البرغوثي للمقابلة: فلسطين في أخطر مراحلها والوضع أصعب من نكبة 48
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
وفي حلقة استثنائية من برنامج "المقابلة"، أوضح البرغوثي أن الشعب الفلسطيني يواجه اليوم نظام أبارتهايد صريحا، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يكتفي بالاستيطان والتهجير، بل يسعى لتفكيك الوجود الوطني الفلسطيني بكامله عبر سياسات ممنهجة.
وقد ولد البرغوثي في القدس عام 1954 لعائلة سياسية معروفة بمعارضتها، ونشأ في رام الله، ولفت إلى أن أولى ذكرياته ارتبطت بزيارة أعمامه في السجون الإسرائيلية، مؤكدا أن نكسة عام 1967 شكّلت وعيه السياسي بشكل كبير، حيث حطمت لديه وهم انتظار النجدة من الخارج.
وذكر أنه تطوّع في فرق الكشافة وعمره 13 عاما للمساعدة في إسعاف الجرحى خلال الحرب، مما عزز لديه الإحساس بالمسؤولية تجاه قضيته وشعبه منذ الصغر.
درس البرغوثي الطب والفلسفة في موسكو، مشيرا إلى أن تلك التجربة كانت غنية على الصعيدين الأكاديمي والسياسي، حيث كانت موسكو مركزا للحركة الطلابية العالمية، كما أوضح أن دراسة الطب أثرت في تفكيره السياسي، خاصة فيما يتعلق بأهمية التشخيص الدقيق للواقع.
ولدى عودته إلى فلسطين عام 1978، انهمك في العمل السياسي السري، وشارك في تأسيس لجان الإغاثة الطبية الفلسطينية عام 1979 كشكل من أشكال المقاومة الصحية وبناء بنية تحتية بديلة لسيطرة الاحتلال، ووصف كيف بدأت الإغاثة الطبية بعمل تطوعي بسيط لتقديم الخدمة للمناطق المحاصرة مثل الخليل.
إعلانوأوضح أن فكرة تأسيس "الإغاثة الطبية الفلسطينية" جاءت من واقع الحاجة الملحة إلى بديل وطني للهيمنة الإسرائيلية على الخدمات الصحية، وأن المشروع تحوّل إلى أكبر مؤسسة طبية أهلية في فلسطين تخدم مئات الآلاف سنويا.
المقاومة الشعبيةوذكر أنه عمل على مدى سنوات على تعزيز العمل الشعبي غير المسلح، مؤمنا بأن المقاومة الشعبية الشاملة قادرة على هزيمة الاحتلال كما حدث في تجارب تاريخية حول العالم، ولافتا إلى أن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل يجب أن تكون أداة رئيسية في هذا السياق.
وشدد على أن المشكلة الكبرى تكمن في غياب الإرادة السياسية لدى القيادات الرسمية الفلسطينية، داعيا إلى تشكيل قيادة موحدة منبثقة من انتخابات حرة تعبّر عن إرادة الناس، وتضع برنامجا نضاليا مشتركًا ينهي الانقسام إلى الأبد.
وأكد أن المشروع الوطني يمر بمنعطف حاسم، وأن فرص النهوض به لا تزال قائمة بشرط وحدة الصف وتبني رؤية مقاومة فاعلة، مشيرا إلى أن ما يعانيه الفلسطينيون اليوم في الضفة وغزة والقدس يجب أن يكون دافعا للتغيير لا لليأس.
وأكد البرغوثي أن إسرائيل استغلت الانقسام الفلسطيني منذ عام 2007 لتكريس السيطرة، معتبرا أن الانقسام لا يخدم سوى الاحتلال، وأن استمرار حالتي السلطة في الضفة وغزة يصب في مصلحة إسرائيل التي تعمل على تعزيز الفصل بين الفلسطينيين.
ورأى أن الحركة الوطنية بحاجة إلى مراجعة شاملة، داعيا إلى تجاوز حالة الانقسام من خلال بناء قيادة موحدة تضم الكل الوطني، وتستند إلى مقاومة شعبية شاملة قادرة على إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية.
وتحدث البرغوثي عن المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن العدوان الأخير تجاوز كل حدود من حيث عدد الشهداء ودمار البنية التحتية، حيث تم استهداف المستشفيات والجامعات والمدارس دون وازع أو رادع.
إعلان فشل الاحتلالوشدد على أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل محاولة لإخضاع كامل الشعب الفلسطيني، معتبرا أن صمود الأهالي هناك يمثل درسا في الشجاعة والثبات، ويؤكد فشل الاحتلال في كسر إرادة المقاومة الشعبية.
وأضاف أن إسرائيل تسعى لخلق وقائع ميدانية جديدة تجعل من حل الدولتين أمرا مستحيلا، لافتا إلى أن الضفة الغربية تشهد توسعا استيطانيا غير مسبوق، وسط دعم حكومي رسمي للمستوطنين وتشجيع على ارتكاب جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين.
وتابع أن ما يحدث في الضفة ليس سوى الوجه الآخر للنكبة، حيث يجري تهجير الناس من قراهم، ونهب أراضيهم، وإرهابهم يوميا من قبل المستوطنين المدججين بالسلاح، وسط صمت دولي مريب.
وكشف أن لديه أدلة موثقة على جرائم يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في الضفة وغزة، مؤكدا أن ما نشهده هو عملية تطهير عرقي مكتملة الأركان، وأن المجتمع الدولي يتواطأ بصمته وتعامله مع إسرائيل كدولة فوق القانون.
ورأى أن صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم الاحتلال يمثل خيانة لقيم العدالة وحقوق الإنسان، معتبرا أن ازدواجية المعايير الغربية تفضح زيف الخطاب الحقوقي الذي يستخدم فقط لخدمة أجندات سياسية معينة.
وأكد البرغوثي أن القضية الفلسطينية لن تموت، وأن الشعب الفلسطيني رغم المعاناة يمتلك طاقة نضالية متجددة، معربًا عن ثقته بأن النصر قادم، وأن المستقبل سيكون لمن يتمسك بالكرامة والحرية مهما طال الزمن.
13/5/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مشیرا إلى أن فی الضفة
إقرأ أيضاً:
جبر: التوسع الاستيطاني في القدس والضفة الغربية يهدد فرص إقامة الدولة الفلسطينية
أكد الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، أن إعلان وزير المالية الإسرائيلي عن الموافقة على بناء 3،400 وحدة استيطانية جديدة في محيط مدينة القدس المحتلة يشكل خطوة خطيرة تهدد استقرار المنطقة وتهدد فرص إقامة الدولة الفلسطينية.
وأشار جبر إلى أن هذه السياسة الإسرائيلية تمثل تصعيدًا جديدًا في محاولات تغيير الوضع الديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي مداخلة هاتفية له عبر فضائية"إكسترا نيوز"، وصف جبر تصريحات الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بتوسيع المستوطنات بأنها "إرهابية" وغير مقبولة على المستوى الدولي، مضيفًا أن هذه السياسات الإسرائيلية تهدف إلى تقويض حل الدولتين، وذلك من خلال فرض الوقائع على الأرض وتقسيم الضفة الغربية إلى مناطق معزولة، بما يؤدي إلى فصل شمالها عن جنوبها.
وأشار "جبر" إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من قراهم، بما في ذلك قرية النوامان، حيث من المتوقع إخلاء حوالي 38 قرية فلسطينية من سكانها بسبب توسع المستوطنات، وأوضح أن هذا التوسع سيزيد من عزلة الضفة الغربية، حيث يعاني الفلسطينيون هناك من الحواجز الإسرائيلية التي تعرقل حياتهم اليومية.
وأضاف جبر أن الموقف الأمني في الضفة الغربية مهدد بالانهيار بسبب هذه السياسات الاستيطانية، وحذر من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى انتفاضة جديدة، خاصة مع وجود أكثر من 800 حاجز عسكري في الضفة الغربية، مما يعطل الحياة المدنية والاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالقدس، أشار جبر إلى أن أكثر من 150،000 فلسطيني مهددون بفقدان هويتهم الفلسطينية نتيجة لهذه السياسات الاستيطانية.
وقال إن هناك ضغطًا اقتصاديًا غير مسبوق على المقدسيين، من خلال فرض ضرائب غير عادلة، ما قد يؤدي إلى تهجيرهم من المدينة.
وفي ختام حديثه، أكد جبر أن الشعب الفلسطيني لن يهاب هذه السياسات ولن يستسلم. وقال: "رغم التصعيد الاستعماري، فإن الشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة والقدرة على المقاومة، ونحن نراهن على تحرك المجتمع الدولي لدعم قضيتنا".
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تتحمل مسئوليتها في مواجهة هذه السياسات، خاصة أنها كانت دائمًا ما تدعو إلى احترام حقوق الإنسان والقيم الأخلاقية.
وطالب جبر بتحرك دولي عاجل للضغط على إسرائيل لوقف توسعاتها الاستيطانية، محذرًا من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تصعيد العنف في المنطقة ويزيد من تعقيد جهود السلام.