تعزيز الأداء الرياضي للفئات السنية في ختام حلقة الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أُسدل الستار على فعاليات أعمال حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية"، التي نظمتها دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بقاعة التدريب بنادي الأمل، بمشاركة 32 مدربًا من مختلف مراكز إعداد الرياضيين التابعة للأندية الرياضية، واستمرت على مدى أربعة أيام، وتضمنت محاضرات نظرية وتطبيقات عملية متخصصة في الإعداد البدني وأساليب التدريب الحديثة.
وشهدت الحلقة حضور نخبة من المحاضرين في مجال فسيولوجيا التدريب وعلوم الحركة، أبرزهم الدكتور معاذ بن المولدي هرواي، أستاذ بيولوجيا الرياضة والصحة في جامعة بيكاري جول فرن بكندا، إلى جانب الدكتور وليد بن خميس الكيومي، المتخصص في الإعداد البدني والصحي.
وهدفت الحلقة إلى تزويد المشاركين بالمعرفة العلمية اللازمة لوضع خطط تدريبية فعّالة، وتقييم قدرات اللاعبين، والارتقاء بكفاءة التدريب في الفئات السنية.
وتضمن اليوم الأول من الحلقة محاضرة علمية في مجال تخطيط التدريب الرياضي، قدّمها الدكتور معاذ بن المولدي هرواي، حيث ناقش خلالها الأسس النظرية للتخطيط، وأهمية توظيف العلم الحديث في تصميم البرامج التدريبية للفئات الناشئة.
وشهد اليوم الثاني تقديم ثلاث محاضرات، تناولت الأولى منظومة إنتاج الطاقة خلال الجهد البدني، تليها محاضرة في البروتوكولات التقييمية لعناصر اللياقة البدنية، إلى جانب جلسة تطبيقية عملية حول كيفية تدريب تلك العناصر، قدّمها كذلك الدكتور معاذ هرواي.
أما اليوم الثالث، فخُصّص لمحاضرة نظرية وتطبيقية حول "أساليب التدريب الحديثة" وعناصر اللياقة البدنية، قدّمها وليد بن خميس الكيومي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، قبل أن يُختتم البرنامج في اليوم الرابع باختبار نظري يُقيّم مدى استيعاب المدربين لمحتوى الحلقة.
وتأتي هذه الحلقة استكمالًا لبرنامج منظومة العمل المتكاملة في تحديث واستحداث مناهج التدريب لمراكز إعداد الرياضيين، التي تنفذها دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، ويشكّل المشروع حلقات مترابطة لإعداد الرياضيين لتحقيق الإنجازات الدولية، حيث يتضمن مجموعة من البرامج الفرعية التي تحقق هذا التكامل، وهي مراكز إعداد الرياضيين، وبرنامج متابعة الرياضيين، ودعم ورعاية الرياضيين الواعدين، وإعداد وتأهيل الكوادر الفنية الوطنية.
كما يتكوّن البرنامج من ثلاثة أعمدة، أولها، آلية علمية حديثة لانتقاء الرياضيين الناشئين، وإدخالهم في برامج تدريبية تأسيسية ومسابقات محلية لصقل مهاراتهم وقدراتهم في الجوانب البدنية والفنية، وثانيها، تقديم الدعم المادي واللوجستي للرياضيين الواعدين من خلال دعم المشاركة في المعسكرات المكثفة والمسابقات الدولية، وتوفير الكوادر الفنية المؤهلة للتدريب الرياضي والوصول به لتحقيق نتائج متقدمة؛ بالإضافة إلى تأمين الجانب الدراسي والجانب المهني للرياضي، أما العمود الثالث، فيتمثل في تقديم الرعاية الطبية والعلمية والنفسية للرياضي، بما يضمن وضع البرامج والخطط الكفيلة بإعداده والارتقاء بمستوى أدائه الرياضي.
خطوة استراتيجية في التدريب
وأكد الدكتور معاذ بن المولدي هرواي، المحاضر الدولي في الحلقة، أن هذه البرامج تمثّل خطوة استراتيجية لتطوير الكوادر التدريبية، مشيرًا إلى أهمية تزويد المدربين بالمعارف الحديثة في علوم التدريب الرياضي، وربط الجوانب النظرية بالممارسة الميدانية. وأضاف: إن الحلقة تسهم في تطوير المهارات الأساسية للمدربين، مما ينعكس إيجابًا على أداء اللاعبين في الفئات السنية المختلفة، مشيرًا إلى أن تأهيل الكوادر هو حجر الأساس للنهوض برياضة النشء في سلطنة عمان.
