دعونا من البهلوانيات المعتادة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، فقد أعلن “الكاوبوي” الهزلى، أن “الحوثيين” أبلغوه استسلامهم، وأنه أمر في المقابل بوقف القصف الجوي الأكثف الأعنف على اليمن، وسوق “ترامب” ما جرى باعتباره نصرا ساحقا لجلالته (!)، بينما كانت الحقيقة شيئا مختلفا بالجملة، فقد آلت الحملة الأمريكية على اليمن إلى خسران مبين و”خيبة بالويبة “، وفشل الحشد العسكري الأمريكي الهائل، وبأقوى وأكبر حاملات الطائرات التي تملكها واشنطن، وجرب “ترامب” حظه التعس، وبغارات بلغ عددها الآلاف ضد ما تصورت واشنطن أنها مواقع ومخابئ للحوثيين، وأعلنت مرارا عن مقتل عدد كبير من قادة “الحوثيين” العسكريين، لكن “ترامب” اضطر في النهاية للانسحاب بعد قصف متصل لخمسين يوما وليلة، أسقط “الحوثي” خلالها سبع طائرات درون أمريكية من طراز “إم.
ورغم سريان إشاعات وتهيؤات صاحبت إعلان “ترامب” المفاجئ بوقف قصف اليمن، إلا أن الضباب انقشع سريعا، وتبين أن اتفاقا جرى عبر مفاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة “عمان”، كان المقاول اليهودي الصهيوني “ستيف ويتكوف” ممثلا شخصيا لترامب فى التفاوض، بينما كان القيادي “محمد عبدالسلام” ممثلا للحوثيين، وبعد تفاوض اتصل لأسابيع، أصر “الحوثيون” على حصر الاتفاق في وقف إطلاق نار متبادل مع الأمريكيين دون “الإسرائيليين”، وخضعت إدارة “ترامب” للمطلب “الحوثي”، ربما بسبب الخسائر المالية الفادحة لواشنطن، ويأس الجيش الأمريكي، ورغبة “ترامب” في الخروج من الورطة اليمنية، مع ترك “إسرائيل” وحدها في مواجهة “الحوثيين”، والمحصلة، أن حرب الإسناد الأمريكي للكيان “الإسرائيلي” في اليمن، توقفت إلى حين، بينما أعلن “الحوثي” عزمه على مواصلة حرب إسناد “غزة”، وإلى أحد الأجلين أو كليهما، إما إلى فك حصار “غزة”، أو إلى وقف حرب الإبادة الجماعية الأمريكية “الإسرائيلية” تماما، وقد يلقى “ترامب” بثقل ضاغط على “بنيامين نتنياهو” وحكومته الأشد تطرفا، ويرغمها على قبول وقف إطلاق نار موقوت مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الأمريكيين و”الإسرائيليين” في “غزة”، وهو ما قد تلحظه من تحركات أخيرة للوسيطين المصري والقطري بضوء أخضر أمريكي على ما يبدو، وأيا ما كانت حدود وطبيعة الصفقة المعد لها ومداها الزمنى، فإنها مرتبطة حكما بترتيبات زيارة “ترامب” المقررة أواسط الشهر الجاري إلى الدول الخليجية الغنية، وطموح الرئيس الأمريكي لجنى تريليونات الدولارات في صورة استثمارات لصالح أمريكا، وهو ما جرى الإعلان عنه حتى قبل الزيارة الترامبية الميمونة (!)، ومن دون أن يقدم “ترامب” في المقابل، سوى إيحاءات بمسافة ما تفصله عن خطط “نتنياهو” وحكومته، التي أعلنت عن إتمام إجراءات التصديق على خطة أسمتها “عربات جدعون”، ومن وراء الاسم التوراتي الوارد في “سفر القضاة”، والمنسوب إلى “جدعون” أحد أنبياء الحرب الصارمين في التاريخ العبراني القديم، تقضى الخطة الإسرائيلية الجديدة القديمة باحتلال كامل قطاع “غزة”، وتدمير ما تبقى فيها على نحو شامل، وطرد ملايين الفلسطينيين، وحشرهم في “رفح” بين محور “فيلادلفيا” على الحدود المصرية ومحور “موراج الفاصل بين “رفح” و”خان يونس”، مع التحكم فى توزيع الإغاثات الإنسانية من خلال شركات أمريكية خاصة بحراسة جيش الاحتلال، ثم تكون الخطوة الحربية التالية بتهجير ملايين “غزة” إلى مصر، وتحت شعار إخلاء “غزة” لتنفيذ خطة “ترامب” سيئة الذكر، وعلى أن يجرى ذلك كله بزعم أولوية القضاء على “حماس” وأخواتها، ولا يخفى “ترامب” تأييده لما ينوى كيان الاحتلال اقترافه، لكنه يريد ـ على ما يبدو ـ إخراجا مختلفا، يعطى له الأفضلية في صناعة القرار الأمريكي “الإسرائيلي”، ودونما مساس بأولوية “الاندماج الاستراتيجي” بين واشنطن