يسلط الإفراج عن جندي الاحتلال، الذي كان أسيرا لدى كتائب القسام في قطاع غزة، عيدان ألكسندر، الضوء على ما يعرف ببرنامج الجندي الوحيد، والذي اعترف أنه كان أحد المشاركين فيه، لدخول جيش الاحتلال.

ويعد هذا البرنامج، شكلا من أشكال جلب المرتزقة لجيش الاحتلال، عبر تغليف المشاركة بارتباطات يهودية، لكن الدافع الأبرز في استقدام المشاركين فيه هو الحوافز المادية التي تقدم لكل شاب يهودي ينخرط في التجنيد بجيش الاحتلال، بعد انطباق شروط الجندي الوحيد عليه.



من هو الجندي الوحيد؟

الجندي الوحيد، أو ما يعرف بالعبرية "حايال بوديد"، يشير إلى الجنود الذين يخدمون بجيش الاحتلال، دون أن يكون لديهم عائلة مقيمة في فلسطين المحتلة.

ويدخل ضمن هذا التصنيف، المهاجرون اليهود الجدد القادمون بمفردهم، تحت ما يطلق عليه "قانون العودة"، والأيتام أو المنفصلون عن عائلاتهم، أو المتطوعون الأجانب من أبناء الجاليات اليهودية حول العالم، أو كل من انقطعت صلته بأسرته داخل الأراضي المحتلة، لأسباب دينية أو شخصية أو اجتماعية.

وتقدر أعدادهم هؤلاء الجنود سنويا، بنحو 6 آلاف، ويشكلون جزءا كبيرا من العديد البشري للجيش.



لماذا الجندي الوحيد؟

يستهدف الاحتلال من خلال البرنامج، استقدام الشباب اليهود، من كافة أنحاء العالم، وخاصة في الدول الغربية، لاستمرار وتثبيت الاحتلال فلسطين، وتبذل لذلك حملات إعلانية، وعمليات ترويج واسعة، لتصوير المشاركين بالأبطال، عبر المشاركة العسكرية وحمل السلاح.

كما يأتي ضمن خطط الاحتلال، عبر وزارة الهجرة، لاجتذاب اليهود من الخارج، في ظل العديد من التقارير التي تتحدث سنويا عن مغادرة يهود إلى أوروبا وغيرها من دول العالم، خاصة في فترات التوتر هربا من الحروب.

ويستهدف جيش الاحتلال، إلى سد النقص العددي في صفوفه عبر البرنامج، والذي يعتمد في فترات الأزمات على جنود الاحتياط، وهم الأفراد الذين أنهوا الخدمة الإلزامية وخرجوا إلى سوق العمل، ويعتمد عليهم الاقتصاد، لذلك يسعى الجيش لإبقاء المستوى العددي في الجيش ضمن مستوى معين من المجندين.

متى بدأ البرنامج؟

ترجع فكرة تجنيد هذه الأصناف من اليهود في جيش الاحتلال، إلى خمسينيات القرن الماضي، لكن بدأت تتصاعد مع موجات الهجرة من الاتحاد السوفيتي السابق وأثيوبيا، والقادمون من أمريكا الجنوبية، ودخلت العديد من الجهات والمنظمات اليهودية، في تقديم الدعم لاستمرار البرنامج.

وتصاعدت عمليات التجنيد ضمن البرنامج، في فترة الانتفاضة الثانية، وعقبها، والتي شهدت عملا عسكريا كبيرا، اجتاح الاحتلال خلاله الضفة الغربية، فضلا عن القصف والاشتباكات العنيفة في قطاع غزة.

إغراءات للمشاركين:

تتطلب المشاركة في برنامج الجندي الوحيد، تقديم طلب رسمي إلى جيش الاحتلال، وبعد استيفاء المتقدم للشروط، وتجنيده، يحصل على الكثير من المغريات والمزايا من أجل الانخراط.

ومن بين الميزات، بدلات مالية شهرية إضافية، وسكن مجاني أو مدعوم من دولة الاحتلال، أو تموله المنظمات الداعمة للبرنامج، إضافة إلى المستلزمات الحياتية المنزلية.

كما يحصل المشاركون على منح تعليمية، بعد الخدمة العسكرية، وتسهيلات في إجراءات الهجرة والحصول على جنسية الاحتلال، بسبب كون المشاركين قادمين من الخارج ويحملون جنسيات أخرى غير جنسية الاحتلال.

ومن أبرز النماذج التي شاركت في البرنامج خلال السنوات الماضية، جندي يدعى ماكس ستاينبرغ، وهو شاب يهودي قدم من الولايات المتحدة، وتجند بجيش الاحتلال، وقتل على يد المقاومة في قطاع غزة، عام 2014.

كما تجند العديد من اليهود الفرنسيين والأرجنتينيين، وخاصة في العدوان الحالي المتواصل على قطاع غزة، وكشف عن ارتكابهم جرائم حرب، وتجري ملاحقتهم من قبل نشطاء في الخارج بعد ظهورهم في مقاطع مصورة أثناء ارتكاب فظائع في غزة.

وكشف عن انتحار عدد من الجنود الذين شاركوا في البرنامج، وكان آخرهم جندي قدم من الأرجنتين، وشارك في العدوان على غزة بعد سنوات من الخدمة في الضفة، وبسبب أعراض ما بعد الصدمة، أقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه، وطلبت وحدته العسكرية متطوعين للمشاركة في جنازته التي لم تتواجد فيها عائلته بسبب إقامته وحيدا في فلسطين المحتلة.



