جولة ترامب... بين الحفاوة الخليجية والفتور الإسرائيلي| تقرير
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
"من الرياض إلى الدوحة، مرورًا برفع العقوبات عن سوريا، جولة ترامب في الشرق الأوسط تخبئ ما هو أعمق من رقص السيوف وصفقات الطائرات" – بهذه العبارة افتتحت شبكة سي إن إن تحليلها الشامل لجولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، مؤكدة أن الحدث تجاوز التغطية السطحية للبيت الأبيض ووسائل الإعلام الموالية له، ليكشف عن تحولات دبلوماسية جذرية قد تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
أبرز محطات الجولة تمثّل في اللقاء المفاجئ بين ترامب والرئيس السوري المؤقت أحمد الشراع، وهو أول اجتماع بين رئيس أمريكي وزعيم سوري منذ ربع قرن. وقد فاجأ ترامب العالم بإعلانه رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، معتبرًا أن البلاد تستحق "فرصة ثانية"، بعد سنوات من الحرب والانهيار.
الشراع، الذي كان في السابق زعيمًا محسوبًا على تنظيم القاعدة، ويُذكر أن واشنطن رصدت 10 ملايين دولار كمكافأة للقبض عليه، بات اليوم محط رهان أمريكي على إمكانية تحقيق استقرار هش في بلد أنهكته الصراعات الطائفية والتدخلات الأجنبية.
وبحسب شبكة سي إن إن، فإن هذا التحول الدراماتيكي يعكس توجه ترامب نحو سياسة أكثر براجماتية، مدفوعة جزئيًا بضغط من حلفائه في الخليج، خصوصًا السعودية وقطر، الساعيتين لوقف تمدد النفوذ الإيراني والروسي في سوريا.
قطر على خط الطيران والدبلوماسيةفي الدوحة، استُقبل ترامب بحفاوة رسمية، وتوج زيارته بتوقيع صفقة قياسية مع شركة بوينج، لشراء أكثر من 210 طائرات، بقيمة تتجاوز 90 مليار دولار.
الجدل لم يتوقف عند العقود الاقتصادية، بل تصاعد بعد قبول ترامب لهدية شخصية من العائلة الأميرية في قطر، تمثلت في طائرة فاخرة من طراز بوينج 747، وهو ما أثار انتقادات داخل واشنطن وفتح الباب أمام تساؤلات قانونية وأمنية.
وفي الوقت نفسه، أشارت سي إن إن إلى أن ترامب استخدم هذه الزيارة كمنصة للضغط على إسرائيل بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، عبر وساطات غير مباشرة مع قطر والسعودية لتمرير مساعدات، في وقت صعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عملياته العدوانية ورفضه لأي تهدئة.
التحولات الجيوسياسية: إيران، اليمن، و"الفتور" مع نتنياهوأكد تقرير سي إن إن أن جولة ترامب شهدت ما يشبه إعادة تموضع في علاقاته مع اللاعبين الإقليميين. ففي حين وجه إنذارات مباشرة إلى إيران حول برنامجها النووي، ظهرت بوادر توتر مع نتنياهو، بعد أن استبعدت إسرائيل من اتفاق وقف هجمات الحوثيين في اليمن، كما تم تجاهلها في صفقة إطلاق سراح آخر أسير أمريكي في غزة.
البيت الأبيض حاول الترويج للجولة على أنها انتصار شخصي لترامب "صانع الصفقات"، إلا أن سي إن إن تشير إلى أن هذه الجولة "كسرت القوالب التقليدية" وأثبتت أن ترامب يخوض رهانات كبرى، من دون أن يملك دائمًا رؤية استراتيجية متماسكة.
ورغم الإشادة النادرة من بعض خصومه السياسيين، مثل مدير سي آي إيه السابق ليون بانيتا، فإن قرار رفع العقوبات عن سوريا لا يخلو من مخاوف أمريكية حقيقية. أعضاء في مجلس الشيوخ شددوا على ضرورة التحقق من أن النظام الجديد في دمشق يعمل على طرد فلول داعش ويحمي الأقليات، في ظل تقارير متزايدة عن تجاوزات.
السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، أحد أبرز حلفاء ترامب، حذر بدوره من "الثقة المفرطة في رجل جاء إلى الحكم عبر السلاح لا صناديق الاقتراع"، مشيرًا إلى ضرورة مراقبة الأداء السوري قبل المضي في إلغاء العقوبات بالكامل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب إيران السعودية قطر سی إن إن
إقرأ أيضاً:
الشيوخ يرفض تقييد استخدام ترامب للمزيد من القوة ضد إيران
رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يقوده الجمهوريون، الجمعة محاولة من الديمقراطيين لمنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس قصف إيران مجددا.
جاء التصويت بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 ضد قرار صلاحيات الحرب الذي يتطلب موافقة الكونغرس على المزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران.
وأعلن ترامب أنه "أوقف على الفور" جهود تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، بعد تصريحات للمرشد الأعلى علي خامنئي بشأن إمكانية شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة.
جاء ذلك في بيان نشره على منصة "تروث سوشيال"، الجمعة، ردا على تصريحات خامنئي التي ذكر فيها أن هجمات مشابهة لتلك التي استهدفت القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر "قد تتكرر".
وقال ترامب إنه كان يعمل خلال الأيام القليلة الماضية من أجل رفع العقوبات المفروضة على إيران ومنحها فرصة للتعافي الكامل والسريع.
واستدرك: "لكن بدلاً من ذلك تلقيت عبارات مليئة بالغضب والكراهية والاشمئزاز، ولذلك أوقفت على الفور كل الجهود بشأن رفع العقوبات وغيرها".
ولفت إلى ضرورة أن تعود إيران إلى مسار النظام العالمي، وإلا فإن الأمور "ستسوء أكثر" بالنسبة إلى حكومة طهران.
ووصف الرئيس الأمريكي المسؤولين الإيرانيين بأنهم "غاضبون دائماً، وعدائيون، وتعساء".
وأردف: "انظروا ماذا جنوا من ذلك؟ بلد محترق ومدمر لا مستقبل له، وجيش منهار، واقتصاد مروع، والموت يحيط بهم من كل جانب".