فرنسا ترفع السرية عن أرشيف ملف القاصرين في ثورة التحرير الجزائرية
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
نشرت الجريدة الرسمية في فرنسا الأحد مرسوما يقضي بتسهيل الوصول بشكل أكبر إلى أرشيفها المرتبط بثورة التحرير الجزائرية، وذلك بإتاحة الاطلاع على ملفات لقاصرين.
بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في آذار/مارس 2021 تسهيل الوصول إلى الأرشيف السري، فتحت فرنسا في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه أرشيفها المتعلق بالقضايا القانونية وتحقيقات الشرطة في الجزائر خلال الثورة الممتدة بين الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1954 و31 كانون الأول/ديسمبر 1966.
لكن عمليا يبقى الوصول إلى هذه الوثائق "صعبا جدا" بالنسبة للعائلات والباحثين، حسبما كتب المؤرخ مارك أندريه في صحيفة "لوموند" في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وإحدى العقبات الرئيسية أمام الاطلاع على الأرشيف تتعلق بعدم فتح الملفات المتعلقة بمن تقل أعمارهم عن 21 عاما بسبب التشريعات حينذاك، وهي ملفات كانت لا تزال مشمولة بفترة سرية الأرشيف البالغة مئة عام. وتسبب هذا القيد، إضافة إلى العديد من القيود الأخرى، بـ"إغلاق غالبية الملفات"، وفق المؤرخ.
وأضاف في نصه في صحيفة لوموند "تؤدي هذه الإدارة البيروقراطية إلى تجاهل واقع حرب خاضها شباب. وينطبق هذا أيضا على المهاجرين الجزائريين إلى فرنسا والمقاومين والشبكات الحضرية والسجون إذ كانت أعمار العديد من الانفصاليين ومؤيديهم والمتمردين والمجندين تناهز 20 عاما عند انضمامهم".
وتابع أندريه، "كانوا بالغين بما يكفي في تلك الفترة لتُقطع رؤوسهم، لكنهم أصبحوا اليوم قاصرين بما يكفي لتُقصى ملفاتهم من الاستثناء العام".
يلغي المرسوم الجديد بتاريخ 25 آب/أغسطس 2023 والذي نُشر الأحد، الاستثناء الذي يطال الملفات المتعلقة بقاصرين.
غير أن الملفات التي ينتهك نشرها "خصوصية الحياة الجنسية للأشخاص أو سلامة الأشخاص المذكورة أسماؤهم أو الذين يمكن التعرّف عليهم بسهولة وشاركوا في أنشطة استخباراتية"، تبقى سرية.
ويندرج هذا التسهيل الجديد في إطار سياسة تهدئة اعتمدها ماكرون خلال ولايته الأولى، بعد توصيات تضمنها تقرير للمؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا حول صراع الذاكرة بين الجزائر وفرنسا فيما يتعلق بالماضي الاستعماري. لكن العلاقة بين فرنسا والجزائر لا تزال صعبة ومعقدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فرنسا الجزائرية فرنسا الجزائر سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
شنقريحة يأمر البوليساريو بسحب الأسلحة الإيرانية وتسليمها للمخابرات الجزائرية
زنقة 20 ا الرباط
كشفت مصادر إعلامية متطابقة، أن الجنرال الجزائري سعيد شنقريحة أعطى تعليمات مباشرة إلى قيادة جبهة البوليساريو من أجل سحب الأسلحة والطائرات المسيّرة التي سبق أن تم تسليمها من قبل الحرس الثوري الإيراني، وتسليمها إلى أجهزة الاستخبارات العسكرية الجزائرية، وذلك في أعقاب التصعيد الإقليمي المتواصل بين إسرائيل والنظام الإيراني.
وتأتي هذه الخطوة، حسب ذات المصادر، في سياق محاولة تفادي إدراج الجبهة الانفصالية على قوائم المنظمات الإرهابية من قبل بعض الدول الغربية، لا سيما في ظل تصاعد التنسيق العسكري بين البوليساريو وإيران، وما يحمله ذلك من مخاطر دبلوماسية وأمنية على الجزائر، الحليف الأول للجبهة.
ووفقًا لما تم تسريبه، فإن التحرك الجزائري لا يقتصر فقط على احتواء ملف البوليساريو، بل يمتد إلى توجيه أوامر بـإعادة انتشار الميليشيات الإيرانية المتواجدة سراً في قواعد على التراب الجزائري، عبر نقلها نحو مناطق الساحل الإفريقي والحدود مع ليبيا، حيث يتزايد النشاط الأمني والعسكري المشبوه في الآونة الأخيرة.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهده المنطقة مع تنامي المخاوف الدولية من تسلل النفوذ الإيراني إلى منطقة شمال إفريقيا، عبر دعم حركات انفصالية ومليشيات مسلحة، مما قد يُعرّض الجزائر لضغوط دولية متزايدة، خاصة من طرف الولايات المتحدة والدول الأوروبية الداعمة لحل سياسي سلمي لقضية الصحراء.
ويرى متابعون أن هذه التحركات تعكس ارتباكاً في استراتيجية المؤسسة العسكرية الجزائرية، التي تجد نفسها مضطرة لتقديم تنازلات تكتيكية لتفادي عزلة دبلوماسية محتملة، في ظل السياقات الجيوسياسية المتسارعة التي تعيد رسم موازين القوى في المنطقة.