ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كلمة في الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.

وقال الرئيس التركي: تمر منطقتنا بمرحلة بالغة الحرج.. فالتطورات الأخيرة، وبخاصة الاعتداء الإسرائيلي على إيران وما نتج عنه من دوامة تصعيد خطيرة، تشير مجددًا إلى خطورة بقاء الصراعات الطويلة من دون حل أو تسوية منصفة ومستدامة.


وأقول بصراحة إن إسرائيل لازالت تتصور أن العنف وحده يجلب الأمن... وأن السلام يمكن أن يُفرض بالقوة الغاشمة.. وهذا وهم كنا نفترض أن التاريخ قد بدده... فها نحن، بعد عقود طويلة من ممارسة الاحتلال للعنف والقمع والقهر ضـد الشعب الفلسطيني وغيره، نعود للمربع الأول... فلا الأمن المنشود تحقق ولا السلام صار أقرب منالًا.

إننا ندين بلغة واضحة الحملة العسكرية التي تشنها
إسرائيل على إيران في وقت كان فيه الجميع يبحثون عن حل دبلوماسي يمكن الوصول إليه... بقدر من الصبر والتفهم والرغبة الصادقة في القبول بالحلول الوسط على أساس منطق التعايش... لا شريعة القوة والبطش.
وأؤكد هنا أيضًا أن استهداف أي منشآت نووية عسكريًا إنما تترتب عليه مخاطر كبرى تطال المدنيين سواء داخل إيران أو في محيطها وهو أمر مرفوض.. وقد سبق للجامعة العربية - وعلى أعلى المستويات - التأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ووقف التسابق الهادف إلى الحصول على السلاح النووي والتأكيد كذلك على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووي.
لذا فإنني أناشد جميع الأطراف العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات... وقد سبق، عندما صحت النوايا، أن تم التوصل لحلول دبلوماسية تعالج الشواغل المشروعة حيال البرنامج النووي الإيراني منذ سنوات بإرادة سياسية عالمية موحدة... وفي التقدير أنه لازال ممكنًا اليوم، وتسعى إليه وتدعو له دول من الإقليم ومن خارجه راغبة في السلام.. ومدركة لمدى خطورة.

الانزلاق إلى دوامة لا تنتهي من الصراع والانتقام، مع تبعات ستطال الإقليم بأسره... بل وتهدد الأمن والاستقرار العالمي..
فتوسع هذه الحرب لن يكون في صالح أي طرف.
السيد الرئيس،
إن جسامة الأحداث وخطورتها لن تحرف أنظارنا أبدًا عن القضية الأم... قضية الشعب الفلسطيني الذي لازال حتى هذه اللحظة يواجه الإجرام اليومي للاحتلال... في يوم واحد الأسبوع الماضي... قتل 140 فلسطينيًا أمام مراكز توزيع الطعام التي تحولت فخاخًا قاتلة... لتزيد مأساة التجويع المتعمد... الذي يُستخدم سلاحًا بالمخالفة لكل قوانين الحرب، أو حتى الأعراف الإنسانية والمواثيق الأخلاقية.
يحدث كل هذا... ومازال هناك للأسف من يستخدم الفيتو لحماية الاحتلال وإفساح المجال أمامه لارتكاب المزيد من الجرائم... إنها وصمة في جبين الإنسانية ستتوقف أمامها الأجيال القادمة طويلًا في حزن وخزي ودهشة لهذا الصمت
المدوي على جرائم تُرتكب في وضح النهار بدم بارد.
سأظل أكرر هذه الحقيقة الساطعة التي يتهرب منها، ويغطي عليها، أنصار إسرائيل وداعموها: الاحتلال هو أصــل.


التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة وثمن استمرار الاحتلال هو تلك الفظائع والبشاعات... ومازال مجرمو الحرب مستعدين لجر المنطقة – والعالم - لمزيد من العنف والدم والكراهية... لكي ينفذوا مخططات التطهير العرقي وتصفية القضية الفلسطينية كما يتوهمون.
السيد الرئيس،
إن إنقاذ الشعب الفلسطيني من هذا الإجرام اليومي صار واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا بل ودينيًا قبل أن يكون ضرورة سياسية عملية... ولن يؤدي ترك الزمام للمتطرفين والمهووسين بالعنف واستعراض القوة سوى لجر المنطقة لكارثة محققة ستدفع ثمنها الأجيال القادمة.
 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

منظمة التعاون الإسلامي تدين توغّل إسرائيل في "بيت جن" وتحمّلها مسؤولية التصعيد في سوريا

أدانت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم السبت، بأشد العبارات الاعتداء الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة بيت جن في ريف دمشق، مؤكدة رفضها القاطع لانتهاك سيادة سوريا وزعزعة أمنها واستقرارها.

 

وقالت المنظمة، ومقرها جدة، في بيان إن استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي ومحاولة لإفشال جهود إحلال الأمن والسلام في المنطقة، محمّلة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الاعتداءات المتصاعدة.

 

ودعت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسوريا، وضمان احترام سيادتها ووحدة أراضيها.

 

وكانت قوة إسرائيلية خاصة قد توغلت فجر الجمعة في قرية بيت جن بهدف تنفيذ عمليات اعتقال، إلا أن الأهالي اعترضوا الدورية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت نحو ساعتين.

 

وتدخل الجيش الإسرائيلي باستخدام الطائرات والمدفعية لفك الحصار عن القوة، ما أسفر عن مقتل 13 مدنيًا من سكان البلدة، إضافة إلى إصابة 6 ضباط وجنود إسرائيليين، بينهم حالتان وصفتا بالخطيرة.

مقالات مشابهة

  • أوبك+ تجدد التزامها بخطط استقرار السوق النفطي خلال الاجتماع الوزاري
  • منظمة التعاون الإسلامي تحيي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
  • وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يجتمعون استعدادًا للقمة الـ46 في البحرين
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين توغّل إسرائيل في "بيت جن" وتحمّلها مسؤولية التصعيد في سوريا
  • مجلس التعاون الخليجي يدعو لوقف فوري للقتال في السودان
  • ممثل البرلمان الفلسطيني: كلمة أبو العينين خارطة طريق لتعزيز التعاون الأورومتوسطي
  • وزير خارجية الكويت: مجلس التعاون الخليجي قلق بسبب القتال وتدهور أوضاع السودان
  • لاريجاني: فكرة أمريكا والكيان الصهيوني بتدمير البرنامج النووي الإيراني غير ناضجة
  • لاريجاني: فكرة امريكا والكيان الصهيوني بتدمير البرنامج النووي الإيراني غير ناضجة وغبية