كما شدّد على أهمية هذه الحلقات في تسليط الضوء على تخطيط المواسم التدريبية، وتنظيم الوحدات التدريبية، وتعزيز فهم المدربين لنُظم إنتاج الطاقة وتطوير القدرات الحركية لدى اللاعبين، ولفت إلى أن الوزارة وضعت آليات دقيقة لاختيار مدربي مراكز إعداد الرياضيين وفقًا لمؤهلاتهم الأكاديمية وخبراتهم التدريبية، نظرًا لحساسية الفئة العمرية المستهدفة، التي تمثّل رافدًا مهمًا للمنتخبات الوطنية في المستقبل.
تعزيز المعارف العلمية والعملية
أكد جابر بن محمد الشبيبي، مدير دائرة شؤون المنتخبات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، أن حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية" تأتي ضمن سلسلة من الحلقات التدريبية التي تنظمها الوزارة خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، وتهدف بالأساس إلى دعم مدربي مراكز إعداد الرياضيين.
وأضاف: إن هذه الحلقة موجّهة خصيصًا للكوادر الفنية العاملة في الفئات السنية، لا سيما في مراكز الإعداد التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الاتحادات واللجان الرياضية على مستويي الناشئين والشباب.
وأوضح الشبيبي أن التجربة أثبتت حاجة المدربين إلى تعزيز الجانبين العلمي والعملي في مجال التدريب، مما دفع الوزارة إلى تنظيم هذه الحلقة العام الماضي للمدربين الأساسيين، فيما تُخصّص النسخة الحالية لمساعدي المدربين، إلى جانب عدد من المدربين الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة سابقًا، بالإضافة إلى طلبة تخصص التربية البدنية وعلوم الرياضة من جامعتي السلطان قابوس وصحار، وعدد من مدربي المنتخبات الوطنية.
وأشار إلى أن الحلقة تمثّل خطوة مهمة في تأسيس المدربين علميًا وعمليًا في جوانب الإعداد البدني والمهاري للاعبين، بما يسهم في تأهيل لاعبين مميزين، سواء في مراكز الإعداد أو على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية.
وأعرب عن تفاؤله بأن يكون للحلقة أثر إيجابي في تطوير أداء المدربين وانعكاس ذلك على نتائج اللاعبين محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وأوضح الشبيبي أن الوزارة تعتمد نظام تقييم شامل بعد كل حلقة، بما في ذلك استخدام "باركود" خاص لاستطلاع آراء المشاركين، وأكد أن تقييمات العام الماضي كانت في معظمها "جيدة جدًا" و"ممتازة"، وأن المدربين أبدوا تجاوبًا كبيرًا واستفادة ملموسة، وبيّن أن التغيير في النسخة الحالية اقتصر على تنويع أسماء المحاضرين لاكتساب خبرات جديدة، بينما بقي محتوى الحلقة على حاله نظرًا لأهميته كقاعدة أساسية لأي مدرب في بداية مشواره، خاصة فيما يتعلق بالتخطيط للموسم التدريبي وتنظيم الحصص التدريبية.
تطوير المدربين
قال محمد الهشامي، مساعد مدرب منتخب الرجبي: إن حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية" تركز على مفاهيم جوهرية في التعامل مع اللاعبين، تتجاوز مجرد الجوانب الفنية والنتائج. وأضاف: الفكرة الأساسية التي طُرحت في الحلقة هي كيف نحتضن اللاعب ونُهيّئ له بيئة إيجابية تحتويه نفسيًا واجتماعيًا، بغض النظر عن نتائج الأداء أو مستوى الإنجاز، وهناك أمور كثيرة يجب أن نوليها اهتمامًا إلى جانب التدريب، مثل بناء الثقة، وتعزيز الروح الرياضية، وفهم الفروقات الفردية بين اللاعبين.
وأوضح الهشامي أن مثل هذه الحلقات تؤدي دورًا محوريًا في تطوير المدربين وإكسابهم رؤى جديدة في كيفية التعامل مع اللاعبين، لا سيما في الفئات السنية، حيث تتطلب المرحلة أساليب تربوية دقيقة ومهارات تواصل فعّالة.
