الثورة نت:
2025-05-10@23:52:01 GMT

ماذا بعد سقوط الهيبة الأمريكية؟

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

 

 

مع سقوط صاروخ يمني في مطار بن غوريون في الأراضي المحتلة، تتكشف تداعيات هزت الهيبة الأمريكية في المنطقة، لم يكن هذا الحدث مجرد ضربة عسكرية، بل كان بمثابة لحظة فاصلة تضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الواقع الجديد الذي يفرضه صعود قوة محورية في المنطقة، هي اليمن، فشل أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية المتقدمة، التي تُمولها الولايات المتحدة، في اعتراض هذا الصاروخ يُعدّ انتكاسة غير مسبوقة يضع إدارة واشنطن في مأزق كبير.


منظومات الدفاع الجوية التي لطالما اعتُبرت درع “إسرائيل” الأول، والتي تحمل توقيع التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، عجزت عن التصدي لهذا الهجوم. وهذا الفشل يضعف مصداقية العقيدة الأمريكية التي تدعي التفوق العسكري، ويثير التساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة التي ضختها واشنطن في تعزيز التفوق الإسرائيلي. لم يكن الأمر مجرد اختراق أمني إسرائيلي، بل هو إشارة إلى أن موازين القوى في المنطقة قد تغيرت، وأن المحور المناهض للهيمنة الغربية أصبح قادرًا على التسلل إلى قلب العدو وضرب أبرز مواقعه الاستراتيجية.
هذا الفشل الأمني يُبرز عجز الولايات المتحدة عن ضمان حماية حلفائها الرئيسيين في المنطقة، ويضعها في مواجهة حتمية مع واقع جديد؛ فكل تصعيد عسكري قد يؤدي إلى اتساع نطاق المواجهة، بينما التراجع سيؤدي إلى تآكل هيبة القوة الأمريكية ويضعف من قدرتها على إدارة الصراعات في الشرق الأوسط، هذا الوضع لا يضر فقط بالسمعة الأمريكية، بل له آثار اقتصادية كبيرة، فبفشل منظومات الدفاع، تتقلص الثقة في الأسلحة الأمريكية، مما سيؤثر على حجم الطلب عليها، وهو ما يعني تداعيات اقتصادية مباشرة على صناعة الدفاع الأمريكية.
من جهة أخرى، فإن تداعيات الفشل الدفاعي تؤثر أيضًا على اقتصاد “إسرائيل”، التي ستطالب بمزيد من الدعم العسكري الأمريكي لتعويض العجز في منظومات الدفاع. ومع تزايد المطالبات بتوفير منظومات جديدة، سيتحمل الاقتصاد الأمريكي عبئًا ماليًا إضافيًا في وقت يعاني فيه من أزمات اقتصادية داخليّة.
صنعاء من خلال هذه الضربة، أرسلت رسالة واضحة مفادها أن هذا الهجوم لم يكن مجرد رد فعل، بل كان جزءًا من معركة استراتيجية دفاعًا عن غزة والفلسطينيين، اليمن لم يعد مجرد داعم معنوي للقضية الفلسطينية، بل أصبح طرفًا فاعلاً عسكريًا قادرًا على تغيير مجريات الأحداث. هذه التحولات ستجبر واشنطن على إعادة النظر في سياستها تجاه المنطقة، فالتصعيد قد يقود إلى جبهات جديدة يصعب على أمريكا تحمل تبعاتها.
ما حدث في بن غوريون يمثل بداية مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي، مرحلة يُحتمل أن تكون أكثر تعقيدًا وأقل قدرة على السيطرة بالنسبة للولايات المتحدة، سقوط الهيبة الأمريكية لم يكن مجرد حادث، بل كان تحولًا استراتيجيًا يهدد بنهاية التفوق العسكري الذي لطالما اعتمدت عليه واشنطن للحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إيران غاضبة وترامب يقول أنه لا يرد أن يجرح مشاعر أحد.. ماذا يعني اعتماد واشنطن تسمية ''الخليج العربي''؟

كشفت شبكة "CNN"، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يدرس رسمياً اعتماد تسمية "الخليج العربي" أو "خليج العرب"، لا "الخليج الفارسي"، وذلك بالتزامن مع زيارته المرتقبة إلى السعودية وقطر والإمارات، الأسبوع المقبل.