وتل أبيب، يحاول “ترامب” التأكيد على أولوية دور “حكومة إسرائيل في واشنطن” على “حكومة إسرائيل في تل أبيب”، ويحاول نزع مخالب “نتنياهو” في البيت الأبيض، على طريقة مفاجأته لحكومة “نتنياهو” بالشروع في التفاوض النووي مع إيران، ثم قراره بإقالة “مايكل والتز” مستشاره للأمن القومي، بسبب التفاف الأخير عليه، وإدارته لمفاوضات سرية مع “نتنياهو” حول خطط “ضرب إيران”، وإفشال المفاوضات النووية الجارية بوساطة “سلطنة عمان”، قبلها كان “ترامب” قد أمر نتنياهو علنا بالتفاهم مع تركيا على خرائط التغ بالداخل السوري، وبعدها كان قرار ترامب المفاجئ لكيان الاحتلال بالخروج من ملاعب قصف “الحوثيين”، وربما تقديم ترضيات صورية للنظم العربية الموالية لأمريكا، على طريقة اعتماد التسمية العربية للخليج، الذى تنعته طهران باسم “الخليج الفارسي “، أو التظاهر بحس إنساني إزاء مآسي الفلسطينيين في “غزة”، أو السعي لضم دول عربية مضافة إلى مدار ما يسمى “المعاهدات الإبراهيمية”، وكلها تصرفات عبثية لا تغير من الواقع المرير شيئا، وإن تصور “ترامب” أنها قد تفيد في الصراع الأمريكي متعدد الوجوه مع الصين، بعد صدمات فشل حروبه التجارية ورسومه الجمركية، التي أخفقت مبكرا في إنقاذ الاقتصاد الأمريكي، وزادت اضطراره للاغتراف من آبار الفوائض المالية في منطقتنا المنكوبة .
والخلاصة الموقوتة فيما جرى ويجرى اليوم، وفى الغد القريب، أن “ترامب” مهما ناور وداور مع “نتنياهو”، لا يستطيع التملص من التزامات واشنطن في دعم “إسرائيل”، والأخيرة هي “البقرة المقدسة” في السياسة الأمريكية، وعند كل الرؤساء الأمريكيين، وعند “ترامب” بالذات، الذى يفخر بدوره في التسليم لكيان الاحتلال بكل ما يريد، ولم يتراجع “ترامب” في اليمن إلا تحت ضغط صمود “الحوثي”، فلا شيء حربي يفلح في اليمن بطبيعته الجغرافية “الأفغانية” المعقدة التضاريس، ولا إمكانية لردع “الحوثيين” مع تطور إمكانياتهم التكنولوجية، وتفوقهم الظاهر على خصومهم اليمنيين في حرب “محو يمنية اليمن”، ومسارعتهم واستمرارهم في إسناد الشعب الفلسطيني، لا تبدو مرشحة للتوقف، وقد صاروا الجهة العربية الوحيدة المساندة بالنار للفلسطينيين، وبما منحهم شعبية عربية عامة، قد لا تتوقف كثيرا عند ما جرى ويجرى في الداخل اليمنى الممزق، وليس صحيحا، أن المساندة “الحوثية” لم تضر بكيان الاحتلال، فقد نجح التحدي “الحوثي” في شل ميناء إيلات “الإسرائيلي”، وإخراجه عن الخدمة مع مطاردة السفن “الإسرائيلية” أو المتجهة للكيان، ثم أوحى نجاحهم الصاروخي الأخير بمقدرة فائقة، تخطت كل طبقات الدفاع الجوي الأمريكي و”الإسرائيلي”، وسكن صاروخهم الفرط صوتي “فلسطين ـ 2” على عتبة مطار “بن جوريون”، ودفع ملايين “الإسرائيليين” إلى الهروب للملاجئ فزعا ورعبا، ودفع شركات الطيران العالمية لمقاطعة الذهاب إلى أكبر مطارات الكيان لأيام طويلة، وتفاقم خسائر الكيان وارد جدا مع التجدد المتوقع لضربات “الحوثي”، خصوصا أن حكومة “نتنياهو” تربط مصيرها باستمرار الحرب على “غزة”، والسعي لاحتلالها بالكامل بعد انتهاء زيارة “ترامب”، وهو ما قد يعنى بالمقابل إعادة تنظيم صفوف المقاومة الفلسطينية، ورفع وتيرة حرب العصابات ضد جيش الاحتلال، مع استمرار المساندة “الحوثية” الفريدة عربيا، وتزايد حرج أنظمة الاستسلام و”اتفاقات إبراهام”، وذبول أدوار الوساطة مع كيان الاحتلال، واتساع رقعة الحروب في المنطقة، وبالذات مع رفض السياسة المصرية التام لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، والتوتر المتزايد بين القاهرة وتل أبيب، وبين القاهرة وواشنطن ذاتها، وزيادة معدلات التوجه المصري الرسمي إلى بكين وموسكو، وما من فرصة للجم هذه التطورات الملموسة، إلا بمتغيرات من نوع اختفاء “نتنياهو” سياسيا، وهذا هو تحدى “ترامب” الأكبر .