وأشار إلى أن وجود محاضرين من ذوي الخبرة الأكاديمية والعملية، مثل الدكتور معاذ الهراوي، أضفى قيمة كبيرة على النقاشات، وفتح المجال لتبادل الخبرات بين المشاركين، وهو ما يعكس أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات بشكل دوري لتطوير منظومة التدريب في سلطنة عمان.
بينما عبّر المحاضر وليد الكيومي عن أن الحلقة، التي امتدت على مدار ثلاثة أيام، قدّمت محتوى علميًا يستهدف تمكين المدرب من أدوات التخطيط والتقييم والتطبيق العملي في العمل الميداني. وقال الكيومي: الحلقة هدفت إلى أن يغادر المتدرب وهو قادر على تصميم الوحدة التدريبية، وتقييم متطلبات اللعبة التي يعمل بها، إضافة إلى فهم كيفية توزيع الحمل التدريبي وتنفيذه بطريقة علمية منظمة، تتماشى مع خصوصية كل رياضة، سواء فردية أو جماعية.
وأشار إلى أن محتوى الحلقة تم تقديمه بطريقة مبسطة، نظرًا لكون المشاركين من المدربين المبتدئين أو مساعدي المدربين الذين ما زالوا في بداية مشوارهم التدريبي.
وأضاف: ركّزنا على رفع الجانب المعرفي لديهم وتثقيفهم بأسس التدريب الحديثة، وقد لاحظنا رغبة كبيرة لدى المشاركين في التعلّم، وشغفًا واضحًا تجاه تطوير أنفسهم.
وأكد الكيومي أن عملية التكوين تمر بمراحل متعددة، وهذه الحلقة تمثّل المرحلة الأولى فقط، داعيًا المشاركين إلى مواصلة البحث والاجتهاد، وعدم التوقف عند هذه المحطة.
وقال: من المهم أن يبدأ المدرب في هذه المرحلة بتكوين فلسفته الخاصة في التدريب، بناء على ما تعلّمه وجرّبه وطبّقه، ليتمكن من تطوير اللاعبين الذين يشرف عليهم، ويسهم بالتالي في تحقيق نتائج مميزة على المستويين البدني والفني.
أسس التكوين الرياضي
من جانبه، أكد محمد بن راشد بن سعيد الحضرمي، ممثل الاتحاد العماني للرياضة المدرسية، أن حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية" تمثّل إضافة نوعية في مجال تطوير اللياقة البدنية، لا سيما من خلال تسليط الضوء على طرق القياس والاختبارات الدولية المعتمدة في مختلف الألعاب الرياضية.
وقال الحضرمي: الحلقة كانت متقدمة جدًا من حيث المحتوى العلمي والتطبيق العملي، خاصة فيما يتعلق بقياس عناصر اللياقة البدنية باستخدام مقاييس عالمية دقيقة، وهذه الجوانب أساسية لتكوين رياضي سليم يبدأ من المراحل المبكرة ويؤسس لنخبة رياضية مستقبلية قادرة على تمثيل سلطنة عمان بشكل مشرف.
وأوضح أن الاتحاد العماني للرياضة المدرسية يعمل حاليًا على مشروع لاختيار المواهب من الفئات العمرية دون 14 سنة من المدارس، تمهيدًا لإعدادهم داخل مراكز تدريب خاصة تؤهلهم لاحقًا للالتحاق بالمنتخبات الوطنية.
وقال: نجاح هذا المشروع يعتمد بشكل كبير على تطبيق أساليب علمية دقيقة في اختيار اللاعبين وتقييمهم بدنيًا، وهو ما توفره هذه الحلقة من معرفة متقدمة في هذا المجال، ووجّه الحضرمي شكره لوزارة الثقافة والرياضة والشباب على تنظيم الحلقة، مؤكدًا أنها كانت مفيدة للغاية، ومشيدًا بجهود الوزارة في دعم تطوير الكوادر الوطنية ورفع مستوى التأهيل الرياضي في سلطنة عُمان.
كما أشاد المدرب عبدالمجيد الهادي، العامل في مركز إعداد المواهب التابع للاتحاد العماني لكرة القدم، ومدرب الفئات السنية بنادي العامرات، بأهمية حلقة "الأسس العلمية لوضع البرامج التدريبية"، مؤكدًا أن الحلقة تُعد إضافة نوعية لتطوير المعارف النظرية والعملية لدى المدربين في مختلف الرياضات، لا سيما في مجال الإعداد البدني.
