ما السلاح الذي قصفت به أميركا منشآت إيران النووية؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
#سواليف
في ساعات الصباح الأولى من فجر اليوم الأحد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد #ترامب قصف بلاده 3 #منشآت_نووية_إيرانية في منشور له على منصة “تروث سوشيال”، وأتبعه بمنشور آخر يصرّح فيه بأن موقع #فوردو قد انتهى.
جاء ذلك بعد تصريحات وردت في اليومين الماضيين بأن ترامب سيتخذ قراره بشأن المنشآت النووية في غضون الأسبوعين القادمين.
تتالت الأنباء لاحقا بأن الجيش الأميركي استخدم القاذفة الأميركية “بي-2 سبيريت” التي تمتلك مواصفات تقنية تجعلها الوحيدة تقريبا القادرة على تنفيذ مثل هذه المهمة المعقدة، فما هذه القاذفة؟
مقالات ذات صلة اختراق حساب هيئة التراث الإسرائيلية بصورة لخامنئي ورسالة إلى جميع قادة إسرائيل: قريبا! 2025/06/22
بي2- سبيريت
لفهم عمق الأمر، سنتعرف بداية إلى الطبيعة الخاصة جدا لهذه النوعية من الطائرات المسماة بي-2 سبيريت التي كثر الحديث عنها مؤخرا ورُبطت بمنشأة فوردو تحديدا.
فالقاذفات نوع من الطائرات المصممة خصيصا لمهاجمة الأهداف البرية والبحرية بإسقاط #القنابل أو إطلاق الصواريخ، وتتخصص بشكل أساسي في مهام القصف الإستراتيجي (ضمن مهام أخرى)، أي استهداف البنية التحتية، أو المراكز الصناعية، أو خطوط الإمداد، أو الأصول الأخرى ذات القيمة العالية بهدف إضعاف قوة الخصم وتقويض قدراته الأساسية.
وبشكل خاص، تمتاز “بي-2” بقدرتها على حمل #أسلحة_ضخمة مثل القنابل الخارقة للتحصينات (جي بي يو-57) والأسلحة النووية، وذلك ما يجعلها عنصرا أساسيا في عمليات الردع الإستراتيجي. هذه العمليات تتطلب مهام طويلة المدى بعيدا عن قواعد الانطلاق وبتخفٍّ تام عن رادارات الخصم.
ويفهم مما سبق أن هذه النوعية من العمليات غالبا ما تنطوي على مهام في عمق أراضي الخصم المستهدف، ولتحقيق هذا الغرض يجب أن تكون هذه القاذفات قادرة على السفر لمسافات طويلة من دون رصدها تحت أي ظرف.
ورغم أن قاذفة إستراتيجية أخرى هي “بي-52” قادرة على حمل مثل هذه القنابل الضخمة، فإنها ليست مؤهلة للقيام بالعمليات التشغيلية من هذا النوع، إذ إنها لا تتمكن من فرض التفوق الجوي والمناورة والتخفي من الرادارات، ولذلك فهي بحاجة لوجود طائرات أخرى للحماية.
في الحرب الباردة كانت القاذفات، مثل “بي-52″ الأميركية، جزءا رئيسيا من إستراتيجيات الردع النووي، إلا أن الولايات المتحدة احتاجت إلى قاذفة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية السوفياتية من دون كشفها بسبب التقدم الكبير في تقنيات الرادار، مما جعل القاذفات التقليدية أكثر عرضة للخطر.
بحلول منتصف السبعينيات، ابتكر مصممو الطائرات العسكرية طريقة جديدة لتجنب الصواريخ الاعتراضية، والمعروفة اليوم باسم “التخفي”.
وفي عام 1974، طلبت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة “داربا” معلومات من شركات الطيران الأميركية عن أكبر مقطع عرضي لطائرة تكون غير مرئية فعليا للرادارات.
وإثر ذلك، وفي عام 1979، أطلقت القوات الجوية الأميركية برنامجا لقاذفة متطورة تكنولوجيا يتركز على قدرات التخفي، وفي عام 1981 فازت شركتا نورثروب وبوينغ بعقد تطوير القاذفة الشبحية الجديدة بموجب “مشروع سي جي سينيور”، وبحلول عام 1988 كشف النقاب رسميا عن القاذفة “بي-2 سبيريت” للجمهور.
في الأصل، خططت الولايات المتحدة للحصول على 132 قاذفة من طراز “بي 2″، ولكن بسبب التكاليف المرتفعة تم تخفيض العدد إلى 21 طائرة فقط، حيث قُدِّرت التكلفة الإجمالية لكل طائرة -بما يشمل الصيانة والتطوير- بنحو 2.1 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات العسكرية على الإطلاق.
وفي 17 يوليو/تموز 1989 قامت قاذفة “بي-2 سبيريت” بأول رحلة لها من مصنع القوات الجوية 42 في كاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين بات ينظر إلى القاذفة الشبحية الأميركية على أنها القاذفة الإستراتيجية الأكثر تقدما في العالم، بسبب قدرتها الفائقة على التخفي.
وتعزى هذه القدرة بالأساس إلى تصميم جناح الطائرة القادر على الإفلات من الرصد الراداري، فضلا عن كونها مطلية بمواد تمتص أشعة الرادار، وتمتلك قدرات على قمع الأشعة تحت الحمراء (بصمتُها الحرارية منخفضة)، كما تعمل أنظمة التشويش المتقدمة الخاصة بها على تعطيل رادار الخصم وأنظمة اتصالاته.
ووفقا لسلاح الجو الأميركي، يوجد 19 قاذفة بي-2 عاملة، يمكنها أن تحلق بسرعات دون سرعة الصوت، لكنها قادرة على التزود بالوقود جوا، وذلك ما يسمح لها بالطيران لمسافات طويلة للغاية.
وخلال حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات، حلّقت طائرات بي-2 ذهابا وإيابا من قاعدتها في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب أهداف، وفي عام 2017 حلّقت طائرتان من طراز بي-2 لمدة 34 ساعة للوصول إلى ليبيا، ويجري ذلك أيضا على عمليات في العراق (2003)، وأفغانستان (2001-2021)، وسوريا (2017)، وصولا إلى العمليات الأميركية الأخيرة في اليمن.
وهي الطائرة التي يعود الاهتمام بها اليوم بعد استهداف منشآت إيران النووية المحصنة.
تحصينات منشأة فوردو
إذا ما تحدثنا عن استهداف منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، التي تعد واحدة من أكثر المنشآت تحصينا في العالم، فهي قد صُمّمت خصيصا لتكون قادرة على الصمود أمام الضربات الجوية وحتى بعض الهجمات النووية التكتيكية، أي تلك التي تستخدم أسلحة نووية صغيرة ذات أثر محدود.
تقع “فوردو” على بُعد نحو 95 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران، وقد شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل يبعد حوالي 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم، ويقدر أن عمق المنشأة عن سطح الأرض يصل إلى 80 أو 90 مترا، بهدف واحد وهو حماية المنشأة من القنابل الخارقة للتحصينات.
المنشأة محاطة بطبقات من الصخور الجبلية الطبيعية والخرسانة المسلحة العالية الكثافة، مع جدران فولاذية أو دروع معدنية داخلية، وتصميم داخلي يمثل “متاهة”، ليعقّد الاختراق، ويحد من تأثير الانفجارات.
كذلك فإن هناك دفاعات جوية متعددة تحيط بالمنشأة، منها بطاريات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وأنظمة تشويش إلكتروني لمنع استهداف دقيق، مع كاميرات حرارية وأجهزة استشعار وحراسة دائمة.
وتتألف المنشأة، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، وقد صممت لاستيعاب 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الغازي من طراز “آي آر-1″، موزعة بالتساوي بين وحدتين، بإجمالي يبلغ نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي.
قنبلة واحدة فقط
وحسب المعلومات المتاحة، لا توجد سوى قنبلة واحدة يحتمل أن تصل إلى هذا العمق قد تستخدمها إسرائيل لضرب منشآت مثل فوردو ونطنز النوويتين، وهي القنبلة الأميركية “جي بي يو-57 إيه بي”.
وتُعرف هذه القنبلة أيضا باسم القنبلة الخارقة للدروع الضخمة (إم أو بي)، وهي قنبلة تقليدية موجهة بدقة لتدمير الأهداف المدفونة والمحصنة على عمق كبير، مثل المنشآت والمخابئ تحت الأرض، وهي تزن نحو 14 طنا، ويبلغ طولها 6 أمتار.
وفق التقديرات العسكرية، فإن هذه القنبلة قادرة على اختراق ما يصل إلى 61 مترا من الخرسانة المسلحة أو ما يصل إلى 12 مترا من الصخور الصلبة، ولا يمكن حملها بواسطة الطائرات المقاتلة الأميركية العادية، بل تحتاج لقاذفة الشبح الأميركية “بي 2 سبيريت” التي تشغَّل بواسطة القوات الجوية الأميركية.
ويتطلب الأمر، لتنفيذ مهمة كهذه أن يحلّق عدد من طائرات بي-سبيريت لتبدأ أولا حربا إلكترونية متخصصة، مهمتها تشويش أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية على نطاق واسع، وعزل المنطقة المستهدفة عن أي اتصالات خارجية.
ومع الوصول إلى منطقة الهدف فوق جبل فوردو، تبدأ أنظمة الاستهداف العالية الدقة على متن الطائرات بتحديد الموقع الدقيق للمنشأة تحت الأرض، ثم تطلق القنابل، لكن الأمر أعقد من مجرد الحاجة لقنبلة واحدة، إذ يتطلب ضربات متتالية على النقطة نفسها، ربما تبدأ بقنابل أخرى غير جي بي يو-57 إيه بي، لإحداث صدمة أولية أو لإزالة الطبقات السطحية من الصخور التي قد تعيق الاختراق الأعمق، أو حتى لاختبار استجابة الدفاعات المتبقية التي لم يتم تشويشها بالكامل، ثم تطلق القنابل الرئيسية بعد ذلك.
عند الاصطدام، تخترق كل قنبلة طبقات صلبة من الصخور والخرسانة المسلحة، معتمدة على طاقتها الحركية الهائلة. وقد يتم إطلاق قنابل متتالية على النقطة نفسها لتعميق الاختراق، أو على نقاط مختلفة لتوسيع دائرة التدمير. وبعد اختراق عشرات الأمتار في عمق الأرض، تنفجر الشحنة المتفجرة داخل القنبلة بقوة هائلة، مُحدثة موجة صدمية تدمر البنية الداخلية للمنشأة.
وفي هذه الحالة، فالهدف الإسرائيلي ليس تدمير المنشأة في العمق (لأن إمكانية تحقيق ذلك غير مؤكدة)، بل شلّ أنظمة الدعم الحيوية المحيطة الخاصة بها.
عائق أعمق
يفسر ما سبق إلحاح إسرائيل على التدخل الأميركي المباشر في هذه المواجهة، وحاجتها الشديدة للقاذفة الأميركية وقنبلتها الضخمة.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن “المنشآت النووية الإيرانية لم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها في الموجتين الأوليين من الهجمات الإسرائيلية”، وبنت الصحيفة ذلك الاستنتاج على التصريحات الصادرة عن البلدين، فضلا عن مقاطع الفيديو والصور للمواقع المتضررة.
وتوضح الصحيفة أنه يبدو أن إسرائيل شنت هجوما قرب فوردو، لكنها لم تُصب المنشأة تحت الأرض نفسها. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي فإن الضربات على نطنز، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، قد دمرت منشآت عدة وألحقت أضرارا بالنظام الكهربائي.
وأوضح المحللون الذين اطلعوا على صور الأقمار الاصطناعية أن معدات التخصيب تحت الأرض في نطنز لم تتضرر رغم وجود آثار مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض.
ورغم أن إسرائيل استطاعت عبر العقود الماضية تنفيذ ما يُعرف “بعقيدة بيغن” التي تقوم على توجيه ضربات استباقية لمنع خصومها في المنطقة من امتلاك قدرات نووية، كما حدث عند تدمير مفاعل تموز العراقي عام 1981، ومنشأة الكبر السورية عام 2007، فإن الملف الإيراني يطرح تحديات من نوع مختلف تماما.
فالمنشآت المستهدفة من قبل كانت منفردة وظاهرة ولا تزال في مراحل مبكرة من التشييد، مما جعل ضربها ممكنا وفعالا.