* كاتب مصري
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
يمانيون|تقرير|محسن علي
عندما انطلقت عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، لم يكن أحد يتوقع أن تمتد ساحة المواجهة المباشرة آلاف الكيلومترات جنوباً لتصل إلى باب المندب, لكن بعد 24 يوماً فقط، في 31 أكتوبر 2023، أعلنت القوات المسلحة اليمنية في صنعاء دخولها رسمياً في المعركة “إسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة”, كان هذا الإعلان بمثابة نقطة تحول استراتيجية، حوّلت الصراع من مواجهة محصورة في غزة إلى طوفان جديد امتد حتى أحد أهم ممرات التجارة الدولية,وعلى مدى عامين، أثبتت الجبهة اليمنية أنها الأكثر تأثيراً واستدامة في نصرة غزة، فارضةً معادلات جديدة على الكيان الصهيوني المجرم وحلفائه، ومقدمةً تضحيات جسيمة في سبيل هذا الموقف.
استراتيجية “اليد الطويلة”.. مراحل التصعيد اليمني
لم تكن العمليات اليمنية عشوائية، بل اتبعت استراتيجية تصعيدية مدروسة يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى (أكتوبر – نوفمبر 2023): الضربات المباشرة
بدأت باستهداف مباشر لجنوب إسرائيل (إيلات) بالصواريخ والطائرات المسيرة، بهدف إعلان الموقف وإشغال الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتركيعها في ظل تنامي القدرات العسكرية اليمنية بشكل أذهل العالم بأسره.
المرحلة الثانية (نوفمبر 2023 – فبراير 2024): حصار السفن الإسرائيلية
انتقلت صنعاء إلى مرحلة أكثر إيلاماً بالاستيلاء على سفينة “غالاكسي ليدر” وفرض حصار بحري على السفن المرتبطة بالكيان، مما شل حركة ميناء (أم الرشراش) ما يسميه العدو بـ إيلات بشكل شبه كامل.
المرحلة الثالثة (فبراير 2024 – حتى الآن): توسيع دائرة الاستهداف
رداً على العدوان الأمريكي-البريطاني، أعلنت صنعاء توسيع عملياتها لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية، محولة البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مباشرة.
المرحلة الرابعة (مايو 2024 – حتى الآن): نحو المحيط الهندي والمتوسط
أعلنت صنعاء عن استهداف أي سفينة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية في أي مكان تطاله الأيدي اليمنية، بهدف إطباق الحصار
أبرز العمليات النوعية التي شكلت فارقاً
على مدى عامين، نفذت القوات اليمنية مئات العمليات، لكن بعضها كان له أثر استراتيجي بارز:
الاستيلاء على “غالاكسي ليدر” (19 نوفمبر 2023)
كانت هذه العملية بمثابة الصدمة الأولى التي أظهرت جدية التهديد اليمني وقدرته على تنفيذ عمليات معقدة وتحولت السفينة إلى “مزار سياحي” ورمز لقدرة اليمن على فرض سيادته البحرية.
إغراق السفينة البريطانية “روبيمار” (فبراير 2024)
شكل إغراق سفينة تجارية بريطانية بصواريخ بحرية تصعيداً خطيراً، وأثبت أن التحذيرات اليمنية ليست مجرد تهديدات، وأن تكلفة العدوان على اليمن ستكون باهظة.