وقال الهادي: الحلقة ثرية جدًا بالمعلومات، وقد استفدنا منها بشكل كبير في كيفية تصميم البرامج التدريبية الحديثة وتطوير الجوانب البدنية للاعبين، وهي لا تقتصر على لعبة معينة، بل تخدم مختلف التخصصات الرياضية.
وأضاف: من النقاط المهمة التي ركزت عليها الحلقة هي كيفية التعامل مع اللاعبين في الفئات السنية، وفهم خصائصهم البدنية في كل مرحلة عمرية، مع التركيز على نوعية التمارين المناسبة لكل فئة لضمان تطورهم بشكل سليم.
وأوضح الهادي أن الحلقة تعتمد منهجية متكاملة تجمع بين المحاضرات النظرية صباحًا والتطبيقات العملية في المساء، وهو ما يتيح للمدربين فرصة لتجربة ما يتعلمونه مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه التجربة سيتم تطبيقها مستقبلًا في مراكز إعداد المواهب والأندية التي يعمل بها، بهدف تحسين الجوانب البدنية للرياضيين ورفع كفاءتهم.
وحول كيفية وضع الخطط المستقبلية بناء على ما تم طرحه في الحلقة، قال: نحن بصدد إعداد خطة تدريبية مبنية على مراحل الموسم الرياضي، تشمل مرحلة الإعداد قبل انطلاق الموسم، ومرحلة المنافسات، وكذلك أثناء المباريات، بحيث نُوظّف المعرفة النظرية التي اكتسبناها في الميدان علميًا ومنهجيًا.
وأكد أن تأثير هذه الحلقة سيظهر مستقبلًا من خلال جودة الإعداد الذي يتلقاه اللاعبون في سن مبكرة، ما سينعكس إيجابًا على أدائهم عند وصولهم إلى الفئات الأعلى والمنتخبات الوطنية.
وأضاف: المدرب بحاجة إلى إلمام شامل بجوانب الإعداد البدني الحديث، خاصة إذا كان يعمل مع لاعبين صغار، لأن التأسيس العلمي السليم هو ما يصنع الفارق لاحقًا.
وفي ختام حديثه، ثمّن الهادي جهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب على تنظيم هذه الحلقة، وقال: نشكر الوزارة على إتاحة هذه الفرصة المهمة، ونأمل استمرار تنظيم مثل هذه البرامج لما لها من دور كبير في تطوير المدربين واللاعبين، ورفع مستوى الثقافة الرياضية بشكل عام، لأنها عامل أساسي في بناء أجيال رياضية قادرة على التنافس وتحقيق الإنجازات.
واختُتمت الحلقة بإجراء اختبار نظري للمشاركين، لقياس مدى استيعابهم للمحتوى التدريبي، وسط إشادة واسعة من المشاركين بثراء المادة العلمية وتنوع الأساليب التعليمية.
وتأتي هذه الحلقة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية التي تنفذها الوزارة لتطوير الكوادر الفنية في مختلف الرياضات، وتعزيز الأداء الرياضي للفئات السنية باعتبارها قاعدة البناء الأساسية للمنتخبات الوطنية المستقبلية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثقافة والریاضة والشباب مراکز إعداد الریاضیین المنتخبات الوطنیة فی الفئات السنیة اللیاقة البدنیة الإعداد البدنی الدکتور معاذ هذه الحلقة أن الحلقة فی تطویر إلى جانب فی مجال لا سیما إلى أن
إقرأ أيضاً:
شكشك يناقش التحديات التي تواجه قطاع النفط وسبل تطويره
عقد رئيس ديوان المحاسبة “خالد شكشك”، ووزير النفط والغاز المكلف في حكومة الدبيبة “خليفة عبدالصادق”، اجتماعاً اليوم الأحد، بمقر ديوان المحاسبة.
وناقش الاجتماع، أبرز التحديات التي تواجه قطاع النفط، لا سيما فيما يتعلق بتطوير وتعزيز فرص الاستثمار في مجال النفط والغاز.
وحضر الاجتماع، عدد من مديري الإدارات المختصة من كلا الجانبين، حيث تم استعراض الصعوبات التي تعرقل تطوير هذا القطاع الحيوي، إلى جانب مناقشة آليات المتابعة والتقييم وتعزيز الرقابة لضمان كفاءة الأداء وحسن استثمار الموارد.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار متابعة ديوان المحاسبة المستمرة لقطاعات الدولة، وحرصه على دعم جهود الإصلاح والتطوير بما يسهم في تحسين الأداء العام ورفع كفاءة استخدام المال العام.