من احتلال البيوت إلى احتلال العقول!
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
*لا يستطيع أي شخص، مهما كانت ملكاته، أن يدافع عن الميليشيا إلا بالتضليل، وعلى كثرة التضليل عند تقدم/ صمود يبقى جعفر حسن هو الأول في التضليل واحتقار العقول. ولعل هذا هو سر تميزه في نظر رفاقه، التميز الذي جعلهم يحرصون على تقديمه كناطق رسمي! إذ لا توجد قضية من قضايا الحرب إلا وله فيها حيل وأضاليل، وهذه الست قضايا مجرد نماذج*:
١/ *العدوان الإماراتي*:
المغالطة:
* مساواة التدخل الإماراتي (عدوان مباشر) بحق الجيش في تسليح نفسه (حق سيادي):
التكتيك:
* تجنب وصف التدخل الإماراتي بالعدوان.
* وللإيحاء بخطورة شراء الجيش للسلاح، وبأن هذه جريمة ثابتة قال إن “الجيش يعترف بالدعم”.
* ومحاولة إكمال المساواة دعته للقول: “إن الدعم السريع يـ …”، ثم قطع الكلمة ولم يكملها حتى لا يورط نفسه في القول بأن الدعم السريع “يعترف” بدعم الإمارات له!
* “ووظف” اللاجئين لصالح الإمارات لمنع انتقادها. وحاول “تغطية” هذا التوظيف بذكر قائمة من الدول إضافة إلى الإمارات.
٢/ *وقوف الجزائر مع السودان في مجلس الأمن*:
المغالطة:
* تصوير موقف الجزائر لصالح سيادة السودان على أنه “صراع إقليمي”.
التكتيك:
* “الطعن” في الموقف الجزائري و”التشكيك” في دوافعه بقوله: (بالنسبة للجزائريين مفهوم طبيعة الصراع في الإقليم، وليه هم ماخدين الموقف دا).
* و”التهرب” من شرح ما يقصده بطبيعة الصراع في المنطقة، والمعروف أنه لا صراع للجزائر ذو صلة إلا صراعها مع الإمارات لحماية نفسها من تدخلاتها، ووقوفها ضد تدخلها في السودان، وهو ما تهرب من قوله لعلمه بأنه ليس في مصلحته.
٣/ *محاصرة الميليشيا لمطار مروي*:
المغالطة :
* نقل التهمة من الفعل إلى رد الفعل:
التكتيك:
* “تجاهل” البيان الكاذب الذي زعمت فيه الميليشيا أنها تقدمت إلى مروي بالتنسيق مع الجيش لغرض مكافحة الجريمة.
* “استخدم” السؤال “المضلل”: (القضية هل قوات الدعم السريع كان ممكن تمشي بورتسودان وما تمشي مروي؟ تمشي الجنينة وما تمشي مروي؟ ولًا المسألة دي جزء من إعداد المواجهة؟)
* وهو ذاته الذي “اعترف” قبل ذلك ــ في سياق دفاعه عن الميليشيا ــ بأن قائدها كان قد هدد البرهان أمامه وأمام آخرين باحتلال مطار مروي. وهو الاعتراف الذي:١/ يكذب بيان الميليشيا، ٢/ ويكشف زيف سؤاله!
٤/ *جرائم الميليشيا في شرق الجزيرة*:
المغالطة:
* تحويل الانتباه من الجرائم إلى ردود فعل المدنيين.
التكتيك:
* بالتناقض مع زميله طه عثمان اسحاق الذي قال: (لسنا منظمة حقوقية ولا مرصد) ليبرر عدم رصدهم لجرائم الميليشيا، قام جعفر “بتشغيل” القانون في الاتجاه المعاكس. و”بتوجيه” “لجان تقدم القانونية” بالقيام برصد أصحاب “الخطابات السيئة” تمهيداً لمحاكمتهم!
* وفي إجابة لسؤال من قناة الجزيرة عن استمرار اتفاقهم مع الميليشيا رغم استمرار جرائمها، اعترف باستمرار الجرائم، لكنه “حوَّل” المسؤولية إلى الجيش ووجه المذيع إلى أن السؤال الصحيح كان يجب أن يكون عن الجيش: (هذه الورقة المفروض يكون لها ثلاثة أطراف: القوى الديمقراطية المدنية والقوات المسلحة والدعم السريع. أرسلنا للدعم السريع وللقوات المسلحة، الصحيح أن يكون السؤال هو على القوات المسلحة أن تستجيب).
* استخدامه كلمة (الصحيح) يوحي بأن سؤال المذيع ليس صحيحاً!
٥/ *تصنيف جرائم الميليشيا كإرهاب*:
المغالطة:
* التصنيف سيؤدي إلى تأجيج الحرب وزيادة أمدها.
التكتيك:
* طرح، على قناة الجزيرة، سؤالاً مضللاً: (هل تصنيف الدعم السريع اليوم إن صنفه العالم سيوقف الحرب؟).
