الأردن وسوريا: المجلس الأردني السوري المشترك بوابة لمرحلة جديدة
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
#سواليف
#الأردن و #سوريا: #المجلس_الأردني السوري المشترك بوابة لمرحلة جديدة
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
إن قرار إنشاء المجلس الأردني السوري المشترك هو خطوة استراتيجية طال انتظارها، ويستحق التقدير والإشادة لما يحمله من دلالات سياسية عميقة ورسائل إيجابية نحو إعادة بناء العلاقات الأخوية بين البلدين على أسس جديدة من التنسيق والتعاون والتكامل.
لقد كان الأردن ولا يزال يؤمن بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ويقف مع استقرارها وعودة أمنها، إدراكًا منه أن استقرار سوريا هو ركيزة من ركائز استقرار الإقليم برمته، وأن بوابة التعافي تبدأ بالحوار والتنسيق، لا بالعزلة والانكفاء. والمجلس المشترك يشكّل منبرًا مؤسسيًا لترجمة هذه القناعة إلى واقع ملموس، عبر مشاريع مشتركة، ورؤى متبادلة، وحلول توافقية في الملفات العالقة، لا سيما الاقتصادية والمائية.
إن الأردن بحكم موقعه الجغرافي، هو بوابة سوريا الجنوبية، وبحكم سمعته الدولية وعلاقاته المتوازنة، هو الأقدر على لعب دور محوري في دعم جهود المصالحة الوطنية السورية، والمساهمة الفاعلة في مرحلة إعادة الإعمار، لا بوصفه طرفًا خارجيًا، بل شريكًا تاريخيًا له امتداداته في وجدان الشعب السوري.
ويأتي هذا القرار متزامنًا مع بوادر انفراج في الموقف السوري تجاه فتح المعابر الحدودية أمام الشاحنات الأردنية، في خطوة تعبّر عن إدراك متجدد بأهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتمثل تمهيدًا لإعادة الحياة إلى الشرايين التجارية التي ظلت معطّلة لسنوات، وألحقت خسائر جسيمة بالاقتصادين الأردني والسوري على حد سواء.
إننا نأمل أن يكون هذا المجلس بداية حقيقية لطيّ صفحة الخلافات، ومعالجة الملفات العالقة وفي مقدمتها الملف المائي، الذي عانى الأردن فيه من تغييب طويل لحقوقه المائية في نهر اليرموك وسدود الشمال، بسبب سياسات النظام السوري السابق. ومن هنا، فإن المصالحة المائية المنشودة يجب أن تكون بندًا دائمًا على جدول أعمال المجلس المشترك، بما يضمن التوزيع العادل للموارد المائية ويؤسس لشراكة استراتيجية في مشاريع حيوية تضمن الأمن المائي لكلا البلدين.
إن تأسيس المجلس الأردني السوري المشترك ليس مجرد إجراء إداري أو رمزي، بل هو خطوة في اتجاه استعادة روح التضامن العربي، وبناء نموذج ناجح من العلاقات الثنائية التي تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وبهذا، فإننا نتطلع إلى أن يكون هذا المجلس حجر الأساس لعلاقة دائمة ومستقرة، تعود بالنفع على الشعبين، وتُسهم في استقرار الإقليم، وتفتح الباب أمام عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بكرامة وأمان، وتُخفّف من أعباء الأردن التي تحملها طيلة السنوات الماضية بصبر ومسؤولية.
مرحبًا بسوريا الشقيقة وهي تستعيد موقعها في الفضاء العربي، ومرحبًا بهذه الروح الجديدة في العلاقات الأردنية السورية، التي نتمنى أن تتجذر وتزدهر لما فيه خير الشعبين وأمن واستقرار المنطقة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سوريا المجلس الأردني
إقرأ أيضاً:
سوريا.. الشرع يرعى مشروعا فنيا وإعلاميا ضخما
سوريا – برعاية رئيس الجمهورية أحمد الشرع، وقعت وزارة الإعلام السورية وشركة المها الدولية في قصر الشعب امس مذكرة تفاهم لإنشاء مدينة “بوابة دمشق” للإنتاج الإعلامي والفني.
وتقدر تكلفة هذا المشروع الكبير بما لا يقل عن مليار ونصف المليار دولار أميركي حسب تصريح وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى.
وسيقام المشروع على مساحة تقارب 2 مليون متر مربع ضمن دمشق، ويشمل استديوهات خارجية تحاكي طراز العمارة التاريخية في المدن العربية والإسلامية واستديوهات داخلية مزودة بأحدث تقنيات البث.
ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 4000 فرصة عمل مباشرة و9000 فرصة عمل موسمية.
وأكد مصطفى أن مشروع بوابة دمشق ستساعد الدراما السورية على تحقيق قفزة نوعية تزيد من نجاحها ونحن نسعى لإنتاج 25 عملاً هذا العام لإثبات أن سوريا الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع، ومن أجل تشجيع شركات الإنتاج المحلية والعالمية على الاستثمار في سوريا.
وأشار إلى أن المشورع يشكل بنية تحتية أساسية ستكون نقطة جذب لأي قناة محلية أو عربية تعمل في سوريا الجديدة.
من جانبه دعا رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي”الجميع في الخليج وغيره من الدول إلى المبادرة والاستثمار في سوريا حيث تتوفر فرص حقيقية وتسهيلات كبيرة يمكن الاستفادة منها”، مشيرا إلى أن ” مشروعنا يحتاج إلى بنية تحتية خاصة لأن طبيعته تتوزع بين الجانبين العقاري والإعلامي ونتوقع تجهيزه بالكامل خلال فترة تتراوح بين 5 و7 سنوات”.
وأعرب عن أمله بأن تشكل مدينة بوابة دمشق وجهة إنتاج عالمية وليس فقط إقليمية.
المصدر: RT