عربي21:
2025-08-12@04:56:00 GMT

دور الصين في الصراع بين الهند وباكستان

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

منذ سنوات كان لي صديق إمام عربي في أحد المساجد في بريطانيا؛ يؤمه مصلون معظمهم من أصول باكستانية، دعا الإمام لفلسطين أثناء دعاء القنوت في شهر رمضان المبارك، وبعد الصلاة شهدت كيف عاتبه بعض المصلين أنه لم يدعُ لكشمير مثلما دعا لفلسطين، فخجل الإمام ولم يفهم السبب. بعدها شرح له بعض الشباب من أصول باكستانية أن القضية الكشميرية تمثل جرحا مفتوحا لدى الباكستانيين لا يقل في أهميته عن قضية فلسطين، فكلاهما أراض مسلمة محتلة.



ينظر الباكستانيون إلى كشمير ذات الأغلبية المسلمة كامتداد طبيعي لبلدهم وشعبهم الذي استقل عن الهند؛ هذا الاستقلال الذي يمثل لهم انتهاء لمرحلة الظلم التاريخية التي عاناها المسلمون قبل عام 1947، وبالتالي عليهم مسئولية دينية وتاريخية في نصرة إخوانهم الكشميريين الذين لم ينعموا بهذا الاستقلال بعد. ولهذا فهي قضية دينية ووطنية وتاريخية قبل أن تكون قضية جغرافية أو عسكرية، وهذا ما يفسر لماذا تندلع المواجهات الموسمية سياسية كانت أو عسكرية بين الهند وباكستان انطلاقا من كشمير.
لا يمكن فصل هذا الشحن العسكري عن ملف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الذي بدأ في مدينة جنيف السويسرية، فهل كان هذا التصعيد العسكرية رسالة صينية تحذيرية لواشنطن
الاهتمام المتزايد بالموجهات العسكرية بين الهند وباكستان مؤخرا والتي نشبت بسبب كشمير جاء على خلفية أنها أعنف مواجهات منذ نحو أربعين عاما، ما يعني أن البلدين النوويين على شفير حرب إذا ما اندلعت بكامل قوتها ستأكل الأخضر واليابس في شبه القارة الهندية، وعادة ما تنطلق الدبلوماسية المكوكية النشطة في مثل هذه الظروف في محاولة لاحتواء الموقف. فما الذي حدث ولماذا وصلت الأمور لهذه المرحلة؟

كلمة السر هنا هي الصين. ربما لا يدرك كثيرون أن هناك حدودا بين كشمير والصين وأن الصين تسيطر على نحو 17 في المئة من إقليم كشمير الذي تتقاسم الأجزاء البقية منه الهند وباكستان ويطالب البلدان بحق السيطرة على كامل الإقليم. فالصين ليست فقط جارا لكلا البلدين، بل طرفا ثالثا في صراع النفوذ على إقليم كشمير. والحضور الصيني في العمليات العسكرية كان ممثلا في استخدام باكستان طائرات جي-10 الصينية والتي استطاعت إسقاط طائرات مقاتلة أوروبية الصنع تابعة للهند، مما يعني أن العمليات العسكرية الأخيرة كانت حقل تجارب عسكري بين القدرات الصينية العسكرية والقدرات الغربية. ورغم عدم الاعتراف الهندي بإسقاط المقاتلات وأيضا عدم الاعتراف الصيني العلني باستخدام طائرات من صنعها، إلا أن المعلومة الحاضرة هي أن بيكين هي مورد رئيس للأسلحة لإسلام أباد، وهي حقيقة تؤكد هذا الأمر.

الصين كانت تستعرض قدراتها العسكرية، ليس هذا وحسب، بل هي رسالة إنذار لتايوان أيضا والتي ختم شي جين مقاله بتحذيرها من أن هذه المعارك بين القدرات العسكرية الصينية والغربية يجب أن تُشعرها بقلق عميق
أثناء كتابة هذا المقال أعلنت الولايات المتحدة توصلها لوقف لإطلاق النار بين الهند وباكستان ووافق عليه الطرفان، وهي خطوة متأخرة لكنها حدثت في النهاية. ولا يمكن فصل هذا الشحن العسكري عن ملف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الذي بدأ في مدينة جنيف السويسرية، فهل كان هذا التصعيد العسكرية رسالة صينية تحذيرية لواشنطن مع بدء المفاوضات؟ ربما، لكن الأكيد أن النفوذ العسكري الصيني بدأ يمتد في العالم لدوائر غير تقليدية، منها على سبيل المثال المناورات الجوية التي جرت الشهر الماضي بين الجيشين الصيني والمصري لأول مرة، الأمر الذي أثار حفيظة وتخوف إسرائيل.

