عربي21:
2025-06-22@10:24:10 GMT

الرهانات الفاشلة والناجحة في الشرق الأوسط!

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

أي الرهانات سينجح وأيها سيفشل في الشرق الأوسط بعد التطورات الأخيرة التي عرفتها المنطقة ودخول فواعل ومتغيرات العدوان الصهيوني على إيران ساحة الحسابات الاستراتيجية؟

بالتعريف يتشكل الرهان الاستراتيجي من مجموعة المتغيرات والفواعل التي – وهي في حالاتها التفاعلية الديناميكية – يمكنها أن ترهن مستقبل دولة ما أو مجموعة دول أو منطقة في مدة زمنية محددة قد تمتد من سنتين إلى 25 سنة أو أكثر.



لذلك إذا أردنا حساب التفاعلات الحاصلة اليوم بين مختلف المتغيرات والتي قد يزيد عددها عن الخمسين والفواعل التي قد يزيد عددها عن العشرة، فإننا سنكون أمام مصفوفة مُركَّبة للغاية يصعب تفكيك مخرجاتها إلا من خلال أدوات تحليل متعددة يتحكم فيها عادة خبراء الاستشراف الاستراتيجي المُتمرِّسين.. لذلك ازداد عدد المتحدثين عن مآلات القضية الفلسطينية وإيران والدول الخليجية والكيان الصهيوني ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بكاملها في الآونة الأخيرة من دون جدوى، وتضاربت التوقعات إلى درجة أن أصبح في غير مقدور المُتَتبِّع للأوضاع التعرف على الصحيح من الخطأ فيها. ومنه زاد الغموض والارتياب، وبات من اللازم توضيح بعض المنطلقات الأساسية التي تُساعد على فهم الرهانات المستقبلية بشكل أوضح، من دون الزعم بالفصل في الموضوع.

– أولا: ينبغي عدم الخلط بين المتغيرات والفواعل في أي صراع، حيث أن الفاعل هو متغير لديه قدرة على اتخاذ القرارات، والمتغير هو عنصر في علاقة ديناميكية مع عنصر واحد آخر على الأقل. وهذا يجعلنا في حالة العدوان الصهيوني على إيران مثلا نكتشف بأن الكيان أراد ضرب إيران كفاعل وفشل وهو الآن بصدد التعامل مع المتغيرات المشكلة للنظام (العسكرية، السياسية، المجتمعية، الدينية، الدولية… وهي بالعشرات) ومنه نستبعد قدرته على الفوز برهان الهزيمة الكاملة لإيران.

ثانيا: عدم الوقوع في فخ التحليل من منطلق الفاعل الواحد لفهم الرهانات، كالقول أن الصراع الجاري حاليا محوره “اسرائيل” أو إيران (الذي استخلص منه البعض مغالطة “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”)، لأن في ذلك إغفال متعمَّد ومقصود لطبيعة المعركة المُرَكَّبة الحالية في المنطقة بين الفواعل الغربيين والشرقيين (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رمز التكتل الغربي)، (الصين، روسيا، باكستان رمز التكتل الشرقي) إضافة إلى الفواعل المحليين ذوي الأثر التابع (دول التطبيع والرافضة لذلك… الخ) وموقع فلسطين المركزي (وما يحدث في غزة بالتحديد) من كل ذلك، ومن شأن تجنب هذا الفخ التمكن من النظر لرهانات المنطقة من زوايا متعددة وليس من زاوية واحدة.

ثالثا: عدم الوقوع بالمثل في فخ التحليل من زاوية المتغير الواحد سواء أكان متعلقا بالمعتقدات والأفكار (شيعي، سني، فارسي، عربي، إسلامي، علماني… الخ) أو متعلقا بالقدرات العسكرية والاقتصادية والديمغرافية (قوات جوية، صاروخية، استخبارات، نفط، عدد سكان… الخ) أو غيرها من المتغيرات! وقد أخطأت الكثير من التحاليل المتعلقة بالرهانات فقط، لأنها لم تراع هذا الفخ!
ومنه نستخلص أن كل الرهانات المنطلقة من الفاعل الواحد أو المتغير الواحد إنما هي خاطئة منهجيا وعلينا اعتبارها من التخمين أو التحاليل المُتلاعَب بها، وبالعكس كلما كان التحليل مرَكَّبا شاملا لمختلف الأبعاد كلما اعتبرناه الأقرب للصواب.. وعلى كلٍ مِنَّا تحمل مسؤولية تدريب قدراته الإدراكية على الفهم الصحيح قبل أي موقف يتخذه…

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه إيران إيران الاحتلال ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة تكنولوجيا سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وزراء الخارجية العرب يدينون العدوان الصهيوني على إيران في اجتماعهم بإسطنبول

شارك وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، مساء اليوم بإسطنبول، في أشغال الدورة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

الإجتماع خصص لمناقشة تطورات العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وخلال الإجتماع أجمع المشاركون في الاجتماع الطارئ على إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران لما يشكله من خرق لميثاق الأمم المتحدة وتهديد للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

وطالب المجتمعون مجلس الأمن الأممي بالاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة به في هذا الشأن.

كما دعا وزراء الخارجية العرب إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار والعودة إلى مسار المفاوضات بغية إيجاد تسوية سلمية للملف النووي الإيراني.

وفي ذات السياق، تم التأكيد على أن مفتاح السلام في الشرق الأوسط يبقى مرتبطا بوقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني والدفع نحو تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية وفقا للأسس التي أقرتها الشرعية الدولية.

مقالات مشابهة

  • شركات الطيران تواصل تجنب المجال الجوي في الشرق الأوسط بعد هجوم أمريكا على إيران
  • انفجار الشرق الأوسط.. أمريكا تمطر إيران بوابل نووي والقاذفات تعود بعد المهمة الجحيمية!
  • تركيا: إسرائيل تجر الشرق الأوسط إلى "كارثة تامة" بمهاجمة إيران
  • وزراء الخارجية العرب يدينون العدوان الصهيوني على إيران في اجتماعهم بإسطنبول
  • حرب إيران وخطر بلقنة الشرق الأوسط
  • كلينتون ينتقد نتنياهو: يقاتل إيران ليبقى في السلطة إلى الأبد
  • كلينتون ينتقد نتنياهو ويتهمه باستغلال إيران للبقاء في السلطة
  • كيف يخطط نتنياهو لسيادة الشرق الأوسط عبر ضرب إيران؟
  • سترد بحزم.. إيران تجدد تحذيراتها إلى أمريكا من التدخل في الحرب