دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط" لمدة ثلاثين يومًا بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا في منشور له على منصة "تروث سوشيال" أن من يخالف هذه الهدنة سيتعرض لعقوبات أمريكية ودولية إضافية. 

وكتب ترامب: "إن لم تُحترم الهدنة فإن أمريكا وشركاءها سيفرضون المزيد من العقوبات". ويأتي هذا الاقتراح بعد وقت وجيز من اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وسارع زيلينسكي إلى الترحيب بالمقترح الأمريكي، قائلاً إن بلاده مستعدة لقبول الهدنة ابتداء من اللحظة. وأضاف في بيان رسمي: "هدنة 30 يوماً ستكون مؤشراً حقيقياً على التحرك نحو السلام". 

وأشار إلى أنه أبلغ ترامب بأن أوكرانيا منفتحة على إجراء محادثات سلام مع روسيا "بأي صيغة كانت"، مؤكداً أن أي خطوة لوقف إطلاق النار هي فرصة ثمينة لإنقاذ الأرواح وبدء مسار دبلوماسي فعّال.

ترامب: كان من الخطأ طرد روسيا من مجموعة السبع… وربما تسبب بالحرب في أوكرانياأوكرانيا تدعو القوات الأجنبية لعدم المشاركة في عرض يوم النصر بـ موسكوبوساطة إماراتية.. وزارة الدفاع الروسية تعلن تبادل 205 من الأسرى مع أوكرانياأوكرانيا تعتقل ضباط حرس حدود لمساعدتهم الشباب على الهروب للخارجأمريكا تعتزم إرسال نظام باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيازيلينسكي وزوجته يصلان إلى التشيك لبحث احتياجات أوكرانيا من الذخائر

من جهته، أوضح مسؤول أوكراني كبير أن المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي، التي استمرت نحو 20 دقيقة، كانت "جيدة للغاية"، وركزت على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، إلى جانب بحث ملف الاتفاق الذي أقرّه البرلمان الأوكراني بشأن منح الولايات المتحدة امتيازات في الوصول إلى الموارد المعدنية داخل أوكرانيا. 

وأشار المسؤول إلى أن الحديث شمل أيضًا إشارات إلى إمكانية تحويل الهدنة إلى اتفاق سلام دائم، إذا أبدت موسكو التزامًا صادقًا بالتهدئة.

طباعة شارك ترامب روسيا أوكرانيا كييف موسكو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب روسيا أوكرانيا كييف موسكو

إقرأ أيضاً:

لماذا ترفض أوكرانيا الهدنة الروسية قصيرة الأمد؟

موسكو: تستعد روسيا -غدا الجمعة- للاحتفال بمرور 80 عاما على انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وسط إجراءات أمنية مشددة لم تعهدها سابقا الاحتفالات بهذه المناسبة التي توصف بـ"أم الأعياد" وتقام تقليديا بالساحة الحمراء في موسكو.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تخضع فيها العاصمة الروسية لإجراءات أمنية في غاية الدقة بسبب الحرب مع أوكرانيا، لكن منسوب الاحتياطات الأمنية الاحترازية الجديدة جاء على خلفية تهديدات من كييف بتعطيل الاحتفال، وفقا لتقييمات مراقبين روس لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده "لن تكون مسؤولة عن سلامة الزعماء الأجانب الذين يخططون لحضور موكب النصر في موسكو".

ويشير خبراء روس إلى أن كييف تحاول بهذه الطريقة أن تعكر صفو الاحتفالات، وهو ما ترافق -حسب رأيهم- مع محاولات القوات الأوكرانية اقتحام مقاطعة كورسك مرة أخرى.

رفض أوكراني

تأتي هذه التطورات رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقفا كاملا للأعمال "العدائية" قصير الأمد، وذلك اعتبارا من منتصف ليل 7-8 مايو/أيار الحالي حتى منتصف ليل 10-11 من الشهر ذاته، لكن المبادرة قُبلت برفض أوكراني قاطع، في مؤشر على أن فجوة كبيرة لا تزال قائمة بين الجانبين المتحاربين.

إعلان

ولم يتوقف الرفض الأوكراني عند ذلك، بل أكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير 105 طائرات مسيّرة فوق أراضيها ليلة 6 مايو/أيار الجاري وتعرض 11 منطقة -بما في ذلك العاصمة موسكو- لعدد من الهجمات الأوكرانية.

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الهجمات ستشكل عائقا أمام وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين، قال الناطق الصحفي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن القوات الروسية ستلتزم بالقرار لكنها سترد بشكل فوري ومناسب إذا استمرت كييف في محاولة توجيه ضربات.

ومن جانبه، رأى الخبير العسكري فكتور ليتوفكين في موقف القيادة الأوكرانية مؤشرا على أن كييف ليست ميالة إلى تسوية سلمية للصراع، موضحا بأنه بمجرد تقديم الكرملين "المبادرة السلمية" قامت القوات الأوكرانية على الفور بزيادة كثافة الهجمات على الأهداف المدنية من أجل إثارة التصعيد على الجبهة.

طابع سياسي

وفي تعليق للجزيرة نت، اعتبر الخبير ليتوفكين أن هدف الرئيس زيلينسكي من الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة شهر هو أن يتسنى له إعادة تجميع قواته وشن هجوم مضاد، متابعا أن هذا هو بالضبط ما فعلته كييف بداية الحرب عندما وافقت موسكو على وقف إطلاق النار خلال المفاوضات عام 2022.

ووفقا له، فإن الغاية من وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا هو اختبار مدى استعداد أوكرانيا لإيجاد سبل لتحقيق سلام مستدام وطويل الأمد واتخاذ إجراءات "حسن نوايا" لجهة تهدئة الصراع -على الأقل- خلال الاحتفالات بعيد النصر.

وأوضح أن وقف إطلاق النار قصير الأمد ليس في صالح أوكرانيا، على عكس طويل الأمد دون شروط مسبقة "فخلال هذه الفترة، سيتمكنون من مداواة جراحهم وتعزيز قدرات جيشهم القتالية من خلال استدعاء متطوعين جدد ولو بالقوة".

ومن جهته، يرى الباحث في النزاعات الدولية فيودور كوزمين أن رفض زيلينسكي مقترح الهدنة الروسية ذو طابع سياسي أكثر مما هو عسكري. ويضيف للجزيرة نت أنه من وجهة النظر العسكرية، يمكن توقع انخفاض في العمليات العسكرية والهجمات من جانب كييف.

إعلان رسالة مشفرة

وبرأي الباحث نفسه، لم يتم شكليا قبول اقتراح الكرملين، لكن أوكرانيا قد تحاول التجاوب معه بطريقة غير مباشرة. واعتبر أن رفض زيلينسكي للمقترح الروسي رسالة "مشفرة" موجهة في المقام الأول إلى الزعماء الأوروبيين، حتى لا يأتي أي منهم إلى موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر ويعطل مظهر الوحدة الأوروبية بشأن قضية العلاقات مع روسيا.

وبتصريحاته، يهدد زيلينسكي ليس فقط سكان موسكو والمواطنين والقيادة الروسية، بل أيضا شخصيات دولية من بلدان غير متورطة في الصراع، وفق الباحث كوزمين.

ويتساءل "لماذا يرغب زيلينسكي في الذهاب إلى حد استخدام التهديدات للتأثير على الاختيار الحر لرؤساء دول أجنبية للسفر إلى موسكو لحضور حدث ذي أهمية دولية وتاريخية؟". ويرى أن ما يجب الاتفاق عليه قبل وقف إطلاق النار المؤقت هو إطار عمل لوقف طويل الأمد.

ويشير إلى نقطة جوهرية بالنسبة لموسكو، تتلخص في أنه لم يتضح بعد من المحادثات الأميركية الأوكرانية الأخيرة ما إذا كانت كييف قد تخلت نهائيا عن رغبتها في قوة حفظ سلام أوروبية. ويؤكد أن على أوكرانيا التخلي عن هذه الفكرة نهائيا، لأن روسيا ستعتبر ذلك بمثابة عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمسمى آخر، وإذا حاول الأوكرانيون والأوروبيون إعادة طرحه لاحقا، فستستأنف موسكو الحرب.

مقالات مشابهة

  • ترامب يدعو روسيا وأوكرانيا لهدنة 30 يوما
  • ترامب يدعو أوكرانيا وروسيا إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما
  • 30 يوما.. ترامب يدعو إلى هدنة "غير مشروطة" بين روسيا وأوكرانيا
  • ترامب يدعو لوقف إطلاق نار غير مشروط بين روسيا وأوكرانيا لمدة 30 يوما
  • ترامب يدعو إلى وقف إطلاق نار في أزمة أوكرانيا
  • لماذا ترفض أوكرانيا الهدنة الروسية قصيرة الأمد؟
  • نائب الرئيس الأمريكي: نسعى لاتفاق أولي بين روسيا وأوكرانيا
  • نائب الرئيس الأميركي يدعو الى مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا
  • الكرملين: روسيا لا تزال تخطط لهدنة في أوكرانيا