حوافز معيشية للجنود المشاركين ضمن البرنامج

منظمات يهودية تروج للبرنامج:


منظمة الأجنحة، وهي مشروع يدار من قبل الوكالة اليهودية، يستهدف الشباب العازبين من المهاجرين، للتجنيد في الجيش، عبر تقديم إغراءات مادية، ورعاية اجتماعية، وعقد العديد من الورش وجلسات التوجيه، فضلا عن تقديم منح دراسات جامعية ودراسات عليا لمن يشارك في "الجندي الوحيد".

كشافة غارين تزابار، برنامج يستهدف اليهود المنفردين من المهاجرين من جميع أنحاء العالم، والمقيمين وحدهم في الكيبوتسات في جميع، حيث يتلقى المشاركون ندوات تحضيرية في بلدان المنشأ، ومرحلة استيعاب لمدة ثلاثة أشهر قبل التجنيد، والخدمة العسكرية الكاملة ثم دمجهم في وحدات جيش الاحتلال، لتلقي تدريبات مكثفة خاصة في الوحدات النخبوية.

منظمة "منزل دافئ لكل جندي"، والتي تقدم خدمات تتضمن المساكن والأسر التي تحتضن الشبان المهاجرين داخل دولة الاحتلال، فضلا عن الدعم المالي، وعلاج المصابين وسداد الديون للجنود المشاركين، فضلا عن توفير فرص عمل للجنود المشاركين في البرنامج بعد تسريحهم من الخدمة.

قتلى بلا جنازات:


ومنذ السابع من أكتوبر، وثقت منظمة "الأخ الأكبر" وخي إحدى الجهات المشرفة على برنامج الجندي الوحيد، مقتل 40 جنديا تجندوا عبرها، فضلا عن جنود آخرين قتلوا ضمن جهات داعمة أخرى.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال الجندي الوحيد المرتزقة الجنود جنود الاحتلال مرتزقة الجندي الوحيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بجیش الاحتلال الجندی الوحید جیش الاحتلال العدید من قطاع غزة فضلا عن

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو: لن يكون هناك ثمن لإطلاق الجندي عيدان ألكسندر

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بنيّة حركة حماس الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، المحتجز في غزة منذ أكتوبر 2023، كـ"بادرة حسن نية" تجاه واشنطن، دون تقديم أي تنازلات أو شروط مسبقة .

وأشار المكتب إلى أن هذه الخطوة قد تُمهد الطريق لمفاوضات أوسع تشمل إطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين لدى حماس، خاصة مع اقتراب زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل يوم الاثنين، بهدف تأمين إطلاق سراح ألكسندر ودفع جهود التهدئة .

رغم هذا التطور، أكد مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستواصل سياستها في إجراء المفاوضات مع حماس "تحت النار"، مشددًا على أن العمليات العسكرية في غزة ستستمر بالتوازي مع أي محادثات، بهدف تحقيق جميع أهداف الحرب، بما في ذلك القضاء على البنية التحتية لحماس واستعادة جميع الرهائن .

مصر وقطر ترحبان بإعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح رهينة أمريكي كان محتجزا لديهاالإدارة الأمريكية تطالب حماس باستعادة جثامين 4 رهائنحماس تعلن عزمها الإفراج عن جندي الاحتلال "عيدان ألكسندر"رسالة عاجلة من حركة حماس إلى بابا الفاتيكان الجديد

من جهتها، أعلنت حركة حماس عن نيتها الإفراج عن ألكسندر ضمن خطوات تهدف إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية .

يُذكر أن عيدان ألكسندر هو آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة معروف أنه محتجز في غزة، وتُولي الإدارة الأمريكية اهتمامًا كبيرًا بقضيته، حيث أجرت اتصالات مباشرة مع حماس عبر وسطاء في قطر ومصر، في محاولة للتوصل إلى اتفاق شامل يشمل الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار ، وفقا لموقع سي إن إن. 

هذا التطور يأتي في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل وحماس للتوصل إلى تهدئة دائمة، خاصة مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في تمهيد الطريق لمزيد من المحادثات التي قد تؤدي إلى اتفاق أوسع يشمل الإفراج عن باقي الرهائن وتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع.

في المقابل، أعربت إسرائيل عن قلقها من إمكانية توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حماس دون التنسيق معها، مؤكدةً على ضرورة الإفراج عن جميع الرهائن كشرط أساسي لأي اتفاق لوقف إطلاق النار.

طباعة شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إسرائيل حركة حماس الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر واشنطن

مقالات مشابهة

  • حماس: كتائب القسام تفرج عن الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر
  • "هدية لترامب ولفته طيبة".. تفاصيل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر
  • من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟
  • يديعوت أحرونوت: الجندي عيدان ألكسندر أصبح رمزا لدى ترامب
  • إذاعة جيش الاحتلال: إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر في خان يونس
  • أبو عبيدة يعلن قرار الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر
  • مكتب نتنياهو: لن يكون هناك ثمن لإطلاق الجندي عيدان ألكسندر
  • حماس: سنطلق سراح الجندي عيدان ألكسندر 
  • حماس: سيتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر