دبلوماسي فرنسي: لهذا يجب علينا أن نقترب من تركيا أردوغان
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
كتب جيرار أرو، السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة، أن البيئة الدولية والتهديد الروسي يجب أن يدفعا فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى إظهار قدر من البراغماتية تجاه أنقرة.
وتوقع الدبلوماسي الفرنسي -في تحليله الأسبوعي للأخبار الدولية في مجلة لوبوان الفرنسية- أن يثير عموده هذا عاصفة من الاحتجاج بين قرائه، لأن الدعوة إلى التقارب بين أوروبا وتركيا، تكفي لإثارة سخط أصدقاء اليونان وأرمينيا والأكراد وإسرائيل، ناهيك عن "أنصار الديمقراطية ومنتقدي الإسلام السياسي".
وإذا أضفنا إلى أولئك من ينفرون من نبرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتعالية -كما يقول أرو- فإننا قد نوصف بلعب دور "محامي الشيطان"، إذا تجرأنا على القول بأن البيئة الدولية يجب أن تقودنا إلى التعاون مع أنقرة.
وذكر الدبلوماسي السابق بأن أسس العلاقات الدولية في عالم يهيمن عليه منطق القوة، لا تؤسس على التحالف أو التقارب الدائم، بل على وعي الطرفين بأن مصالحهما تتقارب ولو جزئيا، وأن تعاونهما سوف يخدم هذه المصالح بشكل أفضل.
وقدم الكاتب أمثلة تاريخية على هذا النوع من الوعي، كالتقارب عام 1892، بين فرنسا وروسيا بسبب الرغبة المشتركة في تحقيق التوازن مع ألمانيا، وكالتقارب عام 1904، بين إنجلترا وخصمها الفرنسي بسبب الخوف من جارهما الألماني، مشيرا إلى أن التقارب لا ينبغي أن يكون عالميا ولا دائما، لأن العلاقات الدولية متنوعة ومتغيرة.
إعلانوذكر أرو بأن خلافات فرنسا المتكررة والعنيفة في بعض الأحيان مع الولايات المتحدة، لم تمنعهما قط من التحالف داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقال "عندما كنت الممثل الدائم لفرنسا لدى مجلس الأمن، كنت أتعاون مع زميلي البريطاني بشكل وثيق إلا في قضيتين، قبرص التي يقف فيها إلى جانب تركيا، والصحراء التي يقف فيها إلى جانب الجزائر".
إستراتيجي اسمه أردوغانوتساءل الكاتب لماذا لا نظهر نفس البراغماتية تجاه تركيا اليوم ولو كانت الخلافات تفصل بيننا؟، وأوضح أن المصالح المشتركة تقربنا منها أكثر من أي وقت مضى لسببين، أولهما أنها أصبحت قوة ديموغرافية وصناعية وعسكرية كبرى، وثانيهما أن التاريخ والجغرافيا يجعلان منها خصما إستراتيجيا لروسيا في منطقة القوقاز والبحر الأسود والشرق الأوسط.
وأشار الكاتب إلى أن تركيا لا تزال تخضع لضغوط من جارتها روسيا، ولكنها نجحت منذ بداية الحرب في مناورتها، لأن مصلحتها تقضي من ناحية، الحفاظ على أوكرانيا مستقلة بينهما، وهي من ناحية أخرى، في موقف حساس بسبب وجود القوات الروسية في سوريا وأرمينيا.
وبالفعل نجح طيب أردوغان في الحفاظ على علاقات جيدة مع كلا الطرفين المتحاربين رغم تسليحه أوكرانيا، وقد ترك لأذربيجان والمقاومة السورية مهمة إخراج الروس من حدودهما، كما استغل الصراع في غزة لإنشاء نظام قريب منه في دمشق، وفقا للسفير الفرنسي السابق.
وأخيرا استطاع أردوغان -كما يقول أرو- إسكات عدوه الأبدي حزب العمال الكردستاني الذي ألقى سلاحه بعد عقود من القتال، وبالتالي ليس من المستغرب أن تقترح روسيا إجراء مفاوضات مع أوكرانيا في هذا البلد الذي أثبت نفسه كمحور للتوازنات الإقليمية.
وفي الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة من أوروبا وتتخلى عن دورها كشرطي عالمي، يبدو -كما يختم أرو- من الضروري لفرنسا وأوروبا الدخول في حوار مع تركيا التي تعززت قوتها، والتقارب معها خاصة فيما يتصل بروسيا، لأننا "نتقاسم مع أنقرة بعض المخاوف من عدوانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمثل يقول عدو العدو صديق"، وفق تعبيره.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حادث إطلاق نار في سيدني يشعل توترًا دبلوماسيًا بين إسرائيل وأستراليا | تفاصيل
أثار حادث إطلاق النار الذي وقع خلال احتفالات عيد «الحانوكا» على شاطئ بوندي في مدينة سيدني الأسترالية موجة من التوتر في العلاقات بين إسرائيل وأستراليا، وسط تبادل للاتهامات وتصعيد في الخطاب السياسي من قبل مسؤولين إسرائيليين ضد الحكومة الأسترالية.
الحادث فتح المجال أمام وزراء ومتحدثين إسرائيليين لشن هجوم واسع على الحكومة الأسترالية، معتبرين أن الواقعة تعكس تصاعد ما وصفوه بحالات معاداة السامية في البلاد، وأن السلطات الأسترالية تتحمل مسؤولية مباشرة عن توفير بيئة تسمح بتكرار مثل هذه الحوادث.
انقسام في التفسيرات الإسرائيلية للحادثالمواقف الإسرائيلية انقسمت حيال الحادث؛ حيث رأى فريق من المسؤولين أن إطلاق النار يأتي في سياق متواصل من معاداة السامية خارج إسرائيل، في حين ركز آخرون على تحميل الحكومة الأسترالية المسؤولية السياسية والأمنية عن الحادث.
أرقام رسمية حول معاداة السامية في أسترالياوبحسب ما نقله موقع «والا» الإسرائيلي، فقد سجلت أستراليا أكثر من 1600 حادثة اعتداء ومعاداة للسامية منذ الأول من يناير 2024 وحتى نهاية شهر سبتمبر من العام ذاته، وهو ما استند إليه المسؤولون الإسرائيليون في تبرير حدة انتقاداتهم.
وزراء إسرائيليون يطالبون بمساءلة كانبيراوشدد عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم الرئيس الإسرائيلي ووزراء الطاقة، والثقافة والرياضة، والشتات، إلى جانب وزير الخارجية جدعون ساعر، على أن تصاعد معاداة السامية – بحسب وصفهم – يعود إلى ما اعتبروه تطبيعًا للخطاب المعادي لليهود، محملين الحكومة الأسترالية مسؤولية مباشرة عن حادث إطلاق النار وتداعياته السياسية والأمنية.
مقتل 12 شخصًا
وقالت الشرطة الأسترالية، إن الحادث أسفر عن مقتل 12 شخصا وأكثر من 20 مصابا، إثر إطلاق النار في بوندي، مشددا على أن الشرطة استجابت بسرعة فور حدوث الهجوم والتحقيقات جارية لمعرفة ما حدث.
وأفادت الشرطة الأسترالية بأن حادث إطلاق النار في سيدني عمل إرهابي، متابعا: سنعمل بكل قوة لمعرفة الجاني ولن نتسامح مع الأمر.