المتطرف "ايهودا غليك" يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
قاد عضو الكنيست السابق المتطرف "يهودا غليك"، اليوم الخميس 19 يونيو 2025، اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
وأفادت محافظة القدس ، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا "الأقصى" من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، بقيادة المتطرف غليك، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وكانت أبواب مسجد الصخرة المشرفة قد فُتحت أمس الأربعاء، بعد إغلاق دام ستة أيام، مُنع خلالها المصلّون من أداء الصلاة.
وتفرض قوات الاحتلال إجراءات مشددة في محيط المسجد والبلدة القديمة، تستهدف المقدسيين بالاعتداءات وعرقلة تنقلهم.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالأسماء: الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من قرية العساكرة شرق بيت لحم الاحتلال يواصل اقتحام جبع جنوب جنين لليوم الثالث الرئيس الكرواتي: يجب أن نعترف بدولة فلسطين الأكثر قراءة 3 قتلى وأكثر من 100 جريح في هجمات إيران على إسرائيل بار : عشرات المقاتلات الحربية نفذت غارات دقيقة فوق طهران 34 شهيدا في غزة الجمعة 13 يونيو 2025 كاتس : إيران تجاوزت الخطوط الحمراء عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط اليمين الصهيوني للمسجد الأقصى وما حوله؟
بدأت في الأشهر الأخيرة تحركات إسرائيلية مريبة في باحة المسجد الأقصى، والتركيز في هذا التحرك من خلال المسيرات المستمرة أسبوعيا في أماكن المقدسات الإسلامية، من مجموعات من قطعان المستوطنين إلى داخل باحته وما حولها مما يسمونه بالصلوات التي تم استحداثها، والتي تعتبر جزءا من حرم المسجد الأقصى، وكان بين هؤلاء قيادات من الحزب الحاكم اليميني في حزب الليكود، الذي يتزعمه «بنيامين نتنياهو»، بالإضافة إلى الهجمات اليومية على مدن الضفة الغربية من الجيش الإسرائيلي مع هجمات من المستوطنين، والذين يسعون للسيطرة على كل الضفة، والدعوة إلى احتلالها كاملة، وتحويلها إلى مستوطنات أخرى، تضاف إلى المستوطنات التي أقيمت منذ عام 1967وما بعده، وهي بلا شك خطة لتهويد هذه المدينة العربية المقدسة، ومحاولة محو كل ما يمت للمقدسات الإسلامية. ولا شك أن هذه المخططات الصهيونية، تشكل خطرا حقيقيا، من خلال التصريحات والبيانات للمجموعة اليمينية المتطرفة في حكومة الليكود، التي تطالب بهدم الكثير من الأماكن الإسلامية وتحويلها إلى معابد لبني إسرائيل بحكم الادعاءات بالحق التاريخي المزعوم، مع أن هذه المجموعة اليمينية، ليس لهم صلة بفلسطين منذ عشرات القرون، وأغلبهم عاشوا إما في أوروبا الشرقية أو أوروبا الغربية، والأغرب أنهم الأشد تطرفا من اليهود الذين عاشوا في البلاد العربية والإسلامية.
ولا شك أن الحديث عن مدينة القدس عامة، والمسجد الأقصى خاصة له الكثير من الدلالات والمعاني الكبيرة في نفوس كل العرب والمسلمين، وكذلك عند الديانات السماوية، ومنها الديانة المسيحية، باعتبار مدينة القدس، إحدى الركائز التي أسهمت في التكوين الثقافي والفكري والديني للعرب والمسلمين، وعندما انتشر الإسلام أصبحت القدس أحد الأماكن المقدسة التي يحرص المسلمون على زيارتها، والصلاة في مسجدها، والاطلاع على الملامح الحضارية، لهذه المدينة العريقة التي احتلت في 1967، إلى جانب المقدسات المسيحية والآثار الحضارية لهذه المدينة العربية.
ويعيش الأقصى محنة كبيرة من قبل الاحتلال الصهيوني، منذ سنوات منذ واقعة اقتحام المسجد الأقصى وإخراج المعتكفين فيه آنذاك، الذي يتزعمهم الشيخ رائد صلاح وهو من سكان أرض 1948، وأحد المناضلين الفلسطينيين في قضية القدس والمسجد الأقصى، ولا تزال إسرائيل تمارس الخطط والممارسات بين الحين والآخر لتهويد القدس، وقد جاء التهديد بفرض السيادة على الأقصى من قبل نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم، في إحدى الوزارات الإسرائيلية السابقة، الذي قال للإذاعة الإسرائيلية، في تلك الحادثة إن«المعركة بدأت لفرض السيادة على القدس وبشكل خاص على جبل الهيكل». إن الحديث عن تمسكنا بالقدس، ومكانة القدس في العالم الإسلامي، وتاريخنا الناصع البياض في هذه المدينة المقدسة لا يكفي، فهذه الدراسات والبحوث على أهميتها، لا تسهم في إنقاذ هذه المدينة العربية، ولا يحميها من التهويد وطمس معالم ، والقضاء على الكثير من آثارها التاريخية الإسلامية العريقة منذ أكثر من أربعة عقود.
صحيح أننا يجب أن نؤطر تاريخنا بالوثائق والمستجدات بما يسهم في توضيح الحقائق التاريخية وإبراز حقوقنا القانونية والدينية، لكن بهذه الجهود والتحركات بهذه الطريقة كمن يخاطب نفسه، ويسرد الوقائع على ذاته فقط، لكن الذي يجب أن نعمله للقدس كمدينة عربية إسلامية تحت الاحتلال، وتواجه الكثير من الممارسات الخطيرة أن يكون هناك حراك سياسي وثقافي وقانوني في العالم كله، ونخاطب الرأي العام العالمي بالحقائق التاريخية، ونعرض ما لدينا من وثائق من خلال هذه الندوات والمعارض واللقاءات مع مؤسسات المجتمع المدني لفضح ممارسات إسرائيل لطمس معالم هذه المدينة العربية، وإبراز حقوقنا التاريخية من خلال ما نملكه قانونيا وسياديا عليها. لذلك من المهم أن يكون اهتمامنا بالقدس من خلال التحرك الفاعل، لكشف ما تفعله إسرائيل، والمخاطر المحدقة بهوية هذه المدينة وتاريخها ومعالمها الأثرية. ومن المهم أن تبرز الكثير من القضايا الهامة والوثائق الجديرة بالطرح تاريخياً، بما يؤكد على عدم أحقية الإسرائيليين في هذه المدينة سوى ما هو متاح لهم من أماكن للعبادة معروف منذ القدم الخ.
والأخطر الذي يمكن أن يشكل طمس معالم هذه المدينة المقدسة إقامة المستوطنات الإسرائيلية حول المدينة وحصارها والقضاء على الكثير من هذه المعالم، وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية العسكرية، منها الاستيلاء على بعض الأملاك الخاصة العربية، ومصادرة الكثير من الأراضي الفلسطينية مع أن تنظيمات لاهاي بشأن الأملاك الخاصة واضحة بموجب المادة « 46» التي تقول «يجب أن تحترم الملكية الخاصة» وأنه «لا يجوز مصادرة الأملاك الخاصة»، لكن إسرائيل كعادتها لا تحترم القوانين والتنظيمات الدولية واعتبرت أن «المادة 46 غير ملزمة لها! وهناك الكثير من الدلائل والقرائن تؤكد أن إسرائيل هدمت ودمرت مئات المنازل في القدس، وأقامت لها مباني أخرى لأغراض متعددة وبعضها لم تعوض لأصحابها، ناهيك عن الإجراءات الإسرائيلية التي قامت بها منذ احتلال القدس من إقامة مئات المستوطنات وتدمير أملاك لأوقاف إسلامية وتجريدها من طابعها الديني، فكل هذه الإجراءات تخالف القوانين الدولية وتنتهكها بصورة صارخة، ومع ذلك فإن الدول الغربية لا تزال تعتبر إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وتقف إلى جانبها وتعتبر بعض هذه الدول أنها تدافع عن نفسها، مع أنها دولة محتلة غاصبة لأراض أخرى.
لذلك علينا أن نستشعر الخطر المحدق بهذه المدينة المقدسة، وأنه لابد من التحرك السياسي والقانوني والثقافي لحماية هوية المدينة وآثارها وتاريخها من الطمس والإلغاء وقبل ذلك تخليصها من الاحتلال، وهذا لا يتأتى بالمؤتمرات والندوات داخل بلداننا، فنحن نعرف ماذا يجري في القدس. وما يجري فيها؟ إنما الذي نوده أن تقوم النخب السياسية والفكرية والثقافية في العالم العربي وخاصة النخب الفلسطينية صاحبة الحق الأصلي هو التحرك الواسع في العالم كله لشرح ما تقوم به إسرائيل، وما تفعله في هذه المدينة ومخالفاتها القانونية لكل القوانين والأنظمة الدولية، كما إن إسرائيل بدأت معركتها الحقيقية في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة، لهدم القدس وتغيير معالمها الإسلامية وهذا ليس تخمينا أو تخيلا، بل هذا التوجه بدأ عمليا والتحركات بدأت من سنوات بالحفر، بعض الأماكن في القدس وخاصة باب (المغاربة)، الذي طالته الحفريات بشكل ممنهج ومن خلال خرائط للوصول إلى هدفهم بتهويد القدس وتغيير المعالم العربية والإسلامية.
ولا شك أن ما يجري اليوم من تحرك لطرد بعض أملاك الفلسطينيين في القدس، والتهويد المستمر فيها على وجه الأخص كما أشرت آنفا، هو نتيجة للخطة المشؤومة (صفقة القرن) التي وضعت في فترة الرئاسة السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاتفاق مع رئيس وزراء إسرائيل والذي يمثل اليمين الإسرائيلي، والذي يريد كل فلسطين وطرد السكان الفلسطينيين، بالحجج التي تتحرك فيها بعض الجماعات المتطرفة لإحلالها محل سكانها الأصليين، بحجة الذرائع التاريخية، مع أن هؤلاء السكان العرب، هم الذين طردوا وهجروا وأبعدوا عن ديارهم، وهم بالملايين في الأردن، ولبنان وسوريا، ومصر، وبلدان عربية وأجنبية في الحروب السابقة، واعتراف الولايات المتحدة بالقدس الموحدة في هذه الصفقة، وجعلها تحت السيادة الإسرائيلية، وهو الذي أدى إلى طرد بعض السكان العرب من منطقة الشيخ جراح، وبدعم من اليمين الإسرائيلي، بذريعة أن كل المناطق أصبحت تحت السيادة الإسرائيلية بموجب هذه الصفقة! وهذا صعب السكوت عليه من قبل الشعب الفلسطيني، خاصة، بعد كل ما جرى لهم منذ عام 1948 وحتى الآن.
ولا شك أن الولايات المتحدة تتحمل الكثير من المسؤولية، فيما يجري اليوم من حروب ومن انتهاكات، ومن أحداث ضد السكان، فسببه الأساسي صفقة القرن التي رتب لها الرئيس الأمريكي ترامب، في هذه الحرب التي لا نعرف ماذا سيكون مصيرها ونتائجها على الأبرياء في غزة والمدن العربية الأخرى، واللافت أن بيانات البيت الأبيض، وبعض المسؤولين الأمريكيين، في تصريحاتهم الأخيرة، تتحدث عن الأراضي العربية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بأنها أرض محتلة، وهذا موقف أو نغمة جديدة تظهر من الإدارة الجديدة من الديمقراطيين، وكذلك الحق العادل للفلسطينيين والإسرائيليين. لكن، أين هو الحق العادل تجاه ما يجري للفلسطينيين في أراض محتلة بموجب اعتراف الولايات المتحدة بهذا الاحتلال، وهو أيضا ضمن القرارات الدولية في عام 1948، وعام 1967، والمذكرات الإيضاحية التي أوضحت الحقوق الثابتة للفلسطينيين، وهذه القرارات الدولية لم تحقق لأصحاب الحق حقوقهم العديدة، كما أنها لم تترك للقرارات الدولية، أن يتم تطبيقها من خلال (حق الفتو)، وللأسف هذه الصلاحية لحق النقض، جعل المنظمة الدولية، لا تسهم في تطبيق القرارات الدولية بعدالة وإنصاف، ولذلك الأزمات والحروب ستستمر وتتفاقم بسبب غياب الطرق والوسائل لكبح المظالم والعداوات التي بلا شك ستبقى مؤرقة للإنسانية جميعها، وفي ظل المعايير والمقاييس المتناقضة في القرارات الدولية.
والإشكال أن البيانات الرسمية الأمريكية، تتحدث عن أحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها! مع أن الولايات معترفة بأن القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة كأراض محتلة، فكيف تحتل أراضي الغير وتكون مطمئنة لذلك؟! وهذا أيضاً غريب أن يتم الاعتراف، ولا يتم محاولة رفض هذا الاحتلال وفي نفس الوقت يتم انتقاد مقاومته! إذن ليس هناك استقرار ولا أمان في ظل الاحتلال، مع انتهاكات وقتل وطرد للسكان، والحروب والصراع سيستمر إذا ما بقيت القضية الفلسطينية دون حلول عادلة ومنصفة منذ 76 عاما من احتلالها، والآن لم يكتف الصهاينة بقضية التقسيم بين القدس الشرقية والقدس الغربية، بل الآن اعتبروها موحدة تحت الاحتلال، ثم يجري محو الآثار وما يمت للمقدسات الإسلامية، في القدس عموما والمسجد الأقصى بشكل خاص.