رئيس التحرير السابق لصحيفة غلوبال نيوز الصينية الحكومية هوو شي جين؛ كتب مقالا في موقع أكاديمية الصين عنوانه "الاشتباك الجوي بين الهند وباكستان كمحاكاة للتنافس العسكري بين الصين والولايات المتحدة"، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بأن الصين كانت تستعرض قدراتها العسكرية، ليس هذا وحسب، بل هي رسالة إنذار لتايوان أيضا والتي ختم شي جين مقاله بتحذيرها من أن هذه المعارك بين القدرات العسكرية الصينية والغربية يجب أن تُشعرها بقلق عميق.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء باكستانية الهند الصين الصين باكستان الهند كشمير قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین الهند وباکستان

إقرأ أيضاً:

"التربية والتعليم" تُشارك في مُخيم "جسر اللغة الصينية" بتيانجين

 

 

مسقط- عبدالله البطاشي

تُشارك وزارة التربية والتعليم ممثلةً في دائرة الدراسات التربوية والتعاون الدولي، في مخيم "جسر اللغة الصينية"، المُقام في مدينة تيانجين بجمهورية الصين الشعبية الصديقة، خلال الفترة من 8 إلى 21 أغسطس الجاري، بمشاركة 18 من طلبة الصف العاشر من مدارس محافظتي مسقط والداخلية.

ويتضمن المخيم سلسلة من الدورات المكثفة في اللغة الصينية، تشمل المهارات الأساسية في المحادثة، والاستماع، والقراءة، والكتابة، واختبار تحديد المستوى HSK، وأنشطة ثقافية، وتطبيقية ثرية، وتجارب عملية في فنون التراث الصيني، مثل صناعة الورق التقليدي، والطباعة الخشبية، وفن الخط، والرسم بالحبر، وحفر الأختام، والطهي الصيني، وصناعة الزلابية (الجياوزي)، وترميم الكتب النادرة، وكذلك زيارات ميدانية معرفية، من أبرزها زيارة متحف Hongho Paiho الطبيعي داخل الجامعة، الذي يحتوي على معروضات تجسد تطور الحياة على الأرض، وتقنيات التنقيب الحديثة، وزيارة  المدينة الاقتصادية الحديثة Binhai التي تضم واحدة من أكبر المكتبات العلمية في الصين، وجولة على ضفاف نهر Haihe الذي يُعد أحد المعالم السياحية التي تربط بكين بمدينة تيانجين، ورحلة إلى العاصمة بكين، للتعرف على أبرز معالمها التاريخية والثقافية، وإقامة فعالية مخصصة لعرض الثقافة العُمانية، تمثّل الفنون الشعبية، والعادات، والتقاليد العمانية، وعروض مرئية تعريفية بالسياحة والتراث، للمساهمة في تعميق أواصر التبادل الثقافي الحقيقي.

ويهدف المخيم إلى تفعيل التعاون بين وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان، ووزارة التربية والتعليم بجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وتعريف الطلبة العُمانيين بالثقافة الصينية، وتعليم أساسيات اللغة الصينية، وصقل مهارات، وتنمية شخصية الطالب إيجابيا في عدة مجالات علمية، وتربوية، وثقافية، وتعزيز ثقته بنفسه، واعتزازه بهويته الوطنية، وتعريف الطلبة بالثقافة باللغة الصينية؛ مما سيسهم في تشجيع زملائهم لاختيار مادة اللغة الصينية.

والمخيم هو أحد ثمار المبادرة التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، التي عُقدت في العاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 2022، التي هدفت إلى تقديم 3000 منحة دراسية مخُصصة للأبناء دول المجلس للمشاركة في المخيمات الصيفية والشتوية في الصين خلال فترة تمتد من 3 إلى 5 سنوات، تحت مظلة برنامج يحمل اسم "جسر اللغة الصينية". ويأتي تنظيم هذا المخيم تجسيدًا عمليًا لهذه الرؤية؛ إذ تستضيف جامعة تيانجين للدراسات الشرقية الوفد العُماني المُشارك ضمن بيئة تعليمية وثقافية متكاملة؛ حيث تُعد مدينة تيانجين من أبرز المدن الصينية في المجال الأكاديمي والعلمي، وتُصنف ضمن أفضل خمسة وعشرين مدينة عالميًا من حيث مخرجات البحث العلمي.

ويُمثل المخيم تجربة فريدة ومتكاملة، تجمع بين التعليم والتجربة الثقافية، وتُسهم في تعميق الفهم المتبادل بين الشعوب، وتفتح آفاقًا جديدة أمام المشاركين لفهم الصين، ليس من زاوية اللغة فقط؛ بل من خلال استكشاف عمق تاريخها، وغنى ثقافتها، وإنسانية شعبها.

مقالات مشابهة

  • ترامب يوقع أمرا بتمديد تعليق الرسوم الجمركية على الصين 90 يوما
  • الصين تؤكد إدانتها لاستهداف الصحفيين بغزة وتدعو لوقف العملية العسكرية
  • هجوم على ذاكرة شعب.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة من الرقابة
  • نيويورك تايمز: قائمة سوداء للكتب في كشمير لإسكات الانتقادات للهند
  • الأمم المتحدة: قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن غزة فصل مروع آخر من الصراع
  • الإمارات تدعو إلى إنهاء الصراع في السودان
  • "التربية والتعليم" تُشارك في مُخيم "جسر اللغة الصينية" بتيانجين
  • دولة الإمارات تدعو إلى إنهاء الصراع في السودان
  • تصاعد الصراع الإماراتي–السعودي عند أهم ممر بباب المندب
  • %17.5 حصة «الصينية» من إجمالي مبيعات السيارات في الإمارات