وفي ذروة التحذير القيمي، شبه الخضوع الكامل للاحتلال بعبودية أشد سوءاً من عبادة الأصنام، مبيناً أن هذه العبودية تحطم جوهر الإنسان وتقتلع كرامته من جذورها، وتحوّله إلى أداة طيعة في يد المعتدي لتنفيذ إرادته وخدمة مشاريعه، وأكد أن الحرية تمثل شرطاً أصيلاً للإيمان، وركيزة متينة لبناء الهوية الحضارية للأمة وصيانة كرامتها جيلاً بعد جيل.



ويمتد التحليل إلى إعلان الاحتلال عزمه السيطرة على مدينة غزة، موضحاً أن هذه الخطوة تمثل تصعيداً خطيراً يتجاوز البعد العسكري المباشر إلى عملية تهجير منظمة لمليوني إنسان، مقرونة بتدمير ممنهج لما تبقى من البنية العمرانية والخدمات الأساسية، بما يحول المدينة إلى فراغ سكاني ومسرح أطلال، الأمر الذي يفرض تحركاً عملياً عاجلاً على المستويات السياسية والقانونية والميدانية لوقف الجريمة ومنع استكمال فصولها.

وفي المقابل، عرض القائد أثر الفعل المقاوم وتعاون الفصائل الفلسطينية في تثبيت كلفة الاحتلال وإرباك مساراته، موضحاً أن مستوى التنسيق الميداني بين هذه الفصائل يعيد صياغة ميزان الوقت ليكون في صالح الصامدين، ويحول عامل الزمن إلى أداة استنزاف لإمكانات العدو، الأمر الذي يقيّد قدرته على المناورة العسكرية والسياسية، ويضاعف من الضغوط التي تواجهه في ميادين القتال وفي ساحات القرار على حد سواء.

كما وسع قائد الثورة المشهد إلى الساحة الإقليمية، كاشفاً استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في سوريا رغم ترتيبات "خفض التصعيد"، ومبيناً أن هذه الخروقات تمثل دليلاً واضحاً على أن هدف الاحتلال يتمحور حول فرض الاستسلام بدلاً من تحقيق السلام، وأنه ينظر إلى الجنوب السوري بوصفه منطقة نفوذ مفتوحة يتحرك فيها عسكرياً وأمنياً وفق أجندته التوسعية، في تجاوز صريح لكل الاتفاقيات والالتزامات الدولية.

وعند التوقف أمام الملف اللبناني، قدم القائد قراءة نقدية لموقف الحكومة إزاء الورقة الأمريكية المحملة بالإملاءات الإسرائيلية، موضحاً أن مسار العقود الماضية أثبت بالوقائع أن معادلة الردع تبلورت بفعل المقاومة وصمودها، بينما ظل الجيش الرسمي، المقيد بالقرار السياسي، بعيداً عن خوض المواجهة مع الاحتلال، الأمر الذي يجعل الاحتفاظ بسلاح المقاومة واستمرارية دعمه خياراً استراتيجياً لحماية لبنان وصون سيادته.

ويتقاطع ذلك مع تحذير القائد من مشروع أشمل يهدف إلى تجريد شعوب المنطقة من عناصر قوتها، عبر حصر السلاح في أيدي الأنظمة الموالية وتوظيفه في إذكاء الفتن والصراعات الداخلية، بما يحول منظومة الأمن من أداة لحماية الأوطان وصون السيادة إلى وسيلة للقمع وتصفية الحسابات، ويُبقي المجال مفتوحاً أمام العدو للتوسع وفرض أجنداته دون مقاومة حقيقية.

وعلى صعيد السلطة الفلسطينية، أوضح القائد أن التنسيق الأمني مع الاحتلال يمثل امتداداً مباشراً لوظائف الاستعمار بالوكالة، حيث يتحول الجهاز المفترض لحماية الشعب إلى أداة تخدم أجندة المحتل، الأمر الذي يقوّض الشرعية الوطنية من أساسها، ويبرز الفارق الجوهري بين من يحمي شعبه ويدافع عن حقوقه، وبين من يكتفي بإدارة ملفه تحت سلطة العدو وأوامره.

كما لفت قائد الثورة إلى مفارقات المشهد الدولي، حيث تتبنى بعض الدول الغربية إجراءات لمقاطعة الاحتلال، في الوقت الذي تنخرط فيه أنظمة عربية في دعمه عبر الصفقات والتعاون العسكري، في تناقض صارخ يفضح طبيعة السياسات الرسمية ويكشف عمق أزمتها الأخلاقية، ويؤكد أن معايير المواقف لم تعد تُقاس بالشعارات المعلنة بل بالممارسات الفعلية على الأرض.

