اكتشاف سحابة نجمية ضخمة لم تكن مرئية بالقرب من نظامنا الشمسي
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
اكتشف فريق دولي من العلماء، بقيادة جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأميركية، سحابة هيدروجينية جزيئية يُحتمل أن تكون مُشكّلة للنجوم، وهي واحدة من أكبر الهياكل المنفردة في السماء، ومن بين أقربها إلى الشمس، والأرض بالتبعية، على الإطلاق.
وتقول الدكتورة بليكسلي بوركهارت، الأستاذة المشاركة في قسم الفيزياء والفلك بجامعة روتجرز والتي ساهمت في إعداد الدراسة، في تصريحاتها للجزيرة نت: "يفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة لدراسة الكون في نطاق السحب الجزيئية، ولمزيد من الاستكشافات التي كنا غافلين عنها، كما يفتح نافذة جديدة على كيفية تشكل النجوم والكواكب، وكيف تتكوّن مجرتنا".
أطلق العلماء على سحابة الهيدروجين الجزيئية المكتشفة اسم "إيوس"، ويتعلق بإلهة في الأساطير اليونانية القديمة تُجسّد الفجر. ووفقا لبيان جامعة روتجرز، فقد تم الكشف عن تلك الكرة هلالية الشكل، التي ظلت غير مرئية للعلماء لفترة طويلة، من خلال البحث عن مُكوّنها الرئيسي وهو الهيدروجين الجزيئي.
وتقول الدكتورة بليكسلي بوركهارت في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "ظلت سحابة إيوس مختبئة لفترة طويلة لأنها لا تظهر بالطريقة المعتادة التي يكتشف بها علماء الفلك السحب في الفضاء، حيث إنه في معظم الأحيان، يبحث العلماء عن غاز يُسمى أول أكسيد الكربون لرصد السحب المُشكّلة للنجوم".
إعلانوتضيف "لكن سحابة إيوس مختلفة، فهي تتكون في الغالب من جزيئات هيدروجين لا تلمع بالطريقة المعتادة، وتحتوي على نسبة ضئيلة جدا من أول أكسيد الكربون، وبالتالي فإن هذا جعلها شبه غير مرئية للتلسكوبات التقليدية".
وتوضح بوركهارت -في تصريحها للجزيرة نت- أن ما تم الكشف عنه كذلك هو "طريقة جديدة ترصد وهجا فوق بنفسجي خافتا ينبعث من جزيئات الهيدروجين عند اصطدامها بضوء النجوم، ويبدو الأمر كما لو أن السحابة كانت تتوهج بهدوء في الظلام، لكننا لم نكن ننظر بالنوع المناسب من الضوء حتى الآن".
تقع السحابة على بُعد حوالي 300 سنة ضوئية من الأرض، وكتلتها حوالي 3400 ضعف كتلة الشمس، وقد نشر الفريق مقطعا مرئيا يوضح هيكليتها بدقة.
ما السحابة الجزئية؟تتكون السحب الجزيئية من الغاز والغبار، والجزيء الأكثر شيوعا هو الهيدروجين، وهو اللبنة الأساسية للنجوم والكواكب، وهو ضروري للحياة.
وضمن تصريحاتها للجزيرة نت، تقول بوركهارت "السحابة الجزيئية أشبه بحضانة كونية، فهي سحب ضخمة مظلمة في الفضاء تتكون في معظمها من جزيئات الهيدروجين، وهي باردة للغاية، ببضع درجات فقط فوق الصفر المطلق، ومليئة بما يكفي من الغاز والغبار لتكوين نجوم وأنظمة كوكبية كاملة".
ونظرا لبرودة هذه السحب وكثافتها، يمكن للجاذبية أن تسيطر وتتسبب في انهيار أجزاء منها، مما يُشكّل نجوما جديدة على مدى ملايين السنين، وقد تُشكّل هذه النجوم كواكب، وفي النهاية أنظمة شمسية مثل نظامنا الشمسي.
