صحيفة المناطق السعودية:
2025-05-13@05:20:58 GMT

ترمب والزيارة التاريخية

تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT

عبدالله الزازان*

العلاقات السعودية الأمريكية قديمة وعريقة وإستراتيجية وتاريخية، تعود إلى الثلث الأول من القرن العشرين.

ولعل من دواعي العرض المنهجي لهذه العلاقة العريقة، الوقوف على الجانب التاريخي.

أخبار قد تهمك العلاقات السعودية الأمريكية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة 12 مايو 2025 - 8:00 مساءً “رونالدو” حين يتكلم الصمت: من دمعة لاعب.

. إلى رسالة لكل صامت.. 6 مايو 2025 - 4:30 صباحًا

فقد بدأت العلاقات تأخذ طريقها إلى عالم الوجود السياسي مع بداية الدولة السعودية الحديثة، عقب لقاء الملك عبد العزيز بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945، وإلى اليوم لم يتول رئيس أمريكي لم يولِ هذه العلاقة اهتمامه الشخصي والكبير، هذا فيما يتعلق بلقاءات القمة، فضلاً عن العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفارات والمبعوثين الخاصين، والعلاقات شبه الدبلوماسية التي يخلقها جو التبادل التجاري، وهي علاقة تتسم بالتفاعل في ضوء معطيات موضوعية تحدد سياسة كل من الدولتين، والتي على ضوء مصلحتهما السياسية والدبلوماسية والإستراتيجية العليا تترتب جميع مظاهر العلاقة، إذ لم تكن هذه العلاقة هبة من أحد الطرفين للآخر، بمقدار ما كانت وليدة رغبة مشتركة تقوم على تحليل منطقي لمصالح الطرفين.

فالمملكة تاريخيا شريك إستراتيجي لأمريكا، وهي شراكة تقوم على التكامل والتكافؤ والتوازن والندية والاعتراف المتبادل بين البلدين بأهمية الآخر وكونه طرفًا أساسيًا في كثير من المعادلات الإستراتيجية.

واستفادت المملكة من علاقتها وصداقتها الطويلة مع أمريكا في تطوير مواردها الذاتية وترسيخ بنية اقتصادها الوطني وتدعيم إمكاناتها الدفاعية.

ولذلك تدرك أمريكا حجم ودور المملكة الحقيقي كدولة قائدة ومحورية تتمتع بثقل واستقرار اقتصادي وسياسي وإستراتيجي على مستوى العالم، ومكانة قيادية على مستوى العالم العربي والإسلامي، والمستوى العالمي، وخصوصاً [الطاقة]، فالمملكة العضو الأكبر في حجم الإنتاج، وتعد أحد أكبر الأعضاء الفاعلين في منظمة التجارة الدولية، وأحد الأعضاء الكبار في مجموعة العشرين الاقتصادية، وقبل ذلك أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة.

فالعلاقات السعودية / الأمريكية، لا تقوم على تفوق موروث لأي من الطرفين على الآخر، ولكن على مصالح الطرفين في ضوء انتماء كل منهما إلى حضارته، واحترام كل منهما لتراثه الثقافي والفكري وخياراته الحضارية.

فالمملكة في جميع خطواتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والإستراتيجية ذات سيادة ورؤية واضحة، تنطلق من معرفتها بما تريد هي لا من إدراكها لما يريد الآخرون، وإن كانت معرفتها بمواقف الآخرين جزءًا من انتهاجها لسياسة الحوار، لكي تتوفر المعرفة المتبادلة بضرورة السعي نحو تقريب وجهات النظر.

ولذلك تنطلق في جميع علاقاتها من مصلحتها الوطنية، وقد كان قدرها أن تحمل مع تطلعاتها الوطنية المشروعة، هموم المنطقة بأسرها وهي منطقة إستراتيجية ذات أهمية قصوى للعالم بأسره، وقد تقبلت هذا القدر بروح المسؤولية من منطلق معرفتها بحجمها الدولي كقوة فاعلة في المسرح العالمي، حيث تتخذ الموضوعية ومواجهة الحقائق سبيلا للتعامل الدولي مع كل القوى الإقليمية والعالمية، فالتوازن الدقيق الذي أقرته سياسة الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وهو حرص الدولة على رعاية مصالحها الوطنية ومكانتها القيادية في العالمين العربي والإسلامي، ودورها الإقليمي والعالمي، وكان هذا التوازن الدقيق سمة لسياسة المملكة الخارجية.

واليوم المتغيرات الإستراتيجية العالمية استدعت دخول المملكة كبلد رئيس في الساحة العالمية، واستخدمت ثقلها السياسي والاقتصادي والإستراتيجي إقليميا وعالميًا من أجل الوصول إلى حلول عادلة وسليمة، بما تتمتع به من حكمة وحنكة ونظرة واسعة، بحيث أصبحت كيانًا يجمع وبلدا يوحد، وقوة تعزز وتدعم الحق وتقف إلى جانب المبادئ الإنسانية، باعتبارها قوة فاعلة في المسرح العالمي كما ينبغي أن تكون، ودولة محورية لا يمكن الاستغناء عنها دينيا وسياسيا واقتصاديا وإستراتيجيا وأمنيًا على مستوى العالم، وتكمن أهميتها العالمية في مواقفها المعتدلة، ونفوذها السياسي، وموقعها الإستراتيجي، وقوتها الاقتصادية، ودورها الدبلوماسي، كل هذه المعطيات مكنت المملكة من أن تقوم بأدوار سياسية واقتصادية ودبلوماسية وإستراتيجية عالمية، وأن تحتل مكان الصدارة إقليمياً وعالمياً.

ومع إطلالة هذه المرحلة الجديدة أخذت العلاقات السعودية / الأمريكية أشكالا جديدة أملتها الأوضاع العالمية والمتغيرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، ومن هنا يعتبر كل من الطرفين الطرف الآخر شريكا أساسيا لا بد من أخذ وجهة نظره باهتمام كبير في أي مسعى سياسي أو دبلوماسي أو إستراتيجي إقليمي وعالمي.

وجاءت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض استكمالا واستمرارا لسلسلة طويلة من اللقاءات على مستوى عال، وهي بهذا الفهم استمرار على النهج السابق والثابت في وصل الحوار وتبادل وجهات النظر من أجل المصالح الوطنية والإقليمية والعالمية المشتركة، لاسيما وهي تأتي في ظروف تتصاعد فيها الأحداث في منطقتنا بما يستلزم التحرك في كل المجالات سعيا وراء إقرار السلام، وتمكين الاستقرار في المنطقة، والحفاظ على استقلالية عالمنا العربي واستقراره.

مؤكد أن قضايا كثيرة سوف تطرح، كالقضية الفلسطينية إلى أمن المنطقة وقضايا الشرق الأوسط إلى غيرها من الموضوعات الصغيرة والكبيرة.

ومؤكدا أيضا أن مواقف المملكة في كل هذه القضايا معروفة مسبقا فليس الأمر الوارد إذن أن تبلور المملكة موقفها كنتيجة للزيارة ولكن الأمر الوارد أن دولتين تملكان سيادة ورؤية واضحة تسعيان إلى الاعتراف المتبادل بين كل من البلدين بأهمية الآخر، وكونه طرفا أساسيا في كثير من المعادلات التي تؤثر في مصالح الطرف الآخر، والحرص المشترك على الاستقرار، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، والتوازن في المصالح الدولية وخلو منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي من الوقوع تحت السيطرة الخارجية.

*كاتب سعودي
نقلاً عن: alwatan.com.sa

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الرئيس الأميركي دونالد ترمب العلاقات السعودية الأمريكية ترمب مقال مقالات العلاقات السعودیة مستوى العالم الشرق الأوسط على مستوى

إقرأ أيضاً:

المملكة والسفير – السعودية تدشن إعمار السودان

دعوة السفير السعودي على بن حسن لعدد من السفراء يتقدمهم سفيرنا بالخارجية السيد احمد يوسف والتى ضمت الى جانبه حضور سفراء كل من المغرب، قطر، إيران، تركيا، الكويت، فلسطين، روسيا، والقائم بأعمال سفارة الصين، الى جانب شخصي والزميل عاصم البلال هذه الدعوة للقاء وإن بدت في ظاهرها اعلاما من السفير السعودي لضيوفه حول عودته الأخيرة للخرطوم وأعمال الإعمار المزمع أن تقوم بها المملكة في العاصمة السودانية بدت لي هذه الدعوة من ناحية أخرى دعوة للسفراء الذين لم يعودوا الخرطوم بعد تحريرها لزيارتها ومن ثم تشجيعا لدولهم عبرهم بمد يد العون الخرطوم -الرمز -كما وصفها السفير على ابن حسن جعفر*

*السفير على بن حسن جعفر قال أن طريق عودته للخرطوم عبر هيا /عطبرة/شندى بدأ اقصر من طريق خروجه منها عبر شرق النيل والجزيرة والقضارف وما لم يقله السفير صراحة أن العودة دائما تكون اقصر واسهل واجمل ويكفي أن وصف الخرطوم بالرمز وهو يعدد تعهدات المملكة العربية السعودية لها بصيانة المستشفيات العامة وصيانة وإعادة تشغيل محطات المياه عبر الطاقة الشمسية*

*المملكة العربية السعودية عبر السفير على بن حسن افتتحت اعمال الواجب تجاه السودان وهي تحث عمليا بقية الإخوان بمد يد العون للخرطوم خاصة وأن الجميع قد اتفقوا على بشاعة ما أصابها من تدمير ممنهج وسلوك اجمعوا على أنه لا يشبه أهل السودان*

*كلمات السفير السعودي وثيق الصلة بالملف السوداني والمتصل بأطراف حكومية مؤثرة والممثل لأحد أهم الدول في المنطقة والعالم يبعث على التفاؤل فالدولة التى تعلن عن تدشين الإعمار في الخرطوم عبر سفيرها تعلم أن الأوضاع الأمنية في السودان ماضية الى تحسن أو كما قال السفير على بن حسن جعفر*

*قفلة*
*على هامش اللقاء أدهشني عمق معرفة بعض حضور دعوة السفير السعودي بالشأن السوداني والرموز السودانية سيما سفير المغرب وسفير دولة قطر وغيرهما*
*سفيرنا احمد يوسف كان حضورا مميزا ذكرني بمجد الدبلوماسية السودانية وعلوها*

بكرى المدنى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كاتب اقتصادي: 4 أبعاد لزيارة ترامب إلى المملكة
  • بدءاً من نيكسون وصولاً إلى ترامب.. 8 رؤساء أمريكيين زاروا السعودية لتأسيس شراكة استراتيجية
  • المملكة والصين توقعان بروتوكولين لتصدير المنتجات السعودية
  • مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا عند مستوى 11488.60 نقطة
  • المملكة والسفير – السعودية تدشن إعمار السودان
  • الرئيس الأمريكي ترامب يزور السعودية غدًا
  • ترمب يشيد بـ إعادة ضبط العلاقات التجارية مع الصين بشكل كامل.. فيديو
  • السعودية و بريطانيا تبحثان العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية
  • المملكة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند وتشيد بتغليب الطرفين للحكمة