وقال ترامب للصحافيين: "سيسألونني عن ذلك عندما أصل إلى هناك، وسيتعيّن عليّ اتخاذ قرار... لا أريد أن أجرح مشاعر أحد".

لكن يبدو أنّ رد الفعل الإيراني سيتخطى "المشاعر" إلى الفوضى القانونية على أقلّ تقدير، إذ سارعت إيران إلى الردّ عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، الذي حذّر من "غضب شعبي واسع" نتيجة هذا القرار.

وعلى الرغم من أنّ تسمية الولايات المتحدة لا تُعدّ معتمدةً رسمياً، أو إلزاميةً، إلا أنّ التبعات البطيئة لهذه القرارات تظهر لاحقاً، وتتسبب في فوضى عارمة في محكّات حساسة، مثل توقيع العقود للشركات العابرة للقارات، وترسيم الحدود، والإعلانات الرسمية للدول، واعتماد الخرائط.

هذه الفوضى حدثت من قبل، حين وقّع ترامب قراراً رمزياً بإعادة تسمية "خليج المكسيك" بـ"خليج أمريكا"، وهو ما أثار ضجةً قانونيةً وإعلاميةً لا تزال مستمرةً حتى اليوم.

الجدير بالذكر أنّ الدول العربية بدأت باستخدام مصطلح "الخليج العربي"، سياسياً في خمسينيات القرن الماضي، في ذروة الصراع القومي مع النفوذ الإيراني. لكن حتى اليوم تعتمد الأمم المتحدة رسمياً "الخليج الفارسي" في وثائقها وخرائطها، وكذلك أغلب الخرائط التاريخية الغربية قبل القرن العشرين، والتي تسمّيه بالخليج الفارسي (Persian Gulf). وقد استخدم المؤرخون اليونانيون والرومان، مثل "هيرودوت" و"بطليموس"، هذه التسمية منذ القرن الخامس قبل الميلاد. واستخدمها الأوروبيون خلال العصور الوسطى وما بعدها في خرائطهم الجغرافية، مثل خرائط "جيران بلان" و"فرا ماورو".

إلا أنّ الإشارة إلى أنّ التغيير المحتمل يتعلق بتفصيل لغوي أو تاريخي، فيها تبسيط مجحف، فالقرار بالأساس يحمل رسائل سياسيةً واضحةً: واشنطن تقف مع حلفائها العرب، حتى في صراع الرموز، في لحظة تفاوض دقيقة مع طهران بشأن اتفاق نووي محتمل.

مقالات مشابهة

  • صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية: القوات المسلحة اليمنية أذلت 7000 جندي أمريكي
  • خطوة عسكرية أميركية على طريق ضم غرينلاند.. ماذا فعلت واشنطن؟
  • البنتاغون يدرس نقل غرينلاند إلى القيادة الشمالية الأمريكية.. ماذا يعني ذلك؟
  • تزايد التوتر بين واشنطن وتل أبيب بعد إلغاء زيارة وزير الدفاع الأمريكي
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • صنعاء تهزم واشنطن: سلاح الردع اليمني يكسر هيبة الترسانة الأمريكية
  • إيران غاضبة وترامب يقول أنه لا يرد أن يجرح مشاعر أحد.. ماذا يعني اعتماد واشنطن تسمية ''الخليج العربي''؟
  • حاكم أمريكي لقطاع غزة .. رفض قانوني وشعبي لمقترح واشنطن .. ماذا يحدث؟
  • ماذا نعلم عن جماعتي جيش محمد ولشكر طيبة التي استهدفتهما الهند في باكستان؟