الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل لسكان المنطقة إذا تسبب الاحتلال بكارثة؟
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
يثير عدوان الاحتلال على إيران مخاوف من التلوث الإشعاعي، في ظل استهداف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مع تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من رصد مستويات تلوث في منشأة نطنز النووية.
ويهدد أي قصف لمنشأة نووية، سواء كانت قيد التشغيل، أو تحتوي على نفايات مشعة، بإطلاق مواد نووية قاتلة في الجو وعلى التربة والمياه، ويعيد التذكير بكوارث وقعت في الماضي مثل مفاعل تشيرنوبل وفوكوشيما، والذي تستمر آثاره القاتلة لعقود طويلة.
وفي حال تسبب الاحتلال بمثل هكذا تلوث إشعاعي، فإن المنطقة مقبلة على كارثة نووية، ستبقى تلازمها لعقود طويلة وتتسبب بالعذابات لملايين البشر فضلا عن تدمير التربة وتلويث المياه.
التلوث الإشعاعي
عبارة عن انتشار للمواد المشعة في البيئة بطريقة غير طبيعية، تعرض الإنسان والكائنات الحية من حيوانات ونباتات، لمستويات خطيرة من الإشعاع، من خلال مواد صلبة أو سائلة، أو غازية تنتشر في الجو، وتختلط بكل مكونات الطبيعة.
ويؤدي التلوث إلى تسرب ما يعرف بالنويدات المشعة مثل اليود 131، والسيزيوم 137 فضلا عن جسميات مشعة "ألفا وبيتا وغاما"، وشدة الكارثة تعتمد على نوع الموقع الذي حدث منه التسرب الإشعاعي سواء سلاح نووي أو مفاعل أو مواد نووية مخزنة.
ماذا يحدث للبشر والكائنات الحية؟
يلحق التلوث الإشعاعي أضرار سريعة وفتاكة في البشر، بعد وقوعه، خاصة لمن يتعرض لجرعات عالية، وفقا للتصنيف العالمي، أكثر من 1 سيفرت، والتي يطلق عليها متلازمة الإشعاع الحاد، مثل الغثيان الشديد والقيء وفقدان الشعر وتلف نخاع العظام والاحتمالية الكبيرة للوفاة خلال أيام.
كما يسبب التلوث حروقا إشعاعية، تسبب تقرحات جلدية حادة، فضلا عن آثار طويلة الأمد، مثل مرض سرطان الغدة الدرقية بسبب انتشار اليود 131، وسرطانات الدم والرئة والثدي، وغيرها من الأمراض الخطيرة.
إضافة إلى ذلك، تحدث طفرات جينية توثر على الأجيال المستقبلية، وتزيد احتماليات التشوهات الخلقية، فضلا عن الأمراض المزمنة مثل ضعف المناعة وأمراض القلب وإعتام عدسة العين.
كارثة على التربة
تسبب النويدات مثل السيزيوم 137 والبلوتونيوم 239 كوارث بيئية عند استقرارها في التربة لعقود وربما لقرون، بشكل يجعل من المستحيل الاستفادة منها.
ويؤدي التلوث الإشعاعي إلى قتل كافة الكائنات الدقيقة في التربة، ويفقدها الخصوبة، ويدمر دعم النباتات، وفي حال زراعة أي محاصيل في تربة ملوثة إشعاعيا، فإن النويدات المشعة تنتقل قبل الجذور، ويلوث المحاصيل بالنتيجة لذلك.
وعلاوة على التربة، الحيوانات التي تتغذى على النباتات في المناطق الملوثة، تنتقل إليها المواد المشعة ما يؤدي إلى إصابتها بالأمراض وتصبح لحومها ملوثة وغير صالحة للاستهلاك.
كارثة تشيرنوبل في الذاكرة
تعد كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، أبلغ مثال على التلوث الإشعاعي القاتل، والذي يلوح شبحه بسبب إصرار الاحتلال على تدمير المواقع النووية في إيران.
وقتل انفجار المفاعل 31 شخصا على الفور، لكن الكارثة تعدت ذلك بأضعاف مضاعفة، إذ انطلقت سحابة مشعة تسببت بتلويث أراضي شاسعة تجاوزت 1.4 مليون هكتار، وامتد الأثر الإشعاعي الذي حمله الهواء إلى أوروبا، وأجلي 100 شخص عن المنطقة المحيطة بالمفاعل.
