عودة الفوضي والصخب إلي مستشفي الولادة تعني عودة الحياة إلي كل قري الجزيرة !!
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
رغم الجراح .. مدني تتعافي ..
■ عدت اليوم إلي ولاية الجزيرة وحاضرتها مدني .. رحلة طويلة من مدينة بورتسودان .. هيا .. عطبرة .. شندي .. الخرطوم .. الحصاحيصا .. ثم مدني .. ولهذه ( اللّفة الطويلة) أسباب نحكيها لاحقاً ..
■ من حدود ولاية نهر النيل جنوباً مروراً بالطريق الدائري ومنطقة شرق النيل ثم الحصاحيصا وحتي مدخل مدينة مدني لايملك الإنسان إلا أن يتأمل في حكمة الله العلي القدير من بسط الحرب وفضح الجنجويد ثم طي كل صور المأساة الحزينة بطرد المليشيات من كل هذه البقاع الطاهرة وما ظنوا أنهم خارجون منها بعد أن عاثوا فيها فساداً بقتل الأبرياء ونهب ممتلكاتهم وترويع الآمنين وطردهم من مراتع صباهم .
■ كنت قد زرت مدني عقب تحريرها من دنس التمرد بأيام .. كانت المدينة يومها حزينة وكئيبة .. وقفت عند منطقة كبري البوليس .. مئات الجثث بعضها فوق .. للموت رهبة ورائحة لاتُطاق .. اليوم شاهدت من بعيد موقع دفن تلك الجثث .. هربت عصابات المليشيا تاركةً وراءها قتلاها .. بلا أسماء .. بلا عناوين .. هلكي غررت بهم قوافل الموت التي ضلت طريقها إلي جحيم الحرب ضد الجيش والشعب السوداني ..
■ في يوم تلك الزيارة كان كل مكان في مدني يبدو كئيباً .. حتي المدن لا تتصالح نفسياً مع مغتصبيها والمعتدين ..
■ اليوم هالني ما رأيت .. هاهي مدني تتعافي .. قلت لمرافقي الأخ الودود والإعلامي المتميز السر القصاص : هاهي مدني تعود لألقها القديم وبعضٍ من ضلالها !! .. قال لي : هي حال كل مدن وعواصم الدنيا تتعايش مع الألق والضلال !! .. لم نجد وقتاً لتكييف وتقعيد هذا النقاش .. كنا علي موعد مع والي ولاية الجزيرة ..اليوم بدأنا الحوار مع الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير والي الجزيرة من داخل مكتبه بمقر أمانة الحكومة التاريخي بشارع النيل .. داخل مقر الحكومة العتيق دبّت الحياة من جديد ..يتوزع الموظفون مهامهم بين نشاط بإيقاع العمل التنفيذي .. وخمول الموظفيين الحكوميين القاتل .. والجزيرة ليست وحدها !!
■ عادت الحياة إلي مقر أمانة الحكومة .. وفود قادمة ..ووفود تنتظر .. ذات الصور والمشاهد في داويين الحكومة ..
■ طرحت سؤالاً مهماً في مفتتح حواري مع الوالي حول هموم وقضايا الجزيرة وأسئلة مواطنيها الساخنة .. خيوط إجابة وحل السؤال تتقاطع بين بورتسودان وغرفة القيادة والسيطرة .. سنعود لمواصلة الحوار فأهل الجزيرة لايقبلون بأنصاف الأسئلة ونصف الإجابات !!
■ من أهم مظاهر التعافي في ولاية الجزيرة عامة وحاضرتها مدني خاصة مايحدث داخل مرافق القطاع الصحي .. وقفنا بصحبة والي الولاية عند ثلاث محطات .. المحطة الأولي كانت مركز الجزيرة لمناظير الجهاز الهضمي .. أقول وبالصدق كله هذه أول مرة أشاهد فيها مرفقاً صحياً متكاملاً تم تجهيزه وفقاً لأفضل المواصفات العالمية .. هذا المرفق الصحي مصدر فخر لكل أهل السودان .. هنا عادت أنامل الأطباء الأوفياء لتحسس آلام المرضي ورسمت علي وجوههم إبتسامة الصحة والعافية ..حكاية هذا المستشفي نحكيها غداً فهي من القصص والحكايات الغريبة في كتاب وزارة الصحة بالسودان ..