وتقول بوركهارت "سحابة إيوس هي أقرب سحابة معروفة لمواد مُشكّلة للنجوم والكواكب إلى الأرض، وهي تبعد عن الأرض بحوالي 300 سنة ضوئية فقط. هذا وحده يجعلها حدثا مهما، فهي تقع في فنائنا الخلفي الكوني الذي لم نكن نعلم بوجوده".
وتضيف "وبالتالي فإن اكتشاف إيوس قد يُغير قواعد اللعبة، وهو ما يعني أن هناك العديد من السحب الخفية الأخرى، القريبة وحتى البعيدة عبر الكون، والتي كنا غافلين عنها، كما أن اكتشاف إيوس يعتبر بمثابة اكتشاف مثير للاهتمام، لأنه يُمكننا الآن قياس كيفية تشكل السحب الجزيئية وتفككها بشكل مباشر، وكيف تبدأ المجرة بتحويل الغاز والغبار البينجمي إلى نجوم وكواكب".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم الصخور على وجه الأرض في كندا
أظهرت اختبارات جديدة نُشرت نتائجها في مجلة ساينس العلمية المرموقة اليوم الخميس أن حزاماً من الصخور البركانية في إقليم كيبيك بشمال شرق كندا هو أقدم الصخور المعروفة على وجه الأرض.
ويمتد حزام الصخور على الشاطئ الشرقي لخليج هدسون بالقرب من بلدية إنويت في إينوكجواك، بمزيج من اللونين الأخضر الداكن والفاتح، وفي بعض الأماكن باللونين الوردي والأسود.
ووجدت طريقتا اختبار مختلفتان أن الصخور من منطقة تسمى حزام نوفواجيتوك الأخضر في شمال كيبيك تعود إلى 4.16 مليار سنة مضت.
وأشار البحث إلى أن حزام نوفواجيتوك الأخضر يضم بقايا من أقدم قشرة للأرض، وهي القشرة الصلبة الخارجية للكوكب.
وصخور نوفواجيتوك هي في الأساس صخور بركانية متحولة ذات تركيبة بازلتية.
والصخور المتحولة هي نوع من الصخور التي تغيرت بفعل الحرارة والضغط بمرور الوقت. والبازلت نوع شائع من الصخور البركانية.
وتشكلت الصخور التي تم اختبارها في الدراسة الجديدة من صخور منصهرة تغلغلت في طبقات صخور كانت موجودة بالأساس ثم بردت وتصلبت تحت الأرض.
وطبق الباحثون طريقتين للتأريخ اعتمدتا على تحليل الاضمحلال الإشعاعي لعنصري الساماريوم والنيوديميوم الموجودين في هذه الصخور. وتوصلت كلتا الطريقتين إلى نفس النتيجة، وهي أن عمر هذه الصخور يبلغ 4.16 مليار سنة.
أخبار ذات صلة
وقال قائد فريق هذه الدراسة أستاذ الجيولوجيا في جامعة أوتاوا جوناثان أونيل "توفر هذه الصخور وحزام نوفواجيتوك... نافذة فريدة من نوعها على أقدم زمن لكوكبنا لفهم أفضل لكيفية تكوُّن القشرة الأولى للأرض".
وربما تشكلت هذه الصخور عندما هطل المطر على الصخور المنصهرة، مما أدى إلى تبريدها وتصلبها، وقد تكون تلك الأمطار قد تكونت من مياه تبخرت من بحار كانت في الأرض في بدايات تكوينها.
وأضاف أونيل "بما أن بعض هذه الصخور قد تشكل أيضا من ترسيب مياه البحار القديمة، فيمكنها أن تلقي الضوء على تكوين المحيطات الأولى ودرجات الحرارة وتساعد في تحديد الظروف التي ربما بدأت فيها الحياة على الأرض".
وأوضح أن أقدم الصخور المعروفة قبل هذه الدراسة يعود تاريخها إلى نحو 4.03 مليار سنة مضت، وتقع بالمنطقة الشمالية الغربية في كندا.