أول طاهية في أمريكا تحصل على ثلاث نجوم ميشلان.. ما قصتها؟
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كونها أوّل طاهية في الولايات المتحدة تحصل على ثلاث نجوم ميشلان، رسخت دومينيك كرين مكانتها بين كبار الطهاة في العالم.
لكن رغم إنجازاتها الكبيرة، فإن الشهرة والتقدير لم يكونا يوماً أكثر ما تسعى إليه، وقالت: "أريد أن يذكرني الناس كإنسانة قدمت شيئاً في المقابل".
وقد تجلى ذلك في مسيرتها، حيث حوّلت أحد مطاعمها إلى مطبخ مجتمعي خلال جائحة كورونا، وأطلقت مبادرة لدعم المزارعين في هايتي، كما اتخذت موقفاً حازماً ضد مزارع الإنتاج الصناعي للحوم.
لكن الطريق الذي أوصلها إلى ما هي عليه لم يكن سهلاً على الإطلاق.
وفي حديث شخصي للغاية مع CNN، تحدثت كرين عن حزنها العميق بعد فقدان والدتها، ومعركتها مع مرض السرطان، والدروس التي استخلصتها من التجربتين.
ولدت كرين العام 1965، في ضواحي باريس، وتبنّاها وهي رضيعة أب يعمل بالسياسة وأم تعمل في المجال المالي.
ويتحدّر والدها ووالدتها من منطقة بروتانية الواقعة على الساحل الأطلسي الفرنسي، حيث قضت كرين معظم طفولتها قرب البحر، وكوّنت علاقة عميقة مع الطبيعة، والتقاليد، وأهل المنطقة، ومناظرها الطبيعية. ولا تزال تلك البيئة تلهم طريقتها في تكريم التقاليد من خلال الطهي.
ورغم ما حققته من شهرة في عالم الطهي، إلا أنها لم تكن تنوي في الأصل أن تصبح طاهية.
فبعدما حصلت على شهادة في الاقتصاد والأعمال الدولية من باريس، كانت تحلم بأن تصبح مصورة فوتوغرافية. لكنها وجدت في البيروقراطية الفرنسية ما يحدّ من الحرية التي كانت تبحث عنها.
وبما أن والدها كان يعرف شخصاً في مدينة سان فرانسيسكو، قرّرت أن تخوض المغامرة وانتقلت إلى هناك.
وبالفعل وصلت هناك من دون وظيفة، ومن دون خطة، ومن دون اتجاه واضح، فقط إحساس داخلي بأنها بحاجة إلى شيء مختلف. وقالت: "أسرني جمال سان فرانسيسكو... الحرية فيها، والمجتمع الذي حضنني حقاً".
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
عيدان ألكسندر يعود من غزة.. هل تفتح الحرية بابها لسكان القطاع؟
بينما طوى الأمريكي عيدان ألكسندر صفحة الأسر، يترقّب الغزاويون انفراجة تحمل لهم بارقة أمل في وقف إطلاق النار، والابتعاد عن دوامة الحرب والحصار.
في خطوة مفاجئة أعادت ملف الرهائن إلى واجهة المشهد السياسي، أطلقت حركة "حماس"، يوم الإثنين، سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي معروف كان على قيد الحياة في قطاع غزة، بعد احتجاز دام 18 شهرًا. الإفراج عن ألكسندر لم يكن مجرد حدث إنساني، بل حمل في طياته دلالات سياسية ورسائل دبلوماسية تتجاوز حدود غزة.
وجاء إطلاق سراح ألكسندر، البالغ من العمر 21 عامًا والمولود في نيوجيرسي، عقب محادثات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة، تخطّت هذه المرة الحكومة الإسرائيلية، وشكّلت جزءًا من جهود أوسع للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن".
أظهرت صور ومقاطع مصوّرة ألكسندر وهو يرتدي قميصًا أسود من "أديداس" وقبعة بيسبول، لحظة تسليمه إلى الصليب الأحمر الدولي في خان يونس، جنوبي القطاع، قبل أن يغادر الموكب متوجهًا إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث نُقل إلى قاعدة عسكرية لإجراء الفحوصات الطبية، وللقاء عائلته في مشهد إنساني مؤثر طال انتظاره.
وفي مشهد رمزي بثّه الجيش الإسرائيلي، سلّم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هاتفًا إلى والدة ألكسندر، يائيل، لتُجري مكالمة مع نجلها فور تحرّره. وقد ظهر لاحقًا ألكسندر في تل أبيب وهو يعانق أفراد أسرته رافعًا العلمين الأمريكي والإسرائيلي.
ترامب والصفقة.. التوقيت والدلالةالإفراج عن ألكسندر تزامن مع بدء جولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، تشمل السعودية وقطر والإمارات. وأثار توقيت الصفقة اهتمام المراقبين، خاصة أن إدارة ترامب نجحت في عقد تفاهم مع حماس، دون إشراك الحكومة الإسرائيلية في التفاصيل، وفقًا لما أكدته "سي إن إن".
وقال ترامب في تعليق له على العملية: "إنها خطوة لإنهاء هذه الحرب الوحشية للغاية، وإعادة جميع الرهائن الأحياء ورفاتهم إلى أحبائهم." في موقف يُظهر رغبة الإدارة الأمريكية في تحقيق اختراق إنساني ودبلوماسي في آنٍ معًا.
ووصف ترامب الصفقة بأنها "بداية لإنهاء معاناة المدنيين من الجانبين"، مؤكدًا التزامه بالعمل على إطلاق سراح بقية الرهائن وإنهاء النزاع الذي طال أمده في قطاع غزة.
رئيس وزراء إسرائيل يشيد.. ويُصرّ على الحسممن جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفراج عن ألكسندر بأنه "لحظة مؤثرة للغاية"، مشيدًا بجهود ترامب ودوره في تأمين عودة الجندي الأمريكي إلى عائلته.
وقال نتنياهو في بيان رسمي: "لقد تحقق ذلك بفضل الضغط العسكري من جانبنا، والضغط الدبلوماسي الذي مارسه الرئيس ترامب. هذا مزيج ناجح."
وأضاف: "تحدثت مع الرئيس ترامب اليوم، وقد أكد لي التزامه العميق تجاه إسرائيل، ورغبته في التعاون الوثيق معنا لتحقيق أهداف الحرب: إطلاق سراح جميع الرهائن، وهزيمة حماس. هذان الهدفان مترابطان ولا يمكن الفصل بينهما."
رغم إطلاق سراح ألكسندر، لا يزال 58 رهينة محتجزين في قطاع غزة، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل لا يزالون على قيد الحياة، بينهم عدد من حاملي الجنسية الأمريكية.
ومن بين الرهائن الذين تأكد مقتلهم أربعة أمريكيين، هم الزوجان غادي حجاي وجودي وينشتاين حجاي، إضافة إلى الجنديين إيتاي تشين وعمر نيوترا.
وتُعد قضية الرهائن من أبرز الملفات التي تُعقّد مساعي وقف إطلاق النار، في وقت تتعرض فيه غزة لحصار خانق، وتعيش على وقع أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
غزة تنتظر حريتها.. ومصير الحرب لا يزال غامضًابينما يعود عيدان ألكسندر إلى حضن عائلته، يترقّب سكان قطاع غزة بفارغ الصبر أي بارقة أمل تفتح لهم أبواب الحياة من جديد. الإفراج عن رهينة واحدة قد لا يُنهي الحرب، لكنه قد يكون بداية لتحوّل أوسع في مسار الصراع، إذا ما أفضت الجهود الأميركية والدولية إلى وقف فعلي لإطلاق النار، يضع حدًا للمأساة الإنسانية ويمهد الطريق نحو تسوية أكثر شمولًا.
لكن إلى أن يتحقق ذلك، تظل آمال الغزاويين معلقة على قرار سياسي طال انتظاره، ينتشلهم من تحت الركام، ويعيد لهم أبسط حقوقهم في العيش بحرية وكرامة.