لذلك يمثل استهداف منشأة فوردو تحديا مختلفا عما واجهته إسرائيل سابقا. فالبرنامج النووي الإيراني موزع على مواقع متعددة ومحمي جيدا تحت الأرض، كما أنه مدعوم بخبرات تقنية وعلمية راسخة، مما يجعل القضاء عليه بالكامل من خلال ضربات جوية أمرا معقدا للغاية.
في النهاية، يظل الملف النووي الإيراني أكثر تعقيدا من مجرد استهداف منشآت مادية، إذ يتعلق الأمر بمنع دولة لديها المعرفة العلمية والإرادة السياسية من استئناف نشاطاتها، وذلك يعني أن التعامل الناجح معه بعيد كل البعد عن مجرد حل عسكري سريع.
وعلى إثر الهجوم الأميركي، يبدو أن حسابات المواجهة ستتغير، فالرئيس الأميركي يقول إنه حان وقت السلام، بينما تنتظر إيران حساب الأضرار، والإعلان عن موقفها الرسمي الذي ربما يشعل المنطقة برمتها أو يوصل المواجهة العسكرية إلى نهايتها كما تريد أميركا وإسرائيل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف ترامب منشآت نووية إيرانية فوردو القنابل أسلحة ضخمة بی 2 سبیریت قادرة على تحت الأرض من الصخور وفی عام
إقرأ أيضاً:
محدث: ترامب يعلن مهاجمة منشآت إيران النووية
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فجر اليوم الأحد 22 يونيو 2025 ، مهاجمة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران، في هجوم وصفه بـ"الناجح للغاية"، مشيرا إلى أن موقع فوردو انتهى.
وذكر في تصريح له عبر قناته "تروث سوشال"، أنه "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي في فوردو"، لافتا إلى أنه لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه أن يفعل هذا.
وأضاف "أصبحت جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني. الآن هو وقت السلام".
وتابع ترامب "يجب على إيران الآن الموافقة على إنهاء هذه الحرب".
وأفاد البيت الأبيض، بأن الرئيس الأميركي سيلقي كلمة للشعب عند الساعة الخامسة فجرا، في أعقاب الهجمات الأميركية على إيران.
وتأتي الهجمات الأميركية بعد أقل من 48 ساعة من تصريح ترامب الذي أمهل خلاله إيران مدة أسبوعين كحد أقصى، حيث قال الخميس "أسبوعين قد يكونان كافيين لمعرفة ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى رشدهم".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر قولها إن نحو 30 طنا من المتفجرات ألقتها الطائرات الأميركية على منشأة فوردو النووية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن القصف الأميركي في إيران تحول دراماتيكي ولا شك أنه لحظة تاريخية.
وأضافت أن هناك حالة تأهب قصوى في المنطقة ، مشيرة الي ان نتنياهو وترامب أجريا اتصالا هاتفيا قبل ساعات من الهجوم الأميركي على المنشآت الإيرانية.
وسبق الهجمات عدة اجتماعات عقدها ترامب مع مجلس الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، والتي كان آخرها الليلة بمشاركة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).
وكانت إسرائيل تنتظر قرار ترامب بالانضمام إلى الحرب على إيران، وفي الأثناء أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظرائهم الأميركيين بأن المهلة التي حددها ترامب طويلة، وقالوا لهم إنهم قادرون على مهاجمة منشأة "فوردو" وحثوا على مهاجمتها في المدى القريب وقبل مهلة الأسبوعين؛ حسبما أوردت وكالة "رويترز".
وفي وقت سابق السبت، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين قولهما، إن الولايات المتحدة ستنقل قاذفات قنابل من طراز "بي-2" إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي : قدرات إيران الصاروخية تضررت بشكل كبير مقتل 6 إيرانيين في قصف إسرائيلي على أصفهان ساعر: الحرس الثوري حاول تنفيذ عملية ضد إسرائيليين في قبرص الأكثر قراءة سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الأحد بالفيديو: 7 قتلى وأكثر من 200 إصابة في هجمات إيرانية على إسرائيل شهداء وإصابات من منتظري المساعدات وسط وجنوب قطاع غزة المعابر والحدود: معبر الكرامة يعمل دون جدول زمني محدد عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025