* اصطنع أهمية زائفة للسؤال بقوله (هذا هو السؤال الأساسي، هذا هو السؤال الصحيح أنا في اعتقادي الذي يجب أن يُطرَح).
* وأجاب إجابة مخاتلة، رغم إنها تحمل ضمناً الاعتراف بأن جرائم الميليشيا تستحق التصنيف، وقال( ونقول عنه إن كان سيوقف الحرب هذا سيكون جيداً).
* و”نقل” الحكم من الأفعال/ الجرائم إلى نتيجة افترضها، ذلك حين استدرك قائلاً: (ولكن نحن بتجربتنا في السودان، وفي دول العالم، هناك تجارب كثيرة جداً إذا تم هذا الأمر ربما يشعل الحرب وتستمر لأطول فترة ممكنة)
* لم يحدد “تجارب التصنيف الكثيرة جداً في العالم، وفي السودان أيضاً، التي أشعلت الحروب أكثر، *وكان هو ضدها* لهذا السبب!
* وطالب بتصنيف المؤتمر الوطني، الأمر الذي يعني إما أنه يؤمن بأن تصنيفه لا يشعل الحرب أكثر، أو إنه غير مقتنع بصحة حجته لصالح الميليشيا!
٦/ *احتلال الميليشيا للمنازل والأعيان المدنية*:
المغالطة:
* تحويل الإدانة من الجريمة إلى تعطيل التفاوض بشأنها.
التكتيك:
* قدم رواية مضللة حين قال “لقناة الجزيرة”: (دعني أقول لك حقيقة جدة بالتفصيل : اتفق الطرفان على المرحلة الأولى حسن النوايا، يتم التوقيع عليها لكي تدفع الناس للمرحلة الثانية، المرحلة الثانية هي الخروج من الأعيان المدنية، المرحلة الأولى لم يتم التوقيع عليها، وفي لحظة التوقيع انسحب وفد الجيش).
* استخدم مغالطة المأزق المفتعل، أو الإحراج الزائف، أو المعضلة الكاذبة false dilemma حين قال ( أرواح الناس أغلى من البيوت )،، فلا تعارض بين الإثنين، بل إن مساندة التمرد في التمسك بالمنازل لحين تلبية “شروطه” يكشف عن الاستهانة بالأرواح والممتلكات معاً!
* “تجاهل” إعلان جدة الذي كان قد حسم هذه القضية، و”تحدى” من “لديه اتفاق أن يظهره!
* و”اخترع” حقيقة تقول إن التفاوض حول قضية الأعيان المدنية كان سيكون “خطوة تالية”!
* و”أوحى”، على استحياء، بأن الجيش أيضاً يحتل المنازل، حين قال: (المهم الآن يجب أن يخرج الدعم السريع من بيوت الناس، يجب أن تخرج كل القوى من بيوت الناس، لكن هذا يتم بالتفاوض)!
* بينما التفاوض كان قد حدث فعلاً. وبينما لو كان الجيش يحتل البيوت لأقام جعفر الدنيا ولم يقعدها، ولما لجأ إلى حيلة: (الأرواح أهم من البيوت)!
* الغريب أنه فعل كل هذا تحت عنوان: “قول الحقيقة ومحاربة التضليل”!
*هذا العدد الكبير والمتنوع من أساليب التضليل يوضح مدى صعوبة الدفاع عن الميليشيا، واستحالة الدفاع “النظيف” عنها ويثبت أن جعفر حسن لا يضلل عرضاً، بل يمارس وظيفة، ويقف ناطقاً باسم تحالفٍ لا يطلب الحقيقة بل يطلب سترها، لا يناهض الباطل بل يصوغ له بيان الدفاع. وهو ليس ضحية خداع، بل من أهم صانعيه، بما يفوق الميليشيا نفسها! لكن كل هذا الجهد التضليلي الممنهج ذهب هباءً ولم يقنع أحداً بشيء غير ولاء المضلِّلين للميليشيا ولراعيها الإقليمي، وبذلهم لهما من “مصداقيتهم”، وهو الولاء الذي يحاولون نفيه، ولا يستطيعون الامتناع عما يؤكده!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع یجب أن
إقرأ أيضاً:
منصة رقمية جديدة.. وزير الأوقاف: تحريك العقول للإبداع والابتكار واجب أصيل للخطاب الديني
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إطلاق وزارة الأوقاف المنصة الرقمية الجديدة الخاصة بالوزارة .
واستعرض أسامة الأزهري وزير الأوقاف، أقسام منصة وزارة الأوقاف الرقمية الجديدة.
وقال الازهري في كلمته بمؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي: "مواجهة التطرف والتكفير بكل تياراته يعتبر إطفاء نيران وتعامل مع أزمة".
وتابع الوزير: "واجب أصيل للخطاب الديني وهو تحريك العقول للابداع والابتكار والعمران".
وأكمل الأزهري: "المنصة الرقمية الجديدة بها أقسام متنوعة ومنها قسم خاص بالمساجد العريقة والجهات التابعة لوزارة الأوقاف".