى هيئة نووية"
قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف إنه لم يتم تحديد موعد لاجتماع هيئة القيادة الوطنية، وهي أعلى هيئة عسكرية ومدنية تشرف على الترسانة النووية للبلاد، في أعقاب عملية عسكرية على الهند جرت في وقت مبكر صباح السبت.
وصرح الوزير لقناة "آري" التلفزيونية: "لم يعقد أي اجتماع لهيئة القيادة الوطنية، ولم تتم جدولة أي اجتماع من هذا القبيل".
وقال الجيش الباكستاني في وقت سابق إن رئيس الوزراء دعا الهيئة لعقد اجتماع.
ولم يرد وزير الإعلام الباكستاني بعد على طلب للتعليق.
وقال وزير الخارجية الباكستاني لتلفزيون محلي إنه إذا توقفت الهند عند هذا الحد "فسنفكر في التوقف عند هذا الحد".
وتأتي هذه التعليقات بعد أن تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار، إذ حث الجانبين على خفض التصعيد "وإعادة الاتصالات المباشرة لتجنب سوء التقدير".
وبالتوازي، أكدت الهند أنها ملتزمة بعدم التصعيد إذا ردت باكستان بالمثل.
وقال الجيش الهندي إنه استهدف قواعد عسكرية باكستانية، بعدما أطلقت إسلام أباد العديد من الصواريخ عالية السرعة، على قواعد جوية هندية متعددة في ولاية البنجاب بالبلاد في وقت مبكر من صباح السبت.
وهذا أحدث تصعيد في الصراع الذي اندلع بين الدولتين النوويتين، عقب هجوم دموي وقع الشهر الماضي في القسم الهندي من إقليم كشمير المقسم.
وألقت الهند باللوم عى باكستان في الهجوم الذي أودى بحياة حوالي 26 شخصا.
وذكرت باكستان في وقت سابق من السبت، أنها اعترضت معظم الصواريخ التي استهدفت 3 قواعد جوية، وأن ضربات انتقامية على الهند جارية.