من ضمن الطقوس التي تأثرت بالعدوان والنزوح هي طقس الزيارات الاجتماعية، وهي وإن حافظ الناس -إلى حد ما عليها من حيث الشكل- فإن الأثر وصل جوهرها، فمن يرغب بزيارة شخصٍ ما، عليه التخلي عن كثير من تفاصيل الزيارة، وعلى المزور أيضا التخلي عن ذلك.
ففي مقارنة سريعة، الزيارة قبل الحرب كانت تتم بتنسيق مسبق بين الطرفين ويُحضر الزائرُ الهديةَ، ويطلب سيارة طلب تأتي لباب البيت في بعض الحالات، ويرتدي الزائرون أجمل الثياب، وكذلك يفعل المزور، وتمتد الزيارة لوقت متأخّر من الليل، ويضم وفد الزيارة شخصيات العائلة بشكل موسع، وكانت الأحاديث منوعة، وتسير في هدوء.
لكن في العدوان، لا داعي للهدية، لأن الطرفين قد وقع في براثن الفلَس، والزائر مفلس كحيان، وغير قادر على إحضار الهدية، ووفد الزيارة يكون رفيع المستوى جدا تخفيفا لنفقات المواصلات، ووسيلة النقل هي عربة الحمار، التوك توك، دراجة نارية، دراجة هوائية، مشيا على الأقدام.
أما الضيافة قبل العدوان فكانت مما لذّ وطاب من المشروبات الباردة والساخنة حسب طبيعة الجو، والمكسرات والفاكهة وربما يصل لتناول وجبة العشاء، وهذه تحدده طبيعة العلاقة بين الطرفين.
أما أثناء العدوان، فالضيافة وصلت لحدودها الدنيا، فهي تكاد معدومة، لأن الطرفين يعرفان حالهما ويعذران بعضهما، فلا غرابة لو أخبرتكم بأن كأس الشاي على بساطة تحضيره قبل العدوان، إلا أنه الآن يستغرق وقتا وجهدا وإمكانيات لا توجد عند كثيرين، مثل السكر والشاي والحطب والقداحة (الولاعة)، وهذه العناصر كلها أو جلها قد لا توجد أيضا عند كثير من الأسر.
أما مكان الضيافة، ففي الخيمة الضيقة، وفي أحسن الأحوال أمام ساحة الخيمة إن توفر فيها ذلك.
وبخصوص أحاديث الزيارة، فقد غلب عليها تفاصيل الحياة المُعاشة، وسؤال عمن استشهد وأصيب وهدم بيته ومتى وكيف حدث ذلك للأحبة، وتفاصيل مروعة لمشاهد شاهدها وعاشها الطرفان، وأخبار المفاوضات والعدوان.
تلك كانت بعض تفاصيل الزيارات الاجتماعية في رحلة النزوح، نسأل الله الفرج العاجل، وليس ذلك على الله بعزيز.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات العائلة الحياة النزوح غزة عائلة حياة نزوح مدونات مدونات مدونات مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حالات النزوح الداخلي في اليمن بنسبة 47% الأسبوع الماضي
شهدت حالات النزوح الداخلي في اليمن خلال الأسبوع الماضي ارتفاعاً بما يقارب النصف عن الرقم المسجل في الأسبوع السابق له.
وقالت منظمة الهجرة الدولية (IOM) في تقرير تتبع النزوح، أصدرته الثلاثاء، إنها رصدت 47 أسرة تتكون من 282 شخصاً، نزحت مرة واحدة على الأقل، خلال الفترة بين 29 يونيو و5 يوليو 2025.
وأضاف التقرير أن حالات النزوح الداخلي المُسجّلة في الأسبوع الماضي، تُمثّل زيادة بنسبة 47% عن الأسبوع السابق له، الذي نزحت فيه 32 أسرة (192 شخصاً).
وأوضحت مصفوفة النزوح (DTM) التابعة لمنظمة الهجرة، أن حالات النزوح الجديدة كانت في 3 محافظات، أغلبها في مأرب التي شهدت 21 أسرة نازحة (من الحديدة وإب)، تليها تعز بـ19 أسرة (داخلية ومن عدن)، فيما سجّلت الحديدة 7 أسر نازحة (جميعها داخلية).
وأردفت أن معظم الأسر النازحة الجديدة وبنسبة 43% أبلغت عن احتياجها للمساعدات النقدية، و34% لخدمات المأوى، و19% للمواد الغذائية، فيما تفتقر 2% لسبل العيش، و2% للمواد غير الغذائية (NFI).
وأشار التقرير إلى أن المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن دفعت 21 أسرة (45% من إجمالي الحالات في الأسبوع المنقضي) للنزوح، فيما غادرت 16 أسرة (34%) مناطقها الأصلية بفعل العوامل والظروف الاقتصادية المرتبطة بالصراع، وتسببت الكوارث الطبيعية بنزوح 10 أسر (21%).
وأفادت مصفوفة النزوح أنها حددت 9 أسر إضافية نازحة في محافظتي الحديدة ومأرب لم يشملها تقرير الأسبوع قبل الماضي، "وقد أضيفت هذه الأرقام إلى إجمالي النزوح التراكمي المسجل منذ بداية العام".
وبحسب منظمة الهجرة الدولية فإن إجمالي حالات النزوح الداخلي في اليمن، منذ مطلع العام 2025 وحتى 5 يوليو الجاري، بلغت 1,459 أسرة تتألف من 8,754 شخصاً.