يمانيون../
في مؤشر لافت على تزايد تأثير العمليات اليمنية في عمق الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني، أقرت القناة 12 العبرية، اليوم الأحد، أن الضربات المتواصلة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، لم تعد مجرد رسائل رمزية، بل باتت تشكل عبئًا اقتصاديًا متزايدًا وتؤثر بشكل مباشر على الاستقرار المدني والمعيشي لملايين الصهاينة.

ووفقًا للتقرير، فإن استهداف مطار “بن غوريون”، الذي يُعد الشريان الجوي الأهم في الكيان، مثّل نقطة تحوّل استراتيجية في مسار العمليات اليمنية، إذ لا يزال تأثير ذلك الاستهداف واضحًا من خلال استمرار إلغاء الرحلات الجوية، وما ترتب عليه من اضطرابات في حركة النقل والتجارة، وتكبّد شركات الطيران والسياحة خسائر فادحة.

وما هو أبعد من الخسائر الاقتصادية، بحسب القناة، أن الضربات اليمنية أسهمت في “تعطيل الحياة اليومية”، بعدما أصبحت صفارات الإنذار والإخلاءات الطارئة جزءًا متكرّرًا من المشهد الليلي في المستوطنات الصهيونية، حيث يُجبر الملايين على النزول إلى الملاجئ والمناطق المحمية وسط حالة من التوتر والهلع.

وبينما يحاول جيش الاحتلال الإيحاء بقدرته على الردع، من خلال تنفيذ غارات جوية على أهداف في اليمن، تشير القناة العبرية صراحة إلى أن هذه الغارات لم تحقق نتائج فعلية، ما يعكس – من الناحية العسكرية – إخفاقًا مزدوجًا في الصدّ والدفاع، وفي فرض معادلة الردع التي لطالما تفاخر بها الكيان.

في السياق ذاته، يُفسر محللون عسكريون صهاينة فشل العمليات الجوية ضد اليمن بكونها تستهدف “معنويات العدو” أكثر مما تحقق أهدافًا ميدانية، في ظل التزام صنعاء بنمط عملياتي قائم على الدقة، والاستمرارية، والاستنزاف طويل الأمد.

أما على المستوى الجيوسياسي، فإن توقف العملية العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر – بحسب القناة – خفف الضغط العسكري المباشر على اليمن، لكن اللافت أن صنعاء لم تكن قد خففت من وتيرة عملياتها حتى في ذروة التهديدات الأمريكية، ما يعكس قرارًا استراتيجيًا مستقلاً ومتماسكًا في إدارة المعركة ضمن معادلة محور المقاومة الأوسع.

ويأتي هذا الاعتراف العلني في سياق تصاعدي يعكس حجم الانكشاف الأمني داخل الكيان، والتراجع المتسارع في قدرته على تحصين جبهته الداخلية، وسط استمرار العدوان على غزة، واحتدام المواجهات في جنوب لبنان، وتوسّع جغرافيا الاستهداف من البحر الأحمر حتى عمق فلسطين المحتلة.

إن تصريحات الإعلام الصهيوني – رغم طابعها الميداني – تمثل في جوهرها إقرارًا صريحًا بعجز المنظومة العسكرية والسياسية للكيان عن مواجهة تعددية الجبهات وصعود قوى إقليمية فاعلة، وفي مقدمتها اليمن، التي لم تعد تُحسب فقط على الخريطة الدفاعية، بل باتت تؤدي دورًا محوريًا في رسم معادلات الردع وتوازن القوة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ندوة علمية في جامعة الضالع تسلط الضوء على جذور الصراع مع الكيان الصهيوني

يمانيون |
استعرض أكاديميون وسياسيون في ندوة علمية نظمتها جامعة الضالع، تحت عنوان “طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني”، أبعاد الصراع المستمر مع الكيان الصهيوني وأسبابه التاريخية والسياسية.

وأكد رئيس جامعة صعدة، الدكتور عبدالرحيم الحمران، في كلمته الافتتاحية أن هذا الصراع ليس وليد اللحظة، بل هو صراع طويل يمتد جذرياً، يعكس موقفاً ثابتاً في رفض الظلم ومحاولات طمس الحقوق الفلسطينية.

وأوضح الدكتور الحمران أن التمييز بين اليهود كجماعة بشرية وبين المشروع الصهيوني السياسي أمر بالغ الأهمية، مشيراً إلى أن هذا الأخير يشكل تهديداً للسلام العالمي بأسره.

من جانبه، أشار رئيس جامعة الضالع، الدكتور علي الطارق، إلى أهمية مثل هذه الندوات التي تستهدف تعزيز الوعي في الأوساط الأكاديمية، مؤكداً أن الوعي هو خط الدفاع الأول ضد الاحتلال الصهيوني. وأضاف أن الجامعة تتحمل مسؤولية استنهاض هذا الوعي لدى الطلاب والأجيال القادمة.

وفي ورقة تحليلية، قدم الدكتور أحمد العرامي، رئيس جامعة البيضاء، قراءة تاريخية معمقة لرحلة التحولات التي مرت بها نظرة الغرب تجاه اليهود، وكيف أدى الدعم الغربي للمشروع الصهيوني إلى تشكيل “الوطن القومي” في فلسطين. مبيناً أن هذا التحول بدأ منذ بداية العداء الغربي لليهود، وصولاً إلى دعمهم الكامل للكيان الإسرائيلي في العام 1948.

كما تحدث عضو رابطة علماء اليمن، مقبل الكدهي، عن دور السياسات الغربية في خدمة المشروع الصهيوني، ما أدى إلى إضعاف الجهود العربية للتوحد ومواجهة الاحتلال.

من جهة أخرى، قدم مدير المركز اليمني للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبدالعزيز أبو طالب، ورقة بعنوان “المقاطعة كأداة مواجهة”، حيث استعرض فاعلية المقاطعة الاقتصادية في مكافحة الاحتلال الصهيوني بعد 7 أكتوبر 2023. مؤكداً أن المقاطعة تمثل رداً شعبياً وأخلاقياً على ممارسات الاحتلال، ومشيراً إلى تأثيرها الكبير في خسائر الشركات الداعمة للكيان.

وفي ختام الندوة، خرج المشاركون بتوصيات عدة أهمها ضرورة تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية داخل الجامعات، وتشجيع البحث العلمي حول الصراع العربي الصهيوني، بالإضافة إلى دعم وتحفيز المبادرات الشعبية مثل المقاطعة الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • رفض إسرائيلي لوقف العمليات العسكرية خلال زيارة البابا
  • إعلام صهيوني: مفاوضات لاستخدام مرتزقة الإمارات في اليمن ضمن القوة الدولية لقطاع غزة
  • ممر التطبيع الاقتصادي.. قطار إماراتي–صهيوني للالتفاف على الحصار اليمني
  • ندوة علمية في جامعة الضالع تسلط الضوء على جذور الصراع مع الكيان الصهيوني
  • سكة حديد لربط الكيان بدول الخليج
  • العدو الصهيوني يواصل توغلاته العسكرية ويزيد من تمركزه في عمق القرى السورية
  • علماء اليمن: نزع سلاح المقاومة مشروع أمريكي صهيوني… والردّ على العدوان حق لا يقبل المساومة
  • الحكومة اليمنية تعلن حزمة إجراءات تقشفية صارمة لمواجهة الانهيار الاقتصادي
  • مسجد المحضار بتريم.. معلم إسلامي ورمز للهوية اليمنية التي صُنعت من الطين والتقوى
  • الحكومة اليمنية تنفذ إجراءات تقشف لضبط الاقتصاد