في ظل الاهتمام المتزايد بما يُعرف بـ"الأطعمة الخارقة" برز مرق العظام كأحد أبرز الاتجاهات الصحية، ويُروج له كمشروب يعزز صحة المفاصل، ويُحسن مظهر البشرة، ويقوي الهضم، بل ويساعد على النوم. وقد نال شهرة بين مشاهير مثل غوينيث بالترو وسلمى حايك. ولكن رغم شعبيته، لا تزال فوائده الحقيقية محل نقاش علمي.
اللافت أن مرق العظام ليس ابتكارا حديثا، بل يمتد تاريخه إلى قرون مضت في الطبخ التقليدي والعلاج الشعبي، من المطبخ الصيني إلى مطابخ العالم.
يروج لمرق العظام على نطاق واسع كمشروب خارق يعزز صحة المفاصل، يمنح البشرة نضارة، ويساعد في تحسين الهضم والمناعة وحتى النوم. لكن ماذا يقول العلم عن هذه الادعاءات؟
الكولاجين وتأثيره على البشرة والمفاصليرتبط مرق العظام غالبا بسمعته كمصدر غني بالكولاجين الذي يتحول إلى جيلاتين أثناء الطهي، ويُعتقد أنه يحسّن مرونة الجلد ويخفف من آلام المفاصل. لكن الأبحاث العلمية لم تؤكد هذه الفوائد بشكل قاطع.
وعند استهلاك مرق العظام، يتحلل الكولاجين إلى أحماض أمينية تستخدم في وظائف متعددة داخل الجسم، دون توجيه مباشر نحو المفاصل أو البشرة. وتشير دراسة نُشرت عام 2019 بالمجلة الدولية للتغذية الرياضية إلى أن مرق العظام، سواء كان منزليًا أو مصنعًا، لا يحتوي على كميات كافية من المركبات الأساسية التي تعزز إنتاج الكولاجين، مما يجعله لا يتميز من الناحية التغذوية عن مصادر البروتين الأخرى مثل اللحوم أو البيض.
تشير بعض الأبحاث الأولية إلى أن الأحماض الأمينية الموجودة في مرق العظام، مثل الغلايسين والغلوتامين، قد تساعد في تهدئة الالتهابات المعوية. ووفق دراسة نُشرت في أبريل/نيسان من هذا العام من قِبل قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في "مايو كلينك" تم رصد تأثير مرق العظام في تحسين وظيفة الحاجز المعوي، خاصة لدى مرضى متلازمة القولون العصبي. كما أظهرت الدراسة دورًا محتملًا في دعم امتصاص العناصر الغذائية والتخفيف من حالات مثل داء الأمعاء الالتهابي.
إعلانومع ذلك، تبقى هذه النتائج محدودة، ويؤكد بعض الخبراء أن الحساء التقليدي مثل حساء الدجاج قد يوفر فوائد مشابهة دون الحاجة إلى استخدام مرق مركز.
الترطيب بعد المجهود البدنييحتوي مرق العظام على معادن مهمة مثل البوتاسيوم والمغنسيوم، الضرورية للحفاظ على توازن السوائل في الجسم، لا سيما بعد التمارين الرياضية أو الأعمال الشاقة. لذلك، يمكن أن يكون خيارًا جيدًا لإعادة الترطيب، بشرط أن يكون منخفضا في الصوديوم.
كما أن وجود الأحماض الأمينية فيه يساهم في دعم إعادة بناء العضلات، مما قد يساعد في تسريع التعافي وتحسين الأداء البدني بين جلسات التمرين.
تقوية المفاصليحتوي مرق العظام أيضا على مركّبات مثل الغلوكوزامين والكوندرويتين، والتي تُعرف بقدرتها على تقوية المفاصل. لكن الكميات الموجودة عادة في المرق لا تصل إلى الجرعات العلاجية التي توفرها المكملات الغذائية المتخصصة.
رغم الفوائد المحتملة لمرق العظام، فإن هناك بعض التحذيرات التي يجب أخذها بعين الاعتبار. فالعديد من المنتجات الجاهزة تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم التي قد تصل إلى 450 مليغراما في الكوب الواحد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ويجعله خيارًا غير مناسب لمن يعانون من أمراض القلب أو ضغط الدم المرتفع.