وتسبب التلوث بارتفاع معدلات سرطان الغدة الدرقية خاصة الأطفال والمراهقين وقت الكارثة، وقدرت الوفات نتيجة التلوث بنحو 100 ألف إنسان، ومعاناة أكثر من 2.3 مليون شخص في أوكرانيا وحدها لأمراض مزمنة وخطيرة، علاوة تلوث مساحة كبيرة من الأرض وتحولها إلى مناطق غير صالحة للسكن أو الزراعة.
وأخليت منطقة بمحيط 30 كيلومترا، حول المفاعل، وتحولت إلى مكان غير صالح للسكن، أو الزراعة، ولا تزال التربة اليوم تعاني من مستويات إشعاع مرتفعة، ومجرد تلامسها مع الجسم بدون أدوات وقاية، يخلق الأمراض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال إيران كارثة إيران الاحتلال كارثة تلوث اشعاعي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التلوث الإشعاعی فضلا عن
إقرأ أيضاً:
مئات الجنود وسفن نووية.. ما تفاصيل العرض السوداني لإنشاء أول قاعدة بحرية لروسيا في إفريقيا؟
قدّمت الحكومة العسكرية في السودان اقتراحًا لروسيا، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين سودانيين، يتيح لها إقامة أول قاعدة بحرية في إفريقيا على البحر الأحمر.
بموجب مقترح يمتد لـ25 عامًا، ستتمكن موسكو من نشر ما يصل إلى 300 جندي، وإرساء أربع سفن حربية، من بينها سفن تعمل بالدفع النووي، وسوف تحصل روسيا على أفضلية في عقود التعدين السودانية، وخصوصًا الذهب. ومن موقع بورتسودان، ستكون موسكو في وضع يسمح لها بمراقبة حركة الملاحة المتجهة نحو قناة السويس، التي يمر عبرها نحو 12% من التجارة العالمية.
في المقابل، يحصل السودان بموجب العرض على أنظمة دفاع جوي روسية متطورة وأسلحة بأسعار تفضيلية لدعم الحرب ضد قوات الدعم السريع، لكنّ مسؤولًا سودانيًا حذّر من أن الصفقة قد تتسبب بمشكلات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة.
يثير احتمال إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر قلقًا لدى المسؤولين الأمريكيين، الذين يعتبرون أن وجودًا كهذا يمنح موسكو قدرة أوسع على توسيع حضورها البحري وعملياتها العسكرية في محيط البحر الأحمر والمتوسط والهندي.
وتسعى موسكو منذ خمس سنوات للحصول على وصول دائم إلى ميناء بورتسودان، فيما تنتشر قواتها في دول إفريقية عدّة. ويرى خبراء أن اتفاقًا من هذا النوع سيشكّل مكسبًا كبيرًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعلى الضفة المقابلة، تتقدّم الصين في بناء موانئ إفريقية وتملك قاعدة بحرية في جيبوتي، بالقرب من أكبر قاعدة أمريكية في القارة، بينما تحتفظ واشنطن بقوات في الصومال.
Related ضغوط أميركية وتنازلات "ثقيلة" لصالح روسيا.. تفاصيل مسودة خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانياترامب يعتقد أن هناك "فرصة جيدة" لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وويتكوف يلتقي بوتين الثلاثاءآلاف في التشيك يعيدون تمثيل انتصار نابليون بأوسترليتز على روسيا والنمسا تبدّل خارطة التحالفاتتراجع النفوذ الروسي في إفريقيا بعد تفكّك مجموعة فاغنر المسلّحة ومقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين عام 2023، ما جعل الصراع السوداني فرصة جديدة لموسكو. وقد دعمت روسيا في بداية الحرب قوات الدعم السريع بهدف الوصول إلى الذهب السوداني، قبل أن تغيّر ولاءها وتعود لدعم الحكومة في الخرطوم.
وفي موازاة ذلك، حصل الجيش السوداني على طائرات مسيّرة من إيران ومصر وتركيا. ويرى محللون أن سعي النظام السوداني لإتمام الصفقة مع موسكو يعكس حجم التدهور في وضعه العسكري، فرغم سيطرته على الخرطوم، أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها على إقليم دارفور بالكامل في أكتوبر، وسط تقارير عن مجازر جديدة بحق المدنيين.
ويُذكر أن نحو 150 ألف شخص قضوا بسبب الحرب والجوع والمرض بالسودان، فيما نزح 12 مليون شخص من منازلهم في أنحاء السودان، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالقارة الأفريقية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة