يثير عدوان الاحتلال على إيران مخاوف من التلوث الإشعاعي، في ظل استهداف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مع تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من رصد مستويات تلوث في منشأة نطنز النووية.



ويهدد أي قصف لمنشأة نووية، سواء كانت قيد التشغيل، أو تحتوي على نفايات مشعة، بإطلاق مواد نووية قاتلة في الجو وعلى التربة والمياه، ويعيد التذكير بكوارث وقعت في الماضي مثل مفاعل تشيرنوبل وفوكوشيما، والذي تستمر آثاره القاتلة لعقود طويلة.



وفي حال تسبب الاحتلال بمثل هكذا تلوث إشعاعي، فإن المنطقة مقبلة على كارثة نووية، ستبقى تلازمها لعقود طويلة وتتسبب بالعذابات لملايين البشر فضلا عن تدمير التربة وتلويث المياه.

التلوث الإشعاعي

عبارة عن انتشار للمواد المشعة في البيئة بطريقة غير طبيعية، تعرض الإنسان والكائنات الحية من حيوانات ونباتات، لمستويات خطيرة من الإشعاع، من خلال مواد صلبة أو سائلة، أو غازية تنتشر في الجو، وتختلط بكل مكونات الطبيعة.

ويؤدي التلوث إلى تسرب ما يعرف بالنويدات المشعة مثل اليود 131، والسيزيوم 137 فضلا عن جسميات مشعة "ألفا وبيتا وغاما"، وشدة الكارثة تعتمد على نوع الموقع الذي حدث منه التسرب الإشعاعي سواء سلاح نووي أو مفاعل أو مواد نووية مخزنة.



ماذا يحدث للبشر والكائنات الحية؟

يلحق التلوث الإشعاعي أضرار سريعة وفتاكة في البشر، بعد وقوعه، خاصة لمن يتعرض لجرعات عالية، وفقا للتصنيف العالمي، أكثر من 1 سيفرت، والتي يطلق عليها متلازمة الإشعاع الحاد، مثل الغثيان الشديد والقيء وفقدان الشعر وتلف نخاع العظام والاحتمالية الكبيرة للوفاة خلال أيام.

كما يسبب التلوث حروقا إشعاعية، تسبب تقرحات جلدية حادة، فضلا عن آثار طويلة الأمد، مثل مرض سرطان الغدة الدرقية بسبب انتشار اليود 131، وسرطانات الدم والرئة والثدي، وغيرها من الأمراض الخطيرة.

إضافة إلى ذلك، تحدث طفرات جينية توثر على الأجيال المستقبلية، وتزيد احتماليات التشوهات الخلقية، فضلا عن الأمراض المزمنة مثل ضعف المناعة وأمراض القلب وإعتام عدسة العين.

كارثة على التربة

تسبب النويدات مثل السيزيوم 137 والبلوتونيوم 239 كوارث بيئية عند استقرارها في التربة لعقود وربما لقرون، بشكل يجعل من المستحيل الاستفادة منها.

ويؤدي التلوث الإشعاعي إلى قتل كافة الكائنات الدقيقة في التربة، ويفقدها الخصوبة، ويدمر دعم النباتات، وفي حال زراعة أي محاصيل في تربة ملوثة إشعاعيا، فإن النويدات المشعة تنتقل قبل الجذور، ويلوث المحاصيل بالنتيجة لذلك.

وعلاوة على التربة، الحيوانات التي تتغذى على النباتات في المناطق الملوثة، تنتقل إليها المواد المشعة ما يؤدي إلى إصابتها بالأمراض وتصبح لحومها ملوثة وغير صالحة للاستهلاك.

كارثة تشيرنوبل في الذاكرة

تعد كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، أبلغ مثال على التلوث الإشعاعي القاتل، والذي يلوح شبحه بسبب إصرار الاحتلال على تدمير المواقع النووية في إيران.

وقتل انفجار المفاعل 31 شخصا على الفور، لكن الكارثة تعدت ذلك بأضعاف مضاعفة، إذ انطلقت سحابة مشعة تسببت بتلويث أراضي شاسعة تجاوزت 1.4 مليون هكتار، وامتد الأثر الإشعاعي الذي حمله الهواء إلى أوروبا، وأجلي 100 شخص عن المنطقة المحيطة بالمفاعل.



وتسبب التلوث بارتفاع معدلات سرطان الغدة الدرقية خاصة الأطفال والمراهقين وقت الكارثة، وقدرت الوفات نتيجة التلوث بنحو 100 ألف إنسان، ومعاناة أكثر من 2.3 مليون شخص في أوكرانيا وحدها لأمراض مزمنة وخطيرة، علاوة تلوث مساحة كبيرة من الأرض وتحولها إلى مناطق غير صالحة للسكن أو الزراعة.

وأخليت منطقة بمحيط 30 كيلومترا، حول المفاعل، وتحولت إلى مكان غير صالح للسكن، أو الزراعة، ولا تزال التربة اليوم تعاني من مستويات إشعاع مرتفعة، ومجرد تلامسها مع الجسم بدون أدوات وقاية، يخلق الأمراض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال إيران كارثة إيران الاحتلال كارثة تلوث اشعاعي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التلوث الإشعاعی فضلا عن

إقرأ أيضاً:

الخطر يقترب من الخليج | ماذا يعني إعلان دولة الاحتلال قصف مفاعل بوشهر الساحلي؟

قال متحدث عسكري إسرائيلي الخميس إن الجيش قصف مواقع نووية في بوشهر وأصفهان ونطنز ويواصل استهداف منشآت أخرى.

ومحطة بوشهر هي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة لتوليد الكهرباء في إيران وتقع على ساحل الخليج.

وينذر ضرب مفاعل بوشهر النووي الذي يعمل بالماء الخفيف بدعم روسي، من تسرب المواد النووية ما يشكل خطرا على إيران، وجيرانها في الخليج العربي على السواحل المقابلة.

عوامل التهديد؟

اتجاه الرياح: في بوشهر، الرياح الشمالية الغربية قد تنقل الجسيمات المشعة نحو دول الخليج، مما يزيد المخاطر الإقليمية.

الظروف المناخية: الأمطار قد تؤدي إلى هطول "مطر إشعاعي"، مما يوسع نطاق التلوث.

شدة الضربة: إذا كان التسرب ناتجًا عن قصف قلب المفاعل، فإن التلوث سيكون أكبر من مجرد تدمير البنية التحتية.

ما هي الدول المهددة؟

يقابل السواحل الإيرانية على الجانب الآخر كل من الكويت، والسعودية، والبحرين، وقطر، والإمارات وكلها قد تكون مهددة بوصول الإشعاعات النووية إن حصل تسرب، لا سيما أشعة غاما الأكثر خطرا.



بوشهر - الفاو العراقية (270 كيلومتر)
بوشهر - العاصمة الكويت (300 كيلومتر) 
بوشهر - السواحل السعودية (250 كيلومتر)
بوشهر - المنامة (300 كيلومتر) 
بوشهر - السواحل القطرية (300 كيلومتر) 
بوشهر - السواحل الإماراتية (570 كيلومتر)

هل يمكن أن يصلها التلوث الإشعاعي إلى الخليج؟

للمقارنة، في أعقاب كارثة مفاعل تشيرنوبل النووية عام 1986، وصلت آثار الكارثة إلى الدول الإسكندنافيه على رأسها السويد، النرويج، وفنلندا، التي تبعد عن المفاعل ما يزيد على 1500 كيلومتر، لكن الظروف الجوية لم تكن في صالح هذه الدول حيث وصل السيزيوم-137 الذي تبقى مخاطره وآثاره لعقود.

وبحسب فوربس، كانت اللحوم في بعض مناطق النرويج غير قابلة للاستهلاك لعام كامل، وحتى 2019، كانت لا تزال الحيوانات في 37 بلدة نرويجية من أصل 145 تخضع لفحوص إشعاعية قبل السماح بذبحها، ويقول الخبراء إن هذه الإجراء سيظل ضرورية لعقود مقبلة.



ولا يزال السيزيوم-137 موجودًا في التربة في المناطق المتأثرة من الكارثة، بما في ذلك مناطق واسعة من النرويج والسويد. وتمتصه النباتات والفطريات من التربة، ثم تأكله الأغنام والرنة والحيوانات الأخرى التي ترعى في الطبيعة.

ما هو التلوث الإشعاعي النووي؟

ينتج التلوث عند انتشار المواد المشعة في البيئة نتيجة الحوادث أو الهجمات على المنشآت النووية، مما يسبب مخاطر صحية وبيئية كالتعرض المباشر لأشعة ألفا، بيتا، أو غاما، والأخيرة الأكثر ضررا لأنها يمكن أن تخترق عدة سنتيمترات من الفولاذ أو أمتار من الخرسانة. وتتطلب دروعًا ثقيلة مثل الرصاص أو الخرسانة لإيقافها.

ويمكن أن يصيب التلوث المياه إذا تسربت المواد المشعة إلى الأنهار أو المياه الجوفية وقد يؤثر على الحياة البحرية والزراعة.

كما يمكن أن يصل التربة، فالنظائر المشعة مثل السيزيوم-137 تتراكم في التربة، مما يجعل الأراضي غير صالحة للزراعة لعقود.

ماذا قالوا؟

◼ قال مسؤول عسكري إسرائيلي بعد إعلان ضرب المحطة إن "كان من الخطأ" القول إن "إسرائيل" ضربت محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران.

◼ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن هنالك 250 مهندسا روسيا يعملون في محطة بوشهر للطاقة النووية.

◼ قالت وزارة الخارجية الروسية إن على "إسرائيل" على الوقف الفوري للقصف على محطة بوشهر للطاقة النووية حيث يعمل خبراء روس.



◼ قالت كيلسي دافنبورت، الخبيرة في "آرمز كونترول أسوسييشن" إن قد يكون لأي هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية عواقب وخيمة على الصحة والبيئة.

◼ قال المدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي إن المواقع النووية لا يجب أن تُهاجم أبدا، بغض النظر عن السياق أو الظروف، لأن ذلك قد يضر بالسكان والبيئة.

◼ قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في وقت سابق إنه إذا هوجمت منشآت إيران النووية على السواحل فهذا يعني بالنسبة لقطر والمنطقة تلوث مياه الخليج، وهذا يعني "لا مياه، لا أسماء، لا شيء، لا حياة".

مقالات مشابهة

  • الضربات تتصاعد.. هل المنطقة على حافة كارثة نووية؟
  • جهوزية عراقية لمواجهة شبح الإشعاع النووي المحتمل
  • الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل للبشر إذا تسبب الاحتلال بكارثة؟
  • «الأبحاث»: شبكة الرصد الإشعاعي تقيس وتحلل مستويات الإشعاع في الهواء بدقة عالية
  • الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل لسكان المنطقة إذا تسبب الاحتلال بكارثة؟
  • الخطر يقترب من الخليج | ماذا يعني إعلان الاحتلال قصف مفاعل بوشهر الساحلي؟
  • الخطر يقترب من الخليج | ماذا يعني إعلان دولة الاحتلال قصف مفاعل بوشهر الساحلي؟
  • حوار وطني يناقش مستقبل العلاج الإشعاعي
  • ما حقيقة المخاوف الخليجية من التلوث الإشعاعي بسبب ضربات إسرائيل لإيران؟