في وجه العاصفةالاسرائيلية .. الطاقة الذرية الإيرانية: التكنولوجيا النووية خيار لا رجعة فيه
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
جدّدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تأكيدها على المضي قدمًا في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية.
وجاء هذا الموقف الحازم في بيان نُشر اليوم عبر المنصات الرسمية للمنظمة، حيث شدّدت طهران على أن البرنامج النووي السلمي "لن يتوقف رغم التهديدات والهجمات الخارجية"، في إشارة مباشرة إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية.
يأتي هذا التصريح في وقت بالغ الحساسية، بعد أن تبنّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول قرار من نوعه منذ عقدين يدين عدم تعاون طهران الكامل بشأن ثلاث مواقع غير مصرّح بها تحتوي على آثار لمواد نووية.
رد إيران لم يتأخر، إذ أعلنت توقفها عن إبلاغ الوكالة بأي إجراءات حماية جديدة، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا دبلوماسيًا كبيرًا.
اعترافات الكيان: إيران لم تستخدم بعد أقوى أسلحتها المدمرة
خسائر بشرية ومادية فادحة.. تطورات الوضع اليوم في إيران | تفاصيل كاملة
لكن خلف هذا السجال التقني والدبلوماسي، تقف رؤية إيرانية واضحة ترتكز على الربط بين التنمية التكنولوجية والاستقلال السياسي. حيث يرى المسؤولون في طهران أن تعزيز القدرات النووية، حتى ضمن الإطار السلمي، هو جزء من مشروع أكبر للتحرر من الهيمنة الغربية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات العلمية والصناعية.
البيان الذي أصدرته منظمة الطاقة الذرية لم يخلُ من النبرة الرمزية، إذ تحدّث عن "أرواح الشهداء من العلماء النوويين" وضرورة "تكريمهم بمواصلة الطريق"، وهو خطاب يهدف إلى حشد الدعم الشعبي الداخلي، خصوصًا في ظل ما تصفه إيران بـ"العدوان الصهيوني" المتكرر.
وفي حين تستعد أوروبا لفتح باب المفاوضات من جديد، لا يبدو أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات. فالمسار الميداني يكشف عن خطوات تصعيدية واضحة، منها استكمال بناء منشآت تخصيب جديدة، وتطوير أجهزة طرد مركزي أكثر تطورًا، ما قد يُسرّع عملية إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.
أما على المستوى الإقليمي، فتزداد المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة.
الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والخطاب المتشنج من الطرفين، يشيران إلى احتمال تدحرج الأوضاع نحو أزمة أكبر، قد تتجاوز الملف النووي لتشمل كامل خريطة الشرق الأوسط.
وفي المحصلة، يبدو أن إيران مصمّمة على دفع برنامجها النووي السلمي إلى الأمام، حتى وإن كلّفها ذلك المزيد من العزلة الدولية. وهي بذلك تطرح معادلة جديدة: التنمية تحت الحصار، والسيادة رغم الضغوط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: منظمة الطاقة الذرية الإيرانية التكنولوجيا النووية السلمية البرنامج النووي السلمي الضربات الإسرائيلية إيران الطاقة الذریة
إقرأ أيضاً:
رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: لم نسجل أي تسرب إشعاعي في نطنز
أعلن محمد إسلامي، نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه لم يحدث أي تسرّب إشعاعي في منشأة نطنز النووية نتيجة الهجوم الصهيوني الأخير، بحيث يثير قلق المواطنين.
أوضح أنه بالتزامن مع الهجوم الإرهابي للكيان الصهيوني على طهران، تعرض موقع الشهيد أحمدي روشن في نطنز لهجمات متكررة، نُفّذت وفق مخطط معدّ سلفًا بهدف إحداث أكبر قدر من الأضرار في المنشآت النووية."
وأضاف أنه لحسن الحظ، كانت الأضرار على سطح الأرض، ولم تُسفر عن أي خسائر بشرية، ولم يسجل أي تسرّب إشعاعي يهدد سلامة المواطنين، كما لم نواجه أضراراً كبيرة، ونعكف حالياً على إجراء تقييم دقيق لحجم الخسائر.
وأشار في مقابلة تلفزيونية إلى أن "الهجوم هو عمل إرهابي من جانب الكيان الصهيوني الذي أثبت اليوم مجددًا طبيعته الدموية والمعادية للإنسانية، ولم يعد هناك مجال لإنكار ذلك. أما المؤسسات الدولية التي تُفترض أن تكون حامية للسلام، فهي للأسف واقعة تحت نفوذ النظام الاستكباري والصهيوني، ولا تلعب أي دور يُذكر في دعم السلم والأمن الدوليين.
وشدد قائلا: "مسيرتنا واضحة وأطر برامجنا محددة، ولن تؤثر هذه الهجمات على إرادتنا وعملنا، بل على العكس، زادت عزيمة كوادرنا وإيمانهم ونشاطهم في جميع المواقع النووية.. إننا نطمئن الشعب الإيراني العزيز بأننا ثابتون حتى آخر قطرة دم، ولن نتراجع لحظة عن طريقنا، بل سنواصل هذه المسيرة بكل قوة".
واختتم إسلامي أن الدماء الطاهرة تزيد شجرة هذا الوطن ثباتًا وعمقًا وازدهارًا، وبرغم أنف الأعداء، بلغنا اليوم أعلى درجات التطور في التقنيات النووية وهذه المعرفة لم تعد مجرد علم على الورق، بل باتت مغروسة في أعماق نفوسنا".
في سياق متصل، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، أن مستوى الاشعاعات لم يتبدل حول منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم التي تعرضت لضربات في إطار الهجوم الواسع الذي شنته إسرائيل على إيران.
وقال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي، عبر منصة "إكس" أن هذه المستويات "لم تتبدل"، مشيرا إلى أن "مستوى التلوث الإشعاعي الراهن داخل المنشأة يمكن احتوائه من خلال إجراءات الحماية الملائمة".
إسلامي: لم نسجّل أي تسرّب إشعاعي في نطنز
أعلن محمد إسلامي، نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في مقابلة تلفزيونية، أنه لم يحدث أي تسرّب إشعاعي في منشأة نطنز النووية نتيجة الهجوم الصهيوني الأخير، بحيث يثير قلق المواطنين.https://t.co/6PrV1ALUzH pic.twitter.com/KtsenuCTZ2