وسط تزايد ألسنة اللهب.. 5 عوامل جنبت القاهرة السقوط في صراعات المنطقة
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
وسط إقليم ملتهب لا تتوقف فيه الصراعات برهة ، وتتواصل الاشتباكات ليل نهار معلنة عن سقوط أنظمة ودول كبرى وقيام أخرى على أنقاضها، تقف مصر شامخة آمنة مطمئنة رغم محاولات عدة من قوى محيطة بها لجرها إلى هذه الصراعات، بل والدفع نحو ذلك بشدة مستخدمة كل الأدوات المتاحة لديها لتحقيق أهدافها بتوريط مصر وإدخالها نفق عدم الاستقرار والتوتر السياسي.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط، منذ عقود توترات سياسية لا تتوقف زادت حدتها مع عملية طوفان الأقصى قبل عامين، وما ترتب على هذه العملية من تغيير كبير في وضع المنطقة التي دخلت في حالة توتر غير مسبوقة خاصة مع إنخراط إسرائيل وإيران في اشتباك مباشر لأول مرة في تاريخهما، والذي يؤكد كثير من الخبراء والمراقبين أنه سيقود الأقليم لمرحلة جديدة من العنف وعدم الاستقرار لا يعرف نهايتها.
وبعيدا عما يحدث في قطاع غزة أو حدث في جنوب لبنان أو اليمن أو سوريا وما ترتب عليه من نشوب حرب تكسير عظام بين إيران وإسرائيل، يوجد نزاعات تحيط بالقاهرة لا تتوقف ولا يعرف مصير المشاركين فيها أو إلى أي شيء ستنتهي وما ينتظر البلدان المشتعلة فيها، كما هو الحال في السودان وليبيا.
الصراع في الشرق الأوسطورغم كل ذلك تقف القاهرة ثابتة وتتبنى قيادتها السياسية مواقفا حيادية لا انحياز فيها لطرف على الآخر وتسعى بقوة لإنقاذ الإقليم من مستقبل مظلم من خلال دعواتها الدائمة لإعمال العقل والتحلي بالهدوء وترك دور للدبلوماسية لحلحلة أزمات المنطقة، الأمر الذي جعل منها محل احترام وتقدير من جميع القوى الكبرى بل وجنبها ويلات هذه الصراعات والسقوط فيها.
وحول نجاح القاهرة في الحفاظ على موقفها الثابت من جميع الفرقاء ووضعها وسط منطقة تعج بالأزمات وتقف على كرة من اللهب، يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد الطاهري، أنه وسط فوضى إقليمية مشتعلة — من سوريا إلى ليبيا، ومن السودان إلى العراق، ومن الشام إلى إيران — لم تسقط مصر في فخ الاصطفاف الأعمى، ولم تنجر إلى مواجهات عبثية، بل اختارت أن ترسم لنفسها مسارًا مستقلاً، واقعيًا، محسوبًا.
وأضاف الطاهري، أن مصر وهي الدولة الكبرى في منطقة لا تعرف الاستقرار وتعيش على وقع التحولات الحادة والصراعات المستمرة نجحت في أن تكون نموذجًا فريدًا في قدرتها على تحقيق اتزان استراتيجي يعكس فهماً عميقاً لتوازنات القوى، وحسن إدارة لمصادر القوة والمرونة معاً.
ووضع الكاتب الصحفي مجموعة من المحددات ساهمت في تحقيق القاهرة هذه الاتزان الاستراتيجي الكبيرة في أقليم على حافة الهاوية، ومنها:
الرئيس السيسييرى الطاهري، أن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي تتجاوز اللحظة في قلب هذا التوازن، فتقف شخصية الرئيس السيسي كعامل حاسم في بناء استراتيجية مصر بخلفيته العسكرية وإطلاعه العميق على تركيبة الإقليم، مؤكدا أن الرئيس استطاع أن يتحرك بثبات في أكثر اللحظات اضطرابًا.
وأضاف الكاتب الصحفي، أن الرئيس السيسي لا يدير معركة لحظية أبدا بل يُؤسس لبنية صلبة للدولة المصرية في مواجهة أزمنة الفوضى وهذا مالم يستطع عليه صبرا معظم النخب المصرية، متابعا أن قراءته للمخاطر تمتاز بعمق زمني طويل، فلا تُبنى القرارات كرد فعل، بل كجزء من خريطة شاملة تأخذ في الاعتبار محددات مؤثرة او حاسمه للأمن القومي المصري ( مستقبل المياه/ الطاقة/ الحدود/ السيادة /الهوية الوطنية).
ولفت الطاهري، إلى أن قرارات الرئيس بإنشاء قواعد عسكرية على أطراف البلاد، أو تدشين أسطول بحري قوي أو حتى إعادة رسم الاقتصاد، لم تكن قرارات شكلية، بل كانت إجابات مبكرة على أسئلة قادمة، وهذه هي السياسة بمفهومها الأعلى "استباق الزمن لا الانحناء له".
السياسة الخارجيةبحسب الطاهري، نجحت مصر في بناء شبكة علاقات خارجية متوازنة (مرونة بغير انكسار)، فهي حليف استراتيجي لدول الخليج وشريك موثوق للولايات المتحدة، وصديق متجدد لروسيا والصين، مؤكدا أن مصر لم ترهن قرارها لطرف واحد، بل مارست نوعاً من الحياد الإيجابي، وراكمت رصيداً دبلوماسياً قوياً كوسيط موثوق في الملفات الساخنة، (من غزة إلى ليبيا - من السودان إلى شرق المتوسط).