■ المحطة الثانية كانت مستشفي النساء والولادة بقلب مدني .. في هذا المكان تجد كل ولاية الجزيرة .. هنا يخرج كل يوم مئات القادمين الجدد إلي الحياة .. كل تناقضات الصحة وإدارة العمل العام تجدها داخل مستشفي الولادة بمدني .. قلت لوالي الولاية : عودة الفوضي والصخب إلي مستشفي الولادة تعني عودة الحياة إلي كل قري الجزيرة !!
■ داخل مستشفي جراحة الأطفال بمدني أكثر من قصة وحكاية .. ويكفي أن الصغار يبتسمون لأن العافية سترتسم علي وجوهم البريئة بمبضع الجراحة .. وفي بعض الجراحة تمام العافية ..
■ ومن مدني سيتصل الحديث..
عبدالماجد عبدالحميد
عبد الماجد عبد الحميد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
كرسي الحكومة المتأرجح بين خريطة محلية ومسارات ضغط اقليمية
27 مايو، 2025
بغداد/المسلة: فيما يقترب العراق من موعد الانتخابات العامة في تشرين الثاني 2025، تتسارع التحركات داخل البيت السياسي الشيعي، وسط مؤشرات توحي بأن الطريق نحو ولاية ثانية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني لن تكون سالكة، بل محفوفة بتحديات متشابكة محلية وإقليمية.
وتزايدت في الآونة الأخيرة الإشارات إلى تحركات توصف بـ”الناعمة”، تتخذها أطراف نافذة داخل القوى الشيعية، بهدف تقليص شعبية السوداني ومنع تحوله إلى مرشح “توافقي” مجددًا، وهو ما أشار إليه أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، الذي عدّ هذه التحركات جزءًا من “معركة باردة” تمهد لإعادة رسم ملامح التوازن داخل البيت الشيعي، عبر أدوات أبرزها تعديل قانون الانتخابات، وتوجيه الحملات الإعلامية، وافتعال الشكوك بشأن زياراته الخارجية.
وقد تجلّت بعض هذه المحاولات في التصعيد الإعلامي ضد زيارة السوداني إلى الدوحة مطلع الشهر الجاري، حيث تناولت حسابات سياسية وإعلامية محسوبة على أطراف شيعية تغريدات تصف الزيارة بأنها “استعراض دبلوماسي بلا مكاسب”، فيما كتب حساب مقرب من تحالف الفتح على منصة “إكس”: “زيارة غير متفق عليها.. من يقرر السياسة الخارجية؟ ومن يمثل العراق في الإقليم؟”. وهي إشارات تكشف حجم التنازع غير المعلن بين تيارات السلطة.
وفي موازاة ذلك، يكرر فتح ملف القمة العربية التي انعقدت في بغداد، حيث يتنامى خطاب داخل الكواليس يشكك بجدواها، ويقدّمها على أنها تكرار لقِمم لم تُحدث فرقًا.
لكن الانفتاح الذي يسعى له السوداني، وتحديدًا باتجاه تركيا وقطر، لا يبدو أنه يحظى بإجماع داخل الطيف الشيعي، بل يُنظر إليه من بعض قوى الإطار التنسيقي بوصفه انزياحًا عن الحلف الإيراني التقليدي، وهو ما يزيد من احتمال استخدام هذه الورقة لتأليب الرأي الداخلي ضده، خصوصًا إذا ما جرى تصويره كـ”رهان غير مضمون” في معادلة الصراع الإقليمي.
وفي السياق ذاته، يستمر الجدل حول نجاعة بعض قرارات الحكومة، ويجري استثمار الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، مثل ارتفاع نسب البطالة وتباطؤ المشاريع الخدمية، كمواد للانتقاد الممنهج، فيما تؤكد مصادر داخل البرلمان أن هناك تحركات لتقليص ميزانية رئاسة الوزراء، في إشارة رمزية إلى تقليص صلاحيات السوداني عشية الانتخابات.
ورغم ما يظهره من حضور سياسي، فإن بقاء السوداني في المشهد مرهون، بما يتجاوز صناديق الاقتراع، ليشمل توافقات داخلية دقيقة، وتفاهمات خارجية مشروطة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts