طالب الخبير الدولي والأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية ICDWR الدكتور محمد محمود مهران، بضرورة التعاون، وإبداء حسن النوايا، والوصول لتفاهمات بين جميع الأطراف لإبرام اتفاق قانوني ملزم للجميع بشأن مواعيد ملء وتشغيل السد، والنص بالاتفاق على اللجوء إلى التحكيم الدولي لتسوية أي نزاعات قد تنشأ، وذلك على خلفية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة وفود التفاوض من دول النزاع «مصر والسودان وإثيوبيا».

أضاف الدكتور « محمد مهران»: هناك ضرورة ملحة لوقف أي تصرفات أحادية من الجانب الإثيوبي، وتطبيق ما جاء باتفاقية المبادئ لعام ٢٠١٥ والتي نصت على مبادئ عامة معمول بها في الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية، تؤكد على التزامات الدول في مثل هذه النزاعات.

وتابع: أبرز هذه المبادئ متمثلة فى مبدأ التعاون.. ومبدأ عدم التسبب في الإضرار بالدول الأطراف.. ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول.. ومبدأ تبادل المعلومات والبيانات، والتعاون في الملء وإدارة السد، وأمان السد.. ومبدأ التسوية السلمية للمنازعات، وجميع هذه المبادئ مشروحة بشكل كاف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتّحدة لعام 1997 بشأن الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية.. قواعد ومبادئ واتفاقات دولية تنظم الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية.

وأوضح الأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية ICDWR وأستاذ القانون الدولي العام، أن هناك قواعد ومبادئ واتفاقات دولية تنظم الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية، بالإضافة إلى قرارات وأحكام القضاء الدولي التي استقرت في وجدان الدول وتعمل بها،.

وأضاف «د. مهران»: هناك العديد من السوابق لنزاعات متعلقة بالمجارى المائية أكدت على العديد من المبادئ الهامة مثل النزاع الشهير بين فرنسا وإسبانيا المعروف بقضية بحيرة لانو Lanoux لعام 1957، وقد أقر التحكيم الدولي مبادئ هامة في هذه القضية مثل:

مبدأ السيادة الإقليمية المحدودة للدول المتشاطئة والذي يحظر على دول المنبع إجراء أى تغيير فى مجرى النهر بطريقة تشكل أضراراً للدول المشتركة معها فيه.
مبدأ حق الدولة فى تنفيذ مشروعاتها لتطوير الطاقة الهيدروليكية التي ترغب بها على أراضيها مقيد بعدم تغيير مجرى النهر على نحو يضر بالدول المتشاطئة.
مبدأ عدم جواز قيام أي دولة باستخدام أراضيها بما يضر ويتعارض مع حقوق الدول الأخرى.
ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، وعدم الإضرار، وغيرها من المبادئ المستقر عليها.

وردا على سؤال حول القواعد العرفية الحاكمة في مثل تلك النزاعات؟

قال الخبيرالدولي للغد: إن القواعد العرفية أرست مبادئ رئيسية تستند على عدم التعسف فى استخدام الحق، والعدالة فى تقسيم المياه، وضمان الحقوق المكتسبة لكل الدول، مع وجود العديد من القوانين الدولية التي تحكم نزاعات المياه العذبة حالياً أبرزها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن الاستخدامات غير الملاحية للأنهار الدولية لعام 1997.

وأضاف مهران: إن هذه الاتفاقية تنص على التعاون بين الدول، وتبادل المعلومات، وضرورة الإخطار والاتفاق بشأن إقامة أية مشاريع على المجرى المائي الدولي، ولا يجوز وفقاً لهذه الاتفاقية لأي دولة مشتركة في المجرى المائي الدولي أن تغير مسار المجرى أو تقيم عليه أية منشآت بدون الاتفاق مع الدول المشتركة في ذات الحوض، فضلاً عن نصها على عدم الإضرار بالدول المجاورة، كما تنص الاتفاقية على ضرورة تسوية النزاعات بين الدول المشتركة في الحوض الدولي بالطرق السلمية، والدبلوماسية أو القضائية.
مصر تسعى لتحقيق مبدأ «العدالة المائية» وفقا للقانون الدولي

سألناه: يتردد كثيرا مصطلح العدالة المائية.. هل هناك مرجع قانوني لذلك وهل يمكن بالفعل تحقيق تلك العدالة؟

أوضح د. مهران أن العدالة المائية ترتبط بمبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، وهذا المبدأ مستقر عليه في القانون الدولي، ويعني أن تستخدم الدول مواردها المائية المشتركة في أقاليمها بأسلوب منصف ومناسب وأن تتشارك الدول مع بعضها المياه بشكل عادل وبأقل ضرر للجميع، ويأخذ في الاعتبار بعض الأمور التي تتعلق بمفهوم العدالة والاستخدام المنصف والمعقول مثل العناصر الجغرافية، والجغرافيا المائية، والمناخية، والبيئية وباقى العناصر ذات الصفة الطبيعية.
تفاصيل عناصر تحقق «العدالة االمائية»

وأضاف الخبير الدولي للغد: من أهم هذه الاعتبارات أيضا الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لدول الحوض المعنية؛ وحاجات السكان الذين يعتمدون علي الموارد المائية في كل دولة من دول الحوض؛ وتأثيرات استخدام الموارد المائية فى إحدى دول الحوض على دول الحوض الأخرى؛ والاستخدامات الحالية والمحتملة للموارد المائية، وعوامل الحفاظ والحماية والتنمية، واقتصاديات استخدام الموارد المائية، وتكلفة الإجراءات المتخذة في هذا الشأن؛ ومدي توفر البدائل، ذات القيمة المقارنة، لاستخدام مخطط أو محدد؛ ومدى مساهمة كل دولة من دول الحوض في نظام المجرى المائي الدولي؛ «امتداد ونسبة مساحة الحوض» داخل إقليم كل دولة من دول الحوض وغيرها من العناصر التي تؤدي إلى العدالة المائية.

وأكد الدكتور «محمد مهران» على دعم اللجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية ICDWR لموقف مصر بشكل قوي، وتأكيدها على ضرورة عقد اتفاق قانوني ملزم لجميع الأطراف، وضرورة الحفاظ على حصة مصر من مياه النيل وحقوقها التاريخية المكتسبة، والتعاون بين الدول الأطراف لاستغلال المياه المشتركة الاستغلال الأمثل.

وشدد في تصريحاته للغد، على أن ذلك لن يحدث إلا من خلال إعمال قواعد حسن الجوار وتطبيق المبادئ التي استقر عليها القانون الدولي مثل مبدأ عدم الإضرار، لأن غير ذلك سيؤدي إلى تطور النزاعات، و اشتعال الصراعات التي قد تصل للحروب التي لن تغني ولا تجلب سوى الأضرار للجميع.

تلفزيون الغد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الموارد المائیة من دول

إقرأ أيضاً:

الشاورما تتصدر قائمة الأطعمة الأكثر طلبا في قطارات “أورورا” التي تربط بين موسكو و بطرسبورغ

روسيا – احتلت وجبة الشاورما المرتبة الأولى ضمن قائمة أكثر الأطباق الساخنة طلبا على متن قطارات “أورورا” الروسية الفائقة السرعة، التي تربط بين العاصمة موسكو وسان بطرسبورغ.

وأظهرت بيانات صادرة عن مؤسسة السكك الحديدية الروسية أن أكثر من 30 ألف وجبة ساخنة بيعت منذ مطلع عام 2025 على متن هذه القطارات، تصدّرتها الشاورما بأكثر من 5.8 آلاف طلب، أي ما يعادل 18 في المائة من إجمالي الطلبات المسجلة.