كما أن مرق العظام غني بمركبات البيورين التي قد تؤدي إلى زيادة مستوى حمض اليوريك في الجسم، وبالتالي تفاقم أعراض النقرس لدى بعض الأشخاص.
وبالإضافة إلى ذلك، تختلف القيمة الغذائية للمرق تبعًا لنوع العظام المستخدمة ومدة الطهي، مما يجعل تحديد فوائده بشكل دقيق أمرًا صعبًا.
نصائح للاستفادة القصوى من مرق العظام:يُنصح بتحضيره منزليا باستخدام الطهي البطيء أو على الموقد، لاستخلاص أكبر قدر ممكن من البروتين والكولاجين.
بحسب جوليا زومبانو أخصائية التغذية في مركز كليفلاند، يجب أن يكون المرق عند التبريد ذا قوام جيلاتيني، وإلا فإنه لا يُعد مرقًا غنيًا بالمغذيات بل مجرد حساء عادي.
ويُفضل تجنّب المنتجات الجاهزة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الملح أو الإضافات الصناعية.
ويجب تناول مرق العظام كجزء من نظام غذائي متوازن يشمل الخضراوات والفواكه والبروتينات المتنوعة، دون الاعتماد عليه كمصدر وحيد للعناصر الغذائية.
وإذا كنت تعاني من مشكلات صحية مزمنة مثل النقرس أو ارتفاع ضغط الدم، فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل إضافته بشكل منتظم إلى نظامك الغذائي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مرق العظام
إقرأ أيضاً:
أفضل أطعمة لتقوية العظام بعد سن الـ30.. تعرف عليها
تبدأ كثافة العظام بالانخفاض تدريجيًا كعملية طبيعية مع التقدم في العمر، خاصة بعد بلوغ الشخص سن الـ 30 حيث من الضروري أن يحافظ الشخص على نظامه الغذائي والحرص على تزويد الجسم بنسبة من الكالسيوم تتخطى 1000 ملي جرام يومًا للبالغين لتكوين عظام قوية.
وفقا لتقرير موقع «health site»، هناك أطعمة غنية بالألياف يجب تضمينها في وجبتك اليومية لعظام قوية بعد سن الثلاثين.
الأسماك الدهنيةيُعدّ السلمون والسردين والماكريل مصادر غنية بفيتامين د وأحماض أوميجا 3 الدهنية الغذائية، والتي تحسن امتصاص الكالسيوم وكثافة العظام، يضعف نقص فيتامين د العظام وتتضرر المفاصل، لذا بعد بلوغ الثلاثين، تعد الأسماك الدهنية غذاءً أساسيًا للوقاية من مشاكل المشي والجري.
الخضراوات الورقيةالخضراوات الورقية الخضراء، مثل السبانخ والكرنب والبروكلي، غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم، وهما معدنان يؤثران على صحة العظام، كما أنها غنية بفيتامين ك، الذي يلعب دورًا في عملية أيض العظام ويقلل من خطر الإصابة بالكسور، إضافة طبق من الخضراوات الورقية الداكنة إلى غداءك أو عشائك ستلاحظ قوة هيكلك العظمي بشكل ملحوظ.
المكسرات والبذوراللوز والجوز وبذور الشيا وبذور الكتان، فهي غنية بالمغنيسيوم والفوسفور والدهون الصحية، وهي جميعها عناصر غذائية مفيدة لبناء العظام، كما أنها تعد مصدرًا للبروتين النباتي اللازم لإصلاح الأنسجة والحفاظ على بنية العظام، تناول حفنة من المكسرات أو البذور يوميًا لتعزيز صحة عظامك.
الحليب ومنتجات الألبانيعد الحليب والزبادي والجبن من أغنى مصادر الكالسيوم، وهو المعدن الأهم لصحة العظام، كما أنها غنية بفيتامين د، الذي يحسن امتصاص الكالسيوم في الجسم، هذه المنتجات قليلة الدسم تغنيك تمامًا عن تناولها لضمان كثافة عظام سليمة وتجنب الإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة.
اقرأ أيضاً«الصحة» تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر أورام مصر
اللقاح درع الأمان.. «الصحة» تنصح بـ 3 لقاحات للوقاية من برد الشتاء