استهداف حاملة الطائرات “أيزنهاور” (مايو ويونيو 2024)
لم يكن استهداف “أيزنهاور” مجرد عملية عسكرية، بل كان حدثاً استراتيجياً أعاد تعريف موازين القوى في المنطقة، وكشف حدود القوة العسكرية الأمريكية التقليدية في مواجهة التكتيكات الحديثة مع الفارق الكبير بين الطرفين, ورغم نفي واشنطن، أعلنت صنعاء استهداف حاملة الطائرات “دوايت أيزنهاور” بالعديد من العمليات المشتركة ، مما أجبرها في النهاية على الانسحاب من البحر الأحمر,و مثلت هذه العملية تحدياً غير مسبوق لهيبة البحرية الأمريكية ونجاح المعادلة التي فرضتها صنعاء: “لا أمن في البحر الأحمر بدون أمن في غزة”.
عمليات مشتركة مع المقاومة العراقية
أعلنت صنعاء عن تنفيذ العديد من العمليات المشتركة مع فصائل المقاومة في العراق لاستهداف موانئ حيفا وأهداف حيوية أخرى، مما يدل على مستوى عالٍ من التنسيق داخل محور المقاومة.
الكشف عن صواريخ فرط صوتية (فلسطين 2) وطائرات (يافا) المسيرة
في يوليو 2025، أعلنت صنعاء عن استهداف مطار بن غوريون بصاروخ “فلسطين 2” الباليستي الفرط صوتي، وهدف حساس في يافا المحتلة بواسطة طائرة (يافا) المسرة وهو ما يمثل قفزة نوعية في القدرات الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير وقدرتهما على تجاوز أحدث منظومات الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية على مستوى العالم.
تضحيات يمنية وفشل استراتيجي للخصوم
لم يأتِ الموقف اليمني بلا ثمن, فقد شنت الولايات المتحدة وبريطانيا مئات الغارات الجوية على الأراضي اليمنية، مما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء وسقوط عدد من الجرحى من العسكريين والمدنيين والإعلاميين والسياسيين والذي كان آخرها استهداف رئيس مجلس حكومة البناء والتغييير وعدد من الوزراء في الجريمة الإرهابية الصهيونية بصنعاء خلال الأشهر الماضية, ورغم هذه التضحيات، لم تتراجع صنعاء عن موقفها، بل زادت من وتيرة عملياتها
في المقابل، يمثل استمرار العمليات اليمنية فشلاً استراتيجياً مدوياً للولايات المتحدة وإسرائيل فعلى الرغم من تشكيل تحالف “حارس الازدهار” وإنفاق مليارات الدولارات، فشلت القوات الأمريكية والبريطانية في تحقيق هدفها المعلن وهو “ضمان حرية الملاحة” للسفن الإسرائيلية, لقد عجزت أعتى القوات البحرية في العالم عن إيقاف الهجمات اليمنية أو اعتراضها بالكامل، مما كشف عن عجزها وأجبرت 5 حوامل الطائرات الأمريكية على الانسحاب من المنطقة بعد استهدافها بشكل متكرر.
خسائر إسرائيلية وأهمية الإسناد اليمني
كانت تداعيات الحصار اليمني كارثية على الاقتصاد الإسرائيلي، وتحديداً على ميناء إيلات الذي أُصيب بشلل تام وتوقفت فيه الحركة الملاحية بنسبة تقارب 100%، وتحول إلى مدينة أشباح اقتصادياً كما تكبدت إسرائيل خسائر غير مباشرة بمليارات الدولارات نتيجة اضطرار سفنها إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر تكلفة.
وهنا تبرز الأهمية الاستراتيجية لاستمرار الدعم اليمني؛ ففي ظل الحصار الخانق الذي يعانيه قطاع غزة، يمثل الحصار البحري الذي يفرضه اليمن ورقة الضغط الاقتصادية والعسكرية الوحيدة الفعالة والمستمرة ضد الكيان الإسرائيلي, إن استمرار اليمن في عملياته لا يمثل فقط دعماً لصمود غزة، بل هو عامل حاسم في موازين القوى، يرفع تكلفة العدوان على الكيان والقوات الغربية المساندة له، ويُبقي القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العالمي.
عامان من الصمود والتأثير
بعد عامين من الانخراط المباشر والتضحيات الجسيمة، نجحت الجبهة اليمنية في تحقيق أهداف استراتيجية لا يمكن إنكارها, على رأسها فرض حصار اقتصادي فعال على الكيان المجرم, وأثبت اليمن أن التضامن الفعلي يتجاوز الكلمات ويتحقق بالأفعال والتضحيات ,وأن أمن البحر الأحمر مرتبط بشكل مباشر بإنهاء العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وهي المعادلة التي لا تزال قائمة بفضل صمود اليمن وتضحياته.