تلغراف: هل ستصمد الهدنة بين الهند وباكستان؟
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
نشرت صحيفة تلغراف البريطانية تقريرا تساءلت فيه عن إمكانية صمود وقف إطلاق النار بين باكستان والهند الذي تم إعلانه أمس، رغم الانتهاكات من الجانبين التي اتهم كل منهما الآخر بارتكابها.
وأشار التقرير، الذي أعده الصحفي بن فارمر مراسل الصحيفة لشؤون الدفاع، إلى إعلان البلدين عن وقف لإطلاق النار بعد 4 أيام من التصعيد العسكري الذي شمل ضربات جوية وهجمات بطائرات مسيّرة وقصفا متبادلا عبر خط السيطرة في إقليم كشمير المتنازع عليه.
وقال إن الشكوك قائمة حول مدى صمود وقف إطلاق النار في ظل استمرار السبب الجذري للصراع، خاصة قضية كشمير و"الإرهاب"، رغم الترحيب الدولي الواسع بهذا الاتفاق.
رغبة حقيقية
وأورد الكاتب أن بعض التقارير استمرت في الإشارة إلى وقوع انفجارات وانقطاع مفاجئ للكهرباء في سريناغار وجامو داخل كشمير الخاضعة للهند، رغم إعلان الهدنة، كما وردت أنباء عن تحليق طائرة مسيرة فوق مدينة بيشاور الباكستانية، مما أدى إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.
وأوضح التقرير أن الخطاب الرسمي من الجانبين بشأن وقف إطلاق النار أشار بوضوح إلى وجود رغبة حقيقية في التهدئة، حيث وصف كل طرف تحركاته بأنها "استجابة مناسبة" لتصرفات الآخر، مضيفا أن كل جانب أكد استعداده لعدم التصعيد شريطة التزام الطرف الآخر بذلك.
إعلان ضغوط دوليةوقال إنه يُعتقد أن الضغوط الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة، ساهمت في تهيئة الأجواء للوصول إلى هذا التفاهم المؤقت، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشاد بما وصفه بـ "الحكمة والبصيرة" لدى الطرفين، كما رحب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالخطوة، واصفا إياها بأنها محل ترحيب كبير.
ونسب بن فارمر إلى محللين قولهم إن هذه الهدنة تمثل إشارة واضحة إلى رغبة الطرفين في تجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة، خاصة في ظل المخاطر الكبيرة والتكاليف التي قد تترتب على استمرار المواجهة، إلا أن التوترات المزمنة، وعلى رأسها ملف كشمير والاتهامات المتبادلة بدعم "الإرهاب"، تظل بمثابة قنابل موقوتة قد تنفجر في أي وقت.
هشاشة الهدنة
وقال إن مصادر هندية حذرت من أن أي هجوم "إرهابي" جديد سيتم اعتباره "عملا عدائيا" يرقى إلى "إعلان حرب"، مما يدل على هشاشة الهدنة.
واستمر يقول إنه، ومع تصاعد النزعة القومية في الهند، فإن الحكومة ستواجه ضغوطا داخلية هائلة للرد بقوة في حال وقوع أي هجوم مماثل.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن استمرار التهدئة مرهون بإرادة سياسية حقيقية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، لا سيما قضية كشمير التي تشكل جوهر الخلاف منذ عقود.
وختم المراسل تقريره بالقول: "ما لم يتم التوصل إلى حلول دائمة، فإن فرص انهيار الهدنة تظل قائمة في أي لحظة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إعلان شامل لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.. وترحيب أمريكي وحديث لترامب
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه تواصل هو و ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس مع كبار المسئولين الهنود والباكستانيين على مدار 48 ساعة للتوصل لوقف إطلاق نار، وفق ما ذكرت صحف دولية.
وقال روبيو: “يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار، وأن حكومتي الهند وباكستان ستبدءان محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد”.
وأكد روبيو: ،"نشيد برئيسي الوزراء مودي وشريف على حكمتهما وحنكتهما السياسية في اختيار طريق السلام".
فيما تم اتصال هاتفي بين قائدي العمليات العسكرية الباكستاني والهندي للحديث عن خفض التوتر ووقف القتال.
وقال وزير الخارجية الباكستاني لـ"جيو نيوز": “هذا ليس اتفاقا جزئيا بل هو تفاهم كامل لوقف إطلاق النار بين البلدين”.
بينما ذكرت وزارة الخارجية الهندية أن وقف إطلاق النار مع باكستان سيبدأ الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي اليوم.
ونقلت رويترز عن ترامب قوله: “يسرني أن أعلن موافقة الهند وباكستان على وقف إطلاق فوري بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة، ويسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري”.
وأضاف ترامب: “أهنئ الهند وباكستان على استخدام المنطق السليم والذكاء العالي وأثمن اهتمامهما بهذا الأمر”.
وقال وزير الخارجية الباكستاني: “اتفقنا مع الهند على وقف إطلاق النار فورا وتفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين نيودلهي وإسلام أباد”، مشيرًا إلى أن نحو 30 دولة شاركت في جهود دبلوماسية نشطة، فيما قالت هيئة مطارات باكستان إنه يجري فتح المجال الجوي الباكستاني بالكامل لجميع الرحلات الجوية.