القوات المسلحة المصريةوتسأل الكاتب الصحفي، قائلا: ألم يردد كل مصري عبارة (الحمد لله على نعمة جيش مصر ) يومياً عشرات المرات وهو يتابع كل ما يجرى من حوله رغم قسوة الحياة اليومية، مضيفا: ننظر هنا إلى الجيش المصري في هذا التحليل بأنه نجح في أن يكون قلب المعادلة الاستراتيجية لمصر ليس كأداة اعتداء أو استعراض بل كعمود فقري للأمن القومي بمختلف أبعاده.
وأشار الطاهري، إلى التحديثات غير المسبوقة في التسليح والتدريب وتوسيع القدرات البحرية والجوية، مؤكدا أنها لم تكن استعراضاً للقوة بل رسالة ردع ذكية مفادها "لسنا دعاة حرب، لكننا جاهزون لها"، وفي طيات هذا المعنى أجابة عن سؤال غبي وهو لماذا نشتري كل هذا السلاح؟.
الداخل المستقريتابع المحلل السياسي، قائلا: صحيح أن التحديات الاقتصادية والضغوط الاجتماعية قائمة، لكن مصر تجنبت انهيارات الدول التي فقدت السيطرة على جبهتها الداخلية، فالمؤسسات أُعيد بناؤها بعد سنوات من التآكل، والمشاريع القومية الكبرى — رغم ما يُثار حولها — منحت المواطن شعورًا بأن الدولة تعمل، وأن هناك مستقبلاً قيد التشكل، والإصلاحات الاقتصادية القاسية لم تكن بلا ثمن ،لكنها حافظت على درجة من الصمود في وجه العواصف، معقبا: مصر ليست دولة ريعية "بل تحاول جاهدة بناء اقتصاد إنتاجي متنوع ويصحح مساره رغم العثرات".
الأمن القومي اهتمام شعبيويرى الطاهري، في هذا الشأن أن مصر هي الكتلة السكانية الأكبر في المنطقة والأمن القومي لم يعد جغرافياً فقط، فمصر تدرك أن معاركها الحقيقية من منابع النيل والحفاظ على السيادة وأمن الحدود إلى الأمن الغذائي، وصولا لمعارك لجان الإنترنت التي تهدف إلى تحقيق حالة انهزامية دائمة في الفضاء الإلكتروني المصري، وبالتالي "أصبح الأمن القومي المصري والحفاظ عليه لغة يتحدثها أكثر من 100 مليون مصري رغم تفاوت إدراكهم هذا التحول في عمق الفهم الشعبي واتساقه مع رسالة الدولة في كل ما يمس الأمن القومي هو ما يجعل مصر أكثر استعدادًا للتعامل مع التحديات غير التقليدية".
وأكد الكاتب الصحفي في ختام تصريحاته، أن الاتزان لا يعني السكون بل القدرة على الوقوف بثبات وسط الأمواج، فمصر برغم كل ما يقال لا تزال تقف بل وتفكر وتخطط وتمسك بخيوط اللعبة الإقليمية دون أن تحترق بها، وقيادتها التي تُدير اللحظة بعين على المستقبل هي الضمانة الأهم لهذا التوازن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران إسرائيل غزة الرئيس السيسي الجيش المصري القوات المسلحة المصرية منطقة الشرق الأوسط طوفان الأقصى السودان أحمد الطاهري الکاتب الصحفی الرئیس السیسی الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
الحرية المصري: ندعم إجراءات الدولة المصرية للحفاظ على الأمن القومي
كتب- نشأت علي:
جدد حزب الحرية المصرى، برئاسة الدكتور ممدوح محمد محمود، دعمه الكامل لموقف الدولة المصرية ومؤسساتها في مواجهة أى محاولات للنيل من السيادة الوطنية، مشددا على رفضه القاطع لأى تجاوزات تستغل معاناة الشعب الفلسطينى لتحقيق أهداف ضيقة أو مصالح شخصية.
وأكد الحزب تأييده لما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية، الذي رحب بالمواقف الدولية – الرسمية والشعبية – الداعمة لحقوق الشعب الفلسطينى والرافضة للحصار والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة فى قطاع غزة.
كما شدد الحزب على أهمية الالتزام بالإجراءات التنظيمية الخاصة بزيارة الوفود الأجنبية إلى المناطق الحدودية مع القطاع، وضرورة الحصول على الموافقات الرسمية المسبقة.
وأعرب الحزب عن دعمه الكامل للإجراءات التى تتخذها الدولة المصرية لضمان الأمن القومى، ورفضه التام لأى ممارسات قد تهدد استقرار البلاد أو تمس بمصالحها العليا.
وقال الدكتور ممدوح محمود، إن بيان وزارة الخارجية يجسد ثوابت السياسة المصرية تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدا حرص مصر على ضبط التحركات والمواقف الخارجية بما يصون أمنها القومي ويعزز دورها الداعم للشعب الفلسطينى.
وأضاف أن مصر، تاريخيا، كانت ولا تزال في طليعة الدول المدافعة عن الحقوق الفلسطينية، من خلال جهودها الدبلوماسية الحثيثة، وتيسير إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والعمل على تثبيت التهدئة ومنع التصعيد، جنبا إلى جنب مع التزامها الراسخ بحماية أراضيها وحدودها.
وشدد رئيس الحزب على أن احترام السياسات والإجراءات المصرية المنظمة للتحركات الخارجية هو شرط أساسي لتعزيز العمل العربي المشترك، ومنع أي محاولات للزج بمصر فى ممارسات خارجة عن الإطار الرسمى والدبلوماسي.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
حزب الحرية المصرى الدكتور ممدوح محمد محمود بيان وزارة الخارجية المصرية قطاع غزة القضية الفلسطينيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدإعلان
"الحرية المصري": ندعم إجراءات الدولة المصرية للحفاظ على الأمن القومي
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك