تبنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابا جديدا تجاه رؤيته لمستقبل غزة، لكنه حافظ ضمنيا على رغبته في إدارة القطاع، ولم يعلن عن خرق عملي باتجاه وقف إطلاق النار، حسب محللين.

فقد تحدث ترامب اليوم الخميس خلال زيارته لقاعدة العديد الأميركية في قطر عن عدد من الملفات المهمة، لكنه واصل تجنب الحديث بشكل أكثر حسما عن غزة التي قال إنها أصبحت مكانا للموت، وإنه يريد من الولايات المتحدة أن تجعل منها "منطقة حرية".

وتحدث الرئيس الأميركي عن "تصورات جيدة جدا لغزة، وهي جعلها منطقة حرية"، مضيفا "سأكون فخورا لو امتلكتها الولايات المتحدة وأخذتها وجعلتها منطقة حرية".

ويمثل حديث ترامب امتدادا لحديثه السابق عن مستقبل غزة الذي قوبل برفض واسع، لكنه هذه المرة أسقط مسألة خطة لنقل سكان غزة من خطته، حيث تتحدث بعض التسريبات عن خطة لتشكيل تحالف تقوده واشنطن وتشارك فيه دول عربية لإدارة القطاع، وفق ما قاله الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.

وتشير الخطة، التي سربتها صحف إسرائيلية، إلى تولي هذا التحالف إدارة القطاع خلال فترة إعماره التي ستمتد 10 سنوات، وهو طرح يتناقض مع رؤية اليمين الإسرائيلي لمستقبل غزة، والتي تقوم على الاحتلال وتهجير السكان، حسب ما أكده مكي في مقابلة مع الجزيرة.

إعلان

تراجع عن خطة ويتكوف

من ناحية أخرى، يمثل حديث ترامب الأخير -برأي مكي- تراجعا عن خطة مبعوثه للمنطقة ستيفن ويتكوف لوقف إطلاق النار وإحلال السلام، والتي كانت محورا لكل الأحاديث خلال اليومين الماضيين.

لذلك، يعتقد مكي أن خطة ترامب الجديدة قد تتخذ مزيدا من الزخم أثناء وجوده في الإمارات، لكنه أكد في الوقت نفسه أنها ستواجه العديد من العقبات، وفي مقدمتها مسألة مصير سلاح المقاومة.

ورغم قناعة مكي بأن زيارة ترامب الأخيرة أسست لنوع جديد وغير مسبوق من العلاقات الأميركية العربية، فإنه يعتقد أيضا أن بنيامين نتنياهو سيواصل التصعيد العسكري بعد هذه الزيارة بينما ستفقد قضية المفاوضات زخمها.

واتفق رئيس تحرير صحيفة "الشرق" القطرية جابر الحرمي، مع حديث مكي بقوله إن نتائج زيارة ترامب للمنطقة خالفت التوقعات لأنه تعمد عدم تقديم وعود قد لا يلتزم بها نتنياهو الذي انسحب من اتفاق سابق ووضع شروطا جديدة لن تقبلها المقاومة.

وقال الحرمي إن خطة ترامب ستواجه العديد من العقبات في مقدمها رفض الفلسطينيين الخروج من أرضهم رغم ما يتعرضون له من حرب وحشية زادت وتيرتها خلال وُجود الرئيس الأميركي بالمنطقة.

ويعتقد الحرمي أن زيارة ترامب للدوحة مهدت لعلاقات أكثر إستراتيجية بين الولايات المتحدة ودولة قطر، خصوصا فيما يتعلق بالدفاع وعدد من الملفات التي طلبت واشنطن من الدوحة التدخل فيها مثل ملف المفاوضات مع إيران.

أما غزة، فإنها برأي الحرمي، لن تقبل بدخول أي قوات أجنبية إليها، فضلا عن حديث نتنياهو وحكومته الواضح عن إسرائيل الكبرى، وهو حديث يتعارض مع ما يطرحه ترامب.

ومع ذلك، يعتقد الحرمي أن هذا التطور في العلاقات القطرية الأميركية سينعكس إيجابا على ملفات بالمنطقة من بينها غزة التي قال إنها كانت حاضرة بقوة خلال زيارة ترامب للدوحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات زیارة ترامب

إقرأ أيضاً:

محللون: معركة وجود بالضفة وإسرائيل تريد ضمها وتهجير سكانها

تزايدت الاعتداءات على فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة بنسبة 30% منذ بداية العام الجاري، في حين تواصلت اقتحامات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، مما يثير تساؤلات بشأن أهداف إسرائيل وتداعيات ذلك.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه منذ بداية العام الجاري، سُجل 414 حادث اعتداء، من بينها الحرق العمد وكتابة شعارات ضد العرب، ومواجهات عنيفة، لافتة إلى أن هناك زيادة أيضا في حدة الاعتداءات، وليس في عددها فقط، وأنها أصبحت أكثر خطورة.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن المشروع الاستيطاني متكامل، إذ يرتكز على ضم أراضي الضفة الغربية وفرض سيادة كاملة عليها "رغم أنف الشرعية الدولية"، مشيرا إلى أن التحول ليس كميا وإنما داخل النمط وكيفيته.

وأشار جبارين لبرنامج "ما وراء الخبر" إلى أن الاستيطان شهد نقطة تحول منذ فك الارتباط مع قطاع غزة عام 2005، مؤكدا أنه كان حركة شعبوية ثم تحولت إلى صانع القرار السياسي.

ووفق جبارين، فإن الفترة ما بين 2005 و2015 عرفت رد فعل أوليا متوحشا في مفهوم الاستيطان من خلال محاولة استرداد ما فقد في غزة داخل الضفة، في حين شهدت الفترة ما بين 2015 و2020 تغلغلا استيطانيا في صناعة القرار داخل إسرائيل.

ومثلت الفترة بين 2020 و2025 نقطة تحول مركزية، إذ دخل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير إلى "الحكومة الأكثر فاشية في تاريخ إسرائيل، وباتا يسيطران على وزارتين للأمن القومي والاستيطان".

معركة وجود

بدوره، قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة إن غرفة عمليات مشتركة تقود التوغل الإسرائيلي في الضفة يشترك فيها جيش الاحتلال والمخابرات والمستوطنون والإدارة المدنية.

ويشهد شمال الضفة احتلالا وتدميرا ممنهجا خاصة في المخيمات، في حين يتسع الاستيطان وتهجير السكان في منطقة الأغوار، حسب خريشة، الذي قال إن ما يحدث يهدف إلى "تمهيد الأرضية لضم الضفة وتهجير سكانها".

إعلان

ووفق خريشة، فإن الاحتلال يدرك أن معركته في الضفة ويحظى بتأييد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يجبره على شن عمليات مشتركة ومتزامنة في القدس والأغوار وشمال الضفة وجنوبها.

وأعرب عن قناعته بأن التوغل الاستيطاني سيؤدي إلى انتفاضة شاملة، وقال إن الشعب الفلسطيني يدرك خطورة ما يجري على الأرض، ولن يتحمل كثيرا القتل وعنف المستوطنين والإغلاقات اليومية.

وأكد أن السلطة الفلسطينية مستهدفة مثل الكل الفلسطيني، وهناك شعور لدى المتنفذين فيها بأن المعركة باتت معركة وجود، لكنه قال إنها تبقى عاجزة عن اتخاذ قرارات رسمية.

الموقف الأوروبي

وبشأن ردود الفعل، أدان قادة الاتحاد الأوروبي -خلال قمتهم الأخيرة في بروكسل- بشدة التصعيد في الضفة وطالبوا إسرائيل بوقفه فورا.

وأقر الأستاذ والباحث بجامعة السوربون الفرنسية محمد هنيد بوجود ضغط شعبي ونخبوي في القارة الأوروبية بعد عقود من هيمنة الهولوكوست على الوعي الأوروبي.

ووفق هنيد، فإن الأجيال الجديدة لا تصدق الأجيال اليهودية بأنها كانت ضحية النازية، و"هو ما يخيف ممثلي اللوبي الصهيوني في أوروبا".

ومع ذلك، فقد أعرب عن قناعته بأن الموقف الأوروبي "لا يستطع التحرك خارج الخط الأميركي الذي لا يزال مهيمنا بشأن القضية الفلسطينية".

وفي ضوء هذا المشهد، هناك خشية في أوروبا من عودة اليمين المتطرف في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ومن ثم تحالفه مع إسرائيل، مما يفرض على صاحب القرار الأوروبي اتخاذ إجراءات لإنقاذ المؤسسة السياسية الحاكمة، حسب هنيد.

في السياق نفسه، شدد خريشة على أن الموقف الأوروبي يتخذ دائما منحى وسطيا، إذ تحدث عن عقوبات ضد المستوطنين، لكن ألغيت لاحقا من جانب الأميركيين.

أما جبارين فقال إن إسرائيل تدرك أن لديها إشكالية مع المجتمع الدولي، لذلك تعمل على عزل أنظاره عما يجري في الضفة، إذ تتعاطى مع المساعي الدولية لكنها تلتف عليها دائما.

يشار إلى أن  جهاز "الشاباك" كشف الأحد عما سماها "بنية تحتية واسعة" تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخليل، كانت ستستخدم لتنفيذ عمليات وشيكة ضد أهداف إسرائيلية.

وحسب بيان الشاباك، فقد اعتُقل أكثر من 60 ناشطا، كانوا موزعين على 10 خلايا، وضبطت 22 قطعة سلاح و11 قنبلة يدوية في مخبأ تحت الأرض، في حين شدد القيادي في الحركة محمود المرداوي على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • محللون: معركة وجود بالضفة وإسرائيل تريد ضمها وتهجير سكانها
  • مؤسسة حرير تُنفّذ زيارة إنسانية إلى قرى SOS في سوريا وتُقدّم الدعم النفسي والمعنوي للأطفال
  • عاجل. القناة 12 الإسرائيلية: إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل
  • مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتؤكد ضرورة وقف العدوان
  • هل يحصل نتنياهو على عفو رئاسي من تهم الفساد التي تلاحقه؟
  • تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي طنطا وكانتابريا خلال زيارة رسمية لإسبانيا
  • ترامب: أشكر قطر التي عملت بشكل وثيق معنا من أجل اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية
  • ملفا غزة وسوريا - قناة إسرائيلية تكشف هدف زيارة نتنياهو إلى واشنطن
  • 357 منها في الشرقية.. 1488 زيارة على المنشآت الصناعية خلال مايو
  • بلها: الاتفاق الأمني خطوة مهمة لكنه يواجه تحديات قانونية