وخلص خطاب قائد الثورة، إلى ربط الإسناد اليمني العملي بنتائجه الملموسة، بدءاً من تعطيل خطوط الإمداد وإرباك الحركة اللوجستية للعدو، وصولاً إلى انعكاسات اقتصادية وأمنية واضحة مثل تأجيل رحلات شركات الطيران إلى مطار اللد، مؤكداً أن هذا الضغط يتعاضد مع الزخم الشعبي المليوني والحراك الجامعي والطلابي، ليمنح الموقف الرسمي عمقه الأخلاقي ورصيده الرمزي، ويثبت نصرة فلسطين كجوهر في هوية اليمن وخياره الاستراتيجي، حتى اكتمال النصر وتحرير الأرض والمقدسات.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: قائد الثورة الأمر الذی

إقرأ أيضاً:

مسيرة في الجوف تضامناً مع غزة وتنديدا بجرائم التجويع

الثورة نت /..

أقيمت اليوم بمدينة الحزم في محافظة الجوف، مسيرة لطلاب كلية التربية والعلوم التطبيقية ومنتسبي هيئة مستشفى الحزم تضامناً مع غزة وتنديداً بجرائم التجويع والإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أبنائها.

وردد المشاركون في المسيرة التي حضرها محافظ المحافظة فيصل بن حيدر وعدد من قيادات السلطة المحلية، الهتافات والشعارات المنددة باستمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب أبشع جرائم الإبادة والتجويع بحق سكان غزة في ظل صمت دولي ودعم غربي وتخاذل عربي وإسلامي معيب.

وأكدوا أن الخروج يأتي استجابة لنداء الواجب الإنساني والأخلاقي والديني، للتنديد بما تتعرض له غزة من إبادة وتجويع، منددين بالصمت العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان وحصار.

ودعا المشاركون الشعوب الحرة إلى اتخاذ مواقف عملية وفاعلة للضغط على الأنظمة المتواطئة ووقف جرائم العدو الصهيوني.

وجدد بيان صادر عن الوقفة، التأكيد على التمسك بالموقف الرسمي والشعبي الداعم لغزة وفلسطين كواجب إيماني، وتنفيذاً للتوجيهات الإلهية بالجهاد في سبيله، والصبر في هذه الطريق.

وأكد أن استمرار الخروج يأتي استجابة لنداء الواجب الإنساني والأخلاقي والديني، والثقة بوعود الله للمتقين بالنصر والفلاح، وللمجرمين بالخسارة، وكل تاريخ الأمم شاهد على ذلك.

وحمل البيان الصامتين والمتخاذلين من حكام وشعوب الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية تشجيع العدو على الاستمرار والتمادي في هذه الجرائم، داعيًا أحرار الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المستضعفين والمقدسات في فلسطين.

وحذر مما يحضّر له العدو الصهيوني من توسيع عدوانه على قطاع غزة، واستمرار حصاره وإبادته وجرائمه الوحشية بحق مليوني إنسان، مبينًا أن استمرار العدو الصهيوني في تنفيذ مخططه الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية بالإبادة الجماعية والتجويع والتهجير ستكون له تداعيات خطيرة على كافة البلدان والشعوب العربية والإسلامية، وسيكون مقدمة لاستباحة العدو لشعوب وبلدان أخرى، ما لم تتجه هذه البلدان لدعم صمود غزة التي هي جبهة الدفاع الأولى عن عزة وكرامة الأمة بأكملها

وطالب البيان إلى تبني مواقف عملية والخروج في مظاهرات والتوعية بخطورة المرحلة، واستنهاض الناس، وفضح العدو الصهيوني، والأمريكي والغربي، وكشف زيف عناوينهم الكاذبة وتعرية تواطؤهم وتعاونهم المخزي مع العدو الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • السيد القائد: عمليات الإسناد مستمرة في مسارها العسكري وفي البحر
  • السيد القائد يدعو لمليونية غدا الجمعة نصرة لغزة ويشيد بالخروج العظيم للشعب اليمني
  • مسيرة في الجوف تضامناً مع غزة وتنديدا بجرائم التجويع
  • السيد القائد يجدّد التأكيد على استمرار عمليات الإسناد اليمنية في مسارها العسكري والبحري
  • السيد القائد يدعو إلى خروج مليوني غدًا بالعاصمة صنعاء والمحافظات تأكيدًا على استمرار إسناد غزة
  • كلمة مرتقبة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • قائد ميداني في سرايا القدس: تدمير أكثر من 50 آلية صهيونية بعمليات نوعية شرق غزة
  • عباس يبحث مع ميلوني وقف الإبادة الإسرائيلية وحرب التجويع في غزة