هل سينصاع نتنياهو لمطالب ترامب بشأن غزة؟
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
في ضوء الحديث عن مقترح أميركي لحل شامل بشأن غزة، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المقابل بموقفه الرافض لإنهاء الحرب على قطاع غزة، مما يطرح التساؤلات حول المصير المحتمل للجولة الجديدة من المباحثات بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي.
ووصل إلى الدوحة وفد تفاوضي إسرائيلي لإجراء مباحثات في سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف تفاؤله وتأكيده أنّ الجميع يريد حلاّ دبلوماسيا، لكن نتنياهو صرح بأنه لن يكون هناك وضع تُـوقـف فيه إسرائيل الحرب.
وقال الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى إن الإدارة الأميركية تريد هدنة لها أفق سياسي تؤدي إلى وقف الحرب في قطاع غزة، في حين يريد نتنياهو هدنة بشروطه، بحيث لا تؤدي إلى وقف الحرب. وأشار إلى أن تركيبة الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة تؤكد عدم جدية نتنياهو، فقد أرسل شخصية مقربة منه وليس رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد).
وأضاف أن نتنياهو يريد الذهاب إلى هدنة مع المقاومة الفلسطينية في غزة، لإطلاق سراح قسم من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، ولكنه غير جاد وغير واضح، وسيحاول أن يستعمل أسلوبه السابق نفسه وهو التسويف ومحاولة كسب الوقت لإفشال المباحثات. غير أنه -في نظر مصطفى- في مأزق شديد جدا، لأن الإدارة الأميركية مصممة على خلق نوع من الهدوء والاستقرار في المنطقة، سيما وأن غزة بقيت هي بؤرة التوتر بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا.
إعلانوبرأي المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، توماس واريك، فإن ويتكوف هو الذي يقود الدفة حاليا في موضوع قطاع غزة وليس نتنياهو، وهو يرى أن جولة أو جولتين من الدبلوماسية ستكون فعالة في الإفراج عن بعض الأسرى، وهي أولية بالنسبة للرئيس دونالد ترامب. غير أنه أوضح أن المشكل يتعلق بمن سيحكم غزة مستقبلا، مشيرا إلى أن ترامب ونتنياهو يتفقان على ضرورة عدم وجود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الحكم.
وأعرب عن أمله في أن يلتقي ترامب مع مسؤولين من المنطقة، السعودية وقطر والإمارات، وأن يشددوا على أن الدولة الفلسطينية هي السبيل الوحيد والحل الوحيد من أجل سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال إن ترامب سيبني على ذلك ويقول لنتنياهو: ما هي خطتك في هذا المجال؟ وعلى ضوء ذلك يمكن تحقيق التقدم الذي يرغب فيه ويتكوف، ورأى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية أن الأمر في موضوع غزة منوط بما يسمعه الرئيس الأميركي خلال زيارته الحالية إلى المنطقة.
شرخ بين واشنطن وتل أبيبويرى الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن أن تصريحات المسؤولين الأميركيين وخاصة ويتكوف والرئيس دونالد ترامب تدل على وجود شرخ بين واشنطن وتل أبيب، فالإدارة الأميركية ترى أن إسرائيل عليها أن تتجه نحو وقف الحرب والبدء بمفاوضات بشكل فوري، وصولا إلى ترتيبات نهائية تشمل إعادة الأسرى الإسرائيليين وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة ووقف الحرب بشكل كامل.
وقال إن نتنياهو يوجد الآن بين المطرقة والسندان، فهو بين خيارين: إما الانصياع لأوامر ترامب أو تفكيك الائتلاف الحكومي.
ومن جهته، اتهم شتيرن نتنياهو بمحاولة شراء الوقت لعرقلة المفاوضات، بدليل أنه بعث وفدا متوسط المستوى، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تفهم أنه يشكل عقبة أمام ما تريده، وفي حال ضغطت عليه بشكل أكبر فستتغير المعادلة، خاصة وأن الجمهور الإسرائيلي فقد ثقته في هذه الحكومة الإسرائيلية التي وصفها المتحدث نفسه بالفاشلة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة
ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويأتي ذلك بالتزامن مع ضغوط يمارسها الوسطاء للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في المستقبل القريب.
ونقلت مجلة نيوزويك -عن مصدر مطلع على المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة- أن التوصل لاتفاق في القطاع ممكن جدا، وأن ترامب يبذل قصارى جهده لإقناع الإسرائيليين بأن الوقت مناسب الآن بعد أن انتهوا من قضية إيران.
وأوضح المصدر أن ترامب غير مهتم بهدنة مؤقتة ويسعى إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف دائم لإطلاق النار، مما يؤدي لمفاوضات حول مستقبل اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وكان ترامب قد أعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل، وقال في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض أمس الجمعة "غالبا ما أسأل عن غزة وقد تحدثت مع بعض الأشخاص المنخرطين في الملف.. هناك وضع مروع في غزة ونعتقد أنه بغضون الأسبوع المقبل سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
تأتي توقعات ترامب في وقت لم تظهر فيه أي مؤشرات على تحقيق تقدم في المفاوضات بين حماس وإسرائيل. وقال متحدث باسم مكتب المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إنه ليس لديهم أي معلومات للكشف عنها سوى تصريحات ترامب.
كان ويتكوف قد ساعد مستشاري الرئيس السابق جو بايدن في التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية ومصرية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح محتجزين قبل أن يتولى ترامب منصبه بفترة وجيزة في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاتفاق انهار في مارس/آذار بعد تنصل إسرائيل ورفضها استكمال المراحل المتفق عليها.
جلسة أمنيةفي غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد جلسة أمنية مصغرة لمناقشة قضية الحرب في غزة وجهود استعادة المحتجزين، ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو جلسة إضافية اليوم السبت.
إعلانوأضافت الهيئة نقلا عن مصادر مطلعة أن ضغوطا من الوسطاء تمارس للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في المستقبل القريب.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل مستعدة للمفاوضات غير المباشرة، لكن يجب أن تكون في إطار مقترح ويتكوف.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الخلاف بين إسرائيل وحماس ما زال يتعلق بمسألة وقف الحرب.
من جانب آخر، أظهر استطلاع لصحيفة معاريف أن 59% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى مقابل وقف القتال والانسحاب، مقابل 34% يؤيدون استمرار القتال مفترضين أن الضغط العسكري سيؤدي لعودة الأسرى.
وعبر 48% من الإسرائيليين عن اعتقادهم أن استمرار الحرب في غزة خلفه أسباب سياسية، فيما يرى 37% أن استمرار الحرب يأتي لاعتبارات أمنية.
وتشن إسرائيل حرب إبادة في غزة بدعم أميركي، خلفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ودمار واسع وكارثة إنسانية غير مسبوقة.