تصعيد في الجبهات وإنشاء المعسكرات.. ذراع إيران باليمن تصعد داخليًا لعرقلة جهود السلام
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية، تصعيدها العسكري في الداخل في خطوة واضحة تهدف إلى إفشال أي جهود أممية لإحلال السلام في اليمن.
Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينوشهدت جبهات الجوف خلال اليومين الماضيين، اندلعت معارك عنيفة واشتباكات مكثفة بين الحوثيين وقوات الجيش الوطني، وسط استمرار الميليشيات في تنفيذ هجمات عدائية متكررة تهدد المساعي الدولية لإنهاء الصراع.
وبحسب مصادر عسكرية نفذت الميليشيات الحوثية محاولة تسلل باتجاه مواقع عسكرية في جبهة حويشيان بمحافظة الجوف، وذلك في هجوم عدائي ساندته الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وأشارت المصادر إلى أن القوات تمكنت من صد الهجوم بكفاءة عالية، وتمكنت من إفشاله بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن تكبيد المليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وأوضح المصدر أن مدفعية القوات الحكومية استهدفت مواقع إطلاق القذائف التابعة للمليشيات، ما أدى إلى تحييدها، وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف العناصر الإرهابية. في حين قتل جندي خلال عملية التصدي التي انتهت بدحر العناصر الحوثية.
وخلال الأشهر الأخيرة، كثفت المليشيات من هجماتها بالطائرات المسيّرة والمدفعية على مواقع الجيش الوطني في محاولة لإحداث اختراقات ميدانية، خصوصًا في جبهات حويشيان والجدافر والمحزمات، إلا أن يقظة القوات المسلحة وتكتيكاتها الدفاعية أفشلت معظم تلك المحاولات.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الجهود الأممية الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، حيث تؤكد مصادر عسكرية أن الحوثيين يتعمدون زيادة التوتر الميداني لإفشال أي محاولات لوقف إطلاق النار أو الدخول في مفاوضات جادة تهدف إلى إنهاء الحرب.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن الميليشيات دفعت بتعزيزات كبيرة إلى جبهات القتال، واستخدمت في عملياتها الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، في محاولة لاختراق مواقع الجيش الوطني، إلا أن القوات الحكومية تصدت لهذه الهجمات وكبّدت الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وفي إطار التصعيد، تعمل الميليشيات الحوثية على إنشاء معسكرات تدريبية جديدة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مستهدفة استقطاب المزيد من المقاتلين من أبناء المحافظات الشمالية واليمنيين الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة، حيث يتم إغراؤهم بوعود مادية ودينية لدفعهم إلى صفوف الجماعة.
وقامت الميليشيات مؤخرًا بإنشاء معسكرًا تدريبيًا جديداً في مديرية شرعب الرونة شمال غرب تعز. وبحسب المصادر المحلية والميدانية يقع المعسكر خلف سوق الحرية في المديرية، وبدأت المليشيا تدريبات عسكرية مكثفة لعناصرها خلال الأيام الماضية.
وبحسب المصادر فأن معظم العناصر من الأطفال المشاركين فيما تسمى المراكز الصيفية. وأكدت المصادر رصد تحركات مكثفة لعناصر تابعة للحوثيين، مزودة بمركبات وأطقم عسكرية.
وتشير التقارير إلى أن الحوثيين يكثفون جهودهم لتجنيد الشباب وإلحاقهم بدورات تدريبية عسكرية مكثفة، بهدف تعزيز قوتهم القتالية في ظل تصاعد المواجهات مع القوات الحكومية.
يضع هذا التصعيد المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي حول مدى قدرته على فرض ضغوط فاعلة لإيقاف الممارسات الحوثية التي تعرقل عملية السلام. كما أن استمرار هذا النهج العسكري يهدد فرص الحل السياسي ويزيد من حالة عدم الاستقرار في اليمن، وسط مطالبات بضرورة تحرك دولي حازم للحد من التصعيد وفرض حلول عملية تضمن إنهاء النزاع.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
الهجوم الروسي يتوسع على طول الجبهات الأوكرانية.. تدمير مراكز استراتيجية وسقوط مئات القتلى
شهدت جبهات القتال الأوكرانية تصعيدًا واسع النطاق من قبل القوات المسلحة الروسية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، تنفيذ سلسلة من الضربات المكثفة استهدفت منشآت حيوية وعسكرية أوكرانية، من بينها مجمعات للصناعات الدفاعية، مراكز تدريب، محطات رادار للدفاع الجوي، وورش لتجميع الطائرات المسيّرة.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن وحدات من مجموعة “الشرق” الروسية واصلت تقدمها في عمق خطوط الدفاع الأوكرانية، موقعة خسائر جسيمة في صفوف لواءين آليين ولواء دفاع إقليمي، تمثلت في أكثر من 175 جنديًا أوكرانيًا قتيلًا، إضافة إلى تدمير مركبة قتالية مدرعة، و11 مركبة أخرى، وثلاثة مدافع ميدانية، ومحطتين للحرب الإلكترونية.
كما أعلنت القوات الروسية في محاور أخرى – خصوصًا مجموعة “الغرب” – تحسين مواقعها التكتيكية واستهداف ألوية أوكرانية محمولة جوا ودفاعية في مناطق متعددة بمقاطعتي خاركوف ودونيتسك، حيث قُتل أكثر من 190 جنديًا أوكرانيًا، ودُمّرت دبابة، ومستودع ذخيرة، و10 شاحنات خفيفة.
وشملت الضربات الروسية شملت أيضًا مناطق في مقاطعة سومي وخاركوف نفذتها وحدات من مجموعة “الشمال”، وأسفرت عن مقتل أكثر من 230 جنديًا أوكرانيًا، إلى جانب تدمير 8 مركبات قتالية، 3 سيارات، 3 مدافع ميدانية، محطة حرب إلكترونية، ومستودعين للذخيرة.
وفي الجنوب، واصلت القوات الروسية التقدم عبر عدة محاور في جمهورية دونيتسك الشعبية، حيث استهدفت ألوية للمشاة والهجوم الجبلي، وألحقت بها خسائر تجاوزت 175 جنديًا، إلى جانب تدمير ناقلة جند أمريكية الصنع من طراز “M113″، ومدفع ميداني، و3 محطات للحرب الإلكترونية، ومحطة رادار أمريكية الصنع.
وذكر البيان أن القوات الجوية الروسية استهدفت أكثر من 156 موقعًا عسكريًا، تضمنت منشآت للمجمّع الصناعي العسكري، مراكز تدريب، ورش مسيّرات، مستودعات ذخيرة، ومواقع مؤقتة للمرتزقة الأجانب، كما تم إسقاط 104 طائرات مسيرة، و6 قنابل موجهة من طراز JDAM أميركية الصنع.
وفي تطور إنساني لافت، أعلن فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي ورئيس الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول، عن تسليم 6060 جثة لضباط وجنود أوكرانيين إلى كييف، في إطار ما وصفه بتنفيذ “اتفاقيات إسطنبول”.
وأوضح ميدينسكي أن كييف سلّمت روسيا بالمقابل 78 جثة لجنود روس، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لتسليم 2239 جثة إضافية في أقرب وقت، ضمن جهود إنسانية متواصلة رغم تعقيدات الحرب.
وأكد البيان الرسمي أن روسيا نفّذت هذه الخطوات استنادًا لاتفاق تم التوصل إليه في 2 يونيو الجاري بإسطنبول، وهو ما وصفته موسكو بأنه “تأكيد على التزامها بواجباتها الإنسانية، رغم تعثّر الطرف الأوكراني في بعض المراحل، وعدم حضوره لمواقع التبادل كما كان مقررًا”.
وتأتي هذه التطورات في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة التي أُطلقت في 24 فبراير 2022، بهدف حماية سكان دونباس من ما تصفه موسكو بـ”الاضطهاد والإبادة الجماعية” على يد حكومة كييف، ورغم الدعم العسكري والمالي الغربي الهائل لأوكرانيا، نجحت القوات الروسية– بحسب البيان– في إفشال ما يسمى بـ”الهجوم المضاد الأوكراني”، مدمرة معدات غربية متطورة مثل دبابات “ليوبارد 2” الألمانية، ومدرعات بريطانية وأمريكية الصنع، والتي كانت كييف تراهن عليها لتغيير مسار المعركة.