الثورة /يحيى الربيعي
أكد الدكتور محمد الضوراني، الاستشاري في الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، أن الثروة الحيوانية في اليمن تمثل قطاعاً اقتصادياً حيوياً وشريان حياة لملايين اليمنيين ومصدراً رئيسياً للأمن الغذائي، مشدداً على أنها تواجه تحديات جسيمة تستدعي وضع استراتيجيات عاجلة وفعالة لتنميتها وحمايتها.


وأوضح الدكتور الضوراني في تصريح لـ«الثورة» أن الثروة الحيوانية تُعد مكوناً أساسياً في النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع اليمني، حيث يعتمد جزء كبير من السكان على الزراعة والرعي. وتمثل الماشية بأنواعها (الأغنام، الماعز، والإبل) رأس مال متحركاً، ومصدراً للدخل، ووسيلة نقل، ومخزناً للقيمة يمكن اللجوء إليه في أوقات الشدة.
ولفت إلى أن واقع الثروة الحيوانية اليوم، في ظل الظروف الراهنة، يطرح تحديات مضاعفة تضاف إلى التحديات التقليدية مثل الأمراض الوبائية، ندرة الأعلاف والمياه، وتدهور المراعي. مؤكداً أن الحديث عن تنمية وحماية هذه الثروة يتجاوز مجرد الجانب الاقتصادي ليمس جوهر الأمن الإنساني والاقتصادي في البلاد.
وعرض الدكتور الضوراني نهجاً متكاملاً ومتعدد الأبعاد لتنمية وحماية الثروة الحيوانية يرتكز على ستة محاور رئيسية. يبدأ هذا النهج بـ «تعزيز الصحة الحيوانية»: كخط دفاع أول من خلال التحصين الشامل والمستدام ضد الأمراض الوبائية، وتفعيل نظام الترصد الوبائي والإنذار المبكر، ودعم وتوسيع نطاق الخدمات البيطرية لتصل إلى المناطق النائية، وتعزيز إجراءات الأمن الحيوي على مستوى المزارع.
ويشمل النهج أيضاً «تحسين التغذية والموارد الرعوية: عبر تشجيع زراعة الأعلاف وإدارة المراعي الطبيعية بفعالية وتوفير مصادر المياه، إلى جانب «تحسين السلالات والإنتاجية»: من خلال برامج التحسين الوراثي ودعم المربين الصغار وتطوير تقنيات التناسل.
كما أكد على ضرورة «تنظيم الأسواق والتسويق»: بإنشاء أسواق منظمة للمواشي وتطوير سلاسل القيمة للمنتجات الحيوانية وتوعية المستهلك. وتتطلب التنمية أيضاً «بناء القدرات والتشريعات»: من خلال تدريب الكوادر البيطرية والفنية وتحديث القوانين المنظمة للقطاع ودعم البحث العلمي. وأخيراً، شدد على أهمية «الشراكة والتعاون»: بين القطاعين العام والخاص وتفعيل دور المجتمع المدني والجمعيات التعاونية للمربين.
واختتم الدكتور الضوراني بالتأكيد على أن تنمية وحماية الثروة الحيوانية في اليمن يعد من أولويات الضرورات الحتمية لضمان استقرار البلاد وأمنها الغذائي، وتمثل استثماراً في المستقبل وفي صمود الشعب اليمني. وتتطلب هذه المهمة جهوداً متضافرة من الجميع، مع رؤية واضحة وإرادة قوية لتحويل هذه الثروة من مجرد مورد إلى محرك حقيقي للتنمية والازدهار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مصائد الموت الإسرائيلية تحصد 600 شهيد .. وترامب يترقب رد حماس

عواصم "وكالات": استشهد حوالى 613 شخصا خلال عمليات توزيع مساعدات في قطاع غزة منذ نهاية مايو، بينهم 509 قتلوا قرب مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما بات يعرف بمصائد الموت الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ريك بيبركورن خلال مؤتمر صحفي في جنيف "يجب أن تتوقف هذه المذبحة الجنونية في غزة. هذه الهجمات المتعددة التي نراها في الأيام الأخيرة، في الواقع منذ أسابيع، والتي تضرب مواقع تؤوي أشخاصا يعانون الجوع وأشخاصا يحاولون الوصول إلى الغذاء، قتلت وجرحت أعدادا كبيرة من الفلسطينيين".

واليوم، قال مسؤولون بوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن 15 فلسطينيا على الأقل استشهدوا خلال الليل في غارة جوية إسرائيلية على القطاع، وذلك في وقت قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتوقع أن ترد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على اقتراحه "الأخير" لوقف إطلاق النار في غزة في غضون 24 ساعة.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 7 ملايين رأس ضأن.. الثروة الحيوانية في الحدود الشمالية كنز الأمن الغذائي ومصدر الاستدامة
  • مصائد الموت الإسرائيلية تحصد 600 شهيد .. وترامب يترقب رد حماس
  • الثروة الحيوانية.. كنز الأمن الغذائي ومصدر الاستدامة في الحدود الشمالية
  • تصدر خلال أيام.. «مرايا في بلاط العميان» رواية جديدة لـ الدكتور محمد عثمان
  • الزراعة تصدر تراخيص تشغيل جديدة لأنشطة ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني
  • وزيرة التضامن تبحث مع رجال أعمال الإسكندرية تمكين الأسر اقتصاديًا
  • مجلس التعاون يستعد لعقد مؤتمر دولي للأمن الغذائي في اليمن
  • دراسة صادمة.. عضو حيوي يتأثر بـ”كوفيد-19″ أكثر من الجهاز التنفسي
  • ثبات أسعار الشعير والنخالة لمربي الثروة الحيوانية في يوليو
  • خبراء بيطريون يؤكدون أهمية دعم مربي الثروة الحيوانية