على باب سلسلة سوبر ماركت شهير، أصر طفلان على مطاردة اثنين من السائحين كانا يقفان انتظارًا للسيارة الأجرة التى طلباها لتوصيلهما إلى وجهتهما، تارة يشدونهما من ملابسهما وتارة يستعطفونهما من خلال بالإمساك بأيديهما، ومرة بعمل إشارات باليد وهكذا، حاولت التحدث معهم لكي يكفوا عن مطاردة السائحين ولكن بلا جدوى، طلبت من أحد عمال المحل القيام بذلك خاصة أن المنطقة يتردد عليها سياح كثيرون لكنه لم ينجح أيضًا، إلى أن هرول السائحان إلى السيارة هربًا من تلك المطاردة العجيبة.
زاد المتسولون فى شوارعنا فى الآونة الأخيرة، فأنت لا محالة مطارد إذا ما توجهت إلى أحد المطاعم أو المحلات أو حتى ترجلت سيرًا على الأقدام فى الشوارع، لا يكتفي المتسول بطلب المساعدة، وهو جالس فى مكانه، كما كانت الصورة النمطية من قبل، ولكنه يظل يطاردك ويلح عليك حتى تخرج من جيوبك مضطرًا ما تلقيه بين يديه، المحزن فى الأمر أنك تجد أطفالاً وبنات صغيرات وسيدات أيضًا، ناهيك بالطبع عن منتحلي صفة عمال النظافة والذين يرتدون الزى ويمسكون بـ"المقشة"، ويقفون على نواصي الشوارع الكبرى، دون أن يقوموا بالتنظيف بالطبع، وهؤلاء يجمعون مبالغ كبيرة، وقد رأيت أحدهم أثناء التوقف فى إشارة المرور وهو يخرج من جيبه المنتفخ مجموعة متنوعة من الأوراق النقدية ويحاول ترتيبها.
ونظرًا لتسارع الظاهرة خاصة فى السنوات الأخيرة، وبشكل مبالغ فيه، حتى أن عمال النظافة الذين كان يتعاطف المارة مع حالهم، وكانوا يمنحونهم جزءًا من الصدقات وأموال الزكاة، استمرأ الكثير منهم الحالة نظرًا لما تحققه من مبالغ طائلة، ورأينا كيف أصبح زى عمال النظافة مطمعًا للمتسولين الذين أصبحوا يستأجرونه بل إن بعض محلات الملابس، تحاول تقليده وبيعه لكل من يريد.
"يعني دول أغني مني ومنك"، وهم يتخذون التسول حرفة ووظيفة، ولا يجوز بأى حال أن نساعدهم على ذلك، هذا الكلام جاء على لسان أحد شيوخنا الأفاضل على إذاعة القرآن الكريم ردًّا على تساؤل لأحد المستمعين حول جواز إخراج أموال الزكاة لهم..
فى إشارات المرور، ينتقي المتسول السيارات الفاخرة، ويهرول ويلح إذا كانت تقودها سيدة، أو إذا كانت تجلس بجوار قائد السيارة أو فى الخلف، وكذلك الحال مع سيارات التاكسي، وبالطبع يجد المتسول من وراء هذا التصرف المبالغ المالية تتدفق إلى جيبه بكل سهولة، ذلك لأن هناك الكثيرين ممن يتعاطفون مع هؤلاء ويغدقون عليهم بالأموال، فهناك من يعتبرهم أولى بالصدقات وأموال الزكاة، ولكن هذا بالطبع ليس صحيحًا إذ يلزم التحري عن المحتاجين والمستحقين بالفعل.
المتسول يختار الأماكن التى يقف فيها بعناية أمام المطاعم، والمقاهي والكافيهات، وعلى كورنيش النيل حيث يتوافد السياح، ويصر على التسول بـ"العافية" فأنت لا محالة للخروج من هذه المطاردة إلا وأنت مجبر على الدفع، حتى ترتاح من الضغط الذى يسببه الإلحاح.
منذ سنوات طويلة قررت إلا أعطى هؤلاء، إلا فى أضيق الحدود، خاصة وأننى رأيت مشهدًا لسيدة جمعت عددًا كبيرًا من الجنيهات المعدنية، ودخلت المحل الذى كنت ارتاده فى الصباح الباكر، وكانت تستبدل هذه الحصيلة بفئات ورقية أكبر، وعلمت من موظفي المحل أن المبلغ حصلته السيدة من "وردية "واحدة، وهو أكثر من نصف المرتب الشهري لهؤلاء الموظفين كما قال لى أحدهم.
ليتنا نجد حلاًّ لهذه الظاهرة التى أصبحت تعكس مظهرًا غير حضاري فى شوارع العاصمة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مجدي البدوي: إنشاء سوق عربية مشتركة له مكاسب عدة للعمال والاقتصادات
أكد مجدي البدوي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، على الأهمية الاستراتيجية العميقة للرؤية التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته في قمة بغداد، والتي تعتبر التكامل الاقتصادي العربي حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الشامل والازدهار المستدام في المنطقة، فضلاً عن كونه محركًا رئيسيًا لتوفير فرص عمل واعدة للعمال العرب.
وفي تصريحات صحفية له، أوضح البدوي أن التكامل الاقتصادي يمثل قوة دافعة محورية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، ويخلق مصالح اقتصادية مشتركة بين الدول العربية، مما يعزز الثقة المتبادلة ويقلل من احتمالات نشوب النزاعات.
وأشار إلى أن المشروعات الاقتصادية المشتركة توفر منصات تعاون تتجاوز التحديات السياسية، وتركز على تحقيق منافع اقتصادية ملموسة تفتح قنوات تواصل أوسع وتخدم المصالح المشتركة.
وشدد نائب رئيس اتحاد عمال مصر على أن هذا التكامل يساهم بشكل فعال في معالجة المشكلات الاقتصادية والتنموية الملحة كالبطالة والفقر، والتي تعتبر من الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، وذلك من خلال توفير فرص عمل جديدة وتحسين مستويات المعيشة لشعوب المنطقة.
وأكد أن وضع استراتيجيات اقتصادية عربية مشتركة يمثل جهدًا يمكن أن يمتد ليشمل التعاون في المجالات السياسية والأمنية، مما يعزز التضامن العربي الشامل.
وأشاد البدوي بالفوائد المباشرة والملموسة التي ستعود على العمال العرب وعمال مصر على وجه الخصوص من هذا التكامل الطموح، موضحًا أن التكامل سيؤدي إلى توسيع نطاق أسواق العمل المتاحة، وتوفير فرص وظيفية متنوعة تلبي احتياجات قطاعات واسعة من العمالة، وبالتالي المساهمة في خفض معدلات البطالة.
وأكد نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الأهمية البالغة لإنشاء سوق عربية مشتركة، منوها أن هذه الخطوة ستعود بمنافع جمة على العمال والاقتصادات العربية على حد سواء، بالإضافة إلى أن التكامل الاقتصادي سيساهم في بناء قوة اقتصادية إقليمية ذات تأثير ملحوظ على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن تكوين كيان اقتصادي عربي متكامل سيتمتع بقوة شرائية هائلة وموارد متنوعة، مما يعزز من موقعه التفاوضي عالميًا.
وأوضح أن زيادة الطلب على العمالة في إطار سوق عربية موحدة سيساهم بشكل مباشر في تحسين شروط وظروف العمل والأجور، بالإضافة إلى خلق بيئة عمل أكثر جاذبية، مؤكدا أن تسهيل حركة العمالة بين الدول الأعضاء سيتيح لهم فرصًا قيمة لاكتساب خبرات ومهارات جديدة، مما يعزز من قدرتهم التنافسية في سوق العمل ويرتقي بمسارهم المهني.
وشدد على ضرورة توحيد معايير الحماية الاجتماعية وضمان حقوق العمال في جميع الدول المنضوية تحت هذه السوق، مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود وتبادل الخبرات بين الدول العربية لإنتاج سلع وخدمات تنافسية عالميًا، مشيرًا إلى أن السوق العربية المشتركة ستجذب استثمارات نوعية وتنقل التكنولوجيا وتوفر فرص عمل.
وأوضح كذلك أن التعاون في قطاعات الطاقة المتجددة والمياه والأمن الغذائي والبيئة ضروري لتحقيق التنمية المستدامة، مضيفا أن التكامل المالي والنقدي سيقلل من تأثر الاقتصادات العربية بالصدمات الخارجية.
وأشار نائب رئيس اتحاد عمال مصر في ختام تصريحاته إلى أن تعزيز القوة الاقتصادية العربية سينتج عنه نمو اقتصادي وارتفاع في الدخل الفردي وتحسين الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والإسكان والبنية التحتية.