وجاءت في المرتبة الثانية كفتة الدجاج بنحو 4.5 آلاف طلب (14%)، تلتها وجبة اليخنة باللحوم مع الفطر بحوالي 3.4 آلاف طلب، ثم وجبة الدجاج مع البطاطا والخضروات المشوية بأكثر من 3.5 آلاف طلب.

أما في الترتيب العام لجميع الأطباق المدرجة في قائمة الطعام – باستثناء المشروبات والحلويات والوجبات الخفيفة – فقد حلّت الشاورما في المركز الثاني بنسبة 5.7 في المائة من الطلبات، بعد مرق الدجاج مع المعكرونة المنزلية الذي تصدّر القائمة بنحو 7 آلاف طلب (7%).

ومن بين الأطباق الأكثر رواجا أيضا الجبن المقلي مع القشدة وصلصة التوت مع مشروب الطرخون بأكثر من 5 آلاف طلب، وسلطة “سيزر” بأكثر من 4.6 آلاف طلب.

كما أظهرت البيانات أن إجمالي المبيعات في عربات البوفيه بقطارات “أورورا” تجاوز 102 ألف وجبة منذ بداية العام، ما يعكس تنامي اهتمام المسافرين بجودة الخدمات المقدَّمة ومستوى الضيافة على متن القطارات السريعة بين موسكو وسان بطرسبورغ.

انطلق قطار “أورورا” في رحلته الأولى بين موسكو وبطرسبورغ في 9 ديسمبر 2024، ويتكون النموذج الأساسي من القطار من 15 عربة تتسع لـ 1200 راكب، ويسيّر القطار مرتين يوميا وفق جدول متزامن من موسكو وبطرسبورغ، في الساعة 6:00 صباحا و1:50 ظهرا، وتستغرق الرحلة 5 ساعات و30 دقيقة.

جهّز القطار بعربات SV مخصصة للجلوس، وعربات (كوبيه) مخصصة للنوم وتتسع لأربعة ركاب، وعربات مزودة بمقاعد سفر عادية قابلة لتعديل زاوية ميل الظهر مجهزة بطاولات قابلة للطي ومساند أرجل، وكل مقعد مجهز بمقابس كهربائية ومنافذ USB، أما الكراسي في العربات ذات التصميم المحسن، فبالإضافة إلى قابلية تعديل ميل الظهر، يمكن تدويرها 180 درجة. علاوة على ذلك، توجد فيها وحدة نوم فردية (كوبيه منفرد) بمقعد للنوم وتلفاز، كما جهّز القطار أيضا بعربة مخصصة لتقديم الطعام والمشروبات الباردة والساخنة للركاب.

المصدر:  وكالات +RT

مقالات مشابهة

  • أنواع عقود العمل بالقطاع الخاص وفقا للقانون الجديد
  • تعرف على الأنشطة المحظورة على مجرى نهر النيل وفقا للقانون الجديد
  • كيف تحدد أجور عقود العمل الفردية؟.. اعرف التفاصيل وفقا للقانون
  • الشاورما تتصدر قائمة الأطعمة الأكثر طلبا في قطارات “أورورا” التي تربط بين موسكو و بطرسبورغ
  • بدء التسجيل في “جوي فوروم 2025”.. المنصة العالمية التي تجمع قادة الترفيه وأبرز المبدعين من حول العالم
  • “حماس”: المجازر التي يرتكبها العدو تؤكد إصراره على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة
  • مقررة أممية: على الدول الأعضاء ضمان التزام “إسرائيل” بوقف إطلاق النار في غزة
  • خبير دولي: مصر تُعيد وضع القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي وتدعو إلى قمة لإعادة إعمار غزة
  • “العفو الدولية”: معاقبة “إسرائيل” قادرة على تغيير مجرى الأحداث في غزة
  • التحالف الإسلامي يختتم برنامج “التحليل الاستخباري”