بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في باحات الكلية العسكرية العراقية، حيث تُصهر الأجساد على نار الانضباط ويُعاد تشكيل العقول على مبدأ الوطن فوق الجميع ، يخوض الطالب العسكري تجربة غير اعتيادية، تختبر صبره، قوته، وأخلاقه. تدريبات بدنية صارمة، انضباط لا يلين، نظام يومي لا مكان فيه للكسل أو التردد. قد يبدو ذلك للبعض قسوة مفرطة، لكنه في الحقيقة طريق لصناعة الضباط الذين يتحملون مسؤولية الأمن والدفاع في أصعب الظروف.


تُعرف الكلية العسكرية العراقية بتاريخها العريق الممتد منذ عام 1924، وقد خرجت أجيالاً من القادة العسكريين الذين واجهوا أصعب المحن. لكن مع تغير طبيعة التهديدات العسكرية وأساليب الحرب الحديثة، ومع تطور نظم التدريب العالمية، بات من الضروري إعادة النظر في برامج التدريب المعتمدة داخل الكلية. نعم، الصرامة والانضباط مطلوبان، لكن لا بد أن يترافقا مع تحديث في المناهج، استخدام للتكنولوجيا، إدماج أكبر للمهارات النفسية والعقلية، وتحفيز الإبداع القيادي.
ولعلّ ما يميز الكلية العسكرية العراقية هو محافظتها على الخط الفاصل بين الصرامة والانتهاك. فبرغم القسوة الجسدية والضغط النفسي، إلا أن إدارتها تولي اهتمامًا واضحًا بحقوق الطلبة، وتمنع التجاوزات، وتتابع الوضع الصحي والنفسي عبر لجان مختصة. كما تم تطوير آليات الشكاوى والتقييم، لضمان أن تظل الكلية بيتًا لبناء الرجال لا كسرهم.
مقارنةً بنظيراتها في الدول العربية، مثل مصر والأردن والجزائر، نجد أن الكلية العراقية تحافظ على مستوى عالٍ من الالتزام دون الوقوع في فخ القمع أو العقوبات غير المبررة. أما الكليات الغربية الكبرى، مثل “وست بوينت” الأميركية أو “سان سير” الفرنسية، فتمتاز بتوازن دقيق بين الشدة والمرونة، مع استخدام كثيف للتقنيات والأساليب النفسية. وهنا يكمن التحدي أمام المؤسسة العسكرية العراقية: الحفاظ على جذورها مع الانفتاح على أدوات العصر لكن وسط هذه التحديات المهنية، تظهر تحديات من نوع آخر لا تقل خطورة: محاولات التسقيط السياسي والتدخلات من بعض الأطراف التي تحاول تشويه صورة المؤسسة العسكرية أو استخدامها كورقة صراع. وهنا لا بد أن تكون الكلية محمية، مؤسساتيًا وإعلاميًا، بعيدًا عن الاستقطاب والتجاذبات. فهي ليست جزءًا من أي جهة، بل كيان وطني يُفترض أن يبقى فوق كل خلاف.

ختاما الكلية العسكرية العراقية ما زالت مدرسة الرجال، لكن المدرسة نفسها تحتاج إلى تطوير مستمر، وتحسين بيئة التدريب، وضمان الكفاءة إلى جانب الانضباط. كما يجب أن تُمنح الحصانة المعنوية والسياسية لتبقى على مسارها الوطني النزيه. فما يُبنى هنا ليس مجرد ضباط… بل يُبنى أمن وطن، وكرامة شعب، ومؤسسة لا يجب أن تُمسّ إلا بالتقدير والتطوير

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

عمار بن حميد يزور مركز البحث والتطوير بشركة “شانجان” في “تشونغتشينغ” الصينية

 

زار سموّ الشيخ عمّار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، مركز البحث والتطوير التابع لشركة شانجان للسيارات، أحد أبرز مصنعي السيارات في الصين، ضمن زيارة سموه إلى مدينة تشونغتشينغ الصينية، حيث اطّلع على أحدث ما توصلت إليه الشركة في مجالات التنقل الذكي، والابتكار التكنولوجي، وصناعة المركبات منخفضة الكربون.
واستعرض مسؤولو “شانجان” أمام سموّه والوفد المرافق، الرؤية الإستراتيجية للشركة نحو التحول إلى شركة رائدة عالمياً في التنقل الذكي، مستندة إلى شبكة أبحاث عالمية تضم 16 مركزاً و180 مختبراً، إضافة إلى فريق مختص في البحث والتطوير من 31 دولة.
كما اطلع سموه، على أبرز ابتكارات الشركة، مثل نظام iBC الذكي لإدارة البطاريات الحاصل على 392 براءة اختراع، بالإضافة إلى خطط الشركة المستقبلية لإنتاج بطاريات الحالة الصلبة بقدرة تتجاوز 400Wh/kg بحلول عام 2030.
وأشاد سموّ الشيخ عمّار بن حميد النعيمي بخطط ومشروعات شركة شانجان الهادفة إلى تطوير حلول تنقل ذكية ومستدامة، وما تجسده هذه المشروعات من مستوى متقدم في مجالات الصناعة والتكنولوجيا بالصين.
وقال سموّه: “تحرص إمارة عجمان على تعزيز التعاون مع الشركات العالمية الرائدة في مجالات الابتكار والصناعة، خاصة في ظل التوجهات الوطنية نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة”.
وأضاف سموّه: “ننظر بإعجاب إلى خطة شانجان الطموحة لتعزيز وجودها العالمي، والتي تتقاطع مع رؤيتنا في عجمان لبناء اقتصاد معرفي ومتنوع يواكب متغيرات المستقبل”.
ورافق سمو ولي عهد عجمان، خلال الزيارة، الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية ‏في عجمان، والشيخ راشد بن عمار بن حميد النعيمي، نائب رئيس نادي عجمان الرياضي، ووفد يضم عدداً من كبار ‏المسؤولين بحكومة عجمان.‏
وتدير شركة شانجان مجموعة متنوعة من العلامات التجارية منها DEEPAL، AVATR، Changan Ford، وتضم أكثر من 82 ألف موظف، مع شبكة مبيعات وخدمة تغطي أكثر من 9 آلاف موقع حول العالم.
وتأتي هذه الزيارة في إطار مساعي إمارة عجمان لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتقني مع كبرى الشركات الصناعية في العالم، واستكشاف فرص الاستثمار في قطاعات المستقبل.
كما زار سموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، محطة “يولين للطاقة” التابعة لشركة “تشونغتشينغ سانفِنج يولين لحماية البيئة المحدودة”، إحدى أبرز المنشآت البيئية بالصين، والمتخصصة في تحويل النفايات إلى طاقة وفق أحدث المعايير التقنية والبيئية.
وكان في استقبال سموّه عدد من كبار المسؤولين بالمحطة الذين قدموا عرضاّ شاملاً حول قدرات المنشأة، والتقنيات الذكية المعتمدة في تصنيف ومعالجة أكثر من 3 آلاف طن من النفايات المنزلية يومياً، حيث يتم الاستفادة من الطاقة الحرارية الناتجة عن الحرق في إنتاج الكهرباء النظيفة وربطها بالشبكة الوطنية الصينية.
واطّلع سموّه خلال الزيارة، على منظومة المعالجة البيئية المتقدمة، التي تشمل تقنيات إزالة الأحماض، ونظام (SCR) لتقليل أكاسيد النيتروجين، إضافة إلى نظام مزدوج لإزالة الغبار، يضم مرسبات كهربائية وفلاتر قماشية، ما يضمن تقليص الانبعاثات إلى ما دون المعايير العالمية.
كما استعرض القائمون على المحطة نظام التحكم المركزي (DCS)، الذي يتيح مراقبة وتشغيل جميع عمليات المحطة لحظياً، إلى جانب نظام الرافعات الذكي المزود بتقنيات LiDAR، والمسح ثلاثي الأبعاد، وإنترنت الأشياء، ما يقلل من الاعتماد على التدخل البشري ويعزز كفاءة التشغيل.
وقال سموّ ولي عهد عجمان: “سررنا بما شاهدناه في محطة يولين للطاقة من تكامل في البنية التحتية، وريادة في استخدام التكنولوجيا لتحويل النفايات إلى مصدر طاقة نظيفة ومستدامة، بما يسهم في تحقيق الاقتصاد الدائري والحد من البصمة الكربونية”.
وأضاف سموه: “نؤمن في إمارة عجمان بأهمية الشراكة مع الجهات الرائدة عالمياً في مجالات الطاقة والبيئة، ونرى في تجربة شركة سانفِنج يولين نموذجاً ملهماً يمكن الاستفادة منه لدعم مسارات التنمية المستدامة في الإمارات والمنطقة”.
يشار إلى أن شركة “تشونغتشينغ سانفِنج يولين لحماية البيئة المحدودة”، تدير أكثر من 56 مشروعاً داخل الصين، وتنتشر تقنياتها في 401 خط معالجة في 9 دول حول العالم، بطاقة يومية تتجاوز 210 آلاف طن، ما يعكس ريادتها العالمية في قطاع تحويل النفايات إلى طاقة.وام


مقالات مشابهة

  • النافورات ونفاد المياه .. حقائق صادمة بشأن حادثة طلاب الكلية العسكرية في ذي قار
  • ينوه الصندوق الإجتماعي للتنمية فرع ذمار والبيضاء إلى تأجيل الموعد الخاصة بالمناقصة 3-2025 الداعم والتطوير المؤسسي
  • الجيش: مواصلة التمارين التدريبية في منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء
  • عمار بن حميد يزور مركز البحث والتطوير بشركة “شانجان” في “تشونغتشينغ” الصينية
  • عمار بن حميد يزور مركز البحث والتطوير بشركة “شانجان” في “تشونغتشينغ” الصينية
  • السوداني يعفي قيادات عسكرية بعد وفاة طالبين في الكلية العسكرية
  • إصابة 9 طلاب من الكلية العسكرية بالتعب ووفاة أحدهم
  • عمار النعيمي يزور مركز البحث والتطوير بشركة شانجان في الصين
  • ضربة شمس .. تسبب بوفاة وإصابة 9 من من طلاب الكلية العسكرية جنوبي العراق