الموساد يشيد بـ"العملية التاريخية" ضد إيران ويشكر الاستخبارات الأميركية
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
أشاد الموساد بالعملية العسكرية ضد إيران واصفًا إياها بـ"التاريخية"، مؤكدًا أنها حيّدت خطرًا دام عقودًا، وشكر وكالة الاستخبارات الأميركية على دعمها. اعلان
وصف رئيس الموساد دافيد برنياع العملية التي نُفذت ضد إيران بأنها "تاريخية"، معلنًا أن "الخطر الإيراني الذي هدّد أمن إسرائيل لعقود قد تمّ تحييده بشكلٍ كبير"، وذلك بفضل الحملة الجوية التي استمرت اثني عشر يومًا.
وفي بيان علني نادر، قال الموساد يوم الأربعاء إن هذه العملية تمثّل لحظة فارقة في تاريخ الأمن القومي الإسرائيلي. وقال برنياع، في مقطع فيديو مرفق بالبيان: "هذه أيام تاريخية لشعب إسرائيل. لقد أصبحنا اليوم دولة أكثر أمنًا، وأكثر جرأة، ومستعدة لما هو قادم، بفضل هذا الجهاز الأمني المتكامل."
وأضاف: "أهداف كانت تبدو في الأمس القريب خيالية، أصبحت اليوم واقعًا محققًا. نحن نعرف كل المشاريع الإيرانية جيدًا، وسنظل نراقبها عن كثب، كما فعلنا دائمًا."
وخصّ بالشكر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) على "التعاون الذي ساعد في إنجاح العملية"، في إشارة نادرة للعلاقات الاستخباراتية بين الجانبين.
Relatedالموساد يكشف ليورونيوز تفاصيل عملياته داخل العمق الإيرانيإيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟اختراق أمني حتى النخاع؟ الإعدام شنقا بحق إيراني متهم بالتجسس لصالح الموسادبدورها، أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية بيانًا نُسب إلى مديرها جون راتكليف، أكدت فيه أن "معلومات استخباراتية موثوقة تُظهر أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لأضرار جسيمة بسبب الضربات الدقيقة الأخيرة". وأوضح البيان أن "عدة منشآت نووية رئيسية دُمّرت بالكامل، وستستغرق إعادة بنائها سنوات".
وفي بيان منفصل يوم الأربعاء، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن "العملية كانت ناجحة بكل المقاييس"، كاشفًا لأول مرة أن قوات كوماندوس إسرائيلية عملت داخل إيران خلال الحرب.
وأضاف أن الضربات "ألحقت ضررًا واسعًا وعميقًا ومنهجيًا بالبرنامج النووي الإيراني"، ما أدّى إلى "إرجاعه سنوات إلى الوراء". كما شدد على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة دمار شامل.
وفي إشارة على استمرار نشاطه الموجه إلى الداخل الإيراني، عرض "الموساد" في منشور نُشر عبر حسابه الرسمي باللغة الفارسية على منصة "إكس" تقديم مساعدات طبية للمواطنين الإيرانيين المتضررين من النزاع الأخير متهمًا النظام الإيراني بإهمال مواطنيه حيث دعاهم إياهم للتواصل مع الجهاز عبر تطبيقات "واتساب"، و"تلغرام"، و"سيغنال".
Relatedوسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إطلاق النارإيران: مجلس صيانة الدستور يقر قانون تعليق التعاون مع الوكالة الذريةقمة أوروبية في بروكسل لمناقشة ملفات إسرائيل وإيران وغزة وأوكرانيا والعقوبات ضد روسياوجاء في المنشور: "تم تنفيذ وقف إطلاق النار، والآن بدأت تتكشّف أبعاد الدمار. في هذه اللحظة، ينشغل النظام الإيراني بتعزيز قطاع التعليم العالي، وليس برعاية مواطنيه."
وأوضح البيان أن الموساد يعرض مجموعة من الخدمات، تتراوح بين تأمين الوصول إلى أطباء مختصين وتقديم الإسعافات الأولية الأساسية، بهدف مساعدة المتضررين من الحرب الأخيرة. لكن البيان لم يوضح الكيفية التي ستُقدَّم بها هذه الخدمات عمليًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران قطاع غزة البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران قطاع غزة البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني النزاع الإيراني الإسرائيلي الموساد دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران قطاع غزة البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنيامين نتنياهو حلف شمال الأطلسي الناتو سوريا حرائق لاهاي
إقرأ أيضاً:
هوائي غامض بقرية فرنسية.. هل يصعّد حرب الظل بين باريس وبكين؟
باريس- في بلدة بولون سور جيس الهادئة بمنطقة أوت غارون جنوب غربي فرنسا، أثار هوائي معدني يبلغ طوله نحو 7 أمتار ومثبت على شرفة منزل ريفي يطل على حديقة صغيرة، فضول السكان وشكوك السلطات.
ورغم أن شكله يوحي بأنه أداة بث أو استقبال تلفزيوني، فإن عدم حصوله على تصريح رسمي، ومكانه القريب من مواقع إستراتيجية زاد من الغموض، وأدخل القرية في دائرة الاشتباه الأمني.
الوكالة الوطنية للترددات في فرنسا (ANFR) اكتشفت وجود الهوائي في مكان غير مصرح به، مما استدعى تدخل الاستخبارات وفتح تحقيق واسع، وتبين أن المنزل تقيم فيه سيدة خمسينية تدعى "جونغ"، تحمل شهادة من معهد بكين للتكنولوجيا، وعملت سابقا في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء، وهي مؤسسة حكومية معنية بتطوير الصواريخ.
يقع المنزل بالقرب من محطة "أوساغيل" للكهرباء اللاسلكية قرب تولوز، والمزودة بـ11 هوائيا للأقمار الصناعية، مما عزز فرضية استخدامه للتنصت أو جمع بيانات مرتبطة بالأقمار الصناعية.
وتفيد تقارير إعلامية بأن هذه المحطة تتحكم في أقمار صناعية تستخدم من قبل شركات كبرى مثل تاليس وإيرباص والمركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء.
وأوضح الجاسوس الفرنسي السابق أوليفييه ماس أن مثل هذه القضايا غالبا ما تتعلق بعملاء صينيين لا يحملون الجنسية الفرنسية، فيتم طردهم بدلا من محاكمتهم، كونهم مجرد وسطاء أو أدوات لعمليات محدودة المدى.
وأكد ماس للجزيرة نت أن نشر مثل هذه القضايا في الإعلام يهدف إلى توعية الرأي العام بأساليب التجسس الأجنبية، لافتا إلى أن الاستخبارات الصينية تركز على سرقة الأسرار التجارية والتكنولوجية لتسريع تقدمها، مستخدمة أساليب متنوعة مثل الاختراقات الإلكترونية، أو تجنيد عملاء نفوذ، أو حتى الإغراء الاجتماعي.
إعلانورغم ترجيح ارتباط السيدة بعملية استخباراتية مصدرها بكين، لم تثبت التحقيقات نقل أي معلومات حساسة. وانتهت القضية بإزالة الهوائي ومغادرة المتهمة، تاركة أسئلة بلا إجابات عن حدود صراع الظل بين أجهزة الاستخبارات فوق الأراضي الفرنسية.
هذه الحادثة تأتي في سياق توتر متصاعد بين باريس وبكين بشأن أنشطة التجسس، إذ سبق أن طردت فرنسا مسؤول جهاز المخابرات الصينية في سفارة باريس ونائبه، وكشفت عن عمليات تجسس فضائي وشبكات تستخدم عروض عمل وهمية لاستدراج أهدافها.
ورغم أن حادثة بولون سور جيس بدت في ظاهرها محدودة، فإنها تعكس -بحسب خبراء أمنيين- نمطا أوسع من نشاطات الاستخبارات الصينية في أوروبا، التي تتدرج من محاولات اختراق مراكز الأبحاث الحساسة، إلى استهداف الصناعات الدفاعية والفضائية، وصولا إلى مراقبة المعارضين السياسيين في الخارج.
وتشير تقارير استخباراتية فرنسية إلى أن بكين تستثمر بكثافة في تطوير قدرات التجسس التكنولوجي، ليس فقط لتعويض الفجوات التقنية بينها وبين الغرب، بل أيضا لتعزيز حضورها في سباق الذكاء الاصطناعي والاتصالات الفضائية.
ويؤكد مسؤولون أمنيون أن جزءا كبيرا من هذه الأنشطة يجري عبر "واجهات مدنية" مثل الشركات، والمؤسسات التعليمية، والمراكز الثقافية، وحتى الأنشطة السياحية.
كما أن أسلوب "العمليات منخفضة الحدة" الذي يتجنب المواجهة المباشرة، يسمح بتقليل التكلفة السياسية إذا ما كشفت العملية، خاصة حين تسند المهام لأشخاص من الدرجة الثانية يمكن الاستغناء عنهم بسهولة.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن الهوائي الذي أزيل في بولون سور جيس قد يكون جزءا من شبكة أوسع، يصعب كشفها بالكامل بسبب اعتمادها على عناصر موزعة جغرافيا، تتصل ببعضها عبر قنوات مشفرة.
وفي الوقت الذي تعلن فيه باريس عن تعزيز التعاون بين أجهزتها الأمنية والاستخباراتية لمواجهة هذه التهديدات، يرى مراقبون أن "حرب الظل" بين فرنسا والصين مرشحة للتصاعد، خصوصا مع تزايد المنافسة على الأسواق والتكنولوجيا في مجالات حيوية كالاتصالات والأقمار الصناعية والطاقة المتجددة.
وتظل حادثة هوائي بولون سور جيس حلقة في سلسلة طويلة من الاشتباكات الخفية، حيث تختلط خطوط الاتصالات الفضائية بملفات الأمن القومي، وتبقى الأسئلة معلقة حول حجم ما يجري في الخفاء، وما إذا كانت هذه المواجهات غير المعلنة ستبقى عند حدود الصراع الاستخباراتي، أم ستتحول إلى مواجهة سياسية علنية